استنتاجات الموجز:
- ضربات جوية أمريكية على مجاميع مسلحة موالية لإيران والعراق يتبرأ من تزويدهم بمعلومات استخباراتية
- سقوط صواريخ على قاعدة عين الأسد وواشنطن تُقيّم تأثير الهجوم وإمكانية الرد
- استمرار تظاهرات الناصرية وسقوط عدد من القتلى والجرحى ومحافظات جديدة تنضم لمساندتها
قام الطيران الأمريكي بغارة على سبعة مواقع تابعة لمجاميع مسلحة موالية لإيران في سوريا قرب الحدود مع العراق، من بينها كتائب "حزب الله" وكتائب "سيد الشهداء" باستخدام قنابل ذكية، ردًا على الهجمات الأخيرة التي استهدفت قوات أمريكية وأخرى للتحالف الدولي. بدوره، أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن "الهدف كان يُستخدم من قبل المنفذين للهجمات الصاروخية في العراق". وقال مسؤولون أميركيون إن "الضربات الأخيرة رد فعل صغير للغاية على مجموعة صغيرة من المباني على حدود سوريا مع العراق، تستخدم لعبور مقاتلي الميليشيات والأسلحة داخل وخارج البلاد". وبرّر الأمريكان عدم استهداف هذه المجاميع في العراق "بتفادي رد فعل دبلوماسي من قبل الحكومة العراقية".
في الشأن ذاته، وفي معلومات أولية من المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت الضربة عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصًا. وفي تطور لافت، نفت وزارة الدفاع العراقية ما أعلنه "أوستن" حول الاستفادة من معلومات استخباراتية وفرها الجانب العراقي، قبل استهداف مواقع الجماعات المسلحة العراقية في سوريا. ولم تمض سوى أيام قليلة على تلك الضربة، حتى سقطت عشرة صواريخ جراد على قاعدة عين الأسد في محافظة الانبار، حيث تتواجد قوات أمريكية، لكنها لم تلحق أضرارًا بالقاعدة، بينما أكد "البنتاغون"، في أول تعليق له بعد الهجوم الصاروخي، مقتل متعاقد مدني أمريكي بسكتة قلبية. من جهته، قال رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إن هذه الهجمات "تنفذها مجاميع ليس لها انتماء حقيقي للعراق"، رافضًا محاولات "التشبث بانتماء غير حقيقي لإحدى الأجهزة الأمنية العراقية، وتحركها بغطاء مزيف".
من ناحيتها، أدانت السفارة البريطانية في بغداد استهداف "عين الأسد"، واعتبرته تقويضًا للحرب على "داعش". وقال البيت الأبيض إن "واشنطن تقوم بتقييم تأثير الهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد، وسنرد على الهجوم ونتبع أسلوب الرد على المهاجمين". بالمقابل، رجّح قيادي في تحالف "الفتح" أن تكون ضربات قاعدة "عين الأسد" تقف خلفها جهة مرتبطة بالأمريكان، حتى تتمكن من إلصاق التهمة بفصائل الحشد الشعبي.
كرديًا، تعرض النائب عن كتلة "التغيير الكردية" المعارضة، غالب محمد علي، لمحاولة اغتيال، فيما أصدرت الكتلة بيانًا تحدثت فيه عن مخطط لتصفية أعضائها. وفي ردٍ على اتهامات للحزب الديمقراطي الكردستاني بالضلوع في محاولة الاغتيال، قال قيادي في الحزب إن "الاتهامات الموجهة لحزبه باطلة، وهذه أفعال عصابات". يأتي ذلك بعد أن اتهم النائب الكردي، سركوت شمس الدين، فصيلًا داخل "الديمقراطي الكردستاني" بالوقوف خلف الاعتداء على النائب، وأضاف أن هناك ضغوطًا تمارس من قبل عائلة "البارزاني" لإطلاق سراح المتهمين بمحاولة الاغتيال الأخيرة. يُذكر أن النائب "غالب محمد" اتهم ثلاثة من ضباط الأمن المرتبطين بـ"الحزب الديمقراطي" بتنفيذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها، مضيفًا أنه تم الإفراج عنهم بضغط من "البارزاني".
على صعيد التظاهرات المستمرة منذ أيام في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، سقط خمسة قتلى من المتظاهرين، وجُرح أكثر من 100. وقام المحتجون بحرق الكرفانات الخارجية لمبنى ديوان المحافظة، فيما تضامنت مدينة الديوانية في محافظة القادسية، وقام المحتجون فيها بمحاصرة مبنى الحكومة المحلية، وطالبوا بإقالة محافظ القادسية ونائبيه، فيما قاموا بقطع الطرق بالإطارات المشتعلة. وفي وقت لاحق، قام "الكاظمي" بتعين رئيس جهاز الأمن الوطني، عبدالغني الأسدي، محافظًا لذي قار بالوكالة خلفًا للمحافظ المستقيل، ناظم الوائلي، في محاولة لتهدئة الشارع.
خارجيًا، أجرى وزير الخارجية، فؤاد حسين، زيارة رسمية إلى طهران، لمناقشة تجنب التوتر والتصعيد في المنطقة، وذلك بعد زيارةٍ أجراها إلى السعودية قبل أيام. وفيما يتعلق بالتراشق الكلامي بين سفيري إيران وتركيا في العراق، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن سبب عدم استدعاء سفيري الدولتين بعد تصريحاتهما بشأن السيادة العراقية، هو أن "جملة من الخطوات يمكن التعامل فيها قبل اللجوء إلى الاستدعاء"، موضحًا أن "القضية يمكن أن تُحل بسياقات دبلوماسية خارج إطار الاستدعاء وتسليم مذكرة احتجاج".
يُذكر أن أنقرة استدعت سفير طهران لديها على خلفية تصريحاته، التي اتهم فيها تركيا بانتهاك سيادة العراق، فيما ردت طهران باستدعاء سفير تركيا. وكان سفير إيران في العراق، إيرج مسجدي، قال في مقابلة متلفزة: "يجب ألا تكون القوات التركية مصدر تهديد للأراضي العراقية أو احتلالها، وعلى الاتراك الانسحاب لخطوط حدودهم الدولية". بالمقابل، رد السفير التركي في بغداد، فاتح يلدز، قائلًا: "سيكون سفير إيران آخر من يلقي محاضرة على تركيا حول احترام حدود العراق".
على صعيد خارجي آخر، وصل بغداد رئيس أركان الجيش السعودي في زيارة رسمية، بدعوة من رئيس أركان الجيش، الفريق أول ركن عبد الأمير يارالله، وذلك بعد زيارة قام بها وزير الداخلية، عثمان الغانمي، ووزير الخارجية، فؤاد حسين، إلى الرياض الأسبوع الماضي. بدوره، أكد مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، أن "العراق لا يريد أن يكون ساحة للصراع، ولا إلى جانب أي طرف"، وذلك خلال استقباله السفير الفرنسي، الذي بحث معه مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة. وشدد "الأعرجي" أن على الجانب الأمريكي التقدم بخطوة للأمام بأن يرفع العقوبات عن الشعب الإيراني، ليكون عامل تشجيع للجانب الإيراني للدخول في المفاوضات.
خارجيًا أيضًا، أكد أمين سر حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، على أهمية الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان، فرنسيس، إلى العراق لتوجيه الاهتمام إلى بلد يعاني جراح الحرب والإرهاب والعنف والاشتباكات. وأضاف "بارولين" أن الهدف من الزيارة هو إظهار قرب الأب الأقدس من العراق والعراقيين.
أمنيًا، شهدت منطقة الشامية بمحافظة الأنبار انفجار سيارة مفخخة أثناء تفكيكها، أسفرت عن مصرع ستة أشخاص، أربعة منهم من الحشد العشائري، واثنان من الجيش وجرح ثلاثة آخرين. كما أفاد مصدر أمني في محافظة ديالى بمقتل أربعة عناصر من "داعش" بقصف جوي، قام به طيران الجيش في ناحية جلولاء شمال شرقي قضاء بعقوبة.
في الأثناء، أكد نائب بلجنة الأمن والدفاع النيابية تجريف أكثر من 100 دونم من بساتين مثمرة في حوض زراعي شمال شرق ديالى، واعتبره أمرًا غير صحيح، وله آثار سلبية على العوائل، مضيفًا أنه "بدلًا من ذلك، نحتاج لجهد أمني استخباري دقيق للقضاء على عناصر داعش وإنهاء وجودهم".
داخليًا، أقر مجلس النواب مشروع قانون الناجيات الأيزيديات المقدم من رئاسة الجمهورية، وهو ما أشاد به رئيس الجمهورية، برهم صالح، وقال إنه "انتصار للضحايا من بناتنا الذين تعرّضوا لأبشع الانتهاكات وجرائم الإبادة الداعشية".