استنتاجات الموجز:
- بابا الفاتيكان يزور العراق ويلتقي " السيستاني"، و"الكاظمي" يعتبره يومًا وطنيًا للتعايش والتسامح
- "الكاظمي" يستثمر زيارة البابا بالدعوة إلى حوار وطني شامل يقابَل برفض من قبل المتظاهرين
- "روحاني" يطالب "الكاظمي" بتحرير الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك العراقية والحكومة العراقية تماطل
شهِد العراق هذا الأسبوع زيارة "تاريخية" لرئيس دولة الفاتيكان، البابا فرنسيس، التقى خلالها رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي. وخلال كلمته في كنيسة "سيدة النجاة" ببغداد، قال البابا إنه يفكر في الشباب العراقيين، مؤكدًا أن الصعاب جعلت الكثير منهم يهاجرون بلدهم. كما التقى البابا رئيس الجمهورية، برهم صالح، الذي قال إن "العراق لن يقبل بممارسة الإرهاب باسم الدين"، داعيًا لعودة المهجرين بما فيهم المسيحيين، فيما دعا البابا السياسيين العراقيين إلى "التصدي لآفة الفساد واستغلال السلطة". كما قام البابا بزيارة إلى مدينة أور التاريخية في محافظة ذي قار، وأقام فيها أول صلاة "موحدة للأديان".
وفي أول لقاء بين البابوية الكاثوليكية والمرجعية الشيعية، التقى البابا بالمرجع الشيعي، علي السيستاني، بمنزله بمدينة النجف، لم يحضره سوى مرافقي البابا. وكشف مكتب بابا الفاتيكان أن الأخير شدد خلال زيارته "السيستاني" على أهمية التعاون والصداقة بين الطوائف الدينية، "حتى نتمكن من المساهمة في خير العراق والمنطقة، والبشرية جمعاء". وفي وقت سابق، كشف مكتب "السيستاني" أن حديثًا دار بين الرجلين حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر، حيث أكد "السيستاني" على "اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية". بدوره، كشف بطريريك الكلدان في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو، أن "المرجع السيستاني قال للبابا إن السياسيين خيبوا أمله وأخذوا يبحثون عن مصالحهم"، مبينًا أنه "لا يستقبل أي سياسي في منزله".
من جانبه، أعلن "الكاظمي" تاريخ لقاء "السيستاني" و"البابا"، يوم 6 آذار/ مارس، يومًا وطنيًا للتعايش والتسامح في العراق. واستثمارًا لزيارة البابا، دعا "الكاظمي" القوى السياسية والفعاليات الشعبية ومعارضي الحكومة إلى "حوار وطني شامل، لإنجاح الانتخابات المبكرة، ومنح الشعب فرصة الأمل والثقة بالدولة والنظام الديمقراطي". من جهتهما، أكد رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم، دعمها لدعوة "الكاظمي"، للتوصل لاتفاق نهائي ووضع حلول جذرية لمشاكل الإقليم مع الحكومة الاتحادية. فيما رأى عمار الحكيم رئيس تحالف عراقيون، أن الفرصة "سانحة" للمضي بالحوار الوطني الشامل. كما أوضح نائب عن تحالف "سائرون" التابع لـ"الصدر"، بأن التحالف يؤيد دعوة "الكاظمي" للحوار.
بالمقابل، قال قيادي بتحالف "الفتح" إن العراق لا يحتاج لمثل هذا الحوار، "لأن كل الأطراف السياسية متواصلة مع بعضها"، واتهم "الكاظمي" بأنه يحاول "توظيف زيارة البابا بشكل غير مدروس، للإيحاء لبعض الأطراف بإمكانية جذبهم للعملية السياسية، وهذا سيؤدي لنتائج كارثية". في الوقت ذاته، رفض عدد من ناشطي تشرين دعوة "الكاظمي"، قائلين إن "موقفنا واضح، لن نجلس مع القتلة والمجرمين والفاسدين".
داخليًا، اتفق رؤساء الكتل السياسية على تمرير أربع مواد خلافية من أصل ست في قانون المحكمة الاتحادية. وحدد الاتفاق عدد القضاة بتسعة، إضافةً لأربعة من فقهاء الشريعة الإسلامية، واثنين من فقهاء القانون، ليكون المجموع 15 عضوًا، إضافةً إلى الاحتياط. وفي هذا الشأن، أكد عضو بـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" أن الكرد مع إقرار قانون المحكمة الاتحادية، لكن يجب أن يكون هناك عضوان من الكرد داخل المحكمة.
خارجيًا، حثَّ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال محادثة هاتفية مع "الكاظمي"، على ضرورة الإسراع في تحرير الأموال الإيرانية المجمدة في البنوك العراقية، واعتبر حجز الأموال الإيرانية مخالفًا للقانون، وتابع : "رغم الوعود المتكررة من قبل المسؤولين العراقيين، لم يتم الإفراج عن الموارد المملوكة لإيران". ووفقًا للبيان الإيراني، وصف "الكاظمي" العقوبات الأمريكية ضد إيران بأنها غير شرعية وقاسية، وسيبذل العراق جهوده لرفع العقوبات عنها، مضيفًا أن "الكاظمي" أعلن عن تشكيل لجنة خاصة لتسهيل عبور البضائع بين البلدين. يذكر أن تقارير إيرانية أفادت بأن ديون العراق لإيران تبلغ ستة مليارات دولار.
بالمقابل، كشف بيان لمكتب "الكاظمي" أن الطرفين اتفقا على "دعوة جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة لتعزيز الهدوء"، وأن "روحاني" ندَّد بكل الأنشطة المخلّة بأمن العراق، وعبر عن استنكار إيران لها. وفي سياق منفصل، نفى الناطق باسم رئاسة الجمهورية تصريحًا "مفبركًا" تم تداولته إعلاميًا، منسوبا للرئيس بأن العراق مستعد لتوقيع اتفاق سلام مع "إسرائيل" بالتنسيق مع الفلسطينيين.
على صعيد خارجي آخر، وإثر إصدار إقليم كردستان طابعًا بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان، أظهر فيها خارطة لكردستان شملت أجزاءً من تركيا وإيران، هاجمت سفارة تركيا في بغداد حكومة الإقليم وقالت: "يحاول بعض قادة إدارة الإقليم الكردي تجاوز حدودهم، واستخدام زيارة البابا للكشف عن أحلامهم الفارغة تجاه وحدة أراضي الدول المجاورة للعراق". وطالبت السفارة سلطات الإقليم "بتصحيح هذا الخطأ الفادح، في أسرع وقت ممكن وبشكل واضح". كما احتجت الخارجية الإيرانية على الأمر ذاته، مشيرةً إلى أن بلادها قدمت مذكرة احتجاج للحكومة العراقية، ودعتها "لتصحيح هذا العمل غير الودي على الفور".
على صعيد التواجد الأجنبي بالعراق، كشف قائد بعثة "الناتو" بالعراق أن "عدد البعثة أكثر من 300 شخص ومهمتنا غير قتالية مع وزارة الدفاع"، وأضاف أن "الزيادة في عدد قوات الناتو جاءت بعد اجتماعنا مع مستشار الامن الوطني، الذي قدم طلبًا رسميًا بزيادة عدد وتوسيع قوات الناتو في العراق". من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن بلاده ستحدد المكان والزمان المناسبين "لو أردنا الرد على هجوم قاعدة عين الأسد، في محافظة الأنبار"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن واشنطن تعتزم الرد على استهداف القاعدة إذا وجدت ضرورة لذلك.
في ملف الحراك الشعبي، قال "الكاظمي" إن "أحداث الناصرية كانت مؤلمة ووعدنا الأهالي بأن نبحث عن الجناة، وقد وصلنا إلى نتائج مهمة جدًا". بالمقابل، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الحكومة للحفاظ على هيبة الدولة، مشيرًا إلى أن "بعض الجهات السياسية تعمل على استغلال المندسين في الاحتجاجات السلمية". وفي كلام فُسر بأنه تهديد جديد للمتظاهرين، قال "الصدر": "أنصح بأن لا يكون هناك خلاف بين الإخوة في تشرين والتيار الصدري، وصراعات غير قانونية، يتخللها الخطف والقتل والكلام البذيء، وهذه الأمور سيستغلها العدو والطرف الثالث (الفاسد)"
في شأن أمني متصل، انفجرت رمانة يدوية في مكب نفايات قرب جسر الأئمة ببغداد، أثناء توافد الزائرين لمرقد الإمام "موسى الكاظمي" بذكرى وفاته، أدى لمقتل امرأة وجرح آخرين.