استنتاجات الموجز:
- مفوضية الانتخابات تلغي انتخابات الخارج لأسباب فنية وقانونية وصحية وسط اعتراض الأحزاب الكردية
- استهداف ضباط مخابرات عراقيين بعد تهديدات واتهامات للجهاز من قبل قادة مليشيات موالية لإيران
- استعراض عسكري بشوارع بغداد لجماعة "ربع الله" التي تهدد عملاء أمريكا والسعودية وسط صمت "الكاظمي" وحكومته
استكمالًا لتحضيرات المفوضية المستقلة للانتخابات لإجراء الانتخابات المبكرة في تشرين الأول/ أكتوبر القادم، قرر مجلس المفوضين بالمفوضية عدم إجراء الانتخابات البرلمانية في الخارج، لأسباب فنية وقانونية وصحية. وبررت المفوضية ذلك بأن إجراء العملية الانتخابية في أماكن غير خاضعة للسيادة العراقية، يجعلها خاضعة لقوانين تلك الدول، ولا ولاية للقضاء العراقي على المخالفات والتجاوزات التي قد تحصل خلالها.
وفي أول تعليق كردي على القرار، أكد عضو بـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أن قرار المفوضية حرمان لملايين المواطنين العراقيين الذين أجبرتهم الظروف على مغادرة البلد، وأن تبريرات المفوضية غير منطقية ولا مقبولة. وأشار العضو إلى أن "الكرد سيتضررون من هذا القرار، وكذلك الأقليات الأخرى من المسيحيين والأيزيديين، خاصةً وأن لدينا الآلاف من المواطنين الكرد المهاجرين".
أمنيًا، شهد هذا الأسبوع استهدافات عديدة لضباط في جهاز المخابرات العراقي؛ حيث قامت مجموعة مسلحة باغتيال ضباط برتبة مقدم ينتمي للجهاز وسط بغداد. يُذكر أن الجهاز تعرض خلال الأسابيع الأخيرة لهجوم سياسي وانتقادات من قبل أطراف سياسية وفصائل مسلحة؛ حيث كشف زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، قبل أيام عن دخول فريق إماراتي لإدارة جهاز المخابرات العراقي. وبعد حادثة الاغتيال الأخيرة، وقع هجوم بقنبلة يدوية استهدف منزل ضابط آخر برتبة مقدم في وزارة الدفاع، وسط بغداد دون وقوع خسائر بشرية.
أمنيًا أيضًا، شهدت مدينة "أبو صيدا" التابعة لمحافظة ديالى مقتل جندي إثر إصابته بطلق ناري من قناص من تنظيم "داعش"، الذي غالبًا ما يلجأ لأسلوب القنص في ديالى لاستهداف القوات الأمنية الحكومية. وفي هذا الشأن، قال عضو بلجنة الأمن والدفاع النيابية إن "نصف ضحايا الإرهاب في ديالى جراء استخدام أسلحة القنص، والتي غالبًا ما تتم في الليل، الأمر الذي يدل على امتلاك داعش لأسلحة متطورة ذات نواظير ليلية".
في شأن متصل، نفت قوات الحشد الشعبي في ديالى توقف عملية "شيخ بابا" العسكرية شمال شرق المحافظة. وأن العملية دخلت أسبوعها الثاني بمشاركة مفارز من ثمانية ألوية، إضافةً إلى قطعات الفرقة الأمية والاستخبارات. هذا، فيما شهد الأسبوع الحالي انفجار عبوة جديدة على رتل للتحالف في محافظة بابل دون إصابات بشرية، وهو الهجوم الثاني خلال الـ24 ساعة الأخيرة، والـ36 من نوعه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
قضائيًا، وفيما يتعلق بإلقاء القبض على المحلل السياسي، إبراهيم الصميدعي، أوضح القضاء أن التوقيف جاء على خلفية صدور مذكرة قبض بحقه، إثر تهجمه على مؤسسات رسمية ووصفها بصفات وعبارات سيئة (لا يليق ذكرها)، تخرج عن حدود حرية التعبير عن الراي المكفول دستوريًا، وذلك لقاء مبالغ مالية تدفع له. وأضاف القضاء أنه سيعرض على المحكمة لاتخاذ الإجراءات الأصولية والقانونية بحقه، لكن بعد يوم واحد أعلن مصدر قضائي إطلاق سراح "الصميدعي" بكفالة مشروطة.
على صعيد التظاهرات المستمرة في محافظة ذي قار وباقي محافظات الوسط والجنوب، قام عدد من المتظاهرين بمنع قائم مقام الرفاعي الجديد من الوصول إلى مبنى دائرته، فيما قامت قوة من الجيش بمنع الموظفين من دخول مبنى ديوان محافظة ذي قار، لتأمين المبنى بناءً على أوامر عليا. من جانب آخر، خرج عشرات من موظفي العقود في دائرة صحة ذي قار، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، والمطالبة بتثبيتهم على الملاك.
وفي خضم الدعوات للخروج بتظاهرة كبيرة مطلع نيسان/ أبريل القادم، حدد متظاهرو محافظتي ذي قار وبابل، موقفهم من تلك الدعوات بالقول إن "التظاهرات في المحافظة لم تتوقف وتجري بين فترة وأخرى"، وأضافوا: "إذا كان الهدف من الدعوة لهذه التظاهرات هو تنظيمها في كل المحافظات والانطلاق بتظاهرات موحدة وكبيرة حتمًا فإن الجميع معها".
في تطور أمني جديد، قامت ما تسمى حركة "ربع الله" بتنفيذ انتشار مسلح في عدد من مناطق بغداد، وألقى ملثم من الحركة بيانًا تضمن مجموعة من المطالب المالية والاقتصادية منها: "إقرار الموازنة، وتراجع سعر صرف الدولار، وعدم تسليم الموازنة إلى البارزاني (حكومة إقليم كردستان) دون دفع مستحقات النفط والمعابر"، فيما حذرت هذه المليشيا ما أسمتهم "عملاء أمريكا والسعودية في العراق".
بالمقابل، أشار مغردون إلى أن سبب قيام المليشيا بالاستعراض هو قيام وكيل الاستخبارات في وزارة الداخلية، الفريق أحمد أبو رغيف، بتوقيف أحد عناصرها. يذكر أن المستعرضين تهجموا على "أبو رغيف"، وحملوا صورًا تحمل عبارات تهديد له، واستهانة به وبرئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، وتهدد بقطع أذنيه.
من جانبه، قال "مقتدى الصدر" إنه مستعد للتعاون مع الحكومة لإنهاء الأعمال المسلحة التي تستهدف أمن العراق، مضيفًا: "على الحكومة العمل بجد وحزم ضد الأعمال المسلحة التي تستهدف أمن العراق والمواطنين مهما كان انتماء الفاعلين". وبعد خروج مسيرات "ربع الله" المسلحة غرد "الصدر" قائلًا: "إن كانت الجهة التي قامت بالاستعراض تنتمي للحشد فعليه معاقبتها، وإلا فإعلان البراءة منها".
خارجيًا، تسلم الرئيس، برهم صالح، رسالة خطية من أمير قطر، تميم بن حمد، سلّمها نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، محمد بن عبدالرحمن، تضمّنت دعوة رسمية لزيارة قطر. وقال الوزير إنه أجرى لقاءات مثمرة مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، نقل خلالها تحيات أمير وشعب قطر، وتم الاتفاق على إعادة تفعيل لجنة التعاون الاقتصادي، مؤكدًا تطلع بلاده للاستثمار في العراق ودعم استقراره. من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين: "سنعمل على تفعيل الاتفاقات بين البلدين". كما قام "بن عيد الرحمن" بزيارة عاصمة إقليم كردستان حيث استقبله نائب رئيس الإقليم، وسيجري هناك لقاءات مع رئيس الإقليم، نيجيرفان بارزاني، لبحث ملفات مشتركة بين الجانبين.
على صعيد الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، كشف موقع غرفة التجارة الأمريكية عن أبرز المناقشات بين الجانبين، والتي من المقرر عقدها في نيسان/ أبريل المقبل، نقلًا عن المجلس التجاري الأمريكي-العراقي، بأن المجلس يوصي بالتركيز على محاور رئيسة تتخللها فرص اقتصادية وتجارية، فضلًا عن بقاء ملف الأمن والسياسة في مقدمة اهتمامات إدارة "بايدن" الجديدة تجاه العراق.
كما أوصى المجلس التجاري بأن "تأخذ الإدارة الأمريكية بنظرها أربعة محاور رئيسة، تشتمل على الجانب الصحي ومشاركة القطاع الخاص فيه وتمكين العراق من الاعتماد على نفسه في تصنيع الغاز، ودعم إصلاحات القطاع المالي، وتشجيع تطوير مناطق الاقتصاد الخاصة لتحشيد الاستثمار وخلق فرص عمل في البلد.