استنتاجات الموجز:
- تأجيل القمة الثلاثية بين العراق والأردن ومصر مقابل توجه "الكاظمي" للرياض للفوز بصندوق استثماري بثلاثة مليارات دولار
- البرلمان يُقر موازنة عام 2021 ويثبّت سعر الدولار بـ1450 دينار وسط ابتهاج الكرد رغم عدم تمرير كل ما يريدون
توجه رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى الرياض تلبيةً لدعوة رسمية من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لزيارة المملكة، حيث التقى ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي كان أجرى معه مكالمة هاتفية قبل الزيارة، بحثا خلالها مبادرة "الشرق الأوسط الخضراء"، وأهمية رفع كفاءة إنتاج عمليات إنتاج النفط، فيما أكد "الكاظمي" على دعم مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن.
من جانبه، أكد السفير السعودي بالعراق على أن زيارة "الكاظمي" تُعد مهمة وأنها جاءت في توقيت مهم، فيما أعلنت المملكة عن توقيع خمس اتفاقيات مع العراق، في مجال منع الازدواج الضريبي بين حكومتي البلدين، وتمويل الصادرات السعودية، واتفاقية التعاون في مجال التخطيط التنموي للتنويع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص. هذا، إضافةً لمذكرة تعاون مشترك بين دار الكتب والوثائق الوطنية العراقية وبين دار الملك عبدالعزيز السعودية، ومذكرة تفاهم بين شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية.
ووفقًا لبيان مشترك عن الطرفين، تم الاتفاق على إنشاء صندوق عراقي سعودي يُقدّر رأسماله بقيمة ثلاثة مليارات دولار. وفي حديثه للصحفيين، قال "الكاظمي" إن العراق لن يصبح نقطة هجوم على المملكة، وإنه على يقين بأن الحضور السعودي على الصعيد الاقتصادي والتعاون السياسي وتبادل وجهات النظر، سيلعب دورًا كبيرًا في استقرار المنطقة واستقرار العراق.
وعن التحديات التي تواجه حكومته، أشار "الكاظمي" إلى أن "هناك مجموعة من الشباب المتحمس في العراق يريد محاربة السلاح المنفلت بطريقة تؤدي لصدام أو حرب أهلية، وهذا لن نسمح به". وفي هذا الصدد، أكد وزير الداخلية السعودي أن التعاون الأمني بين البلدين يشهد تطورًا مستمرًا وتنسيقًا وثيقًا. بدوره، قال مستشار "الكاظمي" إن "بغداد تعيش وضعًا معقدًا، مضيفًا أن "الدول المحيطة بدأت تتفهم وضعنا، والمجتمع الدولي يحاول تفكيك تلك المشاكل"، وأوضح أن "ظاهرة السلاح المنفلت تمر حاليًا بمرحلة الضعف، وربما ستنتهي بوقت قريب، لتتمكن الحكومة من تنفيذ مشاريعها".
في الأثناء، تم تأجيل القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، التي كان المقرر إجراؤها الجمعة الماضية إلى أجل غير مسمى، تضامنًا مع فاجعة قطاري سوهاج في مصر. من ناحيته، أكد مستشار "الكاظمي" أن القمة ستطرح مشروع "المشرق الجديد"، وهو مشروع ذو أبعاد اقتصادية مهمة للعراق ودول المنطقة، وربما تنضم دول جديدة له، والتي سماها "دول الاعتدال". وأشار المستشار إلى أن لبنان ينضم لهذه القمة لاحقًا، وكذلك سوريا واليمن بعد أن يعود الاستقرار إليهما. وقال مصدر حكومي عراقي إن القمة تهدف لبناء محور سياسي مستقل في المنطقة، بينما قالت الخارجية العراقية إن مشروع "المشرق الجديد" ذو أهداف اقتصادية وليس موجهًا ضد أي طرف.
وفي اجتماع على مستوى وزراء الخارجية للبلدان الثلاث في بغداد، قال وزير الخارجية، فؤاد حسين، إنهم بحثوا تسهيل منح الفيزا لدخول مواطني الدول الثلاث. من جانبه، قال الناطق باسم الخارجية إن الوزراء "ناقشوا القضايا الاقتصادية والإقليميّة والدوليّة التي تحظى بالاهتمام المُشترَك، وتطوُّرات الأوضاع في المنطقة، بما في ذلك القضيّة الفلسطينيّة، والأزمة السوريّة، والحرب على الإرهاب، ومستجدات الأزمة اليمنيّة، والليبيّة".
على صعيد الحوار بين العراق والولايات المتحدة، أعلنت الخارجية الأمريكية رسميًا عقد الحوار الاستراتيجي في السابع من نيسان/ أبريل الجاري، وأن الملفات التي سيتم مناقشتها تتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب والاقتصاد والطاقة. يُذكر أن الولايات المتحدة قررت تمديد إعفاء العراق لاستيراد الكهرباء من العقوبات المفروضة على إيران لمدة أربعة أشهر إضافية.من جهته، قال "الكاظمي" إن "العراق لا يحتاج لقوات أجنبية على الأرض، لكنه بحاجة لدعم الطيران الدولي"، مضيفًا أن "العلاقة بين واشنطن وبغداد يجب أن تتحول إلى مصلحة أمريكية عراقية، في مجالات الاقتصاد والأمن والثقافة والصحة والمجالات الأخرى".
خارجيًا أيضًا، وخلال زيارته لفرنسا، قال رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني، إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أكد على أهمية دعم العراق وإقليم كردستان وسيادته، وإن فرنسا مستعدة لدعم العراق في إطار التحالف الدولي في الحرب ضد الإرهاب، مضيفًا أن "العلاقة مع دول الجوار وبالأخص سوريا كان موضوع حديثنا أيضا مع السيد ماكرون."
داخليًا، وفيما يخص الموازنة العامة للدولة، صوت البرلمان على مجمل فقرات قانون موازنة 2021، فيما قال "بارزاني" إن "الإقليم ليس عقبة أمام تمرير الموازنة، وإعمار أي مدينة عراقية من دواعي سرورنا، بل سيلتزم بكافة الاتفاقات". وأشار رئيس الإقليم إلى أن المشكلة الجوهرية في العلاقة بين الإقليم وبغداد هي "عدم تعامل بغداد معنا وفق النظام الفيدرالي"، مشددًا على أنه آن الأوان للعمل على ترسيخ النظام الفدرالي في العراق. كما أكد "بارزاني" أن الإقليم "سيلتزم تمامًا بالاتفاق المبرم حاليًا مع حكومة الكاظمي، ونأمل أن تمر هذه المسألة"، وتابع: "جهود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لتخفيف الخلافات وتحقيق الاتفاق هي محل تقدير وشكر".
بالمقابل، قال عضو باللجنة المالية النيابية إن هناك كتلًا سياسية ترفض تمرير الموازنة بالمطلق، وتحاول "لي الأذرع وهذا غير مقبول ولن نسمح به"، وتابع بأن برميل النفط سيتحول إلى 46 دولار بالموازنة من لإلغاء الاقتراض الخارجي. من جانبه، اعتبر نائب عن تحالف "سائرون" أن أي محاولة للطعن في قانون الموازنة للعام الحالي 2021، سيكون بمثابة "انتحار سياسي وانتخابي."
في الشأن ذاته، قال مسؤول في البنك المركزي: "لا عودة لسعر الدولار السابق، وأي قرار بالتخفيض يعني التوجه لمذبحة اقتصادية، مضيفًا: "السعر الحالي للدولار معقول جدًا والبنك استقر عليه"، وأردف أن "خفضه يعتبر خطيئة كبرى لن يتجه لها البنك المركزي". كما قال مستشار محافظ البنك المركزي إن "عملية رفع الدولار مقابل الدينار تأخرت كثيرًا لكون هذا الأمر ساهم في حماية المنتج المحلي، إضافة إلى أن عملية الرفع زادت من الكلف المالية للدول المصدرة للعراق بنسبة 22%، ما يساهم بزيادة التنافس بين المنتج المستورد والمنتج المحلي".
أمنيًا، أكد حرس الحدود على عزمه على منع التهريب والإرهاب على الحدود مع الجانب السوري، وقال قائد حرس الحدود إنه "تم الشروع في تأمين الحدود مع الجانب السوري ووضع الأبراج والكاميرات الحرارية"، مضيفًا أن "أكثر من 150 برجًا سيتم نصبها في قاطع جبل سنجار"، ومؤكدًا أن "الوضع في تحسن مستمر ومنظومة الكاميرات فعالة".