استنتاجات الموجز:
- الاحتلال يواصل تدخله في مجرى الانتخابات عبر استمرار الاعتقالات ومحاولة منع إجرائها في مدينة القدس
- شبهات حول استعمال حركة فتح موارد السلطة في سلوكها الانتخابي وحديث عن استهداف إعلامي لمرشحي "حماس".
تصدّر احتمال عرقلة الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس ومماطلته في إعطاء الموافقة عليها للسلطة الفلسطينية، ولجهات دولية مختلفة تواصلت معه بهذا الخصوص، تصريحات ناطقين ومسؤولين في الفصائل خلال الأيام الماضية. وأثار احتمالي منع الاحتلال إجراء الانتخابات في القدس تساؤلات حول السيناريوهات التي ستسير فيها الفصائل، سواءً عبر مواجهة القرار أو التسليم بتأجيل الانتخابات.
في السياق، أفادت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية بأن إجمالي عدد المرشحين للانتخابات البرلمانية بلغ 1389 مرشحًا. ونشرت اللجنة الكشف الأول للقوائم المرشحة للانتخابات البالغ عددها 36 قائمة، تزامنًا مع فتح باب الاعتراض على أي قائمة أو مرشح لمدة ثلاثة أيام. بدورها، أيدت محكمة الانتخابات قرار اللجنة برفض اعتماد طلب الأسير في سجون الاحتلال، حسن سلامة، في قائمة “القدس موعدنا”، التابعة لحركة "حماس"، لعدم وجود اسم له في السجل الانتخابي، وهو ما قوبل برفض شديد من "حماس". كما انتقدت حركتا "حماس" و"الجهاد" تصريحات”ناصر القدوة“ التي هاجم فيها الحركات الإسلامية، ما تسبب في خلافات شديدة في أوساط "قائمة الحرية" التي تجمع "القدوة" بأنصار "مروان البرغوثي".
من جانب آخر، كثر الحديث حول مخالفات وانتهاكات انتخابية قامت بها حركة "فتح"؛ إذ شهد اجتماع القائمة الانتخابية للحركة في رام الله شبهات بمخالفات قانونية، أبرزها الاشتباه باستخدام مقدرات هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتطعيم بعض المشاركين، إضافةً لمخالفة واضحة لقانون الانتخابات، بنشر فيديوهات اعتبرتها الجهات الرسمية دعاية انتخابية، وأعقبها تحذير من رئيس لجنة الانتخابات، حنا ناصر، لقيادة الحركة بهذا الخصوص. كما شهدت ساحات المحاكم محاكمة عدد من النشطاء الفلسطينيين، على خلفية قضايا ذات طابع سياسي. وأفاد المحامي، مهند كراجة، بأنه شهد محاكمات متزامنة لعدد من النشطاء في الضفة، منهم الناشط "عيسى عمرو" والصحفي "أنس حواري" و"زكريا خوالدة" والأسير المحرر "صديق عودة".
من جانبه، واصل الاحتلال استهداف قيادات وعناصر "حماس" في الضفة، بهدف التدخل والتأثير في نتائح الانتخابات، حيث اعتقل القيادي في الحركة ومرشحها، حسن الورديان، عقب اقتحام منزله في مدينة بيت لحم جنوب الضفة. وكشف النائب في المجلس التشريعي، ناصر عبد الجواد، عن وجود "مخطط" تقوده جهات أمنية بالسلطة في رام الله لاستهداف مرشحي قائمة "القدس موعدنا"، ومحاولة قتلهم معنويًّا من خلال بث إشاعات والعمل على تشويههم.
بالمقابل، حذّر ضبّاط في جيش الاحتلال من حالة الفلتان في الضفة؛ حيث يَسعى طرف في السلطة لإظهار سيطرته وقوته، في وقت لا تتدخّل فيه الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهو ما يُظهر تآكل مكانة السلطة. ولفت هؤلاء الضباط إلى أن الجيش رفع حالة التأهُّب، وأنه يُجري استعدادات لحشد قوات أخرى قبيل الانتخابات، تحسبًا لهجمات فلسطينية، مشيرين إلى أنه في حال قرَّر "عباس" إلغاء الانتخابات بذريعة انتشار”كورونا“ أو بسبب تدخُّل من الاحتلال، فإن هذا قد يؤدي لموجة تصعيد في أنحاء الضفة.
في سياق آخر، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنها تعتزم تقديم مساعدات للفلسطينيين بقيمة 235 مليون دولار؛ حيث ستستأنف تمويل وكالة "أونروا" التابعة للأمم المتحدة، ومساعدات أخرى قطعها الرئيس السابق، دونالد ترمب. وأعلن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، عن الحزمة التي تشمل مساعدات إنسانية واقتصادية وتنموية، باعتبارها في إطار جهود لإصلاح العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين التي انهارت تقريبًا خلال ولاية "ترامب". كما أكدت الخارجية أن إدارة "بايدن" تعتبر أن الضفة فعليًا أرض ”محتلّة“ من قبل ”إسرائيل“، وذلك بعد تقرير أصدرته الوزارة وامتنعت فيه عن استخدام هذا المصطلح.
في غزة، التقى مسؤولون مصريون بمسؤولين من ”حماس“ بعد زيارة مفاجئة للوفد الأمني المصري الذي يتابع عدة شؤون، بينها العلاقة الثنائية وقضايا أمنية مشتركة والتهدئة مع الاحتلال، والمصالحة الداخلية وملف تبادل الأسرى. وقالت مصادر مطلعة إن النقاشات ركّزت على المصالحة وإنجاح الانتخابات، مضيفةً أنه ”تم التطرق لاعتقال نواب من حماس وتهديد إسرائيل لهم، كما تم التطرق إلى الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة (لقاء الفصائل)، بما في ذلك كيفية الإشراف على الانتخابات في القطاع والالتزام بالنتائج“.
أمنيًا، أعلنت وزارة الصحة استشهاد شاب فلسطيني من قرية بدو شمال غرب القدس، برصاص "إسرائيلي" أثناء قيادته لسيارته، فيما استشهدت مسنّة في الخليل جراء دهسها من قبل مستوطن، كما عاث آخرون خرابا في أحد المناطق الأثرية، بينما نفذت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة، خلال مداهمات للعديد من مناطق الضفة، إلى جانب هدم عدة منازل ومنشآت.
من جهة أخرى، واصلت جماعات المستوطنين اقتحاما المسجد الأقصى، وعدة مناطق تاريخية وأثرية في الضفة، وأقامت فيها “طقوسًا تلمودية”، تلبيةً لدعوات جماعات استيطانية متطرفة، لإحياء أحد الأعياد اليهودية. كما صادقت حكومة الاحتلال على بناء أكثر من ألفي وحدة استيطانية شرق القدس، عبر ما يسمى "اللجنة المحلية للتخطيط والبناء". وقبل أيام أقرت حكومة الاحتلال أيضًا تعديلات وإضافات للمشروع الاستيطاني، الذي قدمته "بلدية الاحتلال" بالقدس المحتلة قبل ثلاثة أسابيع لبناء 930 وحدة استيطانية جديدة، ضمن خطة شاملة لتوسعة مستوطنة "بسغات زئيف".
في مسجدات "كورونا"، وإثر الارتفاع الكبير في أعداد المصابين في غزة، أبقت الجهات المختصة على قرارات التشديد بإجراءات الوقاية، ودفعت بالعديد من فرق الشرطة لمتابعة الحالة على الأرض، للحد من التفشي الخطير للوباء، فيما لا يُستبعد فرض الإغلاق الشامل خلال الأيام المقبلة، في حال لم ينخفض معدل الإصابات. وفي الضفة، بدأت الحكومة العمل بقرارات جديدة بعد انقضاء مدة العمل بالإجراءات الوقائية السابقة، وبحسب الناطق باسم الحكومة، إبراهيم ملحم، نصت القرارات، وعددها 18 قرارا، على انتظام الدوام للصفوف الأساسية من الأول للسادس والتوجيهي ورياض الأطفال اعتبارًا من الأسبوع المقبل، مع مراعاة التعليمات الصحية والوقائية، على أن تتلقى الهيئات الإدارية والتدريسية التطعيمات، مع استمرار منع حركة وانتقال المواطنين ووسائل النقل بأنواعها يوميًا من السابعة مساءً حتى السادسة صباحًا.
إلى ذلك، بدأت السلطة صرف رواتب الأسرى في سجون الاحتلال والأسرى المحررين والجرحى وأهالي الشهداء، عبر مكاتب البريد الفلسطيني بعد أن تم إغلاق نحو 35 ألف حساب لهم في البنوك العاملة في الأراضي الفلسطينية، إثر أمر عسكري "إسرائيلي" يمنع التعامل مع تلك الرواتب تحت طائلة التهديد لتلك البنوك. وشهد مركز البريد في رام الله اكتظاظًا للأسرى المحررين وأهالي الأسرى والشهداء والجرحى، وسط انتقادات لما سماه أسرى محررون "إجراء لا يليق بالأسرى".
خارجيًا، طالب رئيس الدائرة الإعلامية في "حماس" بالخارج، رأفت مرة، السلطات السعودية بضرورة الإفراج الفوري عن ممثل الحركة، محمد الخضري، والمعتقلين الفلسطينيين كافة بسجون المملكة، مؤكدًا على استعداد الحركة للحوار مع مختلف المستويات الوزارية والحكومية السعودية، للإفراج عن المعتقلين.
في سياق منفصل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس، محمود عباس، أنهى فحوصات طبية كانت مقررة له مسبقا في ألمانيا، مؤكدةً أنه “بصحة جيدة وسيعود إلى أرض الوطن يوم الخميس”. وأفادت مصادر فلسطينية بأن مروحيتين أردنيتين حطتا في مقر الرئاسة في رام الله لنقل "عباس" ومرافقيه دون العبور عبر الحدود "الإسرائيلية".