الموجز الأسبوعي اللبناني 25 آذار 2021

الموجز الأسبوعي اللبناني 25 آذار 2021

الساعة : 23:15
25 مارس 2021
الموجز الأسبوعي اللبناني 25 آذار 2021

استنتاجات الموجز:

-        التصعيد بن "عون" و"الحريري" وخطاب "نصر  الله" الأخير  مؤشر على دخول البلاد مرحلة استقطاب سياسي جديدة وطول أمد التشكيل الحكومي

-        كلام "نصر الله" حول "الحرب الأهلية" وتحذيرات "الداخلية" وتدريب "الحزب" ترفع مستوى التخوف من الفوضى الأمنية

-        أزمة متصاعدة في قطاع المواد الغذائية وسط ارتفاع الأسعار وتأرجح الدولار  تنذر بفوضى اجتماعية عارمة.

دخل لبنان مرحلة جديدة من الاشتباك السياسي، وبدا جليًّا مدى عمق الأزمة في البلاد وانعدام أي آفاق للحلحلة على المستوى الداخلي، وسط قلق دولي من مآلات الانحدار المتسارع في الأوضاع المعيشية والاقتصادية. فمن قصر بعبدا صوب الرئيس المكلّف، سعد الحريري، سهام غضبه على رئيس الجمهورية، ميشال عون، رافضًا تعاطي الأخير  معه كـ"باش كاتب" إثر إرساله لائحة بالحقائب الوزارية مع توزيعها الطائفي لتعبئتها بأسماء الوزراء، كاشفًا بالمقابل أمام الرأي العام عن تشكيلته الحكومية التي كان تقدم بها للرئيس "عون" منذ أربعة أشهر، ومُؤيدًا في موقفه من  رؤساء الحكومات السابقين، الذين انتقدوا مخالفة "عون" الصريحة للدستور.

ويأتي هذا التصعيد، بعد خطاب "عالي السقف " لأمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، رسم فيه ملامح مرحلة جديدة ووجّه رسائل في كافة الاتجاهات، للحلفاء والخصوم؛ حيث جاءت الرسالة الأولى للرئيس بمثابة تأييد لحليفه في قصر بعبدا، بعدما نصح بتشكيل حكومة "تكنو سياسية"، لينسف بذلك أسُس المباردة الفرنسية التي ركزت على "حكومة مهمَّة" من الاختصاصيين. وتمثلت الرسالة الثانية في الضغط على "الحريري" لدفعه نحو تشكيل الحكومة، تحت طائلة التلويح بتفعيل حكومة تصريف الأعمال والذهاب إلى تعديلات دستورية، لتحديد الضوابط في عملية التكليف والتأليف.

أما الرسالة الثالثة، فقد فتحت البلاد أمام خطر "الحرب الأهلية"؛ حين أكد "نصر الله" أنها "لا تحتاج إلى صواريخ بعيدة المدى بل إلى أسلحة فردية ومتوسطة متوفّرة لدى جميع اللبنانيين دون استثناء"، بينما كانت الرسالة الرابعة موجهة إلى الجيش وقوى الأمن بضرورة فتح الطرق بل وإمكانية أن يلجأ الحزب إلى القيام بذلك.

في غضون ذلك، كانت الرسالة الأهم (متعددة الأوجه) لحليفه رئيس مجلس النواب ، نبيه بري، دون أن يسميه، إذ حمّل مسؤولية الانهيار المالي إلى حاكم مصرف لبنان الذي يصر "بري" على حمايته، وركز على عمليات قطع الطرق في المناطق الحساسة، والتي نزل عناصر من "أمل" لإغلاقها كالضاحية الجنوبية والخط الساحلي، الأمر الذي استدعى ردًا من "أمل" على خطاب "نصر الله"، منتقدًا في الطليعة خروج الحزب عن المبادرة الفرنسية، وعقد اجتماع لاحق بين الطرفين لتخفيف حدة التوتر وللتأكيد على متانة العلاقة.

وعلى وقع التصعيد السياسي الأخير، أكّد السفير السعودي، وليد البخاري، بعد تلبيته دعوة من قصر بعبدا على أهمية "اتفاق الطائف" كضامن للسلم الأهلي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن 1701 و1559 والقرارات العربية، حفاظًا على استقرار لبنان. من جهتها، استغربت السفيرة الفرنسية، آن غريو، من بعبدا "عدم التجاوب غير المبرّر مع المبادرة الفرنسية"، فيما توعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتغيير الأسلوب والنهج في الأسابيع المقبلة، في ظل ما كشفته مصادر دبلوماسية فرنسية أن باريس تدرس جدّيًا مع واشنطن وعواصم أوروبية، زيادة الضغط على الطبقة السياسية عبر فرض عقوبات على بعض الشخصيات.

وعلى ذات الموجة التحذيرية، بحث البطريرك الماروني، بشارة الراعي، في اتصال هاتفي مع أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، دور المنظمة في إنقاذ لبنان عبر مؤتمر دولي، في حين حذرت الخارجية الأمريكية من تطورات الأوضاع في لبنان، داعيةً للإسراع في تشكيل الحكومة تزامنًا مع دعوات مماثلة للجامعة العربية والأمم المتحدة و"المنظمة الفرنكوفونية".

في الشأن المالي، لا يزال سعر الدولار متأرجحًا بين 10000 و14000 رغم إعلان مصرف لبنان عن البدء في تشغيل "المنصة الإلكترونية" منتصف الشهر المقبل، والتي ستسمح للمصارف بالقيام بعمليات الصرافة إلى جانب الصرافين، وستمكن من ضبط سعر الصرف بين 9000 و10000 ليرة للدولار. في الأثناء، ومع بلوغ سعر ربطة الخبز ثلاثة آلاف ليرة، ودعوة موظفي القطاع العام إلى تقصير دوامهم بما يتناسب مع ما تبقى من قيمة رواتبهم الشرائية، حذر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو" من أن لبنان بات مهددًا  بانعدام "الأمن الغذائي"، وذلك تزامنًا مع استمرار حالة الفوضى في السوبرماركات والتهافت على السلع المدعومة، وسط ارتفاع جنوني للأسعار وإحجام العديد من المحال عن البيع لتأرجح سعر الدولار.

أمنيًا، وغير بعيد عن حديث "نصر الله" حول الحرب الأهلية ومقوماتها، حذر وزير الداخلية، محمد فهمي، من "التفلت الأمني الذي لا يمكن ضبطه" وتصاعد معدلات السرقات بشكل خطير، ومحاولات "إحداث حرب أهلية". وتزامن ذلك مع تقرير لافت لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية حول تنامي "شبح حرب أهلية في لبنان" ومع نشر صور لمجموعة تابعة للحزب الاشتراكي تقوم بتدريبات عسكرية في قرية جبلية، وصور أخرى لمسلحين من حزب "القوات اللبنانية". هذا، في حين كشفت معلومات عن تفعيل اللجنة الميدانية للتنسيق بين "حزب الله" و"أمل" و"الاشتراكي" و"الحزب الديموقراطي"، لمعالجة ما قد يقع في المناطق المشتركة.

في شؤون حقوقية، دعا خبراء الأمم المتحدة الحكومة لإجراء تحقيق موثوق وفعّال في جريمة قتل "لقمان سليم"، وإشراك خبراء دوليين في التحقيق، فيما وثّق تقرير لمنظمة العفو الدولية ارتكاب قوى الأمن انتهاكات بحق لاجئين سوريين، جرى اعتقالهم خلال السنوات الماضية بينها اللجوء إلى أساليب التعذيب المروّعة. كما دعا مجلس أوروبا لحقوق الإنسان سلطات قبرص لإجراء تحقيقات مستقلة، حول "إعادة مهاجرين لبنانيين إليها بصورة قسرية.

في غضون ذلك، شهد الأسبوع الماضي سلسلة من الحوادث والإشكالات المسلّحة، أبرزها إشكال قرية "دير قوبل" بين أنصار الحزبين "الاشتراكي" و"الديموقراطي"، والذي جرت معالجته بتسليم مطلق النار على الأجهزة الأمنية، والإشكال المسلّح في "الخندق الغميق" ببيروت واعتقال مخابرات الجيش ثمانية متورطين، إضافةً إلى ملاحقة  مخابرات الجيش لأحد المطلوبين في"جبل محسن" بطرابلس، وفراره مخلفًا وراءه احتراق سيارتين.

في آخر تطورات مواجهة فيروس"كوورونا"، يتخوف القطاع الصحي من تفلّت الأمور مجددًا مع عودة ارتفاع أرقام الإصابات وبطء عملية التلقيح، تزامنًا مع بدء المرحلة الرابعة والأخيرة من الفتح التدريجي للبلاد. بدورها، أعلنت وزارة الصحة عن وصول الشحنة السادسة من لقاح "فايزر"، ليصبح مجموع ما تسلّمه لبنان حتى الآن 224640 لقاحًا، والتعاقد على 750 ألف جرعة أخرى، تزامنًا مع وصول الشحنة الأولى من لقاح "أسترازينيكا" إلى لبنان.