استنتاجات الموجز:
- جلسة مجلس النواب بسرت تمنح الثقة لحكومة "الدبيبة" ما قد يشكل انفراجة لتوحيد المؤسسات السياسية المنقسمة منذ ست سنوات
- في خرق صارخ لمخرجات لجنة "5+5"، مرتزقة "فاجنر" تقوم بحفر 70كلم بين الجفرة وسرت
- اقتحام "الورفلي" لوكالة "تيوتا" وإثارته ذعرًا بالمدينة يشير إلى فقدان "حفتر" السيطرة على ميليشياته
بعد أن انطلقت، مساء الإثنين في سرت، جلسة مجلس النواب بحضور 132 عضوًا، وهو ما يعتبر نصابًا قانونيًا لانعقادها، منح المجلس الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة "عبد الحميد الدبيبة" بمجموع أصوات بلغ 132 صوتًا من أصل200 صوت، مع تقييد صلاحياتها حتى الـ24 من كانون الأول/ ديسمبر، وهو موعد إجراء الانتخابات البرلمانية.
بدوره، دعا رئيس مجلس نواب طبرق، عقيلة صالح، في افتتاح الجلسة، إلى طي صفحة الماضي والنظر في الاستحقاق الانتخابي، مضيفًا أن صفحة الانقسام أثقلت الوطن والمواطن. وعبر "صالح" عن تطلعه لتجاوز الكثير من العقبات لتنظيم الاستحقاق القادم في 24 كانون الأول/ ديسمبر القادم، "لتسليم السلطة إلى سلطة أخرى منتخبة من الشعب".
على صعيد داخلي آخر، أكد موقع خدمات الاستخبارات الجيوسياسية "إنتلجنس أونلاين" أن مليشيات "حفتر" ومرتزقة "فاجنر" قاموا بحفر خندق بطول 70كلم بين سرت والجفرة، مضيفًا أن "حفتر" ومرتزقته استغلوا الهدنة المستمرة منذ أشهر لإعادة التسلح والتموضع على الأرض. وهو أمر لا يبشر بخير لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، كما نص اتفاق وقف إطلاق النار في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خاصةً مع استمرار وجود حوالي 20 ألف مرتزق في ليبيا.
في الشأن ذاته، قال الموقع إن الأطراف الخارجية وعلى رأسها روسيا والإمارات، استغلت غياب الولايات المتحدة في ليبيا على مدى السنوات الأربع الماضية، لمتابعة مصالح اقتصادية واستراتيجية متضاربة، موضحًا أن التدخل الأمريكي سيكون ضروريًا لإعادة التوازن في ليبيا وتجنب انهيارها. وأشار الموقع الاستخباراتي أيضًا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة دعت إلى الانسحاب الفوري للقوات الأجنبية من ليبيا، وهو ما يمثل تجدد الاهتمام الأمريكي بالصراع في البلاد، وتابع بإن القضية الليبية قد تكون من بين أولويات السياسة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكنها قد تصبح مسألة أكثر إلحاحًا بالنظر إلى تداعياتها الاستراتيجية، خاصةً فيما يتعلق بالاستقرار في منطقة الساحل والنفط والصراع داخل حلف "الناتو".
في سياق متصل كشف تحقيق لغرفة أخبار قناة "الجزيرة أن الإمارات فككت قاعدتها العسكرية بميناء “عصب” في إريتريا، ونقلت عددًا من منشآتها وآلياتها العسكرية إلى قاعدة سيدي براني العسكرية المصرية على الحدود مع ليبيا. وأوضح التحقيق أن أبوظبي نقلت أكثر من 1300 مركبة عسكرية ومنظومة باتريوت وطائرات، من قاعدة عصب إلى الاسكندرية قبل نقلها بالقطار إلى قاعدة سيدي براني، وفقًا لصور الأقمار الاصطناعية والفيديوهات التي عمل عليها فريق البحوث المتقدمة والاستقصاء في القناة. وكانت وكالة "أسوشيتد برس" أكدت في تقرير صادر بتاريخ 18 شباط/ فبراير الماضي أن حكومة الوفاق الوطني أشارت إلى أن الإمارات نقلت أسلحة من قاعدة عصب إلى ليبيا، في وقت فيه اتهم خبراء من الأمم المتحدة أبوظبي بخرق الحظر المفروض على السلاح في ليبيا أكثر من مرة.
وحول الوضع في بنغازي، قال موقع "أفريكا إنتليجينس" الاستخباراتي إن هجوم "محمود الورفلي"، المطلوب دوليًا، على مقر وكالة "تويوتا" في المدسنة مؤخرًا أثار الرعب بين وجهاء وعائلات بنغازي. وأضاف الموقع الفرنسي أن عدم صدور رد فعل من قبل "حفتر" على هذا الاستفزاز الجديد من قبل "الورفلي" الذي بث هجومه على وكالة "تويوتا" التابعة لـ"آل السوسي" على مواقع التواصل الاجتماعي، يقلق كثيرًا الأسر الكبيرة في بنغازي، والتي كانت تعتبر نفسها محمية من قبل "حفتر"، وقد تعهدت بنقل ممتلكاتها وعائلاتها إلى طرابلس أو خارج ليبيا.
كما أكد "أفريكا إنتليجينس" أن "حفتر" أصبح أقل انخراطًا في قيادة مليشياته التي أوكلها إلى ابنيه، صدام وخالد، في حين أن جزءًا من الملفات السياسية تُرك في يد شقيقهم، بلقاسم، مشيرًا إلى أن "الورفلي" كان تسبب في توترات كبيرة بين مليشيات "حفتر" وقبيلة العواقير في 2018، التي اتهمته بالمسؤولية عن عدة عمليات إعدام خارج نطاق القضاء ضد أفرادها.
في سياق منفصل، أكد موقع "إيتاميل رادار" الإيطالي المتخصص في متابعة حركة الطيران العسكري فوق المتوسط، أن طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز "بوينغ سي 17 آ غلوبال ماستر” اتجهت إلى بنغازي. وأضاف الموقع أن الطائرة الأمريكية غادرت ألمانيا، الأحد، واتبعت أحد المسارات التي تتبعها الرحلات الجوية إلى ليبيا، قبل أن تختفي من جميع مواقع التتبع فوق المتوسط، مؤكدًا أن طبيعة الرحلة لاتزال مجهولة. وكان الموقع الإيطالي رصد قبل أسبوع طائرة "بوينغ" من نفس الطراز تابعة للقوات الجوية الأمريكية في مهمة فوق الأجواء الليبية، وأشار أيضًا إلى أنها غادرت ألمانيا واتبعت مسارات الرحلات الجوية إلى ليبيا، ولم تدخل منطقة معلومات الطيران الإيطالية.
على صعيد المقابر الجماعية، أكدت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين اكتشاف مقبرة جديدة بمنطقة مشروع الربط بمدينة ترهونة، فيما بحث مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، مع مساعدة الأمين العام ومنسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، جورجيت غانغون، ملف المفقودين والمقابر الجماعية في ترهونة. وقال "السني" في تغريدات له على "تويتر" إن الاجتماع بحث أهمية التعاون مع السلطات المحلية والمنظمات المتخصصة، للتحقيق والكشف عن مصير الضحايا ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم.