استنتاجات الموجز:
- استئناف مفاوضات "سد النهضة" وسط أجواء تصعيد غير مسبوقة وآمال محدودة بتحقيق انفراجه
- انتقادات أمريكية حادة للحالة الحقوقية في مصر مقابل احتفال باذخ بنقل مومياوات فرعونية لمتحف الفسطاط
- وزير المالية يرجح خسارة الموارد نحو 10 مليارات دولار العام الجديد نتيجة تداعيات "كورونا"
استأنفت إثيوبيا ومصر والسودان مفاوضات "سد النهضة" في كينشاسا عاصمة الكونغو، فيما أكدت القاهرة أن هذه المفاوضات تعد "الفرصة الأخيرة" لتوقيع اتفاق قبل التعبئة الثانية للسد. وحضر رئيس الكونغو، فيليكس تشيسيكيدي، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث، فيما تمسكت مصر والسودان بطلب وساطة رباعية لتسوية الأزمة. بدوره، حذر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من "المساس بمياه النيل"، مهددّا برد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل، في حال نقصت مياه النيل.
بالمقابل، قالت إثيوبيا إنها تعودت على تهديدات باستعمال القوة من قبل رؤساء مصر السابقين، وإنها تستعد حاليًا لكل الاحتمالات، مؤكدةً أنها ماضية في التحضيرات لعملية الملء الثانية للسد. وجددت كل من السعودية وعُمان والبحرين دعمهم ومساندتهم لمصر والسودا، في الأزمة، بينما شدد وزير الخارجية الأمريكي في اتصال مع رئيس الوزراء السوداني على ضرورة خفض التوتر مع إثيوبيا.
في شأن متصل، ترأس مُساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، السفير شريف عيسى، وفدًا مشاركًا في جولة مشاورات سياسية بين مصر ونيجيريا في أبوجا، حيث شملت المشاورات الأوضاع في القرن الأفريقي وملف "سد النهضة". ووافق مجلس النواب على مادة في مشروع قانون بفرض عقوبات، بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه، على أي شخص أو جهة يقيم منشآت في حرم نهر النيل تعيق جريان المياه به أو ينشئ مآخذ للمياه من مجرى النهر دون ترخيص من الحكومة.
في سياق منفصل، أعلنت هيئة قناة السويس اكتمال عبور كافة السفن المنتظرة بالمجرى الملاحي للقناة منذ أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جيفن"، فيما أشار رئيس الهيئة، أسامة ربيع، إلى أن إجمالي عدد السفن التي انتظرت بالقناة منذ وقوع الحادث بلغ 422 سفينة. وطالب "ربيع" بتعويض من السفينة الجانحة والشركة المالكة بقيمة مليار دولار، بينما أعلنت الشركة التايوانية المشغلة للسفينة أنها غير مسؤولة عن أي أضرار مالية أو تعويضات نجمت عن الواقعة.
في أمور خارجية متفرقة، أفاد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، باعتزام بلاده طرح مشروع اقتصادي ضخم باسم "المشرق الجديد" خلال القمة الثلاثية قريبًا بمشاركة مصر والأردن. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه من المقرر أن يجري الوزير، سيرجي لافروف، مباحثات مع "السيسي" بالقاهرة في 12 نيسان/ أبريل الجاري. كما أعلن السفير السعودي لدى القاهرة، أسامة نقلي، مد فترة التأشيرات والإقامات للمصريين العالقين في بلادهم، نتيجة تعليق حركة الطيران بالمملكة، فيما أعادت "إسرائيل" فتح معبر طابا الحدودي مع مصر بعد إغلاقه منذ بداية جائحة "كورونا"، ما يسمح للسائحين بالعبور إلى شبه جزيرة سيناء لقضاء عطلة "عيد الفصح" اليهودي.
عسكريًا، أجرت القوات المسلحة تدريبًا جويًا مشتركًا مع السودان، بمشاركة قوات الصاعقة من البلدين، في قاعدة "مروي" الجوية شمال السودان، حيث شهد اختتام المناورات رئيس أركان حرب الجيش المصري، محمد فريد حجازي، مع رئيسُ هيئة الأركان السودانية.
على صعيد تداعيات "كورونا"، أعلنت وزيرة الصحة، هالة زايد، تسلم بلادها 854.4 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، فيما أفاد رئيس الوزراء، مصطفي مدبولي، بأن مصر تترقب وصول 38 مليون جرعة لقاح، من أصل 40 مليون جرعة تم التعاقد عليها. وكشفت مصادر عن اتجاه الحكومة لتشديد الإجراءات الاحترازية، لمواجهة الموجة الثالثة من انتشار الوباء، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك. بدوره، افتتح "السيسي" مدينة لإنتاج الأدوية شمال القاهرة، والتي تصفها السلطات بأنها أحد أكبر المدن من نوعها في الشرق الأوسط.
داخليًا، شهدت القاهرة بحضور "السيسي"، مساء السبت، فعاليات موكب غير مسبوق لنقل 22 مومياء لملكوك مصر القديمة، من المتحف المصري في ميدان التحرير، إلى موقعهم الجديد في المتحف القومي للحضارة المصرية، في الفسطاط أول عاصمة إسلامية في مصر. هذا، فيما أعلنت اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين النتائج الكاملة، بفوز "ضياء رشوان" الموالي للنظام بمنصب النقيب، إضافةً إلى ستة أعضاء جدد في المجلس. ووافق مجلس الشيوخ، على منح وزير الأوقاف سلطة التصرف في أموال صندوق الوقف الخيري، بينما طالب رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة في مصر خلال اجتماع نظمته مجلة "روز اليوسف"، بإقالة وزير الإعلام المصري، أسامة هيكل، بدعوى محاولاته المتكررة لإشعال الفتنة الإعلامية وضرب مصداقية الإعلام وجره إلى اشتباكات جانبية تضر بالصالح العام.
حقوقيًا، انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية، في تقرير حقوق الإنسان لعام 2020، السجل الحقوقي للحكومة المصرية، واتهمتها بارتكاب انتهاكات شملت القتل خارج نطاق القانون. هذا، بينما قررت محكمة استئناف القاهرة حفظ التحقيقات، بشأن اتهام 20 منظمة وكيان وجمعية بتلقي تمويلات أجنبية مخالفة للقانون، في قرار اعتبره مراقبون رسالة من النظام لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن. كما طالبت 13 منظمة حقوقية السلطات المصرية بإخلاء سبيل الباحث، أحمد سنطاوي، طالب الماجستير في الجامعة الأوروبية المركزية في النمسا، بعد مرور شهرين على احتجازه تعسفيًّا وحرمانه من مواصلة دراسته في أوروبا.
كما أحالت السلطات أوراق القيادي في الجماعة الإسلامية، مصطفى حمزة، إلى المفتي لأخذ رأيه الاستشاري في الحكم بإعدامه، على خلفية اتهامه بمحاولة اغتيال سابقة لوزير الإعلام الأسبق، صفوت الشريف. ونشرت وسائل إعلام مصرية القرارات الصادرة عن محكمة جنايات القاهرة بإدراج 51 شخصًا على قائمة الإرهاب، لخمس سنوات ابتداءً من 25 آذار/ مارس الماضي. كذلك، أصدرت محكمة النقض حكمًا نهائيًا برفض طعن النيابة العامة، وتأييد حكم محكمة الجنايات ببراءة ستة ضباط وأميني شرطة لاتهامهم بتعذيب مواطن حتى الموت في 2017، وتزوير محررات رسمية داخل قسم شرطة الأهرام في محافظة الجيزة.
في خبر منفصل، توفي رئيس وزراء مصر الأسبق، كمال الجنزوري، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، بمستشفى القوات الجوية بالتجمع الخامس شرق القاهرة.
اقتصاديًا، كشف البنك المركزي عن زيادة بأرصدة العملات الأجنبية بقيمة 347 مليون دولار، لتصل إلى 36.252 مليار دولار بنهاية آذار/ مارس الماضي. وتراجع إجمالي الودائع بالعملة الأجنبية غير الحكومية، في البنك المركزي، على أساس شهري في شباط/ فبراير الماضي بقيمة 2.7 مليون دولار، حيث بلغ 41.188 مليار دولار. من جهته، رجح وزير المالية المصري، محمد معيط، تراجع الإيرادات المتوقعة للدولة خلال العام المالي المقبل، بقيمة تتراوح بين 150 و160 مليار جنيه (نحو 10 مليارات دولار).