استنتاجات الموجز:
- إعلان "طارق صالح" عن تشكيل مكتب سياسي مؤشرٌ على استعداده للمعارك المقبلة والتي ستكون ساحتها السياسة وطاولات الحوار
- إعلان حالة الطوارئ يعكس حجم انتشار الوباء الذي طالما نفت الحكومة والمنظمات الدولية وجوده في اليمن أصلًا
أعلنت السعودية مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن، تضمنت وقفًا شاملًا لإطلاق النار بمراقبة الأمم المتحدة وتنفيذ اتفاق استكهولم وفتح مطار صنعاء الدولي، وبدء المشاورات للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة بناءً على المرجعيات الثلاث، المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، خصوصًا القرار 2216. وكانت مصادر مطلعة أكدت في وقت سابق إبلاغ السعودية للأمم المتحدة، "اعتزامها إعلان وقف إطلاق للنار أحادي الجانب في اليمن"، في خطوة منها للتجاوب مع جهود المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، ومبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث.
وفي حين لقت المبادرة السعودية ترحيبًا ودعمًا دوليًا واسعًا، وسط دعوات للحوثيين للقبول بها، رفضت جماعة الحوثي المبادرة، حيث أكد كبير مفاوضي الجماعة، محمد عبدالسلام، أن المبادرة السعودية لا تحمل شيئًا جديدًا، مؤكدًا مواصلة جماعته الحديث مع السعودية وعُمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام.
من جهته، قال أمين عام "التجمع اليمن للإصلاح"، عبدالوهاب الآنسي، إن المبادرة السعودية جاءت في وقتها لتكشف كثيرًا من الأوراق، وأهمها قضية الحوثي الذي أصبح مكشوفًا أمام الجميع، مشيرًا إلى عدم استغراب حزبه من رفض الحوثي للمبادرة؛ "فهذه عادتهم مع كل جهود السلام"، موضحًا أنه لا خيار أمام الجميع سوى مواجهة جماعة الحوثي عسكريًا.
في سياق آخر، غادر رئيس مجلس الوزراء، معين عبدالملك، العاصمة المؤقتة عدن برفقة وزير المالية، سالم بن بريك، باتجاه الرياض، حيث سيعقد عددًا من اللقاءات الهامة.
أمنيًا، احتجزت قوات "الانتقالي" المدعومة إماراتيًا، مجموعة من الضباط والجنود السعوديين في مدينة عدن، ومنعتهم من المغادرة عبر ميناء الزيت حيث كانت تنتظرهم سفينة عسكرية. يأتي ذلك بعد ساعات من مغادرة "عبدالملك" رفقة عدد من الوزراء متوجهًا إلى الرياض، وهو ما أثار مخاوف "الانتقالي" من احتمال توجيه ضربات عسكرية لقواته التي شاركت في اقتحام قصر المعاشيق.
في غضون ذلك، أعلنت جماعة الحوثي وفاة المطلوب للتحالف العربي رقم أربعة، زكريا الشامي، وزير النقل لدى الجماعة ورئيس هيئة الأركان سابقًا، لكنها لم توضح ملابسات مصرعه. وقد تضاربت الأنباء حول سبب وفاته؛ حيث أكد عدد من الناشطين الحوثيين أن وفاته كانت بسبب إصابته بفيروس "كورونا"، بينما يؤكد أنصار الشرعية أن وفاته كانت تأثرًا بإصابة جراء الغارة التي نفذها طيران التحالف العربي في التاسع من الشهر الجاري، والتي استهدفت قيادات حوثية كبيرة. ونقلت حينها وسائل إعلام سعودية أن الغارات استهدفت قيادات حوثية كبيرة، كانت في منزل "زيد عبد الله الشامي" الذي توجد فيه قيادات حوثيه دعِيت لوجبة غداء".
على صعيد آخر، وجهت السلطة المحلية بمحافظة تعز دعوة هامة هي الأولى من نوعها، إلى ألوية حراس الجمهورية والقوات المشتركة والقيادات العسكرية، والألوية المتواجدة في الجهات الغربية والشرقية والجنوبية المحيطة بالمحافظة، للمشاركة في معركة تحرير تعز وفك الحصار بجانب قوات الجيش الوطني، التي تمكنت خلال الأيام الماضية من تحقيق انتصارات كبيرة في مختلف الجبهات بالمحافظة.
بدوره، أعلن "طارق صالح"، نجل شقيق الرئيس السابق، علي صالح، تأسيس مكتب سياسي في مدينة المخا والساحل الغربي لمدينة تعز. ويقود "طارق" قوات مسلحة غير نظامية بدعم إماراتي، يطلق عليها اسم " حراس الجمهورية"، وتتمركز في مدينة المخا غرب مدينة تعز. وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الحديث عن اقتراب موعد إنهاء الحرب اليمنية والبدء في مشاورات سياسية جديدة.
وفي خطوة جديدة لتكريس سيطرتها على جزيرة سقطرى، كشف محافظها، رمزي محروس، عن إدخال أبوظبي معدات عسكرية جديدة عبر السلطات المحلية السابقة التي حكمت الجزيرةن مؤكدًا استلام القوات التابعة لـ"الانتقالي" عربات ومعدات عسكرية جديدة، تمكنت الإمارات من إدخالها عبر وكلاء في السلطة المحلية بالجزيرة، مشيرًا إلى أن ذلك تم بموافقة ومباركة سعودية.
في مستجدات "كورونا"، أعلنت الحكومة اليمنية حالة الطوارئ الصحية في كل المحافظات ورفع الجاهزية في المراكز الصحية والمستشفيات، وتوفير الأدوية وأدوات الحماية والمستلزمات للكادر الطبي، لمواجهة الوباء الذي بدأ في الانتشار بشكل واسع في عدد من المحافظات. من جانبها، وجّهت اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة الفيروس السلطات المحلية بإغلاق القاعات والنوادي وصالات الأفراح، وتنظيم الأسواق والمولات وتقليص مدة عملها حتى الثامنة والنصف مساءً، مع فرض الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي في الأسواق والمراكز التجارية.
كما وجهت وزارة الخدمة المدنية بتوجيه الوزارات والمؤسسات منح إجازات في المؤسسات العامة، لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة المثبتة طبيًا، فيما وجهت وزارة الأوقاف بإغلاق المساجد خارج أوقات الصلوات المفروضة، ومراعاة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي أثناء الصلوات، وتعليق الدروس والمحاضرات وحِلق العلم في المساجد والمراكز الدينية.
عسكريًا، لقي ما لا يقل عن 17 عنصرًا من عناصر الحوثي مصرعهم وجرح آخرون بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في جبهة الكسارة غرب محافظة مارب؛ حيث شهد الجبهة معارك عنيفة وسط تراجع لقوات الحوثي وخسائر فادحة في الأرواح والعتاد، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات. كما شنّت مدفعية الجيش قصفًا مكثّفًا تمكنت خلاله من تدمير مصادر نيران الحوثي وتحصيناته، كما استهدفت تعزيزات كانت في طريقها إلى عناصر الحوثي وكبدتها كذلك خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
من جهته،أعلن التحالف العربي استهداف مواقع تابعة لقوات الحوثي في صنعاء وعمران والحديدة، مؤكدًا استهداف ورش تجميع الصواريخ الباليستية وتلغيم الطائرات المسيرة في معسكر الصيانة بصنعاء، إضاقةً لاستهدافه عناصر وعتاد الحوثيين وخبراء أجانب كانوا يعملون على تشغيل منظومة دفاعٍ جوي في جبهة مأرب.
وفي تعز أعلنت قوات الجيش الوطني تحرير مواقع جديدة في جبهة مقبنة غرب المحافظة، وسط تقدم مستمر وانتصارات كبيرة في عدد من المحافظات. كما أعلن الجيش في محافظة البيضاء إفشاله محاولة تسلل نفذها الحوثيون على مواقع عسكرية، في "وادي فضحة" بمديرية "الملاجم" التابعة للمحافظة.