استنتاجات الموجز:
- انتشار الفيروس بشكل كبير في ظل الحرب المستمرة منذ سنوات يثير مخاوف من انهيار المنظومة الصحية المتهالكة أصلًا وقد يؤدي لإعلان حالة الطوارئ وإعلان اليمن دولة منكوبة
- وفاة ومقتل عدد من القيادات الكبيرة في جماعة الحوثي من "آل الشامي" يؤكد أن أسباب الوفاة المعلنة غير حقيقية ويثير التساؤلات إن ذلك نتاج عمليات تصفية داخل الجماعة كما يرى مراقبون
سيطر على المشهد اليمني لهذا الأسبوع انتشار فيروس"كورونا"؛ حيث حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من الارتفاع الحاد في أعداد الإصابات الخطرة، في ظل تدمير الحرب للكثير من المنشآت الصحية. وقالت المنظمة في بيان إنها تسجّل "ارتفاعًا حادًا في أعداد المصابين الذين يعانون من حالات حرجة تستدعي الاستشفاء في عدن وباقي المحافظات." من جهتها، قالت منسقة المنظمة في اليمن، لاين لوتنز، إن كثيرًا من الحالات التي تصل المشافي غالبًا ما تكون حرجة، مضيفةً أن علاجهم يكون في غاية الصعوبة لأن معظمهم يحتاج مستويات عالية من الأكسجين والرعاية الطبية، في حين أن قدرة البلد على توفير رعاية مركزة محدودة.
في السياق، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن مدينة عدن، المقر المؤقت للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، تسلمت 360 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" البريطاني، وهي الدفعة الأولى من 1.9 مليون جرعة سيحصل عليها اليمن مبدئيًا خلال عام 2021. وأضافت المنظمة أن عدن استقبلت إلى جانب ذلك 13 ألف صندوق لحفظ اللقاحات، ومليون و300 ألف من المحاقن اللازمة لبدء حملة التطعيم بشكل آمن وفعال. كما أشارت "يونيسيف" إلى أن أعداد الإصابات المؤكدة باستثناء مناطق الحوثيين، حيث لا يتم الاعلان عن أرقام الإصابات، بلغ 4247 بينهم 882 متوفٍ و1667 متعافٍ وفق اللجنة الوطنية العليا لمواجهة الوباء في البلاد.
في سياق إنساني آخر، أعلنت السعودية عن منحة مالية جديدة دعمًا للحكومة اليمنية، لتقديم الخدمات للشعب اليمني وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، برئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، بحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". كما أعلن "بن سلمان" تقديم منحة مشتقات نفطية بمبلغ 422 مليون دولار من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، كدعم للحكومة اليمنية لتقديم الخدمات للشعب اليمني.
سياسيًا، سلمت الحكومة عبر بعثتها في الأمم المتحدة لرئيسة مجلس الأمن الدولي، لندا توماس غرينفيلد، تقريرًا يثبت العلاقة والتعاون بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن. وأوضح التقرير أن الحوثيين أفرجوا عن 252 سجينًا من عناصر القاعدة، كما أفرجوا عن أحد مخططي الهجوم على السفينة الأمريكية "يو إس إس كول"، مشيرًا إلى أن عمليات الحوثيين على القاعدة في اليمن عمليات صورية، وأن 55 من عناصر التنظيم في صنعاء تحت رعاية الحوثيين. كما أشار التقرير إلى أن القاعدة أخذت عدة مناطق وسلمتها للحوثيين للاتفاق على الجيش، وأن عناصر من التنظيم قاتلت في صفوف الحوثيين، وأن الجيش الوطني أسر عناصر منهم.
وأشار التقرير المدعم بالصور والجداول كذلك إلى أن علاقة الحوثي بالمنظمات الإرهابية وصلت حد التنسيق المشترك، وتبادل الأدوار المهددة لأمن واستقرار ووحدة اليمن ومحيطها الإقليمي، وخطوط الملاحة الدولية، بصورة تحتم على المجتمع الدولي دعم الحكومة الشرعية في مواجهة هذه "المليشيات والتنظيمات الإرهابية".
على صعيد آخر، أكدت مصادر قريبة من الحوثي وفاة اللواء، يحيى محمد الشامي، الأب الروحي للجماعة ومهندس انقلابها على الشرعية، والذي يتزعم "جناح صنعاء" المنافس "لجناح صعدة" المقرب من الحرس الثوري. وتوفي "الشامي" في أحد مشافي صنعاء عقب أسبوع من نقله إليها إثر اصابته بفيروس "كورونا"، بحسب تصريحات عدد من قيادات الجماعة. يأتي ذلك عقب أيام من رحيل زوجته بسبب تعرضها للعدوى بالفيروس، والإعلان عن وفاة نجلهما "زكريا"، وزير النقل في حكومة الجماعة الذي أُعلن عن وفاته لنفس السبب. كما يأتي ذلك تزامنًا مع مقتل نائب مدير الأمن والمخابرات، عبدالقادر الشامي، ووكيل أمانة صنعاء، محمد الشامي، والذي تم الإعلان عن استهدافهم من قبل عناصر مسلحة على متن دراجة نارية.
في غضون ذلك، أصدرت محكمة تابعة للجماعة في محافظة حجة حكمًا بالإعدام تعزيرًا بحق تسعة من شباب ثورة "11 فبراير"، الذين كانوا اعتقلوا إبان الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق، علي صالح، وصدر بحقهم حكم ابتدائي قبيل انقلاب جماعة الحوثي على السلطة، قضى بالبراءة المطلقة بحق كثير منهم من التهم الموجهة إليهم وتغريم البقية مبالغ مالية تدفع كدية، إلا أن الجماعة قامت بتسيس الحكم وأصدارت بحقهم حكمًا بالإعدام تعزيرًا رميًا بالرصاص.
عسكريًا، كسرت قوات الجيش الوطني، مسنودة بالمقاومة الشعبية، هجومًا جديدًا واسعًا شنّته قوات الحوثي على مواقع الجيش في جبهة الكسارة غرب محافظة مأرب. وأكد مصدر عسكري أن العناصر المهاجمة سقطوا جميعًا بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بين قتيل وجريح، فيما استهدفت مدفعية الجيش تجمعات متفرقة أخرى للحوثيين وألحقت بها خسائر بشرية ومادية كبيرة. كما دمّر طيران التحالف ثلاث عربات مدرعة وستة أطقم كانت تحمل تعزيزات في طريقها إلى الجبهة، ومصرع جميع من كانوا على متنها. كما استهدف طيران التحالف تجمعات حوثية في مواقع متفرقة بجبهة الكسارة وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيا.
من جهتها، أكدت مصادر عسكرية في الجيش الوطني مقتل قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء أمين الوائلي، أثناء قيادته للمعارك ضد جماعة الحوثي. ويعد "الوائلي" من أبرز قيادات الجيش التي كان لها دور بارز في تأسيس الجيش الوطني، عقب سيطرة الحوثي على مفاصل الدولة نهاية عام 2014.
وفي محافظة تعز أحرز الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمًا جديدًا في منطقة المطاحن، بجبهة مقبنة، بعد معارك عنيفة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، فيما لا زالت المواجهات مستمرة.
أمنيًا، أوضح مصدر أمني أن صاروخًا "باليستيًا" أطلقته جماعة الحوثي استهدف مدينة مأرب، أدى لمقتل مدني وإصابة خمسة آخرين بينهم طفل يبلغ 13 عامًا، فيما أوضح مصدر طبي أن المصابين يتلقون الرعاية الطبية اللازمة في مستشفى هيئة مأرب العام وأن أثنين منهم حالتهم خطرة.
أمنيًا أيضًا، أكدت مصادر محلية مقتل مواطن وإصابة سبعة آخرين برصاص قوات الأمن، خلال تفريق احتجاجات شعبية بمنطقة "ميفع حجر" منددة بتردي الأوضاع المعيشية بالمحافظة. وتشهد مدن محافظة حضرموت منذ أسابيع احتجاجات شعبية وطلابية، تنديدًا بارتفاع أسعار الوقود وتردي الوضع المعيشي والخدمي بالمحافظة. يذكر أن محافظ حضرموت هدد قبل أيام باستخدام العنف ضد المحتجين أمام مبنى المحافظة، في حال استمرت احتجاجاتهم الأسبوعية.