استنتاجات الموجز:
- المطالبة بإيقاف الهجوم على مأرب والتلويح بإحالة ملف انتهاكات الحوثي للجنايات الدولية في ظل تكثيف هجماته على مأرب بشكل غير مسبوق يعكس عدم جدية المجتمع الدولي في إخضاع الحوثي وإيقاف انتهاكاته
- إجراءات الحكومة لمكافحة "كورونا" تظهر حجم انتشاره في المحافظات في ظل عجز المؤسسات الحكومية وافتقارها للإمكانيات اللازمة
قدمت الأمم المتحدة خطة تتضمن وقف إطلاق النار وإعادة فتح مطار صنعاء، وفتح الطريق الرئيس بين الشمال والجنوب ورفع الحصار عن تعز، بهدف إيصال المساعدات والبضائع. جاء ذلك على هامش اجتماع برلين بدعوة من ألمانيا، لبحث سبل إحلال السلام في اليمن بحضور المبعوث الدولي وممثلين عن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب السويد والكويت.
في سياق إنساني آخر، قالت مصادر إعلامية إن مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدأ تحركاته النشطة، عبر التواصل المكثف مع الحكومة اليمنية والحوثيين، لإقناعهم بإمكانية الترتيب لعملية تبادل أسرى جديدة خلال شهر رمضان. وأشارت المصادر إلى أن الصليب الأحمر بدأ يحثّ الأطراف على القبول بذلك وتسهيل المهمة في هذا الشأن، فيما تحاول جميع الأطراف المعنية بقضية الأسرى والمعتقلين استغلال قدوم شهر رمضان، لتنفيذ عملية واسعة لتبادل أسرى ومعتقلين بين الطرفين، رغم تعثر العديد من المحاولات خلال الأعوام السابقة.
ويوازي هذه الجهود جهود مماثلة من قبل مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذي يسعى لإحداث خرق جديد في جدار أزمة تبادل الأسرى والمعتقلين بين الجانبين، بعد أن تعثرت مرارًا خلال السنوات الماضية.
من جانبه، أوصى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن الدولي بأن يحيل إلى المحكمة الجنائية الدولية حالات عنف جنسي مرتبطة بالصراعات في عدة دول، بينها اليمن وإثيوبيا وخمس دول عربية أخرى. جاء ذلك في تقرير سنوي لـ"غوتيريش" استعرضته ممثلته المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، براميلا باتن، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، عبر الاتصال المرئي، حول العنف الجنسي في مناطق الصراعات بالعالم.
يذكر أن تقريرًا أمميًا ذكر أنّ 472 حالة عنف جنسي تم الإبلاغ عنها، بينها 131 حالة تعرّض لها الأطفال، يعيش أغلبهم في المستوطنات والمجتمعات المضيفة للمشردين داخليًّا في صنعاء والحديدة. وكشف التقرير عن توسُّع حالات عدم المساواة القائمة بين الجنسين في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط تعرُّض النساء والأطفال بشكل متزايد لخطر الاتجار والعنف الجنسي والاستغلال.
في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء، معين عبدالملك، خلال اجتماع افتراضي للجنة العليا للطوارئ، إقرار الحكومة لاعتماد خمسة مليارات ريال يمني (ما يعادل 7 ملايين و600 ألف دولار تقريبًا)، لمواجهة الموجة الثانية من وباء "كورونا" الذي تمكن من الانتشار في أغلب محافظات الجمهورية، حيث سيتم تخصيص هذا المبلغ الطارئ لتوفير الأجهزة والأدوية والملابس الوقائية وأدوات السلامة، إضافةً إلى صرف الموازنات التشغيلية لمراكز العزل ومستحقات العاملين بالخطوط الأمامية، لضمان استمرار العمل وتجنب مضاعفات قصور الموارد القائم حاليا.
في الأثناء، وقّعت الحكومة اليمنية مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، على اتفاقية توريد مليون و260 ألف طن من المشتقات النفطية بقيمة 422 مليون دولار، وذلك كمنحة من الجانب السعودي لتشغيل محطات الكهرباء استجابةً لطلب من الحكومة اليمنية، للتخفيف من معاناة الشعب اليمني ودعم الاقتصاد الوطني. من جهتها، أقرت السلطات المحلية بمحافظة شبوة إلغاء عقد تشغيل ميناء قنا التجاري مع الشركة المشغلة، وذلك نظرًا لمخالفة الشركة شروط العقد وقانون الاستثمار بحسب تقارير الجهات المختصة بالمحافظة، والتي تم استعراضها في اجتماع الإدارة المحلية للمحافظة.
إلى ذلك، قضت المحكمة الجزائية المتخصصة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء بالإفراج عن 46 من قيادات "حزب المؤتمر الشعبي العام"، حيث تم اتهامهم من قبل الجماعة بالتجسس وإرسال معلومات للتحالف العربي بقيادة السعودية. وجاء قرار المحكمة بعد أن اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، وتعهدوا بعدم تكرار ذلك. تجدر الإشارة إلى أن من بين المفرج عنهم مسؤولين كبار سابقين في وزارات الداخلية والتربية والتعليم والمواصلات ومؤسسات أخرى.
من جهة أخرى، شنت الجماعة حملات اختطاف في أوساط الكوادر الصحية العاملة في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء ومشاف حكومية أخرى، بعد فشل مساعيها في إقناع الأطباء بالالتحاق بجبهات القتال. وأكد مصدر مطلع أن التصعيد بحق منتسبي القطاع الصحي جاء على خلفية رفضهم لتوجيهات صادرة من وزير صحة الحوثيين، طه المتوكل، أمرت مسؤولي تلك المشافي بسرعة تشكيل فرق إسعافيه ميدانية لإلحاقها بالجبهات لتطبيب جرحى الجماعة. وكشفت المصادر عن اختطاف مسلحي الجماعة في الأيام القليلة الماضية أكثر من 12 طبيبًا و17 عاملًا صحيًا من مشافي: الثورة، والجمهوري، والسبعين، وغيرها في صنعاء، في حين أقصت عددًا آخر من مناصبهم الإدارية وأحلت مكانهم موالين لها.
عسكريًا، كسرت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية هجومًا كبيرًا للحوثي على مواقع عسكرية بالقرب من مفرق الجوف، وأجبروها على الفرار بعد أن خسرت عشرات القتلى والجرحى. كما قصفت مدفعية الجيش آليات وتعزيزات كانت في طريقها للجماعة، وكبّدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح، فيما استعاد الجيش الوطني أسلحة خفيفة وكمّيات من الذخائر خلفتها عناصر الحوثي قبل أن تلوذ بالفرار.
وفي محافظة تعز، أعلن الجيش الوطني تحقيق تقدمًا جديدًا جنوبي المحافظة، وذلك بعد أن شنت هجومًا عنيفًا على مواقع تتمركز فيها عناصر الحوثي في جبهة "الأحكوم" بمديرية "حيفان"، وتمكنت من إحراز تقدم. وأوضحت مصادر عسكرية أن قوات الجيش كبدت الحوثيين قتلى وجرحى، وتمكنت من أسر قيادي بارز. وقالت مصادر عسكرية في محافظة حجة أيضًا إن قوات الجيش الوطني كسرت هجمات، شنّتها جماعة الحوثي على مواقع عسكرية في مديريات عبس وحرض مستبأ بالمحافظة. وأكدت المصادر سقوط العشرات من عناصر الحوثي بين قتل وجريح، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات. وتزامنًا مع ذلك، استهدف طيران تحالف دعم الشرعية تجمعات حوثية في جبهتي بني حسن وحرض، ما أسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الحوثيين.
من جانبه، أكد متحدث الحوثي، يحيى سريع، أن جماعته استهدفت شركة أرامكو ومنصات الباتريوت وأهدافًا حساسة في جيزان بـ11 صاروخًا وطائرة مسيرة، موضحًا أن سبعة صواريخ من نوع "سعير" و"بدر" أصابت هدفها بدقة ونتج عنها اشتعال حرائق كبيرة في شركة أرامكو، وأنه تم استهداف مخازن وقواعد الباتريوت بأربع طائرات مسيرة نوع "صماد 3" و"قاصف K2"، مؤكدًا أن الإصابة كانت دقيقة.