استنتاجات الموجز:
- فاجعة بمستشفى ابن الخطيب تودي بحياة العشرات و"الصدر" يخشى أن تكون ضمن حوادث التنافس الانتخابي
- "ظريف" يزور بغداد وأربيل ويرحب بدور العراق المحوري في إرساء السلام في المنطقة
- حفاوة مستشار "الكاظمي" بوساطة الأخير التي قد "تنهي صراعًا دام 31 عامًا بين السعودية وإيران وتكون بابًا للانفتاح على تركيا ومصر وإعادة الاستقرار للمنطقة"
قرر رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إحالة كل من وزير الصحة ومحافظ بغداد ومدير صحة الرصافة للتحقيق، إثر حريق بمستشفى "ابن الخطيب" جنوب بغداد، مؤكدًا أن "مثل هذا الحادث، ليس مجرد خطأ، بل جريمة". في التفاصيل، أن حريقًا اندلع في المستشفى بسبب انفجار قنينة أوكسجين، ما أسفر عن مقتل 82 شخصًا وإصابة أكثر من 110 آخرين، بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية. وأكدت مديرية الدفاع المدني نه جرى إنقاذ أكثر من 200 مواطن من المرضى بالمستشفى.
من جهته، قال "مقتدى الصدر" إنه يخشى أن تكون حادثة المستشفى ضمن حوادث استهداف أمن العراق، لا سيما مع اقتراب الانتخابات، وكذلك قصف القوات المحتلة من قبل بعض المليشيات المنفلتة لتثنيها عن الانسحاب، مبينًا أن بقاء تلك المليشيات يأتي في إطار الزج بالعراق في صراع خارجي وربطه بالصراع السوري "الإسرائيلي". ودعى "الصدر" إلى أن "يكون التنافس الانتخابي قائمًا على أساس مصالح الشعب وأمنه لا من أجل أذاه وضرره". يذكر أن وزير الصحة الحالي من كتلة "سائرون" التابعة لـ"الصدر".
في شؤون أمنية أخرى، سقط ثلاثة صواريخ على محيط مطار بغداد الدولي من أصل ثماني استهدفت إحدى القواعد الأمريكية في المطار دون وقوع خسائر. كما قتل وأصيب سبعة أشخاص في تفجير عبوتين بقرية الجيزاني بمحافظة ديالى، وإثر ذلك انطلقت عملية عسكرية واسعة في ديالى في تسع قرى تابعة لحوض الوقف بالمحافظة، لتعقب خلايا تنظيم "داعش". يُذكر أن أفرادًا من قبيلة بني تميم بالمحافظة أعلنوا الحرب ضد عصابات التنظيم في مناطقهم بسبب تكرار اعتداءاته. من جانبه، قام وزير الداخلية، عثمان الغانمي، برفقة وفد رفيع بتقديم واجب العزاء لأهالي الضحايا، وأمر بإرسال قوة من فرقة الرد السريع إلى ناحية العبارة في ديالى لدعم الأمن في المنطقة.
من جانب أخر، تجدد القصف الجوي التركي على مناطق شمال العراق مع تنفيذ عملية إنزال جوي. وردًا على ذلك، انتقدت نائبة كردية عن حركة "حراك الجيل الجديد" صمت الحكومة المركزية، على عملية الانزال التركية الأخيرة. كما حثَّ تحالف "الفتح" الحكومة العراقية على رفع شكوى للأمم المتحدة، لوقف التوغل التركي، مستغربًا صمت الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، بشأن التدخلات التركية في الأراضي العراقية. يذكر أن الجيش التركي قام بالتوغل بعمق يصل لنحو تسعة كيلومترات، باتجاه مناطق كيسته وديشيش بقضاء العمادية بمحافظة دهوك.
داخليًا، عقد مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، اجتماعًا مع قيادات من مجتمع الاستخبارات العراقي، ناقش خلاله تطلع العراق للمزيد من التعاون في مجال الاستخبارات مع دول الجوار. هذا، فيما أكد عضو بلجنة الأمن النيابية أن ملف المخدرات في العراق أعنف من الارهاب، ولم يستبعد تورط سياسيين وأحزاب بهذا الملف، مشددًا على ضرورة إعادة عقوبة الإعدام بحق تجار المخدرات، والتي كان معمولًا بها في العهود السابقة.
على صعيد التحضير للانتخابات النيابية، أعلن حزب "تيار المرحلة" الذي ارتبط اسمه بـ"الكاظمي"، انسحابه رسميًا من سباق الانتخابات، فيما قال قيادي بالحزب: "إننا نتطلع إلى دور قوي وفعال في دعم وإسناد الشخصيات المستقلة والتيارات الوطنية المشاركة بالانتخابات."
كرديًا، وخلال اتصال هاتفي لرئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، بوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عبّرا عن قلقهما من محاولات تقويض الانتخابات المقبلة، في إشارة إلى حادثة قصف مطار أربيل. وأطلع "بارزاني" "بلينكن" على الإصلاحات التي تجريها حكومة الإقليم، والتي أسهمت في زيادة إيراداتها، وحثَّه على توسيع نطاق المساعدات الفنية والدعم الاقتصادي لحكومة الإقليم، وتشجيع الاستثمار الأمريكي في القطاع المصرفي.
من جهة أخرى، وصل بغداد وفد من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" لإجراء مباحثات حول التحالفات في الانتخابات المقبلة. وقال عضو بالوفد: "لقد تحدثنا مع كتلة سائرون (التابعة لمقتدى الصدر)، لكن حتى الآن لا يوجد أي اتفاق رسمي". يُذكر أن عدد الأحزاب المسجلة والتي ستخوض الانتخابات المقبلة وصل إلى 265 حزبًا.
خارجيًا، وفي زيارة لافتة قام بها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى بغداد، قال فور وصوله: "نرحب بدور العراق المحوري لإرساء السلام في المنطقة. وخلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره العراقي، فؤاد حسين، قال "ظريف": "نحترم مبدأ حسن الجوار والسيادة، ولا نتدخل بالشؤون الداخلية"، مضيفًا: "نتطلع إلى تعزيز الطاقة والربط السككي ومكافحة المخدرات".
وخلال الزيارة، قام "ظريف" بزيارة مجلس النواب، حيث كان في استقباله رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي. وخلال لقائه مع "الكاظمي"، أكد الأخير على أهمية التواصل بين المسؤولين العراقيين والإيرانيين، كما ناقش الطرفان قيام البلدين بالإيفاء بالتزاماتهما المالية والتعاقدية. من جانبه، أشار "ظريف" إلى "أهمية الدور الذي تلعبه الحكومة العراقية ورئيس الوزراء، سواءً على مستوى العلاقة بين البلدين أو على مستوى الملفات الإقليمية، ودور العراق في تبني سياسة الحوار والتهدئة من أجل أمن واستقرار وسلام المنطقة". وفي تطور لافت، أفاد مصدر مطلع بأن اجتماعًا عقد في منزل رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، ضم "ظريف" وقادة الكتل الشيعية.
في هذا الإطار، علق عضو بـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" على زيارة الوزير الإيراني إلى كردستان، بأنها تحظى باهتمام كبير جدًا، لأنها جاءت بعد قطيعة في علاقات إيران مع الإقليم. يذكر أن "ظريف" وصل أربيل قادمًا من بغداد، حيث التقى "بارزاني"، وتباحثا في تنفيذ قانون الموازنة والعلاقة بين الإقليم والحكومة المركزية.
بالمقابل، أكد السفير الأمريكي لدى بغداد، ماثيو ملير، خشية بلاده من تسجيل خروقات أمنية بالانتخابات العراقية المقبلة، وقال إن "الميليشيات تقوّض سلطة الدولة العراقية والديمقراطية، والمجموعات التي تهاجمنا لا تخفي انتماءها العقائدي والسياسي لإيران". كما دعم السفير دعوة "الكاظمي" لإقامة حوار وطني، ورحب بالانفتاح العراقي على جواره العربي.
على صعيد خارجي متصل، أكد مستشار "الكاظمي" أن الأخير يرعى وساطة قد تنهي صراعًا دام 31 عامًا بين السعودية وإيران، مبينًا أن ولي العهد السعودي يؤمن بالحوار، وأن هناك تغييرات بالقيادة الايرانية. وأضاف "علاوي" أن هذه الوساطة ستكون بابًا للانفتاح على تركيا ومصر، وإعادة الاستقرار بالمنطقة وستفتح فرصًا للاستثمار.