استنتاجات الموجز:
- ضوء أخضر لبدء حوار وطني لتغيير قانون الانتخاب المثير للجدل وسط مخاوف من أركان بالدولة من رفع فاتورة الإصلاح السياسي بعد قضية الأمير حمزة
- عدة خطوات أخذتها الدولة للوراء سعيًا لتحسين صورتها أمام الشارع وتوقعات بتليين الموقف من نقابة المعلمين وانفتاح أكبر بالحريات مقابل تشكيك بجدية إتمام إصلاح حقيقي
عادت بقوة أحاديث وتحركات الدولة حيال ملف "الإصلاح"، وسط حالة خوف بارزة من تقديم صانع القرار تنازلات إصلاحية كبيرة بعد ظهور ملامح الشرخ في قضية "الأمير حمزة"، التي تتابعها السلطات القضائية. وعليه يمكن الاستنتاج أن مراكز القرار متوجسة من كلفة وفاتورة تدشين حوار سياسي وطني بعد تداعيات أزمة الفتنة والتي يصعب إخراجها من الحسابات.
ووسط الترقب والتشكيك بجدية الإصلاح ترتفع بين الفينة والأخرى رسائل من مقربين ومحسوبين على القصر، مفادها تحذيرات ضمنية من إمكانية شعور بعض قوى المعارضة بأن مرحلة إملاء الشروط قد تكون بدأت، لكن أبرز قوى المعارضة وأكثرهم شعبية وهم "الإخوان المسلمون" قرروا على مايبدو أن لا يعتبروا أنفسهم معنيين بالتصيد السياسي، بقدر تجديد حديثهم القديم الجديد بأهمية الإصلاح الحقيقي لا الشكلي العابر، مع تأكيد بارز على عدم وجود أدلة أو قرائن على سعي المعارضة الحزبية الأساسية لابتزاز الدولة بعد أحداث الفتنة.
في السياق ذاته، يمسك رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، بزمام مبادرة بدأ معها بضوء ملكي أخضر أول حوار تحت عنوان الإصلاح السياسي وقانون انتخاب جديد. ولم يُعرف بعد إذا كانت مبادرة مجلس الأعيان بالتحرك قبل غيره في مجلسي الوزراء والنواب باتجاه الحوار، منسقة أو منظمة ومرتبة مع بقية المؤسسات، لكن "الفايز" يتحدث مجددًا عن قانون انتخاب جديد يتوافق مع الثقافة الأردنية، وهو مصطلح ملغوم سياسيًا؛ حيث لا يوجد تعريف جماعي متفق عليه لعبارة "الثقافة الأردنية".
وعليه، فالانطباع سياسيًا بالأردن بات واضحًا بأن تسريع العمل نحو قانون انتخاب جديد، قد يقلص من فرصة بقاء مجلس النواب الحالي أو ينهي عمره الدستوري، بعد انتخابات مهندسة ومرسومة فشل في تمريرها التيار المحافظ. وفي خلاصة الحديث عن قانون جديد للانتخاب تبقى ذهنية الخوف حاضرة لدى الشارع الأردني ونخبه السياسية المعارضة، من تمرير قانون بتعديلات شكلية أو تمريره دون ضمانات تغيب معها أنماط الهندسة في الغرف.
من جهة أخرى، غادر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، عمّان في زيارة خاصة ويبدو أنها سريعة ومهمة إلى بروكسل، حيث أكدت أوساط دبلوماسية غربية أن جدول أعمال الزيارة مهم ومكثف للغاية؛ فهي أول زيارة خارجية للملك بعد أزمة “الفتنة مع الأمير حمزة". ويشير برنامج الزيارة إلى قضايا وملفات مهمة: فالزيارة تتضمن لقاء بروتوكوليًا مع ملك بلجيكا، ثم ثلاثة لقاءات وصفت بأنها في غاية الأهمية؛ اللقاء الأول مع رئيس المجلس الأوروبي، والثاني مع الأمين العام لحلف "الناتو"، والثالث مع رئيسة المفوضية الأوروبية. ويبدو أن مجلس الاتحاد الأوروبي مهتم بملف الحريات والإصلاح السياسي في الأردن في المرحلة اللاحقة، علمًا بأن ترتيب ملفات العلاقة بين عمّان والبيت الأبيض يحتاج أيضًا إلى دعم وإسناد خلفي من الأصدقاء الأوروبيين.
في سياق "إسرائيلي"، قالت "كان" العبرية إن مسؤولًا إسرائيليًا لم تسمه زار الأردن “سرًا”، في ظل التوترات التي يشهدها الحرم القدسي ومدينة القدس المحتلة، مضيفةً أن الزيارة كانت الأسبوع الجاري (لم تحدد يومًا) وتمت بطائرة عسكرية، حيث التقى المسؤول "الإسرائيلي" مسؤولين رسميين وتناول معهم وجبة الإفطار.
وفي شان مقدسي أيضًا، تطالب عائلات حي الشيخ جراح المملكة الأردنية بوثائق لمواجهة محاكم الاحتلال، حيث تحتوي على إثبات واضح أن منازل الحي البالغ عددها 28 منزلًا مقامة على أرض مملوكة للأردن؛ وتم تأجيرها لعائلات فلسطينية هُجرت من قراها خلال نكبة 1948. هذا، فيما تناولت وسائل الإعلام الأردنية مؤخرًا الحديث عن قيام الأردن بتسليم هذه الأوراق للسلطة الفلسطينية؛ الأمر الذي لم يحمل جديدًا قد يفيدها في محاكم الاحتلال، بحسب عائلات الحي.
محليًا، كشفت المعتقلة السورية السابقة في سجون بشار الأسد، حسناء الحريري، المعروفة بلقب "خنساء حوران"، عن تطورات جديدة في قضية ترحيلها من الأردن، وذلك قبل ساعات من اعتقالها. وقالت "الحريري" إنها أُبلغت من جيرانها أن دورية أمنية أردنية جاءت إلى بيتها بينما كانت هي خارج المنزل، وأن الجيران أخبروها نقلًا عن الدورية أن اسمها معمم للترحيل، وأن الترحيل سيكون إلى القرية الخامسة في منطقة الأزرق في الأردن وليس خارج البلاد على خلفية نشاط مع معارضين سوريين.
في تطورات أزمة نقابة المعلمين مع الحكومة، وجه أكثر من 260 معلمًا رسالة إلى الملك، دعوه فيها إلى "طي صفحة الماضي" وفتح صفحة جديدة، لمواجهة التحديات التي تمر بها البلاد، بعد نحو عام على أزمة حل مجلس النقابة، وتعرض أعضاء إدارتها للاعتقال فضلًا عن قرارات إحالة للتقاعد من العمل.
حقوقيًا، أثار توقيف السلطات صحفيًا تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من أيار/ مايو من كل عام، انتقادات واسعة في المملكة، حيث تراجع تصنيفها مرتبة واحدة على مؤشر حرية الصحافة في العالم لعام 2021، ليصبح ترتيبه 129 من أصل 180 دولة. يذكر أن السلطات أوقفت ناشر موقع "بلكي نيوز" الإخباري، فادي العمرو، على خلفية قضية رفعها عليه عضو البرلمان، غازي الذنيبات، لنشره تصريحات قال الأخير إنها مجتزأة من سياقها.
حزبيًاـ أكد "حزب الشراكة والإنقاذ" أن دعوى حله التي رفعتها وزارة الشؤون السياسية ولجنة شؤون الاحزاب، سقطت قضائيًا بعد صدور حكم من محكمة الاستئناف برد الطلب بقرار قطعي غير قابل للطعن .
في ملف "كورونا"، سجلت السلطات مفاجأة غير سارة للشارع والرأي العام، إثر الإعلان عن رصد ثلاث حالات من السلالة الهندية بعد أول إلغاء لحظر يوم الجمعة، ما أثار قلقًا كبيرًا على المستويين الرسمي والشعبي. في التفاصيل، أعلن وزير الصحة عن ثلاث حالات متسللة من الفيروس بنسخته الهندية، فيما كانت المفاجأة أن الحالات الثلاث لمواطنين أردنيين لم يغادروا المملكة طوال الأسابيع القليلة الماضية.
اقتصاديًا، خسرت المملكة 140 ألف وظيفة في 2020 جراء تداعيات "كورونا"، وفقًا للمرصد العمالي الأردني. وقال المرصد إن معدل البطالة ارتفع في الربع الأخير من عام 2020 بواقع 5.7 نقاط مئوية إلى 24.7%، من 19.3% في الربع المقابل من 2019. وأشار المرصد إلى أن معدل البطالة بين الشباب الأردني ارتفع بمعدلات غير مسبوقة ليصل إلى 47.8% بنهاية 2020.