استنتاجات الموجز:
- سلسلة هجمات وتفجيرات نُسبت لتنظيم "داعش" تمثل حجة للأكراد لبقاء قوات التحالف وعدم سحبها
- حراك من بعض الكتل السياسية للطعن في قانون الأحزاب وكتل أخرى تقول إنها حجة لتأجيل الانتخابات
- تركيا تعلن نيتها تأسيس قاعدة عسكرية دائمة شمال العراق والحكومة العراقية تلوذ بالصمت.
في أحداث أمنية لافتة، انفجرت عبوة ناسفة على دورية للجيش في قضاء الطارمية شمال بغداد، أدت لمقتل عشرة عناصر من الضابط والجنود، فيما حمَّلت القوات الأمنية عناصر "داعش" مسؤولية الحادث. وفي سنجار، أفاد مصدر أمني بأن هجومًا نفذه مقاتلون من وحدات "حماية سنجار" المدعومة من "حزب العمال الكردستاني" داهمت خلاله مقرًا استخباريًا يتبع وزارة الداخلية الاتحادية، واعتقلت ضابطًا، لكن تم إطلاق سراحه بعد تدخل وساطات من قيادات في الحشد الشعبي.
أمنيًا أيضًا، لقي سبعة من أفراد البيشمركة مصرعهم وأصيب اثنان بجروح، في هجوم شنه مسلحو "داعش" على مواقعهم في ناحية (آلتون كوبري) في كركوك، ما استدعى مطالبة رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي ضد داعش بـ"الاسراع في تشكيل قوة مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها". كما قامت قوة مسلحة بمهاجمة آبار نفط بالقرب من مدينة كركوك، دون التأثير على سير الإنتاج، لكن قنبلتين سببتا حريقًا في حقل باي حسن النفطي. من جانبه أيضًا، دعا "بارزاني" التحالف الدولي للبقاء في العراق بعد هجوم كركوك، وضرورة التوصل لاتفاق بشأن مناطق المادة 140 وإبقاء قوات التحالف الدولي لتدريب البيشمركة.
وفي محافظة المثنى، قام 21 سجينًا على ذمة قضايا تتعلق بتجارة المخدرات بالهروب من السجن، فيما أصدر محافظ المثنى بيانًا أعلن فيه حجز جميع الضباط في مديرية مكافحة المخدرات، وقال إن "جميع القوات الأمنية مستنفرة الآن للبحث عن السجناء الهاربين".
سياسيًا، اعتبر نائب عن "ائتلاف الوطنية" تشكيل رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، لجنة لاجتثاث البعث غير قانوني ومخالفًا للنظام الداخلي للبرلمان، لأنه تم دون الرجوع لتصويت البرلمان كما ينص على ذلك النظام الداخلي. وكان "تحالف عزم" قد حذَّر من استغلال "الحلبوسي" للنفوذ والسلطة إثر تشكيل هذه اللجنة.
على صعيد داخلي أخر، وصف مستشار رئيس الوزراء مبادرة الحوار الوطني التي دعا إليها الأخير بأنها "فرصة استعادة الدولة"، حيث ستشمل جميع الشرائح الاجتماعية بما فيها المحتجين الشباب والقوى المعارضة. من جانبه، قال النائب عن "كتلة سائرون"، محمود الزجراوي، إن عمليات حرق المستشفيات هي "استهداف للتيار الصدري" لسعيه للحصول على رئاسة الوزراء، بحجة أن مسؤولين هذه المؤسسات هم من أتباع التيار. وأضاف "الزجراوي" أن "هناك أطرافًا مفلسة سياسيًا وشعبيًا، تعمل بكل الطرق لإسقاط التيار الصدري، ومنع حصوله على رئاسة الحكومة المقبلة". يذكر أنه بعد حادثة حريق مستشفى ابن الخطيب، قال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إن وزير الصحة ليس من التيار الصدري وإنما تم اختياره من قبل رئيس مجلس الوزراء. كما يشار إلى أن وزير الصحة قدم استقالته بعد ذلك وقبلها رئيس الوزراء.
على صعيد الانتخابات النيابية المبكرة، اتهم نائب عن "تحالف الفتح" بعض الأطراف السياسية، بمحاولة تأجيل إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، من خلال الطعن في قانون الانتخابات. وكان تكتل "دولة القانون" بزعامة "نوري المالكي" قدم طعنًا أمام المحكمة الاتحادية على بعض فقرات ومواد القانون، موضحاً أن "الطعون استندت إلى قضايا ومؤشرات قانونية وعلى هذا الأساس قدمت إلى المحكمة الاتحادية".
في شأن منفصل، ومع دخول البلاد في موسم الصيف، عادت الحرائق إلى المشهد العراقي؛ حيث أفاد مصدر أمني بأن عشرة دونمات مزروعة بالحنطة أحرقت كليًا في محافظة ديالى، ليكون أول حريق يشهده العراق هذا الموسم. وذكر المصدر أن المعطيات تشير إلى أن من قام بحرق المحاصيل هو تنظيم "داعش".
عل صعيد الحراك الشعبي، شهدت مدينة الأعظمية ذات الأغلبية السنيَّة ضغطًا شعبيًا، مطالبًا بإنزال صورًا لـ"خامنئي" و"سليماني" تم تعليقها مقابل جامع الأمام الأعظم في المدينة. بدوره، أصدر "الكاظمي" أمرًا بإزالة صور الشخصيات الإيرانية، وأجرى اتصالًا هاتفيًا مع عدد من شباب ونشطاء مدينة الأعظمية.
خارجيًا، وإثر عزم تركيا إنشاء قاعدة عسكرية لها شمال العراق، اعتبر برلماني عراقي أن هذا يعتبر "إعلان احتلال" للأراضي العراقية، وطالب الحكومة بالتحرك لمنع تركيا من إنشاء القاعدة. في التفاصيل، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن إنشاء قاعدة عسكرية تركية في منطقة "ميتينا" شمال العراق، مشيرًا إلى أهمية المنطقة بالنسبة لبلاده كما هو الحال في سوريا، لأنها منطقة عبور لـ"حزب العمال" إلى جبال قنديل، وقال "إننا سنبقي هذا الخط تحت السيطرة".
في الشأن ذاته، أظهر شريط فيديو زيارة غير معلن عنها، أجراها وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، برفقة رئيس أركان الجيش التركي إلى قاعدة "كاني ماسي" التابعة لتركيا في محافظة دهوك شمال العراق. وقال الوزير التركي خلال زيارته إن "تركيا ستقوم بحماية حقوقنا ومصالحنا، وسنقف إلى جانب أصدقائنا وأشقائنا في قضاياهم العادلة". من جانبه، اعتبر قيادي في "حركة التغيير" الكردية، زيارة "أكار" السرية "تجاوزًا خطيرًا" على سيادة البلد، مضيفًا أن "تركيا تجاوزت كل الخطوط الحمراء مع العراق.
خارجيا أيضًا، قام وزير الكهرباء بزيارة رسمية إلى طهران، التقى خلالها وزير النفط الإيراني، الذي قال إن هناك مشاكل مع الجانب العراقي، فيما يخص تسديد الديون المترتبة عليه من مستحقات الغاز الإيراني. بالمقابل، قال الوزير العراقي إن بغداد تسعى للوصول لحل لهذه المشاكل ودفع المستحقات.
في الأثناء، استقبل "الكاظمي" وفدًا حكوميًا أمريكيًا برئاسة منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت مكغورك. وجرى خلال اللقاء بحث التنسيق والتعاون المشترك، والتأكيد على تفعيل مخرجات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، لاسيما بما يتعلق بانسحاب القوات المقاتلة من العراق. كما جرى خلال اللقاء مناقشة التعاون في المجال الصحي ومكافحة جائحة "كورونا"، والمساعدة في توفير الدعم لتأهيل بعض المؤسسات الصحية العراقية. وخلال لقاء رئيس الجمهورية، برهم صالح، بالوفد الأمريكي، أكد الأول على ضرورة تخفيف التوترات الإقليمية، ومحورية العراق في مواجهة تحديات الأمن والبيئة في كل المنطقة.
من جانبها، أعلنت الخارجية العراقية توجيه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن الانتخابات المؤمل إجراؤها في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، لتقديم الدعم وإرسال المراقبين. كما ذكرت الخارجية أن وزير الخارجية، فؤاد حسين، تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيرته البلجيكيّة، صوفي ويلمز، لبحث تعزيز العلاقات الثنائيّة. وأشارت الوزيرة البلجيكية إلى "قرار حكومتها بإرسالِ بعثة جديدة الى العراق لتحديد مصير عائلات وأطفال داعش".