استنتاجات الموجز:
- زيارة "لودريان" لم تحمل جديدًا بل أطلقت صفارة البدء بمسار "العقوبات"
- ضغط "دياب" على "سلامة" لاستمرار الدعم من "الاحتياطي الإلزامي" توجهٌ من السلطة لشراء الوقت وتأجيل الانفجار المجتمعي انتظارًا للمتغيرات الدولية
- يبدو أن لبنان سيشهد في الأيام المقبلة مزيدًا من الضغط على اللاجئين لانتخاب "الأسد" رغم المخاطر والاستفزازات
انشغل الشارع السياسي بزيارة وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لودريان، الخاطفة إلى بيروت التي على ما يبدو لم تأت بجديد، بل حملت صفارة البدء بالعقوبات التي أعلنها "لودريان" سابقًا، على من تصفهم باريس بـ"معرقلي تشكيل الحكومة"، وتشمل إجراءات منع للسفر وتجميد أرصدة مصرفية. وظهر "لودريان" بعد لقائه رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلف، سعد الحريري، ومجموعات من الحراك المدني وحزب "الكتائب"، بمظهر من استيأس تحقيق أي خرق في جدار الأزمة اللبنانية؛ إذ بدا ذلك من خلال تصريحه الأخير الذي شدد فيه على أن القادة اللبنانيين لم يلتزموا بتعهداتهم، وأنه سيُجيّش المجتمع الدولي "لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها" وكأنه ينعى "المبادرة الفرنسية".
بالتوازي مع أجواء الزيارة، سرت أجواء متشائمة من بيت الوسط، وكان لافتًا في توقيته ما جاء على لسان نائب رئيس "تيار المستقبل"، النائب السابق مصطفى علوش، والنائب عن كتلة "المستقبل" النيابية، هادي حبيش، بأنّ خيار اعتذار "الحريري" عن تأليف الحكومة بات من الخيارات المطروحة أمامه، بعد فترة طويلة من الإصرار على مواصلة جهود التأليف، وهو ما تقاطع مع تصريحات متطابقة لرئيس حزب التوحيد العربي، الوزير السابق وئام وهاب، والنائب العوني، سليم عون، بأن "عيد الأضحى لن يمر دون أضاحي سياسية".
في الأثناء، عاد ملف الترسيم إلى الواجهة عبر جولة مفاوضات خامسة لم تسفر عن أي تقدم جديد، وذلك بعدما أصر الوفد اللبناني على ما طرحه في الجولة السابقة، وفق الخط "29" الذي يمنح لبنان 1430كلم إضافيًا، وإصرار مقابل من المفاوض الأمريكي بأن يكون التفاوض محصورًا فقط بين الخط "الإسرائيلي" والخط اللبناني، المودعَين لدى الأمم المتحدة أي في مساحة الـ 860كلم.
اقتصاديًا، سيطر ملف رفع الدعم أو ترشيده وإطلاق مشروع البطاقة التمويلية للأسر المحتاجة، على المشهد الاقتصادي في البلاد، لما سيخلفه رفع الدعم من تبعات على الأمن المجتمعي، مع تحذير حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، من أن المصرف لم يعد قادرًا على استمرار الدعم بعد نهاية الشهر الجاري. وهو الأمر الذي يحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسين دياب، تلافيه عبر ضغطه على "سلامة" بضرورة مساهمة مصرف لبنان في البطاقة التمويلية، عبر "الاحتياطي الالزامي"الخاص بالمصارف في حال لم يأت تمويل من الخارج. وأعلن "دياب" أن البطاقة ستُمكّن كل أسرة مؤلفة من أربعة أفراد من الحصول على 137 دولار مع خفض الدعم على المحروقات، كمرحلة أولى من 90 % إلى 85% وخفض تكلفة دعم الدواء من مليار و200 مليون دولار إلى 600 مليون دولار.
في الوقت ذاته، تلوح أزمة جديدة في قطاع الكهرباء، مع قرار المجلس الدستوري وقف مفعول قانون منح مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة" بقيمة 300 مليار ليرة، الأمر الذي يهدد البلاد بالدخول في العتمة بالكامل لعدم القدرة على شراء الفيول، وذلك بالتوازي مع قرار آخر للمدعي العام المالي، بمنع البواخر التريكة المنتجة للكهرباء من مغادرة الأراضي اللبنانية حتى تعيد مبلغ 25 مليون دولار للدولة اللبنانية.
في الشأن الأمني، لا تزال أزمة "الكبتاغون المهرّب في شحنة الرمان" إلى السعودية تلقي بظلالها على تحركات وزير الداخلية، محمد فهمي، الذي جال على عدة نقاط حدودية في عكار وبعلبك والهرمل، مشددًا على أن الوضع الأمني على الحدود مضبوط من الجيش وقوى الأمن بمستوى عالٍ جدًا. كما أكد "فهمي" خلال اجتماع أمني خُصص لبحث مكافحة تهريب المخدرات، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف كل ملابسات شحنة الرمان، وألقت القبض على متورطين فيها، معلنًا أنّ الوزارة ستحاول سدّ النقص في مجال آلات "السكانر"، وستتخذ خلال أسبوعين أو ثلاثة كأقصى حد، إجراءات تتعلق بالمستوى العملاني بما خص التصدير.
وبالتوازي مع حراك "فهمي"، تصاعدت عمليات ضبط التهريب بأنواعه على الحدود مع سوريا؛ حيث أوقفت وحدات الجيش المنتشرة في منطقتي البقاع والشمال 27 لبنانيًا و12 سوريًا لتهريبهم المازوت والبنزين والطحين.
على صعيد آخر، بدا لافتًا عودة الحراك السوري في لبنان؛ على المستوى الرسمي، حيث طالب السفير السوري، علي عبد الكريم، من وزير الداخلية اتخاذ جملة من التدابير لمواكبة اقتراع السوريين في السفارة في الانتخابات الرئاسية السورية. وعلى المستوى الشعبي، بدأت الأحزاب والقوى والشخصيات المؤيدة والداعمة للنظام السوري بذل قصارى جهدها بالترهيب والترغيب لدفع آلاف اللاجئين السوريين للمشاركة في الانتخابات. كما جالت مسيرة مؤيدة لــ"الأسد" في منطقة جبل محسن (طرابلس) وانطلقت في البقاع حملات داعمة لانتخابه، مع افتتاح اللجنة التحضيرية للانتخابات الرئاسية السورية في لبنان مكاتب بأكثر من قرية وبلدة بقاعية.
في إشكالات مسلحة، استنفر أهالي بلدة حوارة (زغرتا) بأسلحتهم، عقب قيام مجهول بإطلاق النار على محال وسيارات بالبلدة، في حين سقط جريحان في المنيّة (شمال لبنان)، وسقط آخر في "جبل محسن" (طرابلس)، وألقيت قنبلة على مسجد في "جناتا" ( صور).
في شؤون عسكرية، أنهى عناصر من الحرس الجمهوري دورة تدريبية في مجال "الحماية المباشرة" و"القتال في المناطق السكنية"، على يد مدربين إيطاليين من الوحدات الخاصة الإيطالية. كما خضع عناصر من قطع ووحدات الجيش على يد فريق تدريب كندي لدورات تدريبية، في مجال التعاون العسكري المدني.
وفي آخر تطورات "كورونا"، لا تزال روابط الأساتذة والمعلمين على موقفها الرافض بالعودة إلى التعليم المباشر قبل تأمين اللقاحات، فيما يسجّل لبنان انخفاضًا في تفشي العدوى بنسبة 119% خلال الأيام الـ30 الماضية، متراجعًا من الحدود القصوى إلى المستوى الرابع من تصنيف المستوى الوبائي، وذلك توازيًا مع استمرار عمليات التلقيح حيث تلقى نحو 430000 شخصًا جرعتي "فايزر"، و39000 شخصًا جرعتي "أسترازينيكا".