استنتاجات الموجز:
- قطر تتقدم جهود الخليج الرافضة للعدوان على غزة، وموقف إماراتي يعكس تمسكها بالشراكة مع الاحتلال
- استقالة وزير خارجية لبنان بعد أزمة مع السعودية تعزز حالة الجفاء والإمارات تستقبل سفيرًا تركيا جديدًا
- دول الخليج تخفف قيود "كورونا" تدريجيًا والسعودية تتجه لإسقاط ديون السودان.
تلقى وزراء خارجية كل من قطر والإمارات والسعودية اتصالات هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، شملت مباحثات حول تطورات الأوضاع في فلسطين، بينما استقبل وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، بالدوحة. وأعلنت كل من قطر وعُمان والبحرين تمسكهما بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مشددين على أهمية وقف التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية، وذلك خلال اجتماع افتراضي طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. هذا، بينما أعرب وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، الذي تخلفت دولته عن الاجتماع الأممي، عن قلق الإمارات إزاء التصعيد في "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى دعم بلاده مساعي المبعوث الأمريكي للشؤون الفلسطينية و"الإسرائيلية"، هادي عمر، لوقف العنف بين الجانبين، وأكد على أن اتفاقيات التطبيع تحل آمال شعوب المنطقة في السلام.
في الشأن ذاته، أجرى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، اتصالًا هاتفيًا بنظيره الفلسطيني، رياض المالكي، أدان خلاله التصعيد "الإسرائيلي". وكشف مصدر إماراتي مسؤول لصحيفة "غلوبس" "الإسرائيلية" أن مشروعات بنية تحتية تعهدت بها بلاده داخل قطاع غزة، لن تكتمل حال لم تلتزم "حماس" بالتهدئة الكاملة مع الاحتلال. هذا، بينما أعلنت شركتا "الاتحاد للطيران" و"فلاي دبي" الإماراتيتان، تعليق جميع رحلاتهما إلى "إسرائيل"، بسبب الوضع الأمني هناك، بينما كشفت قائمة الحضور بمؤتمر الإمارات الدولي لطب الأسنان "إيدك" عن مشاركة شركات "إسرائيلية"، تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية.
من جانبها، استدعت الخارجية الكويتية سفير التشيك لديها، مارتن دوبفراك، على خلفية تضامنه مع العدوان "الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني، حيث أعرب "دوبفراك" عن أسفه مؤكدًا أنه سلوك شخصي لا يمثل موقف حكومته. ودعا برلمانيون كويتيون سلطات بلادهم للإسراع في إصدار توجيهات بنقل الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة والقدس إلى الكويت، لعلاجهم في المستشفيات الكويتية. كما أعلن نواب بمجلس الأمة استجواب وزير الداخلية، ثامر العلي، متهمينه بمنع الكويتيين من التظاهر في ساحة الإرادة تضامنًا مع الفلسطينيين. من جهتهم، نظم مواطنون وساسة كويتيون اعتصامًا حاشدًا لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" المتواصل. وأكد رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، أن المجلس سيعقد جلسة خاصة الأسبوع المقبل، لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستعجال اللجنة التشريعية للانتهاء من قانون "حظر ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني".
في السياق أيضًا، أدانت قطر استهداف الجيش "الإسرائيلي" مبنى الهلال الأحمر القطري، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، ودعت المجتمع الدولي لإدانة هذا التصرف، كما أدانت استهداف المباني السكنية والمؤسسات الصحفية والإنسانية في غزة. بدوره، أشاد مفتي عُمان، أحمد الخليلي، بالمقاومة الفلسطينية في الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، فيما أعلنت جمعية قطر الخيرية تخصيص خمسة ملايين دولار، لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين في غزة والضفة. يذكر أن الآلاف من القطريين والجاليات العربية والإسلامية بالدوحة شاركوا في مهرجان تضامني حاشد، للتعبير عن دعمهم الشعب الفلسطيني بحضور "هنية".
خارجيًا، قدم وزير خارجية لبنان، شربل وهبة، استقالته، في محاولة لاحتواء أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول خليجية أخرى، إثر اتهامه، عبر قناة "الحرة"، لدول خليجية بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية". وقبل نهاية المقابلة ترك الوزير اللبناني الاستوديو معترضًا على مهاجمة الضيف السعودي، سلمان الأنصاري، للرئيس اللبناني، ميشال عون، قائلًا: "أنا بلبنان ويهينني واحد من أهل البدو". وعقب التصريح قامت كل من السعودية والإمارات والبحرين باستدعاء سفراء لبنان لديها، فيما استقبل السفير السعودي بلبنان، وليد بخاري، عددًا من المسؤولين اللبنانيين على خلفية الأزمة.
خارجيًا أيضًا، أكدت السعودية رسميًا إجراء مباحثات مع إيران، داعيةً طهران إلى العمل مع جيرانها بطريقة إيجابية تؤدي إلى الأمن والاستقرار، والتوصل لاتفاق نووي ذي مقومات أطول وأقوى. وأعلنت الإمارات تسلم أوراق اعتماد السفير التركي الجديد لديها، توجاي تونسير، في أول مؤشر قد يعكس اتجاه البلدين لخفض توتر العلاقات.
على صعيد تداعيات "كورونا"، أعلنت كل من الكويت والإمارات تخفيف الإجراءات الاحترازية الداخلية، فيما أعلنت الكويت إنهاء الحجر المقرر على المسافرين القادمين للبلاد، شريطة إجراء فحص يفيد بالخلو من الإصابة بالفيروس. كما قررت السعودية فتح الحدود البرية والبحرية والجوية والسماح بسفر المواطنين، الذين تلقوا لقاحًا مضادًا للفيروس، فيما رفعت اسم مصر ودول أخرى من قائمة الدول المحظور الطيران المدني معها.
قضائيًا، أعلنت النيابة العامة البحرينية، إحالة البنك المركزي الإيراني و12 بنكًا، إلى المحاكمة الجنائية بتهمة غسيل أكثر من مليار و300 مليون دولار أمريكي عبر "بنك المستقبل" البحريني، وذلك في أضخم قضية غسيل أموال بالبلاد.
اقتصاديًا، ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية خلال نيسان/ أبريل الماضي، 5.3%، صعودًا من 4.9% في آذار/ مارس السابق له، للشهر الـ16 على التوالي. كما تراجعت صادرات السعودية من البترول، خلال آذار/ مارس الماضي، إلى 6.5 مليون برميل يوميًا، لتهبط لأدنى مستوياتها منذ حزيران/ يونيو 2020 بأكثر من 20%، على أساس سنوي.
من جهته، أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن السعودية تستعد لضخ مليار دولار في القارة الأفريقية على شكل مشاريع وقروض خلال العام الحالي، لتتعافى القارة السمراء من آثار "كورونا"، وذلك خلال كلمة عبر الاتصال المرئي، أمام "قمة مواجهة تحدي نقص تمويل أفريقيا"، المقامة في باريس. كما أبدى وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، استعداد المملكة لدعم إعفاء السودان من ديونه الخارجية، وفتح فروع لبنوك سعودية في الخرطوم، وذلك خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، في باريس خلال مؤتمر الاستثمار لدعم السودان. وأعلن الكرملين أن أمير قطر سيشارك في الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، الشهر المقبل.
اقتصاديًا أيضًا، ارتفع فائض الميزان التجاري القطري، خلال الربع الأول من العام الجاري، بنسبة 19%، مقارنةً بالربع المماثل من العام الماضي، مسجلًا فائضًا مقداره 39.9 مليار ريال. وسجل الاستثمار الأجنبي المباشر في الإمارات 19.88 مليار دولار في 2020، بنسبة نمو بلغت 44.2% عن 2019. هذا، بينما طلبت شركة "طيران الخليج" الوطنية البحرينية من شركتي "بوينج" الأمريكية و"إيرباص" الأوروبية، تأجيل تسليم طائرات جديدة كانت تعاقدت عليها، مع استمرار تدني مستويات السفر جوًا تحت وطأة تداعيات "كورونا".