استنتاجات الموجز:
- سياسيون يستبقون الانتخابات المبكرة بالحديث عن عدم توفر الأجواء المناسبة لإقامتها بموعدها بعد خمسة أشهر
- "روحاني" يبدي حماسًا كبيرًا لخط السكك الحديدي مع البصرة لأنه سيربط بلاده بسوريا والبحر المتوسط
- تغيير وزاري مرتقب لخمسة وزراء منهم وزير المالية المثير للجدل
رغم أن موعد الانتخابات المبكرة لا يزال أمامه خمسة أشهر، في تشرين الأول/ أكتوبر القادم، إلا أن الحديث بشأنها يتصدر المشهد العراقي حاليًا؛ ففي هذا الشأن، رد تحالف "سائرون" على تصريحات السفير البريطاني في العراق، ستيفن هيكي، التي قال فيها إن "البيئة الحالية غير مناسبة لإجراء الانتخابات"، بأن التحالف يؤكد رفضه التام لهذه التصريحات غير الموفقة، مضيفًا: "نعتبره تدخلًا في الشأن الداخلي العراقي". كما وصف السياسي المستقل، عزت الشابندر، الأجواء السياسية والأمنية السائدة في البلاد بأنها "غير مشجعة على إجراء الانتخابات بموعدها المحدد".
من جانبها، وردًا على تصريحات وصفتها بـ"السياسية"، نفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الحديث عن فقدان عدد كبير من البطاقات الانتخابية. وقالت المتحدثة باسم المفوضية إن "المفوضية وزعت ما يقارب خمسة ملايين بطاقة إليكترونية منذ عام 2014 و2018"، مشيرة إلى أنه "تم إرجاع البطاقات غير المستلمة إلى المكتب الوطني، وحُذفت أسماء أصحابها من سجل الناخبين". وأشارت المتحدثة إلى "طباعة أكثر من 15 مليون و173544 بطاقة بايومترية، وزع منها ما يقارب 13 مليون والمتبقي موجود في مراكز الاقتراع"، لافتةً إلى "وجود إقبال من قبل المواطنين على تحديث بطاقاتهم وتحويلها إلى بايومترية، بسبب اعتبارها مستمسكًا رسميًا من قبل الحكومة".
في الشأن ذاته، وخلال لقاءٍ لرئيس الجمهورية، برهم صالح، ورئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أكد الطرفان على ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات المبكرة، ودعم كافة المستلزمات الضرورية لإنجاحها واتخاذ أقصى التدابير لمنع الخروقات الانتخابية. وفي هذا الصدد، دعا "الكاظمي" إلى ضرورة المشاركة الواسعة بالانتخابات، مؤكدًا أن ما يعيشه العراق اليوم هو بسبب التراكمات السياسية وانعكاساتها على الأوضاع برمتها.
وفي مبادرة إنسانية من السعودية، أعلنت سفارة المملكة في العراق التبرع بإعادة تهيئة مستشفى ابن الخطيب، التي تعرضت لحريق هائل راح ضحيته عدد من المرضى، بناءً على توجيهات من الملك "سلمان بن عبدالعزيز".
من جهته، أعرب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عن أسفه من الاعتداءات الأخيرة التي طالت المقرات الدبلوماسية الإيرانية في العراق، من قبل بعض الأفراد والجماعات، مشددًا على "ضرورة أن تتخذ الحكومة الرد الحاسم والسريع على هذه الاعتداءات". بدوره، قدم "الكاظمي" أسفه واعتذاره عن التعدي الأخير على منشآت دبلوماسية إيرانية، مؤكدًا أن هذه القضية تجري ملاحقتها وسيتم التعامل مع الجناة بجدية. جاء ذلك خلال اتصالٍ هاتفي بين "روحاني" و"الكاظمي"، حيث اعتبر الأول مشروع ربط شبكة السكك الحديد بين مدينتي شلامجة والبصرة مشروعًا مهمًا، معربًا عن أمله في أن هذا الاتفاق سيربط إيران بكل من العراق وسوريا، والبحر المتوسط الذي يحظى ببالغ الأهمية، فيما رحب بدور بغداد الإيجابي في التوسط لحل الخلافات بين دول المنطقة.
خارجيًا، استقبل "الكاظمي" مساعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، جون مانزا، والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء بحث التعاون الثنائي بين بغداد والحلف، والدور الذي تقوم به بعثة "الناتو" من دعم للعراق في حربه ضد الإرهاب، ورفع مستوى قدراته العسكرية ضمن أطر التدريب والمشورة وتطوير البنى المؤسساتية. كما استقبل "الكاظمي" قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث مكينزي، حيث تباحثا في العلاقة بين العراق وكل من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، وتطورات الأوضاع الميدانية والتنسيق المشترك في الحرب ضد تنظيم "داعش". وتم الاتفاق على عقد الجلسة الأولى للجنة الفنية المتخصصة، لوضع آليات تطبيق مخرجات الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والمضي بسحب القوات المقاتلة للتحالف الدولي من العراق.
في السياق، أكد الجنرال "مايكل لوليسجارد" خلال لقائه مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، على أن عمل البعثة يقتصر على المهام التدريبية والاستشارية، في إطار التعاون بين العراق و"الناتو". من ناحيته، أكد "الأعرجي" أن "التعاون مع الحلف يندرج في إطار الحاجة لتنمية جانب التدريب، الذي يعد "عاملًا مهمًا لتقوية قدرات قواتنا الأمنية ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا المجال".
في شأن منفصل، وبسبب شح المياه الواردة للعراق من تركيا وإيران، كشف نائب عن وجود مفاوضات عراقية مع البلدين للتخفيف من أزمة المياه في العراق. يذكر أن أزمة المياه تتصاعد وأنها بدأت تثير قلقًا شعبيًا كبيرًا، لاسيما في محافظة ديالى التي تعد الأكثر تضررًا. وقال النائب إن "الأمور لم تحسم، لكننا نأمل بتحقيق نتائج طيبة باتجاه حل جزئي من الأزمة الراهنة".
داخليًا، ومع استمرار الحرائق التي تطال الأراضي الزراعية لمحصولي الحنطة والشعير، أعلنت مديرية الدفاع المدني إخماد حريق لمساحة مزروعة بمحصول الحنطة في محافظة صلاح الدين، بمساحة 150 دونمًا. وأرجع الدفاع المدني سبب الحريق إلى تماس كهربائي بسبب الأسلاك الرئيسية الناقلة للكهرباء.
أمنيًا، أعلنت العمليات المشتركة عن نتائج عملياتها الأولية في محافظة كركوك، وأكدت نجاح العمليات في محاورها الأربعة. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إن "قيادة العمليات المشتركة والمقر المتقدم في كركوك أطلق عملية واسعة جنوب غرب مدينة كركوك، شملت مناطق وادي شاي، ووادي زغيتون والمناطق المحيطة بها"، مؤكدًا أنه "تم تدمير أكثر من ثمان مضافات لعصابات داعش وثلاثة أنفاق، وتفجير خمس عبوات ناسفة والسيطرة على دراجتين ناريتين". وبين المتحدث أن "تلك المناطق صعبة جغرافيًا ووعرة، وتحاول العصابات الإرهابية أن تتجمع وتنطلق من خلالها."
داخليًا أيضًا، أكد عضو الهيئة العامة لتيار "الحكمة"، أن "الكاظمي" اتخذ قرارًا باستبدال خمسة وزراء في حكومته؛ هي وزارة الصحة والزراعة والصناعة والتجارة والمالية، وأنه سيرسل طلب تغييرهم إلى مجلس النواب في أول جلسة ستعقد بعد عطلة العيد. وأوضح العضو أن هذا التعديل تبنته كتلة "سائرون" بدعم من "الكاظمي".
من جانبه، قام وزير الكهرباء بزيارة محافظة ديالى لمناقشة ملف الطاقة، بعد أن قام متظاهرين بقطع طريق حيوي فيها احتجاجًا على تردي واقع الكهرباء بالمحافظة، حيث خرج أهالي قضاء المقدادية، ثاني أكبر مدن محافظة ديالى، بتظاهرات وقطع طريق بعقوبة-خانقين الاستراتيجي.
وخلال زيارته لدائرة إصلاح الأحداث، قدم "الكاظمي" للنزلاء وعدًا بدراسة أوضاعهم وشمولهم بالعفو الخاص، حيث يرى أن "هؤلاء ضحية مجتمع رغم أن لديهم مشاكل مع القانون". يذكر أن "الكاظمي" زار إصلاح الأحداث لتقديم التهنئة لهم بمناسبة العيد، وطلب منهم أن يعيدوا النظر في كل ما قاموا به سابقًا.