استنتاجات الموجز:
- طهران تستبعد 600 مرشح من الانتخابات لتسهيل وصول مرشحها المفضل
- لتسهيل التقدم في المفاوضات النووية، إيران تمدد الاتفاق لمدة شهر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
أصدرت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بيانًا بشأن تمديد الاتفاق لمدة شهر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخذت هذه الخطوة لتوفير الفرصة اللازمة لإنجاح محادثات فيينا النووية. وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زادة، أنه في حال تنفيذ التمديد، فلن يتم منح الوكالة حق تفتيش المنشآت النووية الإيرانية خارج إطار اتفاق الضمانات. بالمقابل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن عملية تخصيب اليورانيوم بنسب 60% و20% و5% جارية في الوقت الحاضر، وأن مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% يفوق 90 كلجم.
في شأن متصل، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أنه تم الاتفاق على رفع العقوبات الرئيسة عن إيران، موضحًا أنه "ما زالت هناك عقوبات أخرى يجب رفعها لتنفيذ الاتفاق النووي بشكل كامل". وأضاف "روحاني": "كان يمكن للعقوبات أن تُرفع كلها، لكن كان يجب أن يتم ذلك بالإجماع، ونحن من طلب رفع العقوبات كاملة، وليس على شكل خطوة بخطوة". وسبق أن أكد مسؤولون إيرانيون التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الأساسية، خلال مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي، وطالبوا الولايات المتحدة باتخاذ الخطوة الأولى لرفع العقوبات عن بلادهم. بالمقابل، لم تعلق الدول الأوروبية بعد على ما أعلنه الرئيس الإيراني، بينما اتهم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، طهران بأنها لا تبدي أي مؤشرات على رغبتها في العودة إلى الاتفاق النووي.
خارجيًا، وفي جولة إقليمية، التقى وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، في باكو الثلاثاء، الرئيس الآذربيجاني، إلهام علييف، وبحث معه العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ثم توجه إلى العاصمة الأرمينية يريفان. واعتبر "ظريف" منطقة القوقاز منطقة حيوية، مؤكدًا أهمية الحفاظ على أمنها واستقرارها للأمن القومي الإيراني.
خارجيًا أيضًا، وصفت إيران الخطاب السعودي تجاهها بـ"الممل"، داعيةً إياها لتغيير سلوكها ووقف الحرب في المنطقة والتخلي عن "السياسات التوسعية". يذكر أن قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، قال إن السعودية "لا تزال تطلب المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة لردع إيران."
على صعيد الانتخابات الرئاسية، رفض مجلس صيانة الدستور الإيراني أوراق الترشح التي تقدم بها كل من الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، كما رفض أوراق ترشح نائب الرئيس، إسحاق جهانغيري. وقال المجلس إنه وافق على سبعة أسماء فقط للتنافس على منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات، التي ستجرى في الـ18 حزيران/ يونيو.
في السياق، اتُّهم مجلس صيانة الدستور بممارسة سياسية الاستبعاد؛ حيث لم يوافق إلا على سبعة مرشحين من بين ما يقرب من 600 مرشح سجلوا أنفسهم. ويبدو أن استبعاد الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد، إضافةً إلى اثنين من الأسماء الثقيلة، يعني بشكل واضح تمهيد الطريق أمام رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، (محافظ) للفوز بالانتخابات الرئاسية. من جانبهم، رفض عدد واسع من السياسيين في إيران، بينهم محافظون، سياسة الإقصاء التي عمل بها مجلس صيانة الدستور، والتي قد تتسبب في عزوف كبير عن الانتخابات.
وفي رسالة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، أيّد الرئيس "روحاني" مراجعة قائمة المرشحين، مشيرًا إلى أن "المنافسة هي أساس التصويت". يذكر أن "صادق لاريجاني"، الشقيق الأصغر للمرشح الرئاسي المستبعد، علي لاريجاني، انتقد بدوره زملاءه في مجلس صيانة الدستور، وهو عضو في الهيئة منذ عام 2001، وشغل منصب رئيس السلطة القضائية الإيرانية ما بين 2009 و2019. في السياق ذاته، اعتُبر رفض ترشيح "لاريجاني" وداعًا نهائيًا لأي أمل في تغيير النظام السياسي للجمهورية الإيرانية من خلال الانتخابات. كما رأى البعض استبعاد "لاريجاني" دليلًا على أن "جوهر النظام السياسي في إيران، الخاضع لإشراف المرشد الأعلى، قائم على الطاعة المطلقة، ولا يتسامح مع النقد مهما كان نوعه."
عسكريًا، بدأ الجيش الإيراني تنفيذ مناورات الحرب الإلكترونية "درع السماء 1400"، بمشاركة الصنوف الأربعة لقوات الجيش في منطقة أصفهان العامة ومناطق واسعة من البلاد. وتهدف المناورات لتنفيذ تكتيكات هجومية ودفاعية في مجال الحرب الإلكترونية، من قبل وحدات الرد السريع وأنظمة الحرب الإلكترونية التابعة للقوات البرية والجوية والدفاع الجوي والبحرية، والتي تجري في مناطق واسعة من البلاد محورها منطقة أصفهان (وسط إيران). هذا، فيما جرى رصد الغواصة الأمريكية "جورجيا" لفترة ثلاث ساعات حين خروجها من مضيق هرمز، بواسطة طائرات مسيرة خلال مناورات "درع السماء 1400" المشتركة للجيش الإيراني.
أمنيًا، قام القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، بتفقد المناطق الحدودية الإيرانية الباكستانية، للوقوف على الاستعدادات القتالية والدفاعية وأمن الحدود. كما تفقد "سلامي" برفقة قائد القوة البرية للحرس الثوري، العميد محمد باكبور، الشريط الحدودي بهدف تقييم وضع أمن الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد.
في أخبار أمنية متفرقة أخرى، أكد المتحدث باسم السلطة القضائية، غلام حسين إسماعيلي، أنه لا قيمة لحكم محكمة كندية بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية قرب طهران العام الماضي. كما دخلت القوات المنتسبة لمقر حمزة سيد الشهداء بالقوة البرية للحرس الثوري في اشتباكات مسلحة، مع أفراد "خلية إرهابية" كانوا بصدد الدخول إلى البلاد عبر منفذ بيرانشهر الحدودي (في محافظة أذربايجان غربي). وأدت الاشتباكات إلى مصرع اثنين من "الخلية" وضبط كمية من السلاح والذخيرة التي كانت في حوزتهم. يذكر أن مدينة بيرانشهر تقع في جنوب محافظة أذربيجان غربي ومتاخمة للحدود العراقية والتركية. بدوره، أعلن قائد شرطة محافظة خوزستان (جنوب غرب إيران)، العميد محمد صالحي، عن ضبط أكثر من طن من المخدرات في قضاء هنديجان.
من جهتها، أعلنت شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية الأفراج عن ناقلة النفط الإیرانیة (إم تي هورس)، المحتجزة في المياه الإقليمية الإندونيسية منذ الـ24 كانون الثاني/ يناير الماضي.
في شؤون داخلية متفرقة، تم إعادة انتخاب "محمد باقر قاليباف" رئيسًا للبرلمان إثر فوزه بـ230 صوتًا خلال اقتراع داخلي في مجلس الشورى الإسلامي. هذا، فيما وجه الرئيس "روحاني" تعليمات للوزارات المعنية بتعليق أنشطة تعدين العملات الرقمية حتى الـ22 أيلول/ سبتمبر 2021.