استنتاجات الموجز:
إيران تستعيد حقها في التصويت بالأمم المتحدة بينما لم تسفر مباحثات فيينا عن نتائج حاسمة حتى الآن
"لن أصوت أبدًا" يدفع "خامنئي" لإصدار فتوى بتحريم مقاطعة الانتخابات وسط تخوف النظام من تدني نسبة المشاركة وتأثير ذلك على مصداقيته
قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن المفاوضات حول ملف طهران النووي في فيينا تشهد مراحلها النهائية، مضيفًا أن بلاده "أفشلت العقوبات مرة، وستقوم بإفشالها مرة أخرى". وأكد "روحاني" أن "غالبية القضايا تم حلها وتسويتها، وبقي عدد من القضايا التي سيتم أيضًا حلها وتسويتها، وسيجري كسر الحظر، وبإمكان شعبنا أن يشهد ظروفًا أفضل." وفي السياق، شهدت العاصمة النمساويه فيينا استئناف الجولة السادسة من محادثات "نووي إيران" السبت الماضي، وسط حثّ من ألمانيا على إحراز تقدم سريع. بدوره، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي للمحادثات، إنريكي مورا، والذي يقود الدبلوماسية المكوكية بين إيران والولايات المتحدة، إنه يتوقع التوصل لاتفاق خلال هذه الجولة من المحادثات، لكن مبعوثين آخرين أبدوا قدرًا أكبر من الحذر وقالوا إن الكثير من القضايا الصعبة لم تُحل بعد.
في شأن متصل، كشفت تقارير غربية عن صور التقطتها الأقمار الصناعية توثق نشاطًا ملحوظًا في موقع نووي إيراني قرب طهران. وترصد الصور الفضائية 18 مركبة في "سنجاريان" خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2020، إلى جانب تسجيل المزيد من المركبات في كانون الثاني/ يناير، واستمرار أعمال البناء، بما في ذلك إعداد طريق وصول جديد. ويُشتبه أن منشأة "سنجاريان" الإيرانية موقع لتصنيع "مولدات موجات الصدمة"، والمستخدمة لتصغير الأسلحة النووية.
بدورها، أبلغت الولايات المتحدة إيران أنه يتعين عليها السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولهيئة التفتيش النووي التابعة للأمم المتحدة، بمواصلة مراقبة أنشطتها، على النحو المنصوص عليه في الاتفاق الساري حتى الـ24 حزيران/ يونيو. وأكدت واشنطن أنه إذا لم تسمح إيران بالمراقبة، فإنها ستخاطر بالمحادثات الجارية بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 . كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان لها، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات مرتبطة بإيران، على كيانات وأفراد يمنيين وسوريين وإمارتيين، وأفادت بأن هذه العقوبات "مرتبطة بالإرهاب"، وتم فرضها على "أعضاء شبكة تساعد الحرس الثوري الإيراني والحوثيين باليمن"، موضحةً أن "هذه الشبكة تجمع عشرات ملايين الدولارات للحوثيين من مبيعات سلع منها النفط الإيراني".
في سياق آخر ، سدّدت إيران 16.2 مليون دولار من مستحقات عليها للأمم المتحدة، ما سمح لها باستعادة حقها في التصويت والمشاركة الجمعة في اختيار الأعضاء الخمسة الجدد. وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت راونجي، على "تويتر": "بعد أكثر من ستة أشهر من الجهود لتحقيق ذلك، أعلنت الأمم المتحدة اليوم أنها تلقت الأموال". وحمّل "راونجي" المسؤولية في تأخر سداد الديون إلى "العقوبات الأمريكية غير القانونية"، قائلًا إنهم "لم يحرموا شعبنا من الدواء فحسب، بل حرموا إيران من تسديد مستحقاتها للأمم المتحدة".
داخليًا، وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الـ18 حزيران/ يونيو الجاري، انتشر هاشتاج "لن أصوت أبدا"، ما دفع المرشد الإيراني، علي خامنئي، لإصدار فتوى تحرم التصويت بورقة بيضاء في الانتخابات، "في حال أدى ذلك إلى إضعاف النظام الإسلامي" بالبلاد. يذكر أن المشاركة المتدنية في العملية الانتخابية قد تؤثر على مصداقية النظام، وأن فوز المتشددين في تلك الانتخابات يعني أن الإيرانيين لن يكونوا وحدهم من سيعانون، بل إن الفوز سيترك أثره العميق على السلام العالمي.
في الشأن ذاته، يُتَهم "خامنئي" بالتلاعب في العملية الانتخابية لضمان فوز رئيس القضاء، إبراهيم رئيسي، من أجل تحقيق حلمه في بناء "المجتمع الإسلامي الخالي من الشوائب العلمانية والغربية". وتشير آخر استطلاعات الرأي التي أجراها مركز "إيسبا" الرسمي إلى أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات المقبلة لن تتجاوز 37%، وهي أدنى نسبة في تاريخ البلاد. وتعد "النتائج المحددة سلفًا ذات أثر بالغ على إيران والمجتمع الدولي؛ فقد تترك أثرها المثير للقلق على المحادثات الجارية في فيينا للحد من جهود إيران النووية، وعلى العلاقات السلمية بين "إسرائيل" والسعودية والغرب، وكذلك الحروب الجارية في اليمن وسوريا، وعلى التوازن الجيوسياسي، وبشكل أهم على المواطنين الإيرانيين.
في السياق أيضًا، يذكر أن "نرجس"، الابنة الكبرى لقائد فيلق القدس الراحل، قاسم سليماني، رشحت نفسها لانتخابات مجلس بلدية طهران، ضمن قائمة "تحالف قوى الثورة الإسلامية"، تزامنًا مع الانتخابات الرئاسية في البلاد. وتحظى "نرجس" بحضور إعلامي بعد اغتيال والدها، إلا أنه كان الحضور الأبرز عبر وسائل الإعلام لابنته الأخرى "زينب".
على صعيد منفصل، كشف الرئيس السابق لجهاز "الموساد" "الإسرائيلي"، يوسي كوهين، تفاصيل عن عمليات "إسرائيلية" ضد البرنامج النووي الإيراني في السنوات الماضية، وشرح كيف تمت سرقة "الموساد" للأرشيف النووي الإيراني. وألمح "كوهين" إلى أن "الموساد" هو من فجر منشأة للطرد المركزي الإيرانية تحت الأرض، في مدينة نطنز الإيرانية، مؤكدًا أن العالم النووي، محسن فخري زاده، كان تحت رقابة الجهاز، دون تحمّل المسؤولية المباشرة عن اغتياله.
في هذا الإطار، قال الرئيس الإيران السابق، محمود أحمدي نجاد، إن مسؤول مكافحة التجسس في استخبارات البلاد تبين أنه كان نفسه جاسوسًا للاحتلال "الإسرائيلي"، مؤكدًا وجود اختراق أمني واسع ومنظم داخل وزارة المخابرات والمؤسسات العاملة في المجال النووي والصاروخي، ومشيرًا إلى حادثة لم تعلن طهران عنها سابقًا. وقال "نجاد" إن وثائق لوكالة الفضاء كانت في خزينة مكتب رئيسها، وإن عملاء الموساد "ثقبوا السقف ودخلوا، وفتحوا الخزينة وأخذوا جميع الوثائق، وبعد ذلك تكتمت الجهات الأمنية عن هذا الاختراق والسرقة لأهم الوثائق النووية في البلاد".
وتباع "نجاد": "على العصابة الأمنية الفاسدة في البلاد أن توضح دورها في اغتيال العلماء النوويين وانفجارات منشأة نطنز النووية"، مطالبًا بإيجاد تفسيرات لهذا الاختراق، وتوضيح ذلك للرأي العام الإيراني. وأضاف "نجاد": "لقد أخفوا عمليات سرقة الوثائق النووية والعسكرية عن الناس، ولم نعلم بحدوث هذه السرقة إلا بعد أن وصلت الوثائق النووية والعسكرية الإيرانية إلى الكيان الصهيوني، وتم الكشف عنها هناك". كما أكد الرئيس السابق أن غالبية المعتقلين بتهمة تنفيذ عمليات الاغتيال بحق العملاء النوويين الإيرانيين، تم تلفيق التهم بحقهم، ولا علاقة لهم بهذه الاغتيالات النووية أبدًا. وبعد رفض مجلس صيانة الدستور ترشح "نجاد" للانتخابات الرئاسية، بدأ في الكشف عن العديد من الملفات السياسية والأمنية.
عسكريًا، انضمت للقوة البحرية الإيرانية المدمرة "دنا"، وهي المدمرة الإيرانية الرابعة المصنعة وطنيًا، ويبلغ طولها 95 مترًا وعرضها 11 مترًا ووزنها نحو 1500 طن. وتعد المدمرة "دنا" نسخة متكاملة للمدمرات السابقة مع الارتقاء بالمعدات والأدوات المزودة بها.