استنتاجات الموجز:
زيارة تركية رفيعة المستوى تضم قادة الأجهزة الأمنية قبيل اجتماع "الناتو" يراها مراقبون تمهيدًا لتصعيد عسكري مرتقب
بيان لقمة "الناتو" بشأن ليبيا من 79 نقطة على رأسها دعم الجهود الدولية لإخراج المرتزقة من البلاد والحث على إجراء انتخابات حرة نزيهة
"كوبيتش" يحشد لقمة برلين دون الوصول لحل بخصوص بالقاعدة الدستورية للانتخابات ما قد يسبب ضغوطًا دولية أكثر على متصدري المشهد السياسي
في زيارة هامة ولافتة قام بها وفد تركي رفيع إلى طرابلس، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن "الأنشطة التي قامت بها تركيا في ليبيا واضحة جدًا من حيث القانون الدولي والشفافية والشرعية، وليس لديها ما تخفيه وستواصل دعم الأشقاء الليبيين". وأضاف "أكار" في لقاء له مع رئيس أركان الجيش الليبي، الفريق أول محمد الحداد، وآمر منطقة طرابلس العسكرية، عبد الباسط مروان، أن هناك مخاطر تهدد بيئة السلام الحالية في ليبيا، مشيرًا إلى أن "عملية إيريني الأوروبية تستهدف نشاط الحكومة الشرعية، دون الأخذ بعين الاعتبار نشاط حفتر الانقلابي". وأكد "أكار" أن تركيا ستواصل القيام بما يجب القيام به من أجل وحدة وسلامة وأمن ليبيا، مذكّرًا بأنهم أتوا إلى ليبيا بدعوة من الحكومة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وفي نطاق الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين.
في السياق ذاته، دارت مشاورات بين المجلس الرئاسي والوفد التركي، تصب في مسار توحيد الجهود الإقليمية نحو استقرار ليبيا، فيما فصّل المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن الأخير بحث مع الوفد التركي الموضوعات المتعلقة بمؤتمر برلين ودعم المسار السياسي، وتوحيد الجهود الإقليمية من أجل توافق دولي يدعم استقرار ليبيا وأمنها ووحدتها. من جانبه، أكد الوفد التركي استمرار التعاون في مجالات تدريب المؤسسات الأمنية والشرطية، وإزالة الألغام، إلى جانب التعاون في ملفات الحد من الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الجريمة المنظمة.
بدوره، نقل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي يرأس وفد بلاده لطرابلس، إلى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، دعم بلاده لاستقرار ووحدة ليبيا. كما أكد "المنفي" خلال اللقاء عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أهمية تعزيز فرص التعاون وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
في سياق منفصل، دعا حلف شمال الأطلسي “الناتو” حكومة الوحدة الوطنية ومجلس النواب إلى اتخاذ الإجراءات، المنصوص عليها في خارطة طريق ملتقى الحوار السياسي من أجل انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية حرة ونزيهة وشاملة. وأكد الحلف في بيان من 79 نقطة صادر عن رؤساء الدول والحكومات المشاركة في قمة بروكسل، الإثنين، دعمه الكامل لتنفيذ قراري مجلس الأمن رقم 2570 و2571 واتفاق وقف إطلاق النار في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
وقال الحلف إنه وفقًا لقرارات قمة بروكسل، يبقى “الناتو” ملتزمًا بتقديم المشورة لليبيا بناءً على طلبها، في مجال بناء المؤسسات الدفاعية والأمنية مع مراعاة الظروف السياسية والأمنية. كما أشاد الحلف بجهود الأمم المتحدة في دعم العملية السياسية التي يقودها ويملكها الليبيون، والتي تهدف لتعزيز المصالحة الوطنية وتوحيد مؤسسات الدولة، مرحّبًا بالتقدم المحرز في البلاد بما في ذلك اعتماد سلطة تنفيذية مؤقتة.
من جهة أخرى، شدد المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الـ24 كانون الأول/ ديسمبر القادم، والبدء في انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا. وقالت البعثة في بيان لها إن "كوبيش" كثف اتصالاته مع الأطراف الفاعلة على الصعيدين الوطني والدولي، في إطار التحضير لمؤتمر "برلين 2"، لحشد المزيد من الدعم للعملية السياسية متعددة المسارات التي تيسرها الأمم المتحدة ويقودها الليبيون.
في الشأن ذاته، أشارت البعثة إلى أن المبعوث الأممي، وخلال زيارته إلى موسكو من 7 إلى 9 حزيران/ يونيو الجاري، أكد ضرورة أن يسرع مجلس النواب في سن القاعدة الدستورية والتشريع الانتخابي اللازم، كما ناقش التحضيرات لمؤتمر "برلين 2" المزمع عقده في الـ23 من الشهر الجاري. كما أجرى "كوبيش" مشاورات مع وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية، ميغيل بيرغر، ومع المبعوث الخاص الألماني، كريستيان بوك، وشارك أيضًا في الاجتماع الأول لكبار المسؤولين بمشاركة ليبيا، والذي شرع في إعداد الوثيقة الختامية للمؤتمر.
على الصعيد العربي، طالبت وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، خلال تمثيلها ليبيا في اجتماع وزراء خارجية العرب بالدوحة، بوضع آلية واضحة للضغط على معرقلي خارطة الطريق والقرارات الدولية في ليبيا. وأكدت "المنقوس" في كلمة خلال الاجتماع التشاوري الاستثنائي لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بضرورة إصدار التشريعات اللازمة لتنفيذ خارطة الطريق. وأضافت الوزيرة أن أولويات حكومة الوحدة الوطنية المنطلقة من خارطة طريق المرحلة التمهيدية تتمثل في فرض السيادة الوطنية على كامل التراب الليبي، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وتحقيق المصالحة الوطنية. ونوهت الوزيرة إلى أن مسار التسوية يواجه تحديات كبيرة، إلا أن دولة ليبيا عازمة على السير بكل قوة لتنفيذ خارطة الطريق والوصول بليبيا إلى بر الأمان.
محليًا، أصدر مجلس الوزراء بحكومة الوحدة الوطنية قرارًا بحل المؤسسة الليبيّة للإعلام برئاسة "محمد بعيو"، وتضمن القرار نقل تبعيَّة عشر مؤسسات وقنوات وإذاعات كانت تابعة للمؤسسة، إلى جهاتٍ أخرى كمجلس الوزراء ووزارات الرياضة والشباب والثقافة والتنمية المعرفيّة ودار الإفتاء والهيئة العامّة للأوقاف. وشمل القرار أيضًا حلّ مركز البحوث والدراسات الإعلاميّة بالكامل، وقناة "ليبيا الفضائية" وقناة "ليبيا الإخبارية" ومركز تطوير الإعلامِ الجديد وراديو الشروق وراديو ليبيا. ونص القرار في مادته الرابعة على أن يقوم مجلس الوزراء بتشكيل لجنة فنية وإدارية، تتولى تنسيب العاملين بالجهات المنحلَّة حسب تخصصاتهم، وأخرى لحصرِ الأصول الثابتة والمنقولة بتلك الجهات.
داخليًا أيضًا، أفاد عضوا مجلس النواب، محمد الرعيض وعبد السلام نصية، بتعليق مجلس النواب جلسته، الثلاثاءالماضي، بخصوص مناقشة وإقرار الميزانية إلى جلسة أخرى، تتم الدعوة إليها في وقت لاحق. ويعد اختتام مجلس النواب لجلساته هذا الأسبوع دون إقرار مشروع الميزانية، الثالث له منذ تقديم حكومة الوحدة الوطنية مقترح الميزانية في الـ20 آذار/ مارس الماضي.