استنتاجات الموجز:
"الكاظمي" يُبدي استعداده لمساعدة إيران وموافقته لنقل وجهات النظر بينها وبين الآخرين
تواجد العمال الكردستاني شمال العراق يسبب انقسامًا سياسيًا عراقيًا بين رافض لتواجده ومؤيد له
أطراف موالية لإيران تصعّد من عمليات استهدافها غير المؤثرة للتواجد الأمريكي
في حديث لافت عن علاقة العراق مع إيران، أشار رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى أن العراق مستعد لمساعدتها على تصحيح كثير من المسارات، مضيفًا: "عندما كنت رئيسًا لجهاز المخابرات العراقية، كان هناك تعاون أمني كبير مع الجمهورية الإسلامية، ونجحنا عن طريق هذا التنسيق، والعراق مستعد للقيام بأي دور يُطلب منه في نقل وجهات النظر وتقريبها". في هذه الأثناء، وصل قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قآاني، إلى بغداد، والتقى بأطراف حكومية وسياسية وأخرى مسلحة، إضافةً لرئيس الوزراء، حيث بحث الأوضاع على الساحة العراقية، لاسيما التصعيد الأخير بين الحكومة والفصائل المسلحة.
أمنيًا، أفادت مصادر أمنية كردية بمقتل خمسة عناصر من قوات البيشمركة وإصابة أربعة آخرين في جبل متين بقضاء العمادية، التابع لمحافظة دهوك، بعد أن وقعت قوة من البيشمركة في كمين لحزب العمال الكردستاني. في هذا الإطار، أعرب قيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عن خشيته من استمرار "حزب العمال" في "أعماله الإرهابية والتخريبية، وصبرنا سينفد لآن حزب العمال يعطي حجة لتركيا لكي تستمر بأعمالها وتحركاتها داخل الإقليم."
بالمقابل، قال "حزب العمال" إن قوات "الحزب الديمقراطي الكردستاني" هي التي هاجمت معسكر تابع له، داعيًا "لعدم الطعن بالظهر في الوقت الذي نقوم به بمقاومة غزو الدولة التركية". من جانبها، أدانت رئاسة الجمهورية الاعتداء الذي تعرضت له قوات البيشمركة، وأكدت على أن التواجد العسكري لـ"حزب العمال الكردستاني" داخل العراق غير قانوني، وأن الدستور العراقي لا يسمح باستخدام الأراضي العراقية منطلقًا لتهديد أمن الجيران.
من جانبها، أعربت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، عن قلقها من هجوم قوات تركية على مخيم للاجئين شمال العراق، متهمةً إياها بانتهاك حقوق الإنسان. يذكر أنه جرى تنفيذ هجوم تركي على مخيم للاجئين في مخمور، أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، فيما تعتقد تركيا أن المخيم بمثابة ملجأ آمن لعناصر "حزب العمال الكردستاني". من جهته، قال نائب في لجنة الأمن والدفاع النيابية إن الحكومة غير جادة في حسم ملف "حزب العمال" حتى تقطع ذرائع تركيا بانتهاكها سيادة العراق، مضيفًا أن وجود الحزب سبَّب انقسامات سياسية، نظرًا لوجود أطراف تؤيد تواجده وأخرى ترفضه.
أمنيًا أيضًا، أعلن مصدر أمني عن اغتيال ضابط برتبة عقيد بجهاز المخابرات العراقي على يد مسلحين مجهولين، في منطقة البلديات في بغداد. بدورها، علَّقت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية على حوادث اغتيال الضباط بالقول: "هناك تراجع خطير في الملف الأمني، خصوصًا بعد الخرق الكبير بتفجير الكاظمية"، مبينةً أن "اغتيال ضباط في جهاز أمني حساس ومهم، يدل على وجود خلل وثغرات أمنية". من جانبه، قال الناطق اسم القائد العام للقوات المسلحة إن استهداف ضباط جهاز المخابرات الوطني "عمل إرهابي".
في تطور أمني آخر، أُسقطت طائرتان مسيرتان فوق قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أمريكية، بواسطة بطاريات الدفاع الجوي "سي رام"، فيما جرى استهداف مطار بغداد بصواريخ كاتيوشا، بينما لم يسفر الهجومان عن وقوع إصابات. كما تعرضت قاعدة بلد الجوية لقصف بثلاثة صواريخ كاتيوشا، دون وقوع خسائر، تزامنًا مع تعرض قاعدة فكتوريا قرب مطار بغداد لهجوم بطائرات مسيرة مفخخة لم يسفر هو الآخر عن وقوع خسائر.
في السياق الأمني أيضًا، وفي تطور جديد في قضية اعتقال القيادي في الحشد الشعبي، قاسم مصلح، قامت السلطات بالإفراج عنه بعد أسبوعين من اعتقاله بتهمة تورطه باغتيال ناشطين، حيث قال مجلس القضاء الأعلى إنه "أثبت بموجب معلومات جواز السفر أنه كان خارج العراق عند اغتيال الوزني، ومحكمة التحقيق لم تجد دليلًا يثبت تورطه في تلك الجريمة بشكل مباشر أو غير مباشر، لذا تم الإفراج عنه".
سياسيًا، ومع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، قالت مصادر إعلامية إن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة "مسعود البارزاني" وقع على تشكيل تحالف سياسي مع "التيار الصدري" بزعامة "مقتدى الصدر". وأشار نائب كردي من "الديمقراطي" إلى أنهم "على قرب من التيار الصدري، ونعتقد أن شراكة الأقوياء مهمة جدًا في المرحلة المقبلة". كما كشفت مصادر سياسية عن وجود تواصل وتقارب بين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"تحالف الفتح" بزعامة "هادي العامري". بالمقابل، حذر نائب كردي عن "كتلة المستقبل" الكتل السياسية من التحالف مع "بارزاني"، واصفًا إياه بأنه مرجع للفساد في الإقليم، ومشيرًا إلى أنه "باع كردستان لدول الجوار طوال السنوات الماضية".
كرديًا، أبدى عضو بـ"الاتحاد الوطني الكردستاني" معارضته لإشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على الانتخابات البرلمانية القادمة، معللًا ذلك بأن "موضوع الإشراف الدولي على الانتخابات غير منطقي وغير مقبول، ومن الصعوبة تحقيقه ويتعارض مع سيادة البلد". لكن العضو أردف بالقول إنه "لا يوجد ممانعة لمراقبة الانتخابات، لكن الإشراف يدخل في خانة التدخل بسيادة البلد ووضعه".
على صعيد الأوضاع الخدمية في كردستان، أكد عضو ببرلمان الإقليم عن الجماعة الإسلامية أن الأوضاع الخدمية في الإقليم سيئة جدًا، محمّلًا الحكومة ذلك التقصير، وأضاف أن "الاحتجاجات التي قام بها المواطنون بغلق الشوارع الرئيسية في السليمانية، تعبر عن امتعاضهم الكبير من سوء الأوضاع والفساد المستشري في الإقليم." وفي هذا الصدد، هددت مجموعة من الناشطين الكرد بتصعيد احتجاجاتهم، وتحويلها إلى اعتصام مفتوح في السليمانية وحلبجة إذا لم تقم حكومة الإقليم بتصحيح الأوضاع، فيما رأى بعض الناشطين الكرد أن الحل يكون من خلال تعامل السليمانية وحلبجة بشكل مباشر مع بغداد.
خارجيًا، وجه وزير الخارجية، فؤاد حسين، شكره للدنمارك التي قررت افتتاح سفارة لها في بغداد قريبًا، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيرة الدنماركي، جبي كوفود في بغداد. كما ناقش "حسين" مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، آفاق التعاون الاقتصادي وفرص الاستثمار للشركات الروسية في العراق، مع التأكيد على الدور المهم الذي تلعبه الشركات النفطية الروسيّة في العراق. كما ناقش الجانبان تلفونيًا الوضع السوري، وقيّما الموقف العراقيّ الساند لعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.
خارجيًا أيضًا، وخلال استقباله لوزير الخارجية البريطاني، دومنيك راب، أكد رئيس الجمهورية، برهم صالح، على أهمية التنسيق مع الجانب البريطاني في مواجهة الإرهاب، ومكافحة الفساد واسترداد الأموال العراقية المهربة.