استنتاجات الموجز:
مع قرب الانتخابات النيابية المبكرة تحذيرات محلية ودولية من اندلاع صراعات مسلحة بين الفصائل
أحزاب مقربة من إيران تنتقد صمت الحكومة من التوغل العسكري التركي مقابل مدح الحكومة لموقف تركيا من تقاسم المياه مع العراق
"الحلبوسي" يتوّج التقارب الفرنسي من العراق في الأشهر الأخيرة بزيارة مهمة إلى فرنسا
حذّر نائب عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" من وقوع صِدامات مسلحة تزامنًا مع الحملات الانتخابية بين الفصائل المسلحة، فيما حذر السفير البريطاني لدى بغداد، ستيفن هيكي، من كارثة تهدد أمن العراق بسبب التصعيد العسكري واستمرار الهجمات الصاروخية ضد الأمريكيين في العراق، مشددًا على "ضرورة محاسبة منفذي الهجمات". وبخصوص الانتخابات النيابية، أشار "هيكي" إلى "وجود تحديات كبيرة تواجه العراق، لكن لا بديل عن الانتخابات المبكرة"، آملًا أن تكون المشاركة أعلى من 2018، وأبدى في الوقت ذاته استعداد بلاده لدعم الانتخابات وإنجاحها.
من جانبه، وخلال استقباله لسفراء الاتحاد الأوروبي، أكد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، على أهمية الدعم الأوروبي للعراق في حربه ضد الإرهاب وفي مجال مراقبة الانتخابات، مشيرًا إلى أن "الحكومة هيأت كل مستلزمات إجراء الانتخابات في موعدها في 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل." بدوره، حذر زعيم "تيار الحكمة"، عمار الحكيم، من أن المقاطعة الانتخابية تُعدّ "أخطر ما يمكن" أن يواجه العراق، مضيفًا أن "العراق أمام فرصة تاريخية للاستقرار واستثمار الإرادة الدولية والإقليمية، مشترطًا لذلك أن تكون مخرجات الانتخابات متوازنة وتنظر لمصلحة العراق."
بالمقابل، أكد نائب عن "تحالف سائرون" أن حكومة "الكاظمي" ملزمة بإنهاء ملف الإدارة بالوكالة في مؤسسات الدولة، محذرًا أن هذا الأمر ربما يفجر "صراعًا سياسيًا". ولفت إلى أن هناك قوى سياسية تعمل للسيطرة على مؤسسات الدولة لاستغلالها انتخابيًا، كما حذر من أن "هذا الصراع يمكن أن يعرقل أو يؤخر قضية حسم ملف الإدارة بالوكالة لاستغلالها انتخابيًا". وفي السياق ذاته، وجه أحد النواب رسالة عاجلة إلى "الكاظمي" بخصوص الدوائر الحكومية مع قرب الانتخابات النيابية، محذرّا من وجود مساع لتحويل دوائر الدولة لـ"إقطاعيات سياسية" للكسب الانتخابي.
على صعيد منفصل، حذّرت لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية من حدوث هجرة شبابية كبيرة من العراق خلال المرحلة القليلة المقبلة، بسبب ارتفاع نسبة البطالة والفقر. من جانبه، كشف وزير التخطيط عن أرقام "مؤسفة" عن حجم ونسبة الفقر في العراق، حيث بلغت 20% بموجب آخر مسح نفذته الوزارة عام 2018، لكن النسبة ترتفع خاصة في المحافظات الجنوبية. وفيما يتعلق بالتعداد السكاني، عللت الوزارة عدم إجرائه هذا العام بسبب خلو الموازنة من المخصصات المطلوبة والبالغة 130 مليار دينار.
أمنيًا، أفاد مسؤول حكومي في محافظة صلاح الدين بانخفاض إمدادات التيار الكهربائي جراء تفجير برجين للطاقة، حيث تتعرض هذه الأبراج لعمليات تخريبية في محافظات ديالى وصلاح الدين وأطراف كركوك بسبب بُعدها عن الحماية الأمنية. وفيما يتعلق بالانفلات الأمني في محافظة ديالى، أفاد مصدر حكومي بأن تكرار الخروقات الأمنية الدامية في المحافظة أثار غضب بغداد، ما جعل القيادة العسكرية تدفع للمنطقة فريقًا من ضباط رفيعي المستوى، لدراسة الموقف الأمني بشكل ميداني وبيان أسباب تلك الخروقات.
أمنيًا أيضًا، تسلّم جهاز مكافحة الإرهاب معدات وأسلحة وعجلات بقيمة أكثر من ستة ملايين دولار من قوات التحالف الدولي، من خلال برنامج CTEF الأمريكي الذي يشرف عليه التحالف. وبسبب انتشار عصابات "داعش" أعرب عضو بـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني" عن معارضته لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وقال إن التنظيم بات يتحرك بشكل "مرعب" ويجب عدم تكرار "خطأ" الانسحاب عام 2011. وأضاف النائب: "إننا ككرد نرى ضرورة استمرار بقاء القوات الأمريكية لتأهيل وتدريب الجيش والبيشمركة بشكل أكبر لمواجهة التنظيمات المتطرفة."
على الصعيد ذاته، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، إن قواته لن تغادر العراق في الوقت القريب، بينما أصدرت خلية الإعلام الأمني بيانًا بشأن استهداف قاعدة عين الأسد بصاروخ كاتيوشا، لم ينفجر ولم يوقع خسائر.
كرديًا، قال نائب رئيس إقليم كردستان إن هناك محاولات لافتعال اقتتال بين مقاتلي "حزب العمال" وقوات البيشمركة في الإقليم، متسائلًا: "لماذا يكثف حزب العمال أنشطته بالإقليم، ويمنح الذريعة لتركيا لمهاجمة الإقليم؟" لكن قوى سياسية انتقدت ضعف موقف حكومتي بغداد وأربيل إزاء "الانتهاكات التركية المتكررة للأراضي العراقية"، مشيرةً إلى أن هذا الموقف سيشجع دول أخرى مجاورة للعراق، على احتلال أراضٍ عراقية.
في هذا السياق، قال قيادي في "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" إن "الموقف العراقي تجاه التدخل التركي ضعيف جدًا، وأنقرة تتخذ من حزب العمال ذريعة لاحتلال جزء من العراق، ولا يخفى على أحد وجود أطماع تركية تاريخية في الموصل وكركوك". بدوره، حمَّل نائب عن "تحالف الفتح" حكومتي بغداد وأربيل "مسؤولية الاستهداف التركي للأراضي العراقية".
في شأن متصل، وعلى صعيد العلاقة بين أربيل والمركز، أكد رئيس مجلس وزراء الإقليم التزام حكومته بقانون الموازنة العامة الاتحادية، مثمّنًا التزام الحكومة الاتحادية بتنفيذ القانون وإرسال حصة الإقليم من الموازنة.
خارجيًا، بحث العراق وباكستان سبل تسهيل سمات دخول زائري العتبات وفتح خط طيران بغداد-إسلام آباد، وذلك خلال لقاءٍ جمع وزير الخارجية العراقي ونظيره الباكستاني، في سياق مشاركتهما بأعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي. وعلى صعيد العلاقة المائية مع تركيا، أعلنت وزارة الموارد المائية عن زيارة يجريها وفد برئاسة وزيرها إلى تركيا، للتباحث حول حصص المياه وتقسيمها بين البلدين، كاشفة عن "اتفاقية جديدة" ستُبرم خلال الزيارة. يُذكر أن وزير سابق لوزارة الموارد المائية أكَّد أن "هناك تغييرًا إيجابيًا تركيًا حيال موضوع تقاسم المياه مع دول المصب"، مضيفًا: "لمسنا إرادة تركية حقيقيّة لحل هذه المشكلة."
على صعيد العلاقات مع إيران، وبمناسبة فوز "إبراهيم رئيسي" بمنصب الرئاسة، أجرى "الكاظمي" اتصالًا هاتفيًا معه وقدم تهانيه بمناسبة فوزه. من جانبه عبر الرئيس الإيراني الجديد عن شكره لـ"الكاظمي" ووجه دعوة رسمية له لزيارة إيران في أقرب فرصة. من ناحيته، دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، كلًا من السعودية وإيران إلى حل مشاكلهما بعيدًا عن العراق وعدم زجه في صراعاتهما، ولفت إلى أن "العراق يعتز بجذوره العربية ولا يفرط بها وبالوقت ذاته يتمسك بمذهب التشيع."
خارجيًا أيضًا، وخلال زيارة يجريها إلى فرنسا، التقى رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، برئيس الجمعية الوطنية، ريتشارد فيران، في باريس وجرى مناقشة تفعيل العمل النيابي المشترك، حيث أكد "الحلبوسي" على أهمية دخول الشركات الفرنسية للسوق العراقية، والمشاركة في إعمار العراق، والإسراع في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية، ومنها مطار الموصل ومترو بغداد المعلّق وعدد من مشاريع الطاقة. كما بحث الطرفان الجهود المبذولة لإعادة افتتاح الخط الجوي بغداد-باريس، لما له من أهمية في التفاعل الاقتصادي بين البلدين.