استنتاجات الموجز:
انحدار الأوضاع المعيشية وانعكاساتها في الشارع وتحذيرات "بوريل" والسفارات الغربية مؤشر على قلق واضح من إمكانية انفلات الأمن وتزعزع الاستقرار
تصريحات "باسيل" محاولة لدق إسفين في العلاقة بين "حزب الله" و"بري" ورمي كرة النار الحكومية في ملعب الحزب
سعيٌ أمريكي لتحييد مؤسسة الجيش عن تأثيرات تدهور الأوضاع الاقتصادية
وصل لبنان إلى مستوى غير مسبوق من تردي الخدمات خلال هذا الأسبوع؛ فلا دواء، ولا مازوت، ولا بنزين، ولا كهرباء، ولا مستلزمات طبية، وسط انسداد في الأفق السياسي وتأزم التشكيل الحكومي، والخشية من انعكاسات كل ذلك على الاستقرار الأمني والمجتمعي.
في التفاصيل، وفيما بات واضحًا أنه اتجاه متسارع نحو تهيئة الشارع لرفع الدعم عن المحروقات، ووضعه عمليًا بين خياري شح المادة أو الحصول عليها بسعر السوق، طالت طوابير البنزين حول محطات الوقود لشح هذه المادة التي بات الوصول إليها يستهلك ساعات طويلة، في حين أطفأ أصحاب المولدات في العديد من المناطق مولداتهم لعجزهم عن تأمين مادة المازوت بالسعر المدعوم، وهو ما بات يهدد كذلك قطاعت أخرى كالأفران وعمليات جمع النفايات التي توقفت في عدة مناطق.
أما قطاع الأدوية فلم يكن أفضل حالًا؛ حيث فرغت رفوف الصيدليات من الأدوية، وسط تحذيرات أطلقتها الشركات المستوردة بقرب نفاد مخزونها، بعد شهر لتوقف مصرف لبنان عن صرف الاعتمادات اللازمة. وفي هذا الإطار، يقوم وزير الصحة، حمد حسن، بزيارة إلى تركيا في محاولة لحل أزمة الدواء والمستلزمات الطبية. وفي قطاع التعليم، نبّه البنك الدولي إلى خطورة الكارثة التي تحل بالقطاع، تزامنًا مع إعلان هيئة التنسيق النقابية رفض بدء العام الدراسي المقبل، وعدم العودة إلى الصفوف في المدارس الرسمية والخاصة في ظل تدني الرواتب وهجرة الأساتذة.
على جانب آخر، أقرت اللجان النيابية المشتركة مشروع "البطاقة التمويلية"، تمهيدًا لإقراره إذ سيشمل نحو 500 ألف عائلة تستفيد من مبلغ قيمته الوسطية 93 دولارًا أمريكيًا بالشهر، إلا أن العقبة الأبرز لا تزال في إيجاد مصدر لتمويلها.
على الصعيد السياسي، وبينما حملت زيارة مفوض الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، تحذيرات من الفوضى وتلويحًا بالعقوبات لحض الطبقة السياسية على ضرورة تشكيل حكومة، ظللت هدنة غير معلنة بوساطة من "حزب الله" أجواء "بعبدا - عين التينة"، بينما كانت لافتةً مواقف رئيس "التيار الوطني الحر"، جبران باسيل، التي اتهم فيها رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بالسعي إلى المثالثة والانحياز للرئيس المكلّف، سعد الحريري، مستعينًا بأمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، كـ"صديق" مؤتمن على حقوق المسيحيين لإيجاد حل للمأزق الحكومي، راميًا كرة النار الحكومية في ملعب الحزب.
في الأثناء، يعمل رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، على تحصين الساحة الدرزية عبر لقاء مشترك مع رئيس حزب "التوحيد العربي"، وئام وهاب، ورئيس "الحزب الديموقراطي"، طلال أرسلان، وسط قناعة "جنبلاطية" بأنه لا حل في المستقبل القريب للأزمة اللبنانية، وبأن الأيام القادمة ستكون صعبة للغاية.
وعلى وقع تأزم الأوضاع المعيشية، وجهت السفارات الغربية في لبنان "إشارات تحذيرية مباشرة" إلى بعض المستويات السياسية والرسمية، تعكس تخوّفًا شديدًا من تفجر الأوضاع وانفلات الأمن، لا سيما مع توالي عمليات قطع الطرق وإيقاف المواطنين لشاحنات تهريب المحروقات، وتصاعد حوادث السرقة والإشكالات المسلّحة التي كان آخرها في البداوي وعكار، وإطلاق النار بين المواطنين في طوابير الوقود، والعثور على قذائف قديمة في بيروت في منطقتي "فردان" (قرب مقر الطائفة الدرزية) و"ساقية الجنزير" (قرب مقرّ رئيس مجلس النواب).
في غضون ذلك، كشف تقرير لموقع "المونيتور" أنّ البنتاغون والخارجية الأمريكية يبحثان عن "سبل مبتكرة"، لمساعدة الجيش في دفع رواتب العسكريين، في حين سيخصص من ميزانية العمليات الطارئة الخارجية، ما يغطي تكاليف قطع الغيار اللازمة لصيانة المعدات العسكرية أمريكية الصنع، ودعم عمليات الجيش على مستوى أمن الحدود ومكافحة "الإرهاب". وفي السياق ذاته، بحث مدير عام الأمن العام، عباس إبراهيم، خلال زيارة إلى موسكو، تدريب عناصر الأمن العام في مجال مكافحة "الإرهاب" ومجالات أخرى.
وفي شأن أمني لافت من حيث التوقيت، تقوم السفارة الأمريكية مع عدد من الأجهزة الأمنية بالتقصي حول مواقع بعض المعابر، التي يتم التهريب عبرها وأنواع البضائع المهرّبة والاستفسار حول معابر يستخدمها "حزب الله" في عمليات نقل الأسلحة.
بالمقابل، وفي مسار تطبيعي متصاعد في العلاقة مع النظام السوري، قام مدير عام أمن الدولة، اللواء طوني صليبا، بزيارة لدمشق بحث خلالها مع القيادات الأمنية السورية في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك تزامنًا مع زيارة وفد نيابي من أحزاب قوى "8 آذار" لمناقشة ملف اللاجئين السوريين، وتسهيل تجارة "الترانزيت" ومطالبة وزراء في حكومة تصريف الأعمال الحالية رئيسها، حسان دياب، بتكليفهم رسميًا لزيارة دمشق والبحث في عدد من الملفات.
في شأن منفصل، أبدى ممثلو كل من "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، "الاتحاد الأوروبي"، "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، و"منسّق الأمم المتحدة الخاص في لبنان"، خلال اجتماع مع "هيئة الإشراف على الانتخابات"، استعدادهم لتقديم الدعم اللوجستي لإجراء الانتخابات النيابية عام 2022 في موعدها.
على صعيد تداعيات "كورونا، أعلنت وزارة الصحة أن المناعة المجتمعية في لبنان تتراوح بين 40% -50%، وذلك بسبب الإصابة أو تلقي اللقاح، في حين أبقت لجنة متابعة الإجراءات الوقائية توصيات على الإجراءات ذاتها المعتمدة للوافدين إلى المطار، مع تعديل توقيت إغلاق المطاعم ليصبح حتى الواحدة بعد منتصف الليل، ووضع آلية لإعادة فتح الملاهي الليلية.