استنتاجات الموجز:
"الكاظمي" يقوم بجولة أوروبية لحشد الدعم لمواجهة الأزمتين المالية والصحية اللتين تعصفان بالبلاد
واشنطن تغير أسلوب تعاملها مع المليشيات وتستهدف عناصرها على جانبي الحدود العراقية السورية بضربات جوية
استقالة وزير الكهرباء بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسوء تجهيز الطاقة الكهربائية التيار الصدري ينفي علاقته بالأمر
انطلقت أعمال مؤتمر القمة الثلاثية العراقية الأردنية المصرية في بغداد بحضور رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني، عبد الله الثاني، فيما تعد أول زيارة لرئيس مصري إلى بغداد منذ ثلاثة عقود. وبعد انتهاء أعمال المؤتمر، قام "الكاظمي" بجولة أوربية كانت محطتها الأولى العاصمة البلجيكية بروكسل، التقى خلالها الأمين العام لحف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتينبرغ، وناقش معه أهمية تطوير العلاقات بين العراق والحلف. وشدد "الكاظمي" على أن "لا يكون العراق ساحة لتصفية الصراعات، أو منطلقًا للاعتداء على أيٍّ من جيرانه".
من جانبه، أكد "ستولتينبرغ" أن دول الحلف ستستمر في دعم العراق، مبينًا أن "البعثة في العراق هي بعثة غير قتالية وذات طابع تدريبي واستشاري بحت، وأن أي توسعة لإطار عملها سيكون وفق طلب وموافقة وأولويات الحكومة العراقية". كما اجتمع "الكاظمي" بالممثلين الدائمين للدول الأعضاء في "الناتو" في مقر الحلف في بروكسل، حيث بيّن خلال الاجتماع أن "العراق يثمّن عاليًا دور الحلف في رفع المستوى القتالي لقواتنا المسلحة، داعيًا إلى استمرار المساعدة في مجال التدريب والتسليح والدعم الاستخباري، وكذلك عزم العراق على استكمال بناء مؤسساته الأمنية والعسكرية".
خلال زيارته أيضًا، التقى "الكاظمي" برئيس وزراء بلجيكا وأكد له العمل الجاد لمنع تكرار الهجمات على البعثات الدبلوماسية والقواعد العسكرية، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك. كما أشاد "الكاظمي" بـ "دعم بلجيكا لصندوق استقرار العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لإعادة إعمار المدن المحررة، ودعم البرامج المتعلقة بإزالة الألغام وبرامج المساعدات الإنسانية، التي تنفذها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين". كما أوضح رئيس الوزراء أهمية إعادة افتتاح السفارة البلجيكية في بغداد، مؤكدًا مسؤولية حكومته في حماية أمن البعثات الدبلوماسية، والعمل الجاد لمنع تكرار الهجمات على البعثات الدبلوماسية والقواعد العسكرية العراقية، التي تستضيف مستشارين ومدربين أجانب.
داخليًا، كشفت عضو ائتلاف دولة القانون، ضحى الحسيني، أن مرشحي الانتخابات المقبلة بما فيهم أعضاء مجلس النواب قلقون ومتخوفون من عدم إجراء الانتخابات في وقتها المحدد، موضحةً أن هناك جهات سياسية قدمت طعنًا لدى المحكمة الاتحادية على قانون الانتخابات، وأن المحكمة ستنظر الطعن في آب/ أغسطس القادم، وأضافت: "نعتقد أن أي قرار من الاتحادية سيصدر لصالح مقدم الطعن سيؤدي إلى تأجيل الانتخابات."
في شأن داخلي منفصل يتعلق باستعراض الحشد الشعبي، أشارت هيئة الحشد إلى أنه جرى الزج بقضايا مضللة تتعلق بالاستعراض الذي حضره القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي. وقال "الحشد" في بيان: "تداولت بعض وسائل الإعلام صورًا لأسلحة ومعدات بينها طائرات مسيرة، وادّعت أنها شاركت في الاستعراض الذي أقامه الحشد الشعبي"، نافيًا صحة هذه الصور، ومؤكدً أن زج هذه المعلومات المضللة هو لخلط الأوراق وضرب وحدة صف القوات المسلحة.
يذكر أنه خلال حضوره استعراضًا لقوات الحشد الشعبي في محافظة ديالى بمناسبة ذكرى تأسيسه، خاطب "الكاظمي" الحشد الشعبي بالقول: "أنتم أبناء العراق وبكم نستعيد للعراق دوره التاريخي في المنطقة"، وذلك في استعراض قامت قوات الحشد الشعبي في محافظة ديالى بكافة صنوفها.
داخليًا أيضًا، قدم وزير الكهرباء، ماجد حنتوش، استقالته بشكل رسمي لرئيس الوزراء وقبلها الأخير، وذلك بعد تردٍ في ساعات تجهيز الكهرباء في العراق، مع ارتفاع درجات الحرارة، وشن حملة منظمة من قبل مجهولين لتفجير أبراج تجهيز الطاقة. يذكر أن التيار الصدري أطلق حملة قبل يومين لإقالة الوزير، بسبب الواقع الكهربائي السيئ وارتفاع درجات الحرارة، فيما قررت عدة محافظات تعطيل الدوام الرسمي بشكل مؤقت خلال الأسبوع الجاري، بينما أعلنت محافظات أخرى تقليص ساعات الدوام، إثر الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
في الشأن ذاته، وعلى خلفية استقالة وزير الكهرباء، أوضح تحالف "سائرون" أن "الصدر رأى تقصيرًا في وزارة الكهرباء وأطلق هاشتاك ولم يكن أمرًا، وأن استجابة وزير الكهرباء واستقالته نابعة من الديمقراطية، بعدما رأى ان هناك تقصيرا في وزارته وهذه تحسب له". وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، نشر تغريدة مطولة في الـ27 حزيران/ يونيو الجاري، أكد فيها على أن الفساد أحد أسباب مشكلة الكهرباء.
كما أرجعت لجنة الخدمات والإعمار النيابية أسباب تردي واقع الكهرباء وقلة ساعات التجهيز إلى "الفساد"أيضًا، حيث تم صرف المليارات طوال السنوات الماضية دون تحقيق أي هدف أو زيادة في ساعات التجهيز. من جانبها، هددت الحكومة المحلية في محافظة البصرة بفصل منظومة الكهرباء المحلية عن المنظومة الوطنية، محذرة من مغبة ما وصفته بـ"الغبن الكبير" الذي تتعرض له المحافظة في مجال الطاقة.
في السياق ذاته، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية وجود جهات وشخصيات متنفذة، تقف خلف حوادث استهداف أبراج نقل الطاقة الكهربائية بين المدن، لتحقيق مكاسب مالية من استبدال الأبراج المتضررة ووقود المولدات الأهلية في كل محافظات البلاد. وأضافت اللجنة أن "تلك الجهات ربما تكون من وزارة الكهرباء نفسها، خاصةً العاملين على الصيانة أو مصنعي الأبراج وربما حتى جهات أمنية مستفيدة من ذلك، ولا ننفي أن يكون داعش متورطًا أيضًا". يذكر أن محافظات عدة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية زيادة في ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وسط ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
عسكريًا، وفي تطور خطير، أعلن المتحدث باسم "البنتاغون"، جون كيربي، أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية استهدفت "منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران"، في مناطق حدودية بين سوريا والعراق وأسقطت خمسة قتلى في صفوفهم. وقال "كيربي" إن المليشيات تستغل هذه المنشئات لمهاجمة "أفراد ومنشآت أمريكية في العراق" عبر طائرات دون طيار، بينما ذكر الحشد الشعبي في بيان له أن هذه الضربات الأمريكية خلّفت قتلى في صفوف مقاتليه.
كرديًا، علَّق القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، ممو زيني، على استهداف أربيل مجددًا بصاروخ سقط قرب أحد الفنادق، بأنه رسالة جديدة لإقليم كردستان. وقال "زيني" إن "رسالة الفصائل المسلحة هي أن الصواريخ والطائرات المسيرة قادرة على الوصول لأي مكان، حتى لو في إقليم كردستان"، وأضاف أن الرسالة الثانية هي للولايات المتحدة. وأكد القيادي أنه بات من الضروري تسليم الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها والقريبة من إقليم كردستان، إلى القوات المشتركة من الجيش والبيشمركة.