استنتاجات الموجز:
إثيوبيا تفرض أمرًا واقعًا قبيل جلسة مجلس الأمن وتعلن بدء الملء الثاني لسد النهضة ومصر ترفض
التفاهمات تمضي قدمًا: القاهرة ترحب بمنع تركيا إعلاميين معارضين من استخدام وسائل التواصل
"السيسي" يفتتح قاعدة بحرية استراتيجية بمشاركة ولي عهد أبوظبي وقائد قطري ورئيس "الرئاسي" الليبي
أبلغت إثيوبيا مصر رسميًا بأنها بدأت بالفعل عملية الملء الثاني لخزان "سد النهضة"، فيما ردت القاهرة بالتأكيد على موقفها الرافض للأمر، وذلك فيما يبدو استباقًا من الطرف الإثيوبي لجلسة مقررة لمجلس الأمن الدولي حول قضية "السد". وأظهرت صور حديثة عبر الأقمار الصناعية ارتفاع منسوب بحيرة "السد"، حيث أكد القائد العسكري الإثيوبي بمنطقة "السد" أن القوات الإثيوبية في حالة تأهب قصوى لاستكمال المرحلة الثانية لتعبئته. كما أكد رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، أن الهدف الرئيسي لبلاده من بناء "السد" هو توفير الكهرباء، دون أن يشكل ذلك تهديدًا لدولتي المصب.
بالمقابل، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنه لا يجوز استمرار التفاوض مع إثيوبيا إلى ما لا نهاية، مؤكدًا أن مصر تسعى للتوصل لاتفاق قانوني ملزم، فيما قال وزير خارجيته، سامح شكري، إن بلاده لن تدخر أي جهد لحماية أمنها القومي، وإن كل الوسائل متاحة ديها من أجل ذلك. من جهته، حذر وزير الري، محمد عبد العاطي، من نزوح الملايين من شمال الدلتا حال ملء "السد"، خلال كلمته بالمؤتمر الوزاري الذي نظمته الحكومة الألمانية، الذي استعرض خلاله تطورات الأزمة، موضحًا أن نقص مليار متر مكعب من المياه سيؤدي إلى فقدان 200 ألف أسرة مصدر رزقهم الرئيسي في الزراعة، ما يعني تضرر مليون مواطن من أفراد هذه الأسر، ويؤدي لحالة من "عدم الاستقرار المجتمعي، وموجة كبيرة من الهجرة غير الشرعية للدول الأوروبية أو انضمام الشباب للجماعات الإرهابية".
في الشأن ذاته، توجّه "شكري"، صباح الإثنين، إلى الولايات المتحدة تمهيدًا للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي، بطلب من مصر والسودان، حيث التقى مع سفراء مجموعة الدول الإفريقية بالمجلس؛ النيجر وكينيا وتونس. هذا، بينما أعلن المجلس أنه لن يكون بمقدوره حل الخلاف باعتباره "خارج نطاق" المجلس، حيث قال مندوب فرنسا بالمجلس ورئيسه، نيكولا دي ريفيير، إن المجلس ليس لديه الكثير ليفعله حيال الأزمة، سوى دعوة أطرافها للعودة إلى المفاوضات. من جهتها، أكدت إثيوبيا على رفضها مناقشة أزمة "السد" في مجلس الأمن، فيما تلقى "شكري" اتصالًا هاتفيًا من نظيره الروسي، سيرجي لافروف، دعا الأخير خلاله إلى استمرار المفاوضات.
في ملفات خارجية أخرى، وعلى صعيد المحادثات المصرية-التركية، أشاد "شكري" بقرار السلطات التركية منع إعلاميين معارضين من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وفي ملف غزة، ذكرت تقارير عن مصادر مطلعة أن جهاز المخابرات المصرية رعى في مقره بالقاهرة مفاوضات غير مباشرة، بين وفد أمني "إسرائيلي" بقيادة نائب رئيس مجلس الأمن القومي، نمرود غايز، ووفد يمثل حركة "حماس" برئاسة نائب قائد كتائب القسام، مروان عيسى. وأجرى رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، زيارة إلى القاهرة، بينما توجهت وزيرة التجارة والصناعة، نيفين جامع، إلى العراق على رأس وفد يضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال. بدورها، كشفت الحكومة العراقية عن اتفاق تعاون مع مصر لإقامة مدن صناعية، تنفيذًا لمقررات القمة الثلاثية التي يشترك فيها الأردن أيضًا.
خارجيًا أيضًا، عقدت مصر وقبرص جولة من المشاورات السياسية بالعاصمة القبرصية نيقوسيا، برئاسة مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، بدر عبد العاطي، والسكرتير الدائم لوزارة الخارجية القبرصية، كورنيلوس كورنيلو. كما استقبل وزير الدفاع المصري، محمد زكي، نظيره القبرصي، خارلامبوس بيتريدس، خلال زيارته للقاهرة، لحضور فاعليات افتتاح قاعدة "3 وليو" البحرية.
عسكريًا، افتتح "السيسي" قاعدة "3 يوليو" البحرية بمنطقة جرجوب على الساحل الشمالي الغربي للبلاد، بحضور ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، وقائد القوات البحرية الأميرية القطرية، عبد الله السليطي، بجانب قيادات ومسؤولين عرب وأجانب. وأوضحت الرئاسة المصرية أن القاعدة تختص بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي، وتأمين خطوط النقل البحرية.
على صعيد تداعيات "كورونا"، أعلنت السلطات زيادة نسبة الإشغال في الفنادق السياحية والمطاعم والمقاهي، إلى 70% بدلًا من 50%، مع تراجع أعداد الإصابات اليومية بالفيروس في البلاد. كما أعلنت وزيرة الصحة، هالة زايد، أن مصر أنتجت أول دفعة من لقاحات "سينوفاك" المضادة للفيروس، مشيرةً إلى أن القاهرة تستهدف تطعيم 40 مليون مواطن بنهاية هذا العام. بالمقابل، قالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة المصرية تفتقر إلى الاستراتيجية والشفافية في مواجهة الوباء، منوهةً إلى التأخيرات في عملية تطعيم المواطنين.
في شؤون أمنية، أفادت مصادر طبية عسكرية في شمال سيناء لصحيفة "العربي الجديد" بمقتل مجند مصري ومواطن مدني متعاون مع الجيش، في هجوم مسلح في المحافظة، فيما أفادت قناة "كان" العبرية بأن جيش الاحتلال يستعد لنشر دبابات بكتائب نسائية بالكامل على الحدود مع مصر. من جانبهن طالب "السيسي" بوضع كل قرية تحت مسؤولية ضابط من ضباط الجيش، لمتابعة تنفيذ مبادرة "حياة كريمة" المعنية بتطوير الريف المصري. هذا، بينما ألقى الأمن القبض على رجل الأعمال المعروف ومالك قناة "المحور"، حسن راتب، بعد اتهامه بتمويل البرلماني السابق، علاء حسانين، في عمليات التنقيب عن الآثار، وقررت السلطات التحفظ على أمواله.
أمنيًا أيضًا، أعلنت السلطات، تنفيذ حكم الإعدام بحق الطالب "معتز حسن"، لاتهامه بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق، اللواء مصطفى النمر، فيما طالبت منظمات حقوقية مصرية ودولية السلطات بوقف الإعدامات. كما أفادت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" بارتفاع عدد المحكومين بالإعدام، الذين استنفدوا كل إجراءات ومراحل نظر القضاء في أحكامهم وباتوا ينتظرون تنفيذها، إلى 69 شخصًا. وأكدت مصادر أن السلطات أجرت حملة اعتقالات واسعة بعدد من المحافظات لمعارضين، قبل أيام من الذكرى الثامنة لمظاهرات الثلاثين من حزيران/ يونيو 2013، مشيرةً إلى أن الاعتقالات طالت عددًا كبيرًا من المفرج عنهم من السجون مؤخرًا على ذمة قضايا سياسية.
اقتصاديًا، أعلن البنك المركزي أنه تم تحقيق فائض كلي في ميزان المدفوعات بالبلاد بلغ نحو 1.8 مليار دولار، مقارنةً بعجز بلغ نحو 5.1 مليار دولار خلال الفترة المناظرة من العام المالي السابق 2019/ 2020. وسجلت حركة التجارة العابرة بقناة السويس خلال حزيران/ يونيو الماضي إيرادات بلغت 505.2 مليون دولار، بزيادة نسبتها 24% مقارنة مع الشهر نفسه عام 2020. كما شهد قطاع السياحة في مصر تحسنًا، حيث استقبلت نحو 3.5 مليون سائح خلال النصف الأول من 2021، بإيرادات تراوحت بين 3.5 مليار و4 مليارات دولار. هذا، فيما أعلن ممثل ملاك سفينة "إيفر جيفن"، التي أغلقت قناة السويس في آذار/ مارس الماضي، التوصل إلى تسوية رسمية مع هيئة قناة السويس للإفراج عن السفينة.
لقراءة الموجز كامل اضغط هنا