استنتاجات الموجز:
امتعاضٌ إقليمي ودولي من انتخاب "رئيسي" لاتهامه بالمشاركة في إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988
استضافة "ظريف" لقاءً بين حكومة كابل و"طالبان" ربما يأتي لضمان عدم تأثير الاضطربات الأفغانية على مصالح بلاده
إصرار إيران على المضي في تخصيب اليورانيوم قد يقود لفشل المفاوضات والعودة لنقطة الصفر خصوصًا بعد قلق روسيا من ذلك
استمرارًا لتداعيات انتخاب "إبراهيم رئيسي" رئيسًا جديدًا لإيران، دعا المحقق الأممي المعني بحقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، إلى إجراء تحقيق مستقل في اتهامات بإعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988 بأوامر من الدولة، مشيرًا إلى دور "رئيسي" فيها بصفته نائب المدعي العام في طهران حينذاك. بالمقابل، أشاد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بأداء "رئيسي" على رأس السلطة القضائية، وذلك خلال استقباله برفقة عدد من أعضائها، مضيفًا أن "آمال المواطنين وثقتهم قد تجددت بهذه السلطة في ظل مسؤولية السيد إبراهيم رئيسي."
في شأن منفصل، قال وزير الأمن الإيراني السابق، علي يونسي، في تقرير أورده موقع "جماران" الإيراني، إن "جهاز الموساد الإسرائيلي توغل في قطاعات مختلفة داخل الأراضي الإيرانية"، مدعيًا أن "الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إيران تعمد إلى كيل الاتهامات لبعضها البعض، بدلًا من العمل على كشف عناصر أو عملاء جهاز الموساد في إيران". وأوضح "يونسي" أن "المؤسسات الأمنية والاستخباراتية في إيران تنافست فيما بينها على حساب العمل نفسه داخل إيران"، مؤكدًا أنها "تغافلت عن العمل على مواجهة التغلغل الإسرائيلي داخل الأراضي الإيرانية، فضلًا عن أن هذا التنافس قد سمح بفتح الساحة الإيرانية لأجهزة الاستخبارات العالمية."
بالمقابل، قال دبلوماسي “إسرائيلي” إن "استراتيجية التضليل" التي تعتمدها كل من الولايات المتحدة وإيران تستوجب الاستعداد للعمل حيال طهران. هذا، بينما كشف تقرير أمريكي عن مهمة سرية نفذها عملاء إيرانيون لخلق البلبلة في المجتمع "الإسرائيلي"، لكن المهمة فشلت بعد افتضاح مستواهم في اللغة العبرية خلال الحملة التي نفذوها. في التفاصيل، لجأ العملاء الإيرانيون لتقنيات بسيطة، بعيدًا عن رقابة مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر"، لعمل حملة تحريضية وتخويف بين "الإسرائيليين".
على صعيد الصراع الأمريكي الإيراني، قال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر": "في مثل هذه الأيام قبل 33 عامًا أسقطت الولايات المتحدة طائرة الركاب الإيرانية، بالرحلة رقم 655، وقتلت جميع ركابها البالغ عددهم 290 مدنيًا". وأضاف "ظريف": "أنا كنت دبلوماسيًا شابًا حينها، رأيت رفض الولايات المتحدة الاعتذار عن هذه المأساة الإنسانية التي تسببت بها"، وتابع قائلًا: "العنف الأمريكي ضد الإيرانيين بدأ منذ فترة طويلة، ويتواصل اليوم أيضًا عبر الإرهاب الاقتصادي."
خارجيًا، استضاف "ظريف"، الأربعاء في طهران، "لقاءً أفغانيًا" بين ممثلين عن حكومة كابل وحركة "طالبان"، واستهل اللقاء بانتقاد واشنطن، قائلًا إن "الوجود الأمريكي في أفغانستان أدى إلى نتائج مخربة، ويجب اتخاذ قرارات صعبة لضمان مستقبل البلاد"، مشددًا على التزام إيران بالإسهام في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشاملة لأفغانستان بعد إحلال السلام. يذكر أنه قبل أكثر من شهرين من الموعد الذي حددته واشنطن لإنجاز انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، في أيلول/ سبتمبر، دعا "ظريف" الشعب الأفغاني والقادة السياسيين بالبلاد إلى اتخاذ قرارات صعبة لمستقبل بلادهم"، فيما يتزامن ذلك مع إحراز "طالبان" تقدمًا عسكريً على الأرض.
خارجيًا أيضًا، أوقفت إيران إمدادات الطاقة للعراق بسبب فواتير مستحقة، ما تسبب في معاناة العراقيين من درجات حرارة بلغت 50 درجة مئوية، حيث يبلغ دين العراق لإيران بالمليارات مقابل الغاز والكهرباء، فيما قالت إيران إنها "تعاني من نقص وانقطاع في الطاقة".
على الصعيد ذاته، قالت وسائل إعلام إيرانية إن رئيس استخبارات "الحرس الثوري"، حسين تائب، وصل إلى العراق مؤخرًا، وبحسب موقع "أمواج ميديا" الإيراني، فإن زيارة "تائب" هي الأولى من نوعها بصفته رئيسًا لاستخبارات الحرس الثوري. وأوضح الموقع أن "تائب" التقى بمسؤولين في "الحشد الشعبي"، في مقدمتهم رئيس أركان الحشد، عبد العزيز المحمداوي "أبو فدك"، ومن المقرر أن يعقد لقاءً مع رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي. يشار إلى أن زيارة "تائب" تأتي في ظل عودة تصعيد العمليات ضد القوات الأمريكية في العراق، وأنها تعِد "الحشد الشعبي" بالانتقام لمقاتليه الذين قضوا بغارات أمريكية على الحدود قرب سوريا."
على الصعيد النووي، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران أبلغت الوكالة بأن "أكسيد اليورانيوم المخصب بدرجة 20% سوف ينقل إلى مختبر الأبحاث والتطوير في مركز تصنيع الوقود في أصفهان، حيث سيتم تحويله إلى يورانيوم تترافلوريد ومن ثم إلى يورانيوم بدرجة تخصيب تبلغ 20%، قبل استخدامه لصناعة الوقود". بالمقابل، حذرت الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي مع إيران، إضافةً إلى الولايات المتحدة وروسيا، من مغبة مضي طهران في تطوير برنامجها النووي، فيما وصفت الولايات المتحدة الخطوة بأنها "تراجع مؤسف".
من جانبهم، قال مسؤولون بريطانيون وفرنسيون وألمان إن الخطوة قد تهدد المحادثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي، الذي وقِّع عام 2015. وأضافت الدول الثلاث في بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية، إنه "ليس لدى إيران حاجة مدنية موثوقة لإنتاج اليورانيوم بغرض الأبحاث، وإنتاج اليورانيوم المخصب يعتبر متطلبًا أساسيًا لإنتاج سلاح نووي". كما أشار نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إلى قلق موسكو إزاء خطط إيران لإنتاج اليورانيوم. بدوره، يرغب الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، في أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على بلاده مقابل عودة إيران لتطبيق بنود الاتفاق.
أمنيًا، قال وزير المخابرات الإيراني، محمود علوي، إن أحد أفراد القوات المسلحة المطرودين الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في التخطيط لاغتيال "محسن فخري زاده"، قد هرب من إيران قبل تنفيذ العملية، مضيفًا أنه بعد الكشف عن سرقة الوثائق النووية الإيرانية من قبل الاحتلال "الإسرائيلي"، فإنه تم تسريب اسم "محسن فخري زاده" باعتباره شخصية رئيسية في البرنامج النووي.
أمنيًا أيضًا، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية تعرض أنظمة وزارة الطرق والتنمية العمرانية لهجمات سيبرانية، ما أدى إلى اختلال نظام المواصلات في مؤسسة سكة الحديد. ونشر المخترقون رقم هاتف مكتب المرشد الإيراني "خامنئي" على شاشات الأجهزة، من أجل الاستفسار عن مواعيد حركة القطارات في إيران.
على صعيد المعارضة الإيرانية، شارك إيرانيون معارضون في تظاهرة بالعاصمة الفرنسية باريس ضد النظام الإيراني والرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، حيث اتهموه بارتكاب جرائم والإشراف شخصيًا على عمليات إعدام طالت آلاف المعارضين. وجاءت التظاهرة تزامنًا مع افتتاح أعمال المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية، الذي أشرفت عليه منظمة "مجاهدي خلق: الإيرانية، بمشاركات شخصية عبر الفيديو في شكل غير مسبوق من حيث الحجم.
في السياق نفسه، وُجّهت انتقادات إلى "رئيسي" بوصفه "تابعًا" أظهر انتخابه ضعف النظام، فيما قالت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، في كلمتها التي ألقتها في معسكر "أشرف الثالث" في ألبانيا، إن "نظام الملالي في مأزق والشعب الإيراني يقترب من النصر وسيحرر إيران". من ناحيته، قال وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، في كلمة عبر الفيديو إن "رئيسي" سيلعب دور "وريث خامنئي"، مكررًا المطالبة بمحاسبته على "مجازر" عام 1988، ومضيفًا أن "النظام في أضعف نقطة له منذ عقود".
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا