استنتاجات الموجز:
تحشيد "الانتقالي" لمقاتلين مرتزقة في جزيرة سقطرى في الوقت الحالي يعد انعكاسًا لتصاعد الخلاف بين الإمارات والسعودية
رغبة أمريكية في إيقاف الحرب وحلحلة ملفات الخلاف جنوبًا وشمالًا يعكسها تصاعد نبرة التهديد الأمريكي ضد "الانتقالي" والحوثي
حذّر "مؤتمر حضرموت الجامع" من التحركات والدعوات المشبوهة التي تستهدف أمن واستقرار المحافظة، وذلك ردًا على فعالية نظمها "المجلس الانتقالي" بمدينة المكلا، والتي أساء فيها للمؤتمر وبقية المكونات الحضرمية. وأكد "المؤتمر" أن ذلك الدعم "يؤكد نوايا تلك الأطراف الشريرة تجاه حضرموت وأهلها ومكوناتها الوطنية"، في إشارة إلى الإمارات الداعمة لـ"المجلس الانتقالي".
في غضون ذلك، قالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن، كاثي ويستلي، إن الخطاب التصعيدي والإجراءات في محافظات اليمن الجنوبية يجب أن تتوقف، مضيفة: "نحثّ الأطراف على العودة إلى الحوار الذي يركز على تنفيذ اتفاق الرياض، ووضع مصلحة الشعب اليمني في المقام الأول"، مهددةً بالمقابل من وصفتهم بمقوضي أمن اليمن واستقراره ووحدته بالتعرض للرد الدولي.
في السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة أن الخزانة الأمريكية تدرس مقترحًا لفرض عقوبات على قيادات في "الانتقالي" المدعوم من أبو ظبي، من أبرزهم زعيم المجلس، عيدروس الزبيدي، ونائبه، هاني بن بريك، إضافةً إلى كل من "صالح علي بن الشيخ" و"محسن الولي" و"صالح السيد". وتأتي هذه الخطوة الأمريكية التي من المرجح الإعلان عنها خلال الشهر الجاري، تزامنًا مع ردود فعل دولية تستهجن استمرار "الانتقالي" في إشاعة الفوضى في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، والتملص من تنفيذ بنود اتفاق الرياض، إمعانًا في تأكيد تمرده على الحكومة اليمنية وجنوحه إلى الخطاب العدائي. جدير بالذكر أن "الزبيدي" عيّن عددًا من أنصاره في مراكز أمنية وسياسية، في مخالفة لاتفاق الرياض.
من جانبه، كشف مستشار وزير الإعلام، مختار الرحبي، أن أبوظبي دفعت بمجندين من جنسيات مختلفة، تم توزيعها في مناطق موري المحاذية للمطار ومواقع أخرى في محافظة سقطرى، ضمن مساعيها لتكريس نفوذها في الجزيرة. وبحسب مصادر محلية، يأتي هذا عقب توتر ملحوظ بين القوات السعودية المتواجدة في سقطرى وقوات "الانتقالي"، التي سيطرت على المحافظة بعد انقلاب مسلح بدعم أبوظبي.
في سياق منفصل، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارًا، خلال جلسته المنعقدة بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، على مشروع قرار صاغته بريطانيا لتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة غربي اليمن "أونمها"، لمدة عام كامل حتى منتصف تموز/ يوليو 2022. ويدعو القرار كافة الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية إلى تنفيذ الاتفاق المتعلق بمدينة الحديدة، والمنصوص عليه في اتفاق استوكهولم.
من جهتها، هددت الولايات المتحدة باتخاذ عقوبات جديدة ضد جماعة الحوثي، حال استمرارها في رفض جهود السلام، فيما دعا الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ، الحوثيين للجلوس على طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب الوحشية في اليمن. وأضاف "وربيرغ" أنه "لا حل عسكريًا للأزمة اليمنية، وعلى الحوثيين القبول بمبادرة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وإنهاء الهجوم على مأرب". كما أشار الناطق إلى أن الحوثيين هم الطرف المعرقل لجهود وقف إطلاق النار، وأن واشنطن قد تفرض "إجراءات" لم يسمها في حال واصل الحوثيون رفض جهود السلام، وذكّر بالعقوبات السابقة التي فرضت على كيانات وقيادات حوثية.
من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة جديدة قيمتها خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن القيادي في "تنظيم القاعدة"، إبراهيم البنا، الذي يتواجد حاليًا في اليمن. ويعتبر "البنا" ثاني قيادي تعلن عنه الولايات المتحدة خلال نصف شهر؛ ففي الـ23 حزيران/ يونيو الماضي نشرت إعلانًا عن مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن القيادي في "القاعدة" أيضًا، خالد الباطرفي.
عسكريًا، شنت قوات الجيش الوطني هجومًا غير مسبوق على مواقع الحوثيين في جبهات محافظة مأرب، وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تحرير مديرية رحبة بالكامل وصولًا إلى مركزها، إضافةً لمواقع حاكمة أخرى، واستعادت أسلحة متنوعة، فيما أُسر الكثير من العناصر الحوثية في الجبهات الجنوبية بمأرب. كما حققت قوات الجيش انتصارات جديدة بجبهة "المشجح"، فيما أسفر الهجوم عن تحرير عدد من المواقع وألحق بالحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وفي جبهتي الكسارة وصرواح، أحبط الجيش والمقاومة هجمات انتحارية للحوثيين، وأجبروهم على التراجع والفرار بعد سقوط عديد من عناصرها بين قتيل وجريح.
ميدانيًا أيضًا، أعلن الناطق باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، عن سيطرت جماعته على مناطق واسعة بمحافظة البيضاء وسط البلاد، في عملية عسكرية استمرت 72 ساعة، مشيرًا إلى أن الجماعة أطلقت عملية "النصر المبين"، وتمكنت من استعادة كامل المناطق التي كان قد احتلها ما وصفها بـ"العدو" في إشارة لللقوات الحكومية، وتمكنت كذلك من تحرير مناطق واسعة في مديريتي الزاهر والصومعة بمحافظة البيضاء. وأشار "سريع" إلى أن قوات الحوثيين تمكنت من اغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، فيما قُتل وأصيب مئات من القوات الحكومية، دون حديث عن خسائر في صفوف الحوثيين، مؤكدًا أنه سيتم نشر تفاصيل العملية وبث مشاهدها خلال ساعات.
من جانبه، كشف الناطق الإعلامي باسم مقاومة "آل حميقان"، عامر الحميقاني، عن تعرض المقاومة لطعنة غادرة وخيانة كبرى من قبل الصديق والقريب، ما أجبرها على الانسحاب للحفاظ على أرواح الشباب. وأكد "الحميقاني": "قاتلنا بشجاعة وقوة سبع سنوات، وثبتنا ثبوت الجبال بأسلحتنا الشخصية دون كلل أو ملل، وحررنا مناطق واسعة في المحافظة، لكن للأسف طُعنت وغُدرت وخُذلت المقاومة من قِبل من نقاتل لأجل أن نحررهم"، في إشارة لبعض مشايخ القبيلة. كما أوضح "الحميقاني" أن المقاومة "قررت الإنسحاب حفاظًا على دماء الرجال لأنها معركة غير مكافئه، فسقطت الزاهر والمواقع بيد الحوثي ولكن لن تسقط كرامة ونخوه وحرية آل حميقان والحرب كر وفر".
في السياق العسكري أيضًا، أكدت مصادر عسكرية أن قوات تابعة لـ"الانتقالي" وقفت ضد الجيش الوطني في معركته مع جماعة الحوثي في البيصاء. ووفقًا للمصادر، فإن "الانتقالي" نشر قواته على حدود المناطق الشطرية المحاذية للبيضاء، منعًا لوصول أي دعم أو إسناد لجبهة البيضاء. كما أشارت المصادر إلى أن خطوة "الانتقالي" جاءت بالتنسيق مع الحوثيين، بهدف إتاحة الفرصة لها لاستعادة ماتم تحريره خلال الأيام الماضية.