استنتاجات الموجز:
زيارة "أردوغان" لقبرص التركية وإعلانه فتح أقسام جديدة في منطقة مرعش تجلب انتقادات وإدانات من أطراف دولية
تجدد السجال حول قضية اللاجئين السوريين بين المعارضة والحزب الحاكم تزامنًا مع تدفق اللاجئين الأفغان إلى الولايات التركية
فتحت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى جمهورية شمال قبرص التركية وإعلانه فتح أقسام جديدة في منطقة مرعش، الباب واسعًا أمام انتقادات وإدانات من أطراف دولية مختلفة، ما أدّى إلى توتّر الأجواء مجددًا، وفتح الباب أمام التكهنات حول مدى تأثير هذه الخطوة على جهود الدبلوماسية التركية في تحسين العلاقات، التي قطعت شوطًا جديدًا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وحتى مصر خلال الأشهر الماضية.
ففي هذا الإطار، أعلن الرئيس "أردوغان" خلال زيارته إلى جمهورية قبرص التركية، أن حل الدولة الواحدة بات من الماضي، وأن تركيا وإدارة قبرص التركية سوف تكثفان جهودهما لتعزيز بناء دول مستقلة وجلب اعتراف دولي بها، واتخاذ مزيد من الخطوات على الأرض لتعزيز حل الدولتين، والتي كان أبرزها إعلان فتح مزيد من الأقسام في منطقة مرعش "فاروشا" التي بقيت مغلقة لعقود في انتظار حل سياسي.
وقد أثارت هذه الخطوة الجديدة كثيرًا من ردود الفعل الغاضبة، لا سيما من قبرص واليونان وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى جانب مصر، الأمر الذي ردت عليه تركيا ببيانات لتبدأ جولة جديدة من التصعيد بين أنقرة والعديد من الأطراف الدولية، وهو ما أثار تخوفات من أن تؤدي الأزمة الجديدة إلى انتكاسة في جهود تحسين العلاقات، التي تكثف مؤخرًا لا سيما مع الاتحاد الأوروبي ومصر على وجه التحديد.
إلى ذلك، بحث "أردوغان" مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ذات اهتمام مشترك، وتبادلا التهاني بمناسبة عيد الاضحى المبارك، فيما أكد الأول أن بلاده ستواصل التعاون الرفيع والحوار الوثيق الذي جرى بين البلدين في عهد "روحاني"، واستمرارها مع الإدارة الجديدة في إيران.
من جهة أخرى، كشف "أردوغان" أن بلاده تنوي إجراء محادثات مع حركة "طالبان" بشأن رفض الحركة السماح لأنقرة بإدارة مطار كابل، بعد الانسحاب القوات الأمريكية أفغانستان، وأن بلاده سترى أي نوع من المحادثات يمكن أن تجريها مع طالبان وسترى إلى أين ستأخذها. بالمقابل، أكد المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، أن الحركة لن تسمح بالتواجد العسكري لتركيا في أفغانستان، وأنها تطالب أنقرة بحل القضايا وسحب قواتها العاملة ضمن حلف "الناتو".
داخليًا، تعهد "كمال كليتشدار أوغلو"، زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم في إطار خطة، قال إنها جاهزة وتتيح إعادتهم خلال عامين فقط عقب التصالح مع النظام السوري، وذلك في حال وصول حزبه إلى السلطة في الانتخابات الرئاسة والبرلمانية المقررة منتصف عام 2023، والتي يضغط حزبه من أجل إجرائها بشكل مبكر، وهو الطرح الذي ما زال يرفضه "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، والرئيس "أردوغان".
في سياق متصل، وبعد هدوء استمر لأشهر طويلة بسبب جائحة "كورونا"، عادت خلال الأيام الأخيرة حملات متتالية على مواقع التواصل الاجتماعي تحرض على اللاجئين السوريين، حيث ركّز جانب منها على أحداث حقيقية وقعت في مناطق مختلفة بالبلاد كمنطلق لمهاجمة اللاجئين بشكل عام، إلى جانب الحملات المصطنعة التي تدّعي حصول اللاجئين السوريين على منازل ورواتب من الحكومة التركية، وهي شائعات تلقى رواجًا مع الظروف الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتزامنًا مع الحملة التي شنها "حزب الشعب الجمهوري" على اللاجئين السوريين، وتقديم وعود بإعادتهم إلى بلاده في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، شهدت الأيام الأخيرة تزايدًا كبيرًا في أعداد اللاجئين الأفغان الذين يصلون يوميًا إلى تركيا، ما فجّر نقاشًا سياسيًا واجتماعيًا حادًا في الداخل التركي، وسط تحذيرات من خطورة وتبعات الظاهرة، واتهامات للحكومة التركية بعدم القيام بإجراءات كافية لمواجهة الأعداد المتزايدة، ولإيران بـ”التساهل والتقاعس” في مساعدة تركيا لوضع حد للتزايد الذي وصف بـ”المخيف” للأعداد التي تعبر الحدود يوميًا.
في سياق داخلي منفصل، تعرضت ولايتا ريزه وأرتفين إلى خسائر فادحة بسبب السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي ضربت الولايتين، وتسببت بأضرار كبيرة في البيوت والمحال التجارية. بدورها، سارعت الحكومة التركية إلى استنفار كافة أطقم الدفاع المدني، وإدارة الكوارث إلى للمساعدة في إنقاذ العالقين، وتوفير الاحتياجات العاجلة، والعمل على إحصاء الأضرار لتعويض المواطنين.
في غضون ذلك، وجه الرئيس "أردوغان" رسالة تهنئة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإعادة فتح مسجد آيا صوفيا للعبادة، ونشر كلمة مصورة بالمناسبة على حسابه في موقع "تويتر"، وقال: "ستستمر بإذن الله أصوات الآذان والأدعية وتلاوة القرآن من مسجد آيا صوفيا حتى يوم القيامة"، معربًا عن تمنيه بأن تحمل إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة الخير، واستقبل أكثر من ثلاثة ملايين زائر، منذ إعادته مسجدا أواخر تموز/ يوليو 2020.
صحيًا، وحول تطورات جائحة "كورونا"، ارتفعت الأصوات المطالبة بتشديد الإجراءات مع تزايد أعداد الإصابات بالفيروس خلال الأيام الأخيرة، حيث وصلت خلال 24 ساعة مؤخرًا إلى 12 ألفًا و381 إصابة، و58 حالة وفاة، فيما بلغ معدل التطعيم بالجرعة الأولى 63.44% من البالغين فوق 18 عامًا، ووصلت نسبة الذين تلقوا الجرعة الثانية 36.19%، بينما بلغ إجمالي الجرعات الأولى والثانية والثالثة المقدمة حتى اليوم 65 مليونًا و594 ألفًا و807 حالة.
اقتصاديًا، يعلّق قطاع السياحة التركي آمالًا كبيرة على موسم السياحة لهذا العام، مع إلغاء الحكومة كافة إجراءات الإغلاق، وبدء توافد ملايين السياح من مختلف دول العالم إلى تركيا. ويأمل أصحاب الفنادق والمحال التجارية أن يساهم السياح في تحسين الأوضاع الاقتصادية، لمختلف القطاعات التي تعرضت لخسائر فادحة خلال العامين الماضيين بسبب جائحة "كورونا".
عسكريًا، كشفت شركة "بايكار" التركية أن طائرتها "بيرقدار تي بي 3" ومقاتلة "ميوس" المسيرتين ستمارسان مهامهما معًا، على متن حاملة الطائرات المحلية "تي جي غي أناضول"، كما أماطت الشركة اللثام عن "التصميم المفاهيمي" لمشروع المسيرة القتالية "ميوس"، ونشرت عبر حسابها على "تويتر" لأول مرة صورًا لتصميمها.
عسكريًا أيضًا، قُتل جنديان تركيان وأصيب آخران جراء هجوم استهدف مركبتهم بمنطقة عملية "درع الفرات" شمال سوريا، فيما ردت قوات الجيش التركي على الاستهداف بإطلاق حملة عسكرية أسفرت عن تحييد سبعة "إرهابيين"، في إطار الرد على استشهاد الجنديين.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا