استنتاجات الموجز:
إرهاصات كارثة مائية تهدد البلاد وسط ضعف الإمكانات والسلطات تعلن حالة الطوارئ في بعض المناطق المنكوبة بالسيول
الموقف السوداني يستجدي الموقف الإثيوبي ويبدي مرونة للوصول إلى تفاهم وتوقيع اتفاق نهائي وإثيوبيا ترفض
ارتفاع مستمر في الأسعار رغم استقرار الجنيه مقابل الدولار ما يقارب الشهر
في كارثة ستزيد من معاناة الشعب السوداني الذي يعاني من ظروف سياسية واقتصادية ومعيشية صعبة، انهار عدد من المنازل بأحياء متفرقة جراء مياه أمطار وسيول غمرت أجزاء واسعة من مدينة الفاو بولاية القضارف شرق السودان، ما تسبب في خسائر كبيرة للسكان الذين يعانون أصلًا من الظروف المعيشية الصعبة.
ورصدت قناة "الجزيرة مباشر" حجم الدمار الذي خلّفته الأمطار والفيضانات التي اجتاحت أجزاء واسعة من المدينة، فيما قُدّرت الخسائر بمبلغ ترليون جنيه سوداني. من جهتهم، شكا عدد من سكان (حي المطار)، أحد الأحياء الأكثر تضررًا، من تجاهل السلطات المحلية لأوضاعهم وعدم تفاعلها مع الفيضانات التي تهدد حياتهم بشكل متزايد يوميًا.
كما ارتفعت مناسيب النيل الأزرق في السودان بشكل غير مسبوق، وذلك بعد أيام من إعلان إثيوبيا إتمام التعبئة الثانية لـ"سد النهضة"، فيما أعلنت إدارة "سد مروي" فتح بوابتين لتصريف نحو 150 مليون متر مكعب من المياه، بعد وصول كميات غير متوقعة من مياه النيل إلى بحيرة السد. يأتي ذلك بعد أن توقعت وزارة الري والموارد المائية السودانية زيادة في وارد مياه نهر النيل الأزرق، نتيجة الأمطار الغزيرة على الهضبة الإثيوبية. وأشارت الوزارة إلى أنه ستكون هناك زيادة تدريجية في مناسيب النهر جنوب خزان الروصيرص وشماله حتى الخرطوم. من ناحيتها، ناشدت غرفة طوارئ الخريف والفيضانات في محافظة مروي شمال السودان، المواطنين توخي الحذر واتخاذ الإجراءات اللازمة لدرء خطر الفيضانات وحماية الجسور الواقية.
على صعيد تداعيات "سد النهضة" أيضًا، أكدت الحكومة السودانية أنها تكبدت كلفة اقتصادية عالية لمواجهة أي تداعيات لعملية التعبئة الثانية للسد، في حين قالت إثيوبيا إنها لا يمكن أن توقع على اتفاق نهائي، لأن هذا المفهوم لا يوجد في العالم.
في غضون ذلك، أكد قائد سلاح الجو الإثيوبي، اللواء يلما مرداسا، أن نجاح المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لـ"سد النهضة" يمثل أهمية كبيرة للإثيوبيين، مضيفًا أن "القوات الجوية وقوات الدفاع على مدار 24 ساعة عيونها على السماء ولم ترفعها ولو للحظة عن سد النهضة، وهي مستعدة لردع أي هجوم يسعى لتدمير البلاد، وفقًا للأوامر الصادرة عن القيادة العليا".
لكن مصدرًا مسؤولًا بالحكومة السودانية قال لقناة "الجزيرة" إن إعلان إثيوبيا اكتمال المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة وفق ما هو مخطط له مجرد إعلان سياسي موجه للداخل الإثيوبي، موضحًا أن التقديرات السودانية تشير إلى أن ما تم حجزه من مياه خلال هذه العملية يتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات متر مكعب، وليس 13.5 مليار متر مكعب كما كانت تنوي إثيوبيا.
من جهتها، أطلقت إثيوبيا منصة جديدة لحث المواطنين على التبرع والمساهمة في تمويل ودعم استكمال بناء "سد النهضة". وفي حين بدأ السودان التعاطي مع احتمال حدوث فيضانات جراء ارتفاع منسوب المياه القادمة من إثيوبيا، أصدرت موسكو بيانا بشأن طبيعة تعاونها العسكري مع أديس أبابا وموقفها من الأزمة.
في سياق عسكري متصل، يتأهب الجيش السوداني سرًا لمآلات صراع القوميات الإثيوبية، الذي اتسع نطاقه الأمني والعسكري، لينذر بموجة لجوء جديدة أكثر ضخامة لمدنيين وعسكريين صوب الحدود السودانية، كملاذ آمن جربوه مرات عديدة. هذا، فيما يتزايد التوتر العسكري بشكل لافت عند مثلث التقاء الحدود السودانية والإثيوبية والإريترية شمالًا، في نقطة حمداييت بكسلا السودانية وحتى منطقة شهيدي الإثيوبية جنوبًا، المتاخمة لأراضي الفشقة الصغرى بولاية القضارف. ويتوقع في الوقت الحالي أن تجري مفاوضات بين قادة عسكريين على حدود البلدين، عند معبر القلابات في محاولة لنزع فتيل الأزمة.
داخليًا، أصدر رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، قرارات بتعيين مستشارين له من بينهم نائب رئيس الحركة الشعبية - شمال، ياسر عرمان، وإعفاء المراجع العام. وسمى القرار "ياسر سعيد عرمان" مستشارًا سياسيًا و"عائشة حمد محمد" مستشارة لشؤون النوع الاجتماعي، و"على جماع عبد الله" مستشارًا للحوكمة والإصلاح المؤسسي، و"حسان نصر الله علي كرار" مستشارًا للسلام.
على الصعيد السياسي، أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم في السودان)، العزم على إجراء تعديل جزئي في مجلس السيادة وترشيح 15 اسمًا لشغل مناصب ولاة الولايات. وبموجب الوثيقة الدستورية المُعدلة في 2020، يحق للحرية والتغيير استبدال خمسة من أعضاء مجلس السيادة المدنيين، والذي يتكون من 14 عضوًا بينهم خمسة عسكريين.
خارجيًا، تُوّجت محادثات مشتركة بين السودان والبحرين في المنامة، بالاتفاق على تفعيل مذكرات التفاهم الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في عديد من المجالات. جاء ذلك خلال زيارة قامت بها وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، إلى العاصمة البحرينية حيث أجرت محادثات مع نظيرها البحريني، عبد اللطيف الزياني.
اقتصاديًا، أطلقت الحكومة السودانية حملة قومية لجمع جلود الأضاحي، تستهدف جمع 500 ألف قطعة جلد بولاية الخرطوم، حيث يصل ناتج الذبح في العيد بالعاصمة إلى 1.5 مليون قطعة، أي ما يعادل نحو 150 مليون دولار.
من جانبها، قالت شركة "أوركا لإنتاج الذهب" الكندية إنها تخطط لإنتاج 5700 كيلو جرام من الذهب سنويًا، من امتياز منح لها في أقصى الشمال الشرقي من السودان. وقال الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، ريتشارد كلارك، إن إمكانات الذهب في السودان "مذهلة للغاية".
اقتصاديًا أيضًا، أعلن بنك السودان المركزي عن قيام ثامن مزادات النقد الأجنبي الخميس المقبل بقيمة 50 مليون دولار. هذا، بينما واصل سعر صرف العملة المحلية استقراره أمام العملات الأجنبية، وطبقًا لمتعاملين فقد سجل سعر البيع للدولار 445 جنيهًا مقابل 450 جنيهًا للشراء. بدوره، حدد البنك المركزي السعر التأشيري، السبت، 441 جنيهًا للشراء، و444.51 جنيهًا للبيع.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا