استنتاجات الموجز:
زيارة الملك لواشنطن شكّلت فرصة لإعادة العديد من المحددات ... "تل أبيب" أقرب إلينا الآن من عهد "نتنياهو" ... إيران هاجمتنا بدرونز ... على "حزب الله" الابتعاد عن حدودنا ... علاقتنا مع دمشق خلال الفترة المقبلة اقتصادية فقط
بعد زيارة اعتبرها مسؤولون أردنيون "ناجحة"، أجراها العاهل الأردني، عبد الله الثاني، إلى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وأركان الإدارة الأمريكية الجديدة بعد فترة فتور مع "ترامب"، كشف الملك عن الكثير من المعلومات والقراءات والمحددات في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية. في التفاصيل، كشف العاهل الأردني عن لقاءين عقدهما مع رئيس حكومة الاحتلال الجديد، نفتالي بينيت، ووزير الحرب، بيني غانتس، ليؤكد للمرة الأولى صحة أنباء تناولتها صحف "إسرائيلية" حول ذلك. وفي توصيفه للقائه مع كل من "بينيت" و"غانتس" قال الملك: "خرجت من تلك الاجتماعات وأنا أشعر بالتشجيع الشديد، وأعتقد أننا رأينا مؤخرًا تفاهمًا أفضل بين إسرائيل والأردن".
كما تطرق الملك إلى "ملف الفتنة" قائلًا إنه "دفع من قبل أشخاص لم يسمهم بطموحات الأمير حمزة لتنفيذ أجنداتهم الخاصة". وفي "ملف الفتنة" قال الملك أيضًا إن “أشخاصًا معينين” كانوا يحاولون استغلال “طموحات” أخيه غير الشقيق وولي العهد السابق، الأمير حمزة (41 عامًا)، لـ”لتنفيذ أجنداتهم الخاصة”. وردًا على سؤال مباشر خلال المقابلة مع شبكة “سي إن إن” إن كان ما حدث هو محاولة انقلاب، أجاب الملك: “مر علينا عدد من الشخصيات التي عادة ما تستغل إحباط الناس ومخاوفهم المشروعة، وهم يسعون لتحسين سبل معيشتهم، للدفع بأجنداتهم الخاصة وطموحاتهم”، واستدرك: “أعتقد أن ما جعل هذا أمرًا محزنًا جدًا هو أن أحد هؤلاء الأشخاص هو أخي، الذي قام بذلك بشكل مخيب للآمال."
من جهة أخرى، كان لافتًا في مقابلة الملك مع الشبكة ما كشفه عن تعرض بلاده لهجوم بمسيّرات إيرانية العام الماضي؛ ففي أروقة القرار الأردني ترغب عمّان في بقاء أي مجموعات مسلحة موالية لإيران داخل سوريا بعيدةً على الأقل 40 كلم، حصريًا عن منطقة درعا الحدودية بين الأردن وسوريا. كما تهتم الدولة دومًا بألا يجتهد "حزب الله" اللبناني في أي محاولات اختراق ولأي سبب للجغرافيا الأردنية، الأمر الذي اعتبره الأردنيون في كواليسهم السبب الرئيسي في تجنب تسمية سفير أردني في طهران منذ سنوات عديدة.
في التفسير السياسي لهذا الملف، ترغب الدولة الأردنية في مراسلة الإيرانيين بعمق وعن بعد، وترغب عمّان بلفت نظر الإيرانيين لوجود ملاحظات عليهم، لا بد من أخذها في الاعتبار، قبل الانتقال بالعلاقات والاتصالات إلى مستويات أكثر تقدمًا، وفي حال وافقت واشنطن على ذلك بطبيعة الحال.
في سياق زيارة الملك إلى واشنطن أيضًا، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالًا للمعلق، ديفيد إغناطيوس، قال فيه إن الملك أصبح الحاكم المفضل لواشنطن مرة ثانية، وهذا سيثير الكثير من الحسد في المنطقة، وتحديدًا بالنسبة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي حل محل "الملك عبد الله" كزعيم عربي مفضل لدى إدارة "ترامب"، لكنه بات نفسه معزولًا.
في السياق الأمني، كشف تقرير إخباري أردني نشرته صحيفة الرأي الحكومية أن دائرة المخابرات العامة أحبطت، في شباط/ فبراير الماضي، مخططًا إرهابيًا لأربعة عناصر من "تنظيم الدولة" لقتل جنود "إسرائيليين"، بالقرب من الحدود الأردنية في منطقة غور الصافي بأسلحة نارية. وأضاف التقرير أنه تم القبض على تلك العناصر ما حال دون تمكنهم من إتمام مخططهم، والذي كان سيبدأ بالاشتباك مع حرس حدود الجيش الأردني بالأسلحة النارية، تمهيدًا للوصول للجنود "الإسرائيليين" وقتلهم.
أمنيًا أيضًا، قالت مصادر إن جيش الاحتلال اعتقل خمسة شبان كانوا تمكنوا من التسلل من الأردن إلى الأراضي المحتلة، وهو ما أكده جيش الاحتلال، الذي أضاف أنه "لم يعثر بحوزة الشبان على أي نوع من السلاح، وأنهم جميعًا من جنسيات أجنبية وليس بينهم أردنيون."
في خبر ذي صلة، كشفت صحيفة عبرية النقاب عن دعم جيش الاحتلال إقامة بؤرة استيطانية جديدة، في الغور الفلسطيني قرب الحدود الأردنية، في حين حذّر جهاز الأمني "الإسرائيلي" من أن هذه الخطوة قد تتسبب في إشعال المنطقة. كما أكدت صحيفة "هآرتس" أن جيش الاحتلال على علم بنية مستوطنين إقامة بؤرة استيطانية في موقع عسكري مهجور في غور الأردن.
محليًا، وضمن سياق لجنة الإصلاح، يبدو الضغط جادًا ومن أكثر من جهة على اللجنة الملكية، سعيًا لمنعها من التحدث في الأوراق والتقارير النهائية الناتجة عنها مع نهاية شهر آب/ اغسطس المقبل، عن ما يسمى "الهوية الوطنية الموحدة أو الجامعة". في هذا الإطار، وعلى شبكات التواصل وفي المشهد السياسي ثمة آراء متعددة في هذا الاتجاه تحاول تسييس مخرجات اللجنة قبل إقرارها، وحصريًا من باب التشكيك والاتهام المسبق لهذه المخرجات والتصورات التي ستعلن لاحقًا، والتشكيك فيها إذا كانت قررت مغادرة منطقة الهويات الفرعية، والتحدث عن هوية وطنية موحدة أو جامعة لجميع الأردنيين، استنادًا إلى المحاججات القديمة التي تعتبر أي منجز له علاقة بالإصلاح السياسي في الأردن هدفًا مشكوكًا بنتائجه، وله علاقة بالقضية الفلسطينية مجددًا.
يشار إلى أن مثل هذه التصريحات تضرب مجددًا على أوتار النقاش القديم، بخصوص وجود مكونات أو عدم وجودها (المقصود بالمكونات الأردنيون من أصول فلسطينية)، وهي العقبات ذاتها التي عطّلت وعرقلت الإصلاح السياسي عدة مرات في الماضي.
داخليًا أيضًا، وفي ملف نقابة المعلمين، يعتزم آلاف المعلمين الأردنيين تنفيذ إضراب جماعي عن الطعام، احتجاجًا على قرارات سابقة لوزارة التربية والتعليم، بإحالة عشرات من المعلمين الناشطين في النقابة الموقوف أعمالها منذ عام، إلى الاستيداع والتقاعد المبكر و"النقل التعسفي". وأطلقت النقابة رابطًا إلكترونيًا لتسجيل المعلمين الراغبين في المشاركة في الإضراب الذي لم يحدد موعده بعد، ووصل العدد قبل يومين إلى 4330 معلمًا ومعلمة.
صحيًا، أعلنت وزارة الصحة أنها قررت، اعتبارا من الأحد الماضي، خفض سن التلقيح ضد فيروس "كورونا" إلى 12 عامًا، وأن التطعيم سيكون اختياريًا وبمطعوم "فايزر" تحديدًا للفئة العمرية أقل من 18 سنة وبموافقة ولي الأمر، فيما أعلن وزير الصحة دخول الأردن الموجة الثالثة من الفيروس.
عربيًا، قالت صحيفة سورية إن الأردن سمح للشاحنات السورية بالعبور إلى الأراضي الأردنية باتجاه دول الخليج، وقالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري إن وزير داخلية النظام، محمد الرحمون، ونظيره الأردني، مازن الفراية، اتفقا على التنسيق المشترك لتسهيل عبور شاحنات الترانزيت وحافلات الركاب بين البلدين، وهو ما عزاه مراقبون لقبول واشنطن استثناء الأردن من عقوبات قانون قيصر.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا