استنتاجات الموجز:
تفاؤلٌ سوداني مصري بالمبادرة الجزائرية بشأن قضية "سد النهضة" وإثيوبيا تقبل الوساطة
النيل يدق ناقوس الخطر على الضفاف والطوارئ تحذر وتدعو لأخذ الحيطة ومناسيب المياه شارفت على الفيضان في الخرطوم
استمرار التضخم بأسعار السلع رغم مساعي الانفتاح الاقتصادي والاستثماري على البلاد
أعلنت إثيوبيا رفضها التوقيع على أي اتفاقية تقيد استخدامها المستقبلي لمياه النيل، بينما أكد السودان أن نقص المعلومات عن تدفقات "سد النهضة" يهدد محطات الكهرباء بالسدود السودانية، كما شددت مصر على التوصل لاتفاق ملزم. وقال الناطق الرسمي المفوض بملف "سد النهضة" في وزارة الخارجية السودانية، إن بلاده تتوقع أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراء بشأن أزمة "السد" عبر إصدار قرار أو بيان رئاسي.
في الشأن ذاته، قال السودان إن وزير الخارجية الجزائري قدّم مبادرة لحل الأزمة تشمل قمة ثلاثية، فيما أكدت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، أن السودان يرحب بالمبادرة التي تأتي متوافقة مع إعلان المبادئ. وجاء ذلك التفاؤل بناءً على موافقة إثيوبيا المبدئية على الوساطة الجزائرية، وهي المرة الأولى التي تقبل فيها إثيوبيا وساطة غير وساطة الاتحاد الأفريقي.
وأشار مصدر إلى أن ملامح المبادرة ستتضح بعد نهاية زيارة وزير الخارجية الجزائري للقاهرة، مؤكدًا أن الدبلوماسية الجزائرية تتمتع بثقة أطراف النزاع كافة. من جهتها، أعلنت إثيوبيا رفضها التوقيع على أي اتفاقية تقيد استخدامها المستقبلي لمياه النيل، بينما أكد السودان أن نقص المعلومات عن تدفقات "سد النهضة" يهدد محطات الكهرباء بالسدود السودانية، كما شددت مصر على التوصل لاتفاق ملزم.
في شأن متصل، توقع مصدر عسكري إثيوبي لجوء أعداد كبيرة من الإثيوبيين، خصوصًا من قومية الأمهرا، إلى السودان جراء معارك تدور حاليًا بمحورين داخل الأراضي الإثيوبية. وبحسب المصدر ذاته، فإن معارك عسكرية بالأسلحة الثقيلة تخوضها جبهة تحرير التجراي ضد الأمهرا.
داخليًا، كشفت اللجنة العليا لطوارئ الخريف بمحلية الفاو التابعة لولاية القضارف شرق السودان، عن إحصاءات صادمة بالآلاف للمنازل والمرافق التي اجتاحتها سيول وأمطار، تعرضت لها المنطقة الأسبوع الماضي. وبحسب تقرير للجنة، فقد بلغت جملة المنازل التي تضررت بشكل كلي في أحياء مدين الفاو 973 منزلًا، إلى جانب تضرر 327 منزلًا بشكل جزئي. يذكر أن السيول القادمة من منطقة وادي البار ووادي السماء بالبطانة اجتاحت مدينة الفاو على مدى أربعة أيام، وغمرت المياه نحو عشرين ألف منزل بأحياء: المؤسسة، حاج السيد، الثورة، القرية 16، القرية 18، ما أدى إلى تشريد آلاف المواطنين.
على الصعيد ذاته، اقتربت مناسيب النيل في الخرطوم من مستوى الفيضان، مع توقع ارتفاع المناسيب بنحو 30 سنتيمترًا مؤخرًا. وقال بيان لجنة الفيضان إن مناسيب النيل عند الخرطوم سجلت 15.72 مترًا، أي أقل بنحو 78 سنتيمترًا من منسوب الفيضان البالغ 16.50 مترًا. بدورها، دعت إدارة الدفاع المدني السودانيين لأخذ الحيطة والحذر من ارتفاع مناسيب الأنهار، وذلك بعد وفاة طالب وطالبة غرقًا في الخرطوم.
أمنيًا، لقي شخص مصرعه وأصيب آخرون بينهم جنود نظاميون بولاية غرب كردفان، التي تشهد منذ أيام اشتباكات قبلية دامية بمنطقة الجفور. وارتفع ضحايا الصراع القبلي بين أولاد سحايا من الحَمَر والدريهمات من المسيرية الزرق إلى 17 شخصًا وجُرح 32 آخرون، وهو صراع اندلع في الـ28 تموز/ يوليو الماضي بسبب نزاع حول أرض زراعية تصل مساحتها إلى 10 آلاف فدان.
في شؤون داخلية متفرقة، قال وزير الطاقة السوداني، جادين علي: "إننا نعمل على تطوير شبكات النقل لتوفير كهرباء من إثيوبيا تصل حتى ثلاثة آلاف ميغاواط". من جانبه، رفض المجلس الأعلى للبجا والتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان أي اتجاه لتقاسم السلطة على مستوى الإقليم، مع مسار الشرق الناتج عن اتفاقية سلام جوبا في تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
داخليًا أيضًا، طرحت وزارة الثقافة والإعلام ثلاثة مشروعات قوانين للصحافة ولهيئة الإذاعة والتلفزيون، وحق الحصول على المعلومات التي قيدها بعضها، من بينها الوثائق المحمية بموجب التشريعات الأخرى. وأعلن وزير الثقافة عن تدشين منصة الناطق الرسمي باسم الحكومة في الـ17 آب/ أغسطس الجاري لانطلاق عملية تدفق المعلومات، من أجل أن يشهد المواطن تنمية وترقية الأداء الحكومي في كافة المجالات. هذا، بينما يمنع مشروع القانون الكشف عن معلومات تؤدي إلى "التأثير في أي مفاوضات لم تكتمل"، كما يمنع نشر المعلومات التي تحوي أسرارًا تجارية، إضافةً إلى المعلومات التي "تتضمن توصيات أو استشارات تُقدم قبل اتخاذ قرار بشأنها، ويشمل ذلك المراسلات بين الجهات المعنية".
دبلوماسيًا، نقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين القول إن إدارة الرئيس، جو بايدن، تعمل على تقليص قائمة المرشحين لمنصب أول سفير أمريكي إلى السودان منذ عقود، وإن مسؤول مكافحة الإرهاب، جون غودفري، الدبلوماسي المحنك والمختص في شؤون الشرق الأوسط، يتصدر القائمة.
على الصعيد الخارجي، بحث قادة في الشرطة السودانية مع فريق رفيع من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "FBI"، سبل دعم الأخير للإدارة العامة للأدلة الجنائية بالسودان لوجستيًا وفنيًا وإتاحة فرص للتدريب. من ناحيتها، تعهدت المديرة التنفيذية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانتا باور، بالاستمرار في دعم السودان خلال المرحلة الانتقالية، ومساعدته في التحول الديموقراطي، معلنةً عن تخصيص 700 مليون دولار لتمكين البلد من مواجهة حزم من التحديات. وأنهت "باور" زيارة إلى ولاية شمال دارفور زارت خلالها مخيم "زمزم" للنازحين، كما أجرت لقاءات مع المسؤولين في الحكومة المحلية هناك.
خارجيًا أيضًا، يبدأ المدبر الإقليمي لشركة "فيزا" في منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أندرو توري، هذا الإثنين، زيارة هي الأولى من نوعها للسودان. وتؤكد زيارة "توري" على التزام "فيزا" بالتعاون مع الحكومة السودانية والشركاء والبنوك المحليين، لضمان وصول العملاء السودانيين إلى مدفوعات رقمية موثوقة ومريحة وآمنة ومقبولة في جميع أنحاء العالم.
على صعيد خارجي آخر، بحث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مع رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، تجدد القتال والوضع الإنساني في إقليم التجراي الإثيوبي المتاخم لحدود السودان الشرقية. وأجرى "ماكرون" اتصالًا ثانيًا مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، وفقًا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية الفرنسية، عبر خلاله عن "قلق فرنسا إزاء تجدد القتال شمال إثيوبيا وتطور الوضع الإنساني في التجراي".
من جهة أخرى، شرعت الحكومة الفرنسية في إعادة تأهيل أجزاء من مشروع الجزيرة، تزامنًا مع نفرة أطلقتها إدارة المشروع لتجديد شبكة مهترئة من المنازل المخصصة للمفتشين الزراعيين والموظفين. وقالت سفيرة فرنسا لدى الخرطوم، إيمانويل بلاتمان، خلال مراسم توقيع مذكرة تفاهم مع مشروع الجزيرة بالخرطوم، إن حكومتها ستنفذ برنامجًا تجريبيًا في مساحة 21200 فدان كدعم لمشروع الجزيرة وأصحاب المصلحة.
اقتصاديًا، قالت وزارة المعادن إن إنتاج الذهب بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي 30 طنًا، بينما يواصل سعر صرف العملة المحلية استقراره أمام العملات الأجنبية. وطبقًا لمتعاملين، فقد سجل سعر البيع للدولار 445 جنيهًا مقابل 450 جنيهًا للشراء، بينما حدد بنك السودان المركزي السعر التأشيري، السبت، 441 جنيهًا للشراء و444.51 جنيهًا للبيع.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا