استنتاجات الموجز:
عشرات القتلى إثر هجمات متزايدة لـ"داعش" وسط تخوف من عودة التنظيم بقوة بعد مغادرة القوات الأمريكية
تزايد الدعوات لتأجيل الانتخابات النيابية وتصريحات "بلاسخارت" تزعج الفصائل والأحزاب المقربة من إيران
صراع على السلطة داخل "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" يُنذر بحدوث صدام مسلح بين قياداته
ارتفعت حصيلة هجوم منطقة يثرب في محافظة صلاح الدين إثر استهداف عناصر من تنظيم "داعش" مجلس عزاء بهجوم، أدى إلى مقتل 14 شخصًا وجرح 25 آخرين. وفي المنطقة ذاتها، قامت عناصر التنظيم أيضًا بمهاجمة إحدى نقاط المرابطة التابعة للحشد العشائري، الأمر الذي استدعى إرسال تعزيزات عسكرية لصد الهجوم، فيما أحبط الحشد الشعبي تسللًا لعناصر من التنظيم شرق بعقوبة في محافظة ديالى. وتأتي هذه الأحداث وسط الحديث عن انسحاب بقية القوات الأمريكية في العراق، لكن زعيم مليشيا العصائب، قيس الخزعلي، شكك في مخرجات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وقرارها بالانسحاب المزعوم من العراق، وقال إنه "كذب وخداع".
داخليًا، وفيما يتعلق بالاستعدادت للانتخابات القادمة، أصدرت مفوضية الانتخابات أمرًا بتغيير مدير مركزها في محافظة نينوى، وهو ما استنكره "تحالف عزم"، حيث قال إن "هناك من يحاول الهيمنة على مقررات ومقدرات الهيئات المستقلة في العراق، تزامنًا مع تواجد رئيس أحد التحالفات الانتخابية بالمحافظة"، في إشارة إلى رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، الذي كان في زيارة للمحافظة.
من ناحية أخرى، حذّر قيادي في "تحالف عزم" بمحافظة ديالى من تداعيات ظاهرة "الذباب الإلكتروني، المدعومة من قبل قوى وجهات بمبالغ مالية طائلة، لافتًا إلى أنه "أخطر من الإرهاب لأنه قد يقود إلى الفتن في المحافظة". هذا، فيما توقع أحد النواب أن تكون الانتخابات القادمة "غير نزيهة"، بسبب وجود أحزاب تملك القوة وتؤثر على نزاهتها.
على صعيد منفصل، أكدت لجنة الزراعة والمياه النيابية أن مقترح بناء سد مشترك، بين العراق وإيران على شط العرب في البصرة، يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح لأنه سيعالج مشكلة وصول اللسان الملحي إلى مركز المدينة، بسبب عدم زيادة الإطلاقات المائية.
في شأن داخلي ىخر، كشفت لجنة الأمن والدفاع النيابية عن مصير تشريع قانون التجنيد الإلزامي، بالقول إن القانون "لن يتم تشريعه خلال الدورة البرلمانية الحالية، وسيتم ترحيله للدورة المقبلة، لوجود خلافات سياسية وقانونية وفنية عليه، مثل تخصيصات الرواتب والمعسكرات والتي لم يدرج لها تخصيصات مالية في موازنة سنة 2021".
من جانبه، اعتبر الحشد الشعبي أن ممثلة الأمم المتحدة في العراق، جنين هينيس بلاسخارت، باتت "ورقة في الملعب السياسي" حيث أثارت تصريحاتها المتعلقة بصعوبة إجراء الانتخابات العراقية هجمة من التيارات السياسية المرتبطة بإيران. كما تحدثت "بلاسخارت" عن الفصائل المسلحة قائلةً: "ما نشهده في العراق هو وجود فصائل مسلحة تنشط خارج سيطرة الحكومة وسلطتها، ولها أذرع خارج أجهزة الدولة وداخلها".
من جهته، انتقد رئيس "كتلة دولة القانون"، نوري المالكي، تصريحات "بلاسخارت" عن تأجيل الانتخابات واعتبرها تصريحات مرفوضة. وكتب "المالكي": "يبدو أن السيدة بلاسخارت بحاجة إلى معرفة مهمتها ودورها كمسؤولة لبعثة يونامي في العراق، وأنه لا صلاحية لها بالتحرك والتدخل في شؤون الانتخابات إلا بما تحتاجه المفوضية".
في الأثناء، عقدت الرئاسات الثلاث اجتماعًا مع عدد من رؤساء القوى والأحزاب الوطنية، لمناقشة مخرجات الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، حيث أكد المجتمعون على تأييد نتائج الحوار والنقاط التي وردت في البيان المشترك. لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن الاجتماع تناول موضوع الانتخابات وموضوع انسحاب بعض الكتل من المشاركة فيها، ودعوا القوى السياسية المنسحبة من الانتخابات إلى العودة عن هذا القرار.
خارجيًا، رد العراق على طلب الإتحاد الأوروبي بشأن مهاجرين غير شرعيين وصلوا ليتوانيا بصورة غير شرعية، مستخدمين مطار بغداد الدولي في ذلك، على لسان مستشارية الأمن القومي العراقي، جاء فيه أن "العراق لا يشجع مواطنية على الهجرة، لكن بعض السياح العراقيين يتم التغرير بهم من قبل عصابات الهجرة غير الشرعية ويقررون الهجرة، ومطار بغداد الدولي مخصص للسفر الشرعي فقط." كما رفضت المستشارية الاستفسار الموجه بهذه الطريقة من قبل المفوض الأوروبي، لأن أساسه غير شرعي، ويرفض العراق القبول باتهام مطاراته الدولية بإجراء رحلات جوية غير شرعية.
من ناحيته، وفي مبادرة يراد منها أن يكون له حضور كبير، دعا رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى عقد مؤتمر إقليمي في بغداد يضم كلًا من إيران وتركيا والسعودية والكويت والأردن، إضافةً إلى ممثلين عن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وبمشاركة دول أخرى عربية مؤثرة، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي. وأضاف بيان صادر عن مكتب "الكاظمي" أن "المؤتمر يهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الدول المتخاصمة والمتنافسة، وعقد اتفاقات مشتركة بين هذه الدول بمختلف المجالات".
على صعيد إقليمي آخر، وصل رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، إلى عمّان في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله نظيره الأردني، عبد المنعم العودات. والتقى "الحلبوسي" خلال زيارته كلًا من الملك الأردني، عبد الله الثاني، ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الأعيان. وأكد "الحلبوسي" في لقاءاته مع المسؤولين الأردنيين على أهمية زيادة التعاون المشترك، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، وتفعيل الاتفاقيات الثنائية.
اقتصاديًا، رجّح أحد النواب أن العراق سيحقق فائضًا ماليًا يقدر بـ20 مليار دولار مع نهاية العام الحالي، بحكم تعافي اقتصاديات الدول الكبرى ما يرجّح استقرار أسعار النفط عند مستوياتها المرتفعة، لكنه حذّر من اللجوء إلى القروض الخارجية
بدوره، أعلن "الكاظمي" بدء تطبيق الآليات الإدارية والتنفيذية لخطة الإصلاح الاقتصادي التي تعرف بـ"الورقة البيضاء". وخلال اجتماعه بمجلس الوزراء، أكد "الكاظمي" على العمل لخلق أجواء مناسبة لتطبيق الورقة، وعبر عن طموحه "لإعادة اقتصاد البلد لقوته بعد أن وصل به الحال إلى مستويات متدنية جدًا نتيجة الفساد المستشري".
كرديًا، يسود التوتر في مدينة السليمانية إثر الخلافات العائلية التي تجددت في عائلة الطالباني المسيطرة على "حزب الاتحاد الوطني الكردستاني"، ما تسبب في انتشار العشرات من المسلحين. جاء ذلك بعد أن وجه الرئيس المشترك المعزول، لاهور شيخ جنكي، رسالة إلى الرأي العام قال فيها إنه يتعرض لتهديدات. وهذا ما استدعى توجه العشرات من المسلحين المناصرين لـ"جنكي"، ووقفوا أمام منزله في حي سرجنار وسط السليمانية للدفاع عنه.
من جانبه، اتهم "جنكي" الرئيس المشترك، بافل طالباني، استخدام الأجهزة الأمنية التابعة للاتحاد الوطني لمصالحه الشخصية. يذكر أن الأوضاع قد توترت الشهر الماضي على خلفية قيام "بافل طالباني" بتغيير عدد من القيادات الأمنية، بينها مسؤول وكالة الحماية والمعلومات، ورئيس جهاز مكافحة إرهاب السليمانية، فيما قام في وقت لاحق بانتزاع الصلاحيات من ابن عمه، لاهور شيخ جنكي. وفي تطور لاحق على القضية، كشف مصدر سياسي مطلع أن قيادات شيعية أجرت اتصالات مع "الاتحاد الكردستاني" لمنع صدام مسلح بين قادته في السليمانية.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا