استنتاجات الموجز:
مشاورات "ميقاتي – عون" لا تبشر بقرب إبصار الحكومة النور وسط إصرار الفريق الرئاسي على مطالبه السابقة وعلى رأسها الداخلية والعدل
توتر الأوضاع في جبهة الجنوب يندرج في إطار الرسائل التصعيدية المتبادلة بين إيران و"إسرائيل"
أحداث خلدة تطورٌ خطير في درجة الانفلات الأمني وتصاعد مستوى خطورة الأمن المجتمعي
أحيا اللبنانيون "الرابع من آب/أغسطس"، الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، بينما لا يزال مسار التحقيقات معطلًا ومكبلًا بأغلال "الحصانات" الإدارية والوظيفية والنيابية، التي رفعتها الطبقة السياسية في وجه "العدالة المسلوبة".
في التفاصيل، أمّت جموع غفيرة من المواطنين منطقة المرفأ وساحة الشهداء وسط بيروت إحياءً للذكرى، واشتبكت مجموعات من المتظاهرين بالحجارة مع قوات مكافحة الشغب، التي قابلتها بالقنابل المسيلة للدموع، أثناء محاولتها اقتحام الحواجز المؤدية لمجلس النواب، لتنتهي هذه المواجهات بسقوط نحو 84 جريحًا، وإحراق طابق المعاملات في وزارة الاقتصاد، وتحطيم الموجودات في مبنى كهرباء لبنان.
بالمقابل، وبينما كانت ساحات بيروت تضج بصراخ أهالي شهداء المرفأ، مطالبةً بالإسراع في التحقيقات وكشف الحقيقة، كان المجتمع الدولي يمسك عصا العقوبات عبر إقرار الاتحاد الأوروبي الإطار القانوني لنظام عقوبات، يستهدف أفرادًا وكيانات لبنانية مسؤولة عن التعطيل السياسي في البلاد، ويرمي جزرة المساعدات من خلال "مؤتمر دعم لبنان" الذي نظمته باريس والأمم المتحدة، وجمع نحو 350 مليون دولار كمساعدات طارئة للجم عجلة الانهيار، وتعهد فرنسا بالإسهام في إعادة إعمار المرفأ.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن إصرار "حزب الله" على فرض سيطرته هو السبب الرئيسي وراء مشكلات لبنان، في حين دعت وزارة الخارجية الأمريكية والدول المشاركة في المؤتمر، إلى وجوب تشكيل حكومة لها صلاحيات وقادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في البلاد.
في غضون ذلك، وفي المسار الطويل لتشكيل الحكومة، لم يحمل اللقاء الخامس بين الرئيس المكلف، نجيب ميقاتي، ورئيس الجمهورية، ميشال عون، أي تقدم في مسار التأليف الذي على ما يبدو لن يرى النور قريبًا. وقد لا يكون مفتوح المهلة كما جرى مع الرئيس المكلف السابق، سعد الحريري، انطلاقًا من ما فهم من تصريحات "ميقاتي" الأخيرة.
في الشأن ذاته، تتركز المباحثات الحالية حول توزيع الحقائب على الطوائف، وسط إصرار الرئيس "عون" على حقيبتي العدل والداخلية، نظرًا لما تُمثلانه من ثقلٍ على أبواب الانتخابات النيابية. وهذا الأمر يرفضه "ميقاتي" لصالح إبقاء التوزيع الحالي على حاله، أو اختيار شخصيات محايدة لهاتين الوزارتين.
على صعيد موازٍ، وفي الملف الأمني، شهدت الحالة الأمنية توترًا لافتًا في التوقيت والمضمون، حيث اشتعلت جبهة جنوب لبنان على نحو مفاجىء؛ فقد تبنى "حزب الله" قصف أراضٍ مفتوحة في محيط مزارع شبعا بعشرات الصواريخ، ردًا على غارات "إسرائيلية" وقصف مدفعي أعقب إطلاق ثلاثة صواريخ مجهولة المصدر تجاه شمال "إسرائيل".
في الوقت ذاته، وعلى صعيد أمني آخر، كادت منطقة خلدة أن تنزلق إلى أتون فتنة طائفية، بعد مقتل عنصرين من "حزب الله" وسقوط عدد من الجرحى، في اشتباكات مسلحة بين "الحزب" وعرب خلدة أثناء تشييع مسؤول "سرايا المقاومة" في "خلدة" (الشوف)، علي شبلي، الذي قُتل على يد أحد أبناء العرب على خلفية ثأرية.
في آخر تطورات تحقيقات المرفأ، اعتبرت "منظمة العفو الدولية" أن السلطات في لبنان تعرقل مجرى العدالة "بوقاحة"، بعد عام على الانفجار، في حين أبدى الرئيس "عون" استعداده المطلق للإدلاء بإفادته في انفجار المرفأ، إذا رغب المحقّق العدلي في الاستماع إليه. وكان المحقق العدلي، طارق البيطار، من النيابة العامة التمييزية ادّعى على مدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، بعد رفض وزارة الداخلية إعطاء الإذن بملاحقته، كما طلب الحصول على إذن ملاحقة المدير العام لأمن الدولة، اللواء طوني صليبا، من المجلس الأعلى للدفاع. وقد تزامن ذلك مع كشف تقرير مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي"، أن كميات نيترات الأمونيوم التي انفجرت لا تتجاوز 552 طنًا من أصل 2750 طنًا كانت مخزنة في المرفأ.
في الشأن الاقتصادي، وبينما يتواصل إضراب قطاع الصيادلة منذ ما يقرب من أسبوع والانقطاع التام للأدوية بكافة أنواعها، أعلنت "مؤسسة كهرباء لبنان" أن البلاد قد تدخل في العتمة الشاملة، ما لم يتم تأمين الدولار لشراء الوقود المخصص للإنتاج. وذلك في الوقت الذي بدأ فيه أصحاب المولدات الخاصة في أكثر من منطقة إطفاء مولداتهم لنفاذ المازوت، وسط مطالبتهم تسليمهم المازوت بالسعر الرسمي، لأنهم لم يعودوا قادرين على شرائه من السوق السوداء.
من جهته، وفي ظل الأزمة المستفحلة في الدواء والمازوت والبنزين، خرج أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، ليلوح بقرب استيراد الدواء والبنزين والمازوت الذي تعجز الدولة عن توفيره، من إيران وإدخاله برًا أو بحرًا.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا