استنتاجات الموجز:
البحرين تصطف إلى جانب "إسرائيل" ضد طهران بتصريحات من "تل أبيب" وإيران ترى أن من يحتمي بـ"إسرائيل" ليس في أمان
"رئيسي" يقدم تشكيلة حكومته الجديدة خالية من النساء وتعكس التوجه المتشدد الذي ستنتهجه طهران في المرحلة القادمة
عقوبات أمريكية جديدة تنبئُ ببدء تدهور العلاقات مع إيران وسط تمترس الأخيرة خلف الاتفاق النووي
في تصريح لافت ومن تل أبيب، هاجم وكيل وزارة الخارجية البحرينية، عبد الله بن حمد آل خليفة، إيران بشدة معتبرًا أنها تمثل "تهديدًا مشتركًا" لبلاده والاحتلال "الإسرائيلي". وأضاف المسؤول البحريني في تصريحه أن "الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران والدول العظمى لم يعالج مواضيع هامة، مثل برنامج الصواريخ الباليستية لإيران وعدوانيتها في المنطقة".
بالمقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن "من يظن أن التقرب للاحتلال الإسرائيلي سيوفر له الأمن فهو مخطئ". وحول الاتهامات لبلاده بتهديد الملاحة في مياه المنطقة وبالتلكؤ في المفاوضات النووية، قال "خطيب زاده" إن الولايات المتحدة لن تحرز أي تقدم في علاقتها مع طهران، ما لم تتخل عن عقلية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. وعبر المتحدث الإيراني عن رفض إيران بشكل قاطع استهداف السفن في المياه الدولية، لكنه أكد أن بلاده لا تفرط بأمنها ولا تقبل أي تهديدات، كما أعرب عن قلقه إزاء سلامة أمن مياه الخليج، مبينًا أن إيران بذلت قصارى جهدها لحماية هذا الممر المائي.
وطالب "خطيب زاده" بريطانيا بالاهتمام بمسؤولياتها وحقوقها، موضحًا أنه قد "تم انتهاك حرية الملاحة الإيرانية مرارًا وتكرارًا"، وأكد أن "إيران ستعود إلى تنفيذ التزاماتها، في حال عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ورفعت العقوبات المفروضة على طهران". كما نوه المتحدث إلى أن بلاده لن تقبل في مفاوضاتها مع الغرب بغير تطبيق بنود الاتفاق النووي،الموقّع مع واشنطن عام 2015، لافتًا إلى أن الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، لن يترك مفاوضات فيينا ولن يدّخر جهدًا لرفع العقوبات.
على صعيد آخر، وصل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الثلاثاء، إلى طهران لتسليم "رئيسي" دعوة من بلاده لحضور مؤتمر دول الجوار المزمع عقده في بغداد نهاية الشهر الجاري. وهذه هي الدعوة الخامسة التي يسلمها العراق لدول الجوار لحضور المؤتمر، حيث تم تسليم دعوات رسمية لكل من تركيا والسعودية والأردن والكويت. وتهدف بغداد من احتضان المؤتمر على مستوى قادة دول الجوار، لتقليل التوتر في المنطقة وتركيز الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية، وإيجاد علاقة إيجابية بين الرياض وطهران، خاصةً مع وجود رئيس جديد في إيران.
في شأن منفصل، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، دانا سترول، إن "الهجوم على ناقلة النفط ميرسر ستريت، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في خليج عُمان، انطلق من اليمن باستخدام طائرة دون طيار إيرانية الصنع". وتابع "سترول": "ما نراه في جميع أنحاء المنطقة هو تسليح وتدريب وتمويل إيراني للجماعات الإرهابية، والجهات الفاعلة غير الحكومية والمليشيات في جميع أنحاء المنطقة، وكلها تهدف إلى تقويض الحكومات والشركاء الذين نريد العمل معهم، وإرهاب المدنيين ومنعهم من تحقيق الاستقرار".
في الشأن الداخلي، قدم "رئيسي" تشكيلته الحكومية التي طغا عليها التيار المحافظ والتي خلت من النساء، بانتظار أن يمنحها مجلس الشورى الذي يسيطر عليه تيار "رئيسي" الثقة لتصبح رسمية. يذكر أن "رئيسي" رشح "حسين أمير عبداللهيان" (56 عامًا) لشغل منصب وزير الخارجية، والذي وصفه التلفزيون الرسمي بأنه "دبلوماسي مرموق لمحور المقاومة"، في إشارة إلى طهران وحلفائها في المنطقة.
وفي تشكيلته أيضًا، رشّح "رئيسي" وزير النفط السابق، رستم قاسمي، لوزارة الطرق وبناء المدن، والذي عمل مستشارًا للشؤون الاقتصادية لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، وتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية 2021. كما ضمت التشكيلة الحكومية ضابطين سابقَين آخرين في الحرس على لائحة العقوبات الأمريكية، هما وزير الداخلية، أحمد وحيدي، والسياحة، عزت الله ضرغامي.
في هذا الإطار، قال مفاوض نووي، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة "رويترز" إن "أمير عبد اللهيان دبلوماسي متشدد.. إذا ظلت وزارة الخارجية مسؤولة عن ملف إيران النووي فمن الواضح أن طهران ستتبنى موقفًا متشددًا للغاية في المحادثات". وذكرت تقارير في وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يتبع المرشد الأعلى، علي خامنئي، مباشرةً، سيتولى المفاوضات النووية في فيينا بدلًا من وزارة الخارجية التي كان يقودها معتدلون نسبيًا خلال حكم "روحاني". ومن غير المتوقع أن يغير البرلمان، الذي يسيطر عليه المحافظون، اختيارات "رئيسي" للمناصب الوزارية الحساسة مثل الشؤون الخارجية والنفط، نظرًا لأن الرئيس يختارهم بموافقة المرشد الأعلى.
من جهة أخرى، قدم رئيس "الموساد" تقرير إلى أمريكا يضم معلومات عن الرئيس الإيراني الجديد، تصفه بالشخص "غير الموثوق به، وغير القادر على التفاوض من أجل إبرام اتفاق نووي جديد أو الوفاء بالتزاماته". من جهتها، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شخص يُعتقد أنه يهرب النفط وشركات، قالت إنها توفر الدعم لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وأضافت الوزارة أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها استهدف "محمود راشد الحبسي" وشبكة من الشركات، اثنتان منها في عُمان، وواحدة في ليبيريا وأخرى في رومانيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في بيان إن فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج، يستخدم عائدات مبيعات النفط الإيراني لتمويل "أنشطته الخبيثة"، ويستخدم وسطاء أجانب للتغطية على دوره، مضيفًا: "ستواصل الولايات المتحدة فضح وتعطيل عمل أولئك الذين يدعمون هذه الأنشطة".
في سياق آخر، انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، صورة وصفها بـ"غير الملائمة للغاية"، نشرتها سفارة موسكو لدى طهران، وهى صورة للسفير الروسي، ليفان دزغاريان، مع السفير البريطاني الجديد في طهران، سيمون شيركليف، قائلةً إنها "على الدرج التاريخي"، حيث عُقد مؤتمر طهران عام 1943. وكتب "ظريف" عبر حسابه على "تويتر": "رأيت صورة غير لائقة للغاية اليوم. يجب أن أذكّر الجميع بأن أغسطس 2021 ليس أغسطس 1941 ولا ديسمبر 1943"، فيما وصفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الصورة بأنها "مسيئة" للإيرانيين.
بالمقابل، قالت السفارة الروسية إن الصورة "لا تحتوي على أي سياق معادٍ لإيران، ولم نقصد الإساءة لمشاعر الشعب الإيراني الصديق"، بينما تم استدعاء السفير "غاغاريان" إلى وزارة الخارجية الإيرانية بشأن الصورة. جدير بالذكر أن مؤتمر طهران عُقد في السفارة السوفييتية بإيران عام 1943 خلال الحرب العالمية الثانية، بعد الغزو السوفييتي البريطاني لإيران عام 1941، وشارك فيه قادة دول الحلفاء، جوزيف ستالين، وونستون تشيرتشل، وفرانكلين روزفلت.
في شأن داخلي منفصل، جرى انتخاب الرئيس السابق للمجمَع الأعلى للباسيج ولمركز أبحاث البرلمان، علي رضا زاكاني، رئيسًا جديدًا لبلدية العاصمة طهران، بأغلبية أصوات أعضاء مجلس طهران السادس، والذي يذكر أنه انسحب من سباق انتخابات الرئاسة أمام "رئيسي".
أمنيًا، نشر موقع إيراني بيانات مفصلة للهجمات التي تعرضت لها الناقلات والسفن الإيرانية منذ بداية عام 2019، والتي يعتقد أن حملة "إسرائيلية" سرية تقف وراءها. وكانت تقارير غربية كشفت خلال الأشهر الماضية، استهداف "إسرائيل" لنحو 12 سفينة إيرانية وتسببت في أضرار لها.
لقراءة وتحميل الموجز/ اضغط هنا