استنتاجات الموجز:
"الصدر" يضع شروطًا تعجيزية لباقي الكتل السياسية الشيعية نظير مشاركته في الانتخابات النيابية
عمليات استهداف أمنية للأحزاب العازفة عن المشاركة في الانتخابات ينذر بتفجر الوضع الأمني بين المكونات العراقية
نشاط دبلوماسي خارجي بينما لا تضمن حكومة "الكاظمي" استمرارها في السلطة بعد تشرين الأول/ أكتوبر
ما زال ملف الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر القادم، تتصدر الحراك السياسي الداخلي بين رافض المشاركة فيها وبين من يدعو إلى تأجيلها وبين من يدعو إلى إجرائها في موعدها المقرر. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وضع شرطين للعدول عن قرار مقاطعته في الانتخابات، أولهما تأجيل الانتخابات لموعد آخر، ليتسنى لتياره التحضير الجيد لها.
أما الشرط الثاني فتمثل في طلبه من المرجعية الدينية موقفًا يُدين فيه جماعات السلاح المنفلت في البلاد، والتي تهدد أمن الانتخابات. وبحسب المصدر، فإن "الصدر" يعتقد أن منافسيه من الفصائل المسلحة سيكونون قادرين على تغيير خريطة القوى والتوازن السياسي، من خلال استخدام العنف.
بالمقابل، كشفت مصادر أخرى أن الأحزاب الشيعية أبدت بعض المرونة في موضوع تأجيل الانتخابات، بشرط موافقة جميع الأحزاب الشيعية لكن دون توجيه الإدانة للجماعات المسلحة. لكن "ائتلاف دولة القانون" بقيادة "نوري المالكي"، وحركة "عصائب أهل الحق"، كانا أبرز الكتل المصرة على رفض شروط "الصدر"، والمضي نحو الموعد المحدد من قبل المفوضية.
يُذكر أن فريق مقاطعة الانتخابات حصلوا على زخم سياسي بعد دعوة رئيس الجمهورية، برهم صالح، إلى إجراء حوار وطني شامل يعالج المخاوف من إجراء الانتخابات في الموعد المحدد. وكان "صالح" حذر من "الاستخفاف بالتحديات التي تحيط بالعملية الانتخابية، وأن علينا التعامل مع المخاوف القائمة حولها بجدية، عبر حوار وطني لتطمين العراقيين وغلق الثغرات". من جانبه، اعتبر نائب برلماني مستقل أن أكثر من 70% من الكتل السياسية العراقية داعمة لتأجيل الانتخابات النيابية.
في السياق ذاته، وفيما يخص الخلاف المستحكم بين "نوري المالكي" و"الصدر"، قال الأول إن يديه ممدودة لمن يريد تجاوز تعقيدات الماضي، ورحب بأي مبادرة صلح مع "الصدر". وأضاف "المالكي" أنه لا مصلحة لأحد في إشعال الشارع العراقي ولا بتأجيل أو إلغاء الانتخابات، لأنه إذا أُجّلت أو ألغيت فلن تعقد مرة أخرى.
من جهته، علَّق نائب من "تحالف سائرون" التابع للتيار الصدري على تأجيل الانتخابات بأن التيار "لن يشارك في انتخابات سياسية نتائجها ومخرجاتها عقيمة وفاشلة"، مضيفًا أن "أي سفينة تُبحر دون التيار الصدري ومطالبه الإصلاحية ستغرق".
على الصعيد الأمني، وفي تصعيد يتعلق بالانتخابات، جرى استهداف مقر للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف بقنابل المولتوف، وكذلك استهداف مركز الرافدين للحوار بهجوم بصاروخ قاذفة (آر بي جي)، على خلفية انسحاب الشيوعيون من المشاركة في الانتخابات القادمة.
خارجيًا، أجرى رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بشأن مستجدات الأوضاع في أفغانستان، إضافةً إلى عدد من موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين. وفي الأثناء، أجرى وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد، مباحثات مع نظيره التركي خلال زيارته إلى أنقرة تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك. من ناحيتها، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" عن هدف الزيارة بالقول إنها كانت تتعلق بموضوع استمرار القصف التركي، على الأراضي العراقية بحجة مكافحة "حزب العمال الكردستاني"، إضافةً إلى زيارته لمعرض السلاح الدولي الذي نظمته وزارة الدفاع التركية. هذا، بينما لم يشر البيان التركي إلى طبيعة المباحثات التي أجراها الوزير العراقي مع المسؤولين الأتراك.
من جانبه، انتقد زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، "الصمت السياسي" من قبل الحكومة العراقية عن الاعتداءات التركية في سنجار، ووصفه ذلك بالأمر المخزي والغريب. لكن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" من جانبها، أدانت القصف التركي الذي استهدف قضاء سنجار في محافظة نينوى، والذي أدّى لوقوع خسائر في الأرواح وعدد من الإصابات.
كما شهد الأسبوع الحالي، زيارة لوزير الخارجية الياباني إلى بغداد التقى خلالها رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، وتباحثا حول سبل فتح الطريق للاستثمارات اليابانية في العراق، فيما وجّه "الكاظمي" دعوة لرئيس الوزراء الياباني لزيارة العراق والمشاركة في مؤتمر قمة دول الجوار.
على الصعيد الخارجي أيضًا، واستمرارًا في الحراك الدبلوماسي الخارجي، قام "الكاظمي" بزيارة سريعة لدولة الكويت، تباحث خلالها حول العلاقات المشتركة بين البلدين. من جانبها، أكدت الكويت دعمها لمؤتمر قمة دول الجوار المزمع إقامته في بغداد السبت القادم، كما أعلن ذلك المتحدث باسم مجلس الوزراء.
وبعد رجوعه من الكويت، قام "الكاظمي" برعاية حفل توقيع اتفاق مبادئ مع الصين لإنشاء محطات للطاقة الشمسية بسعة 2000 ميجاوط، الأمر الذي سيساهم في زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، لرفد المنظومة بالطاقة المتجددة النظيفة.
على الصعيد الكردي، وتعليقًا منه على أحداث أفغانستان، قال زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مسعود بارزاني، إن هناك فرقًا شاسعًا بين أفغانستان وكردستان واختلافات جوهرية بين البيشمركة والجيش الأفغاني، ما يعني أن ما جرى في أفغانستان لا يمكن أن يجري في كردستان. ووجه "بارزاني" رسالة لشعب كردستان والأوساط الكردية، طمأن فيها الجميع إلى عدم وجود أي وجه للشبه والمقارنة بين إقليم كردستان وأفغانستان.
وخلال زيارة زعيم "حزب الدعوة"، نوري المالكي، إلى أربيل ولقائه زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مسعود البارزاني، صدر بيان مشترك بين الحزبين أكدا فيه على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، وضرورة تهيئة بيئة ملائمة لإجراء الانتخابات. كما أكد البيان، على أن الخلافات والقضايا العالقة بين أربيل وبغداد يتعين معالجتها وفق الدستور الدائم للعراق.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا