استنتاجات الموجز:
الحراك الدولي وجولات التفاوض المحلي مع ما يشاع من أجواء حكومية إيجابية قد تفضي لولادة قريبة للحكومة
اتفاقية الغاز والكهرباء توجهٌ أمريكي واضح للجم الانهيار في مؤسسات الدولة وسيطرة "حزب الله" عليها
اهتمام دولي متزايد بمؤسسة الجيش تزامنًا مع تزايد حالات الفرار وتدني قيمة الرواتب حفاظًا على دور الجيش في حفظ الأمن والاستقرار
على وقع الأجواء الإيجابية والتفاؤل الحذر، عاش اللبنانيون الأسبوع المنصرم في انتظار ما ستحمله الأيام القادمة من أخبار حول ولادة الحكومة العتيدة التي بات تشكيلها حلمًا يراود اللبنانيين بعد أشهر من التفاوض والعراقيل والعقد القديمة والمستجدة.
في التفاصيل، دخل مدير عام الأمن العام، عباس ابراهيم، وتلاه صهر شقيق الرئيس المكلّف، نجيب ميقاتي، قنصل لبنان الفخري في موناكو، مصطفى الصلح، في جولة مفاوضات غير مباشرة بين الرئيس "ميقاتي" ورئيس الجمهورية، ميشال عون، تمحورت حول وزارة الاقتصاد التي يُصرّ "ميقاتي" على أن تكون من حصة السنّة، وعقدة ما يعرف بـ"الوزيرين المسيحيين" اللذين لن يسميهما ولن يكونا من حصة رئيس الجمهورية، والعقدة الأهم وهي إعطاء الثقة لحكومة "ميقاتي" الذي يشترطها مقابل إعطاء رئيس الجمهورية العدد الذي يطالب فيه بالحكومة.
وكانت جولة المفاوضات الجديدة قد انطلقت على وقع مستجدات اقليمية ودولية أعطت التفاوض الحكومي زخمًا جديًا، كان أولها البيان الفرنسي الإيراني المشترك الذي جاء عقب اتصال بين رئيسي البلدين وأكدا فيه على ضرورة تعاون فرنسا وإيران، إلى جانب "حزب الله" من أجل تأليف حكومة لبنانية قوية، أما الثاني فكان في الاتصال الذي أجرته وكيلة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، ويندي شيرمان، بكل من الرئيسين "عون" و"ميقاتي" لحثهما على تشكيل الحكومة.
أما المعطى الثالث والأهم فكان في التسهيلات الأمريكية لاتمام عملية استجرار الغاز المصري إلى محطة دير عمار شمال لبنان والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان والتي تمثلت في اجتماعين أحدهما في دمشق بين وفد لبناني والمسؤولين السوريين والثاني في العاصمة الأردنية عمّان والذي جمع وزراء طاقة دول خط الغاز العربي (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، واللذين واكبهما "البنك الدولي" الذي سيعمل على تأمين ثمن الغاز المصري.
وكان الموقف الأمريكي قد برز بعد خطوة إرسال إيران لسفن المحروقات إلى لبنان، إذ رأى محللون بأن موقف واشنطن يندرج في إطار، الحؤول دون الوصول إلى مرحلة الفوضى الكاملة عبر الحفاظ على الحد الأدنى من التماسك في الدولة لا سيما القطاعات الحسّاسة كالجيش والكهرباء والمحروقات، وإبعاد البلاد عن تأثير الخطوة الإيرانية في حال تفاقم تداعيات الأزمة على القطاعات الحساسة.
بالتوازي مع ذلك، وبينما ينتظر حدوث انفراجة على صعيد قطاع الكهرباء بعد إتمام الاتفاق البراعي العربي، أطلق وزيرا الشؤون الاجتماعية والاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، رمزي المشرفية وراوول نعمة، البطاقة التمويلية، حيث ستُفتح اعتمادات للدّعم من قبل مصرف لبنان بمبلغ 556 مليون دولار سنويًا، وسيتمّ دفع البطاقة التمويلية بالدولار الأمريكي أو ما يعادله بالليرة اللبنانية في السوق الموازي، بمعدل 25 دولارًا لكلّ شخص، وكحد أقصى 126 دولارًا للعائلة.
من جهتها، كشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"،أن نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد تصل إلى 82% من سكان لبنان، في حين تراجعت نسبة المبيعات في السوبر ماركت بنحو 80 % مع تراجع القدرة الشرائية. بدروه، لا يزال القطاع التعليمي والتربوي مستكنفًأ عن تنفيذ قرار وزير التعليم بالعودة الكاملة للددوام في المدارس، إذ أكدت نقابة المعلمين على قرارها بمقاطعة التدريس وعدم تلبية أيّ دعوة أو قرار بالعودة إلى التعليم الحضوري تحت وطأة انخفاض الرواتب، وارتفاع أكلاف النقل.
في الشأن الانتخابي، أكّد الرئيس"عون" أمام وفد من الكونغرس الأمريكي التزامه إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وذلك تزامنًا مع تلمس وفد برلماني رفيع من الاتحاد الأوروبي خلال زيارته "هيئة الإشراف على الانتخابات" احتياجات الأخيرة للقيام بدور فاعل للإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة.
على صعيد آخر، كان لافتًا اختراق "حزب الله" اجتماعيًّا لأحد أهم المناطق السنية في لبنان، حيث قام "الحزب" عبر رئيس حركة "الإصلاح والوحدة" الشيخ، ماهر عبد الرزاق (الموالي له)، بتقديم مبلغ 30 مليون ليرة لكلّ عائلة شهيد، و15 مليونًا لكلّ جريح من أهالي شهداء وجرى انفجار خزان القود في منطقة "التليل" في "عكار" شمال لبنان.
بالمقابل، وفي ظل تنامي حالات الفرار من الجيش والقوى الأمنية ليصل إلى نحو 10000 عنصر وفق مصدر أمني، يتواصل الاهتمام الدولي بالمؤسسة العسكرية لتعزيز قدراتها على تنفيذ مهمات حفظ الأمن والاستقرار، فقد أعلن البيت الأبيض تخصيص نحو 47 مليون دولار لمساعدة الجيش، بينما جال وفد عسكري أوروبي على المسؤولين اللبنانيين، لتقييم حاجات للجيش وتقديم مساعدات باسم الاتحاد الاوروبي. بدروه، بحث المفتش العام في الجيش الألماني، إبرهارد تسورن، مع قيادة الجيش التعاون المشترك، لافتًا إلى أن توريد زوارق دورية جديدة يمكن أن يساهم في مساعدة الجيش بضبط السواحل، كما وصلت أطنان من المساعدات الغذائية والطبية من كل من الأردن وقطر وإسبانيا إلى الجيش.
من جهته، أكّد مجلس الأمن الفرعي في الشمال على ضرورة التشدد بالإجراءات الأمنية وإقامة الحواجز الثابتة والمتنقلة في المناطق الشمالية كافة، بخاصة في مدينة "طرابلس"، ومنع سير الدراجات النارية في المدينة ومحيطها، فيما اطلع مجلس الأمن الفرعي في البقاع التدابير المتخذة من قبلهم لمعالجة مشكلة ازدحام السير وتأمين حصول المواطنين على مادة البنزين
في شأن آمني منفصل، وبعدما أثار توقيفهم وقرار ترحيلهم إلى سوريا ردود فعل حقوقية منددة، جمّد الأمن العام قرار ترحيل ستة سوريين من محافظة درعا، كانوا قد أوقفوا الشهر الماضي داخل السفارة السورية في بيروت أثناء حضورهم لاستلام جوازات سفرهم، وإحالتهم للأمن العام بذريعة دخولهم البلاد بطريقة غير شرعية. وفي سياق متصل، رحّلت السلطات الأمنية مراسلًا لوكالة "رويترز"، أردني الجنسية، بعد استجوابه لدى وصوله إلى مطار بيروت في بداية مهمة صحافية،الشهر الماضي.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا