استنتاجات الموجز:
حركة دبلوماسية لافتة تجاه لبنان وسط اندفاع أوروبي إيراني واستنكاف سعودي
اهتمام دولي بتفاوض لبنان مع صندوق النقد وإجماع حول ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها
تؤشر مواقف واشنطن في ملفات التحقيق بانفجار المرفأ وترسيم الحدود ودعم القوى الأمنية والعسكرية إلى عودة أمريكا لإعادة تفعيل محركاتها على الساحة اللبنانية
شهد لبنان اهتمامًا وحركة دبلوماسية لافتة الأسبوع المنصرم مع استمرار إغلاق الرياض أبوابها في وجه رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، رغم طلب الرئاسة الفرنسية تأمين موعد له لزيارة المملكة، حيث ركز منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان، السفير الفرنسي بيار دوكان، وزير الشؤون الخارجية الألماني، نيلز آنين، على إجراء الانتخابات والمضي في التفاوض مع صندوق النقد وكان لعملية إعادة إعمار المرفأ نصيب هام من زيارتهما.
كما جال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، على المسؤولين مبيدًا استعداد بلاده لبناء معمل لانتاج الكهرباء، في حين استعرض وزير خارجية قبرص، نيكوس كريستودوليدس، التعاون المشترك. بدروها، تجول السفيرة الأمريكية، دوروثي شيا، في شكل دوري ومنتظم على الرؤساء والوزراء، مشددةً على الاصلاحات على الصعد كافة، في حين أكد سفراء الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم "ميقاتي" على ضرورة إجراء الانتخابات والإصلاحات المطلوبة.
وعلى وقع الحراك الدولي، كان لافتًا من حيث التوقيت، تصريحات رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، هاشم صفي الدين، التي أكد فيها بأن الحزب لم يخض بعد معركة إخراج الولايات المتحدة من أجهزة الدولة التي لا يزال فيها الأمريكيون أقوياء ويمتلكون نفوذًا كبيرًا داخلها.
اقتصاديًا، وفيما خرجت الباخرتان التركيتان من لبنان رسميًا بانتهاء عقدهما، واصلت الحكومة مساعيها لزيادة ساعات التغذية عبر تأمين كميات من الفيول العراقي لتشغيل محطتي الزوق والزهراني، وتسريع الخطى لاستيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية. وفي هذا الإطار، أجرى وزير الطاقة، وليد فياض، مباحثات في القاهرة مع نظيره المصري لاستكمال آلية نقل الغاز المصري إلى لبنان، حيث تلقى عرضًا مصريًا بإمكانية تقديم كميات إضافية من الغاز، كما حطت رحال الوزير "فياض" في الأردن باحثًا في اجتماع ثلاثي مع نظيريه السوري والأردني عملية تأمين استجرار الكهرباء وإنهاء تأهيل خط الربط، الذي يحتاج إلى ثلاثة أشهر نظرًا لتضرره في الأراضي السورية.
بالتوازي مع ذلك، انعقد الاجتماع الأول بين بين وفد من خبراء صندوق النقد الدولي واللجنة الوزارية المكلفة بالتفاوض، وذلك في الوقت الذي استعرضت فيه لجنة "معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام" مقترحات بزيادة بدل النقل اليومي، وتقديم منحة مالية كمساعدة اجتماعية موقتة، وإعداد مشروع قانون لتأمين سير عمل الإدارة، على وقع استمرار موظفي الإدارة العامة إضرابهم حتى نهاية الشهر الجاري.
وفي ملف الترسيم، وفيما تواصل "تل أبيب" عمليًا عمليات التنقيب، رفعت واشنطن من سقف ضغووطها على لبنان عبر تعيينها لسفيرها السابق، آموس هوكشتاين، كرئيس للوفد الأمريكي المشرف على المفاوضات، خلفًا للسفير"جون ديروشيه"، حيث يعد "هوكشتاين" متبنيًا بشكل كامل للنظرة "الإسرائيلية" ويشير تعيينه إلى أن على لبنان إما أن يسير وفق اتفاق الإطار أو أن خسائره مستمرة وستتفاقم. ويأتي التعيين الجديد وسط استمرار التخبط الداخلي في آلية التعاطي مع الملف، ورفض السلطة السياسية التجاوب مع ما طرحه وفد التفاوض العسكري لتحصين الموقف اللبناني عبر تعديل المرسوم 6433 الخاص بالمساحات البحرية، بالإضافة إلى رفض التمديد لرئيس الوفد العميد بسام ياسين مما يرجح أن تتخذ تركيبة الوفد الطابع المدني عبر تكليف شخصية مدنية بترؤس الوفد.
في ملف الانتخابات، بدأت وزارة الداخلية بإعداد المقر الخاص بهيئة الإشراف على الانتخابات، وكلفت شركة لفحص البنية التحتية للنظام الإلكتروني الذي سيعتمد لفرز الأصوات في الانتخابات، كما شكلت لجنة مشتركة مع وزارة الخارجية لتحديد تفاصيل تطبيق المواد القانونية المتعلقة باقتراع المغتربين. من جهته، طالب النائب عن "حزب الله"، علي فياض، قد طالب بتعليق البندين المتعلّقين بالاغتراب، (المقاعد الست واقتراع المغتربين)، في حين قدمت مجموعة من النواب اقتراح قانون لخفض سن الاقتراع من 21 سنة إلى 18 سنة.
وفي آخر مستجدات التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، تلقى المحقق العدلي، القاضي طارق بيطار، جرعة دعم أمريكية، ولأول مرة، تمثلت بالبيان الصادر عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الذي أبدى قلقه من "دور "حزب الله" في ملف التحقيق، وشدد على نزاهة "البيطار"، إضافةً إلى دعوة عدد نواب مجلس الشيوخ، الحكومة اللبنانية إلى الحفاظ على سلامة القضاة الذين يتولون التحقيق في الانفجار".
وقد توافق الدعم الخارجي مع رد محكمة الاستئناف الطلبات المقدمة من النواب"نهاد المشنوق" و"علي حسن خليل" و"غازي زعيتر"، بكفّ يد القاضي عن الملف، وإسقاط القضاء طلبًا للوزير السابق، يوسف فنيانوس،اتهم فيه القاضي بالتزوير، ليبقى أمام القضاء دعوى "الارتياب المشروع" التي تقدم بها "فنيانوس". وقد حدّد"بيطار" مواعيد جديدة لاستجواب كل من رئيس الحكومة السابق، حسان دياب، والنواب "خليل" و"زعيتر" و"المشنوق".
أمنيًا، نظمت السفارة الأمريكية في بيروت اجتماعًا حضره ممثلون عن عدة دول، وممثلون عن القوى الأمنية والعسكرية جرى خلاله استعراض الحاجات الملحّة لهذه القوى، وذلك بعد تلقّي عواصم عربية وغربية تحذيرات من انهيار حقيقي في القوى الأمنية والعسكرية ما لم يتم تنفيذ برنامج مساعدات طارئ يشمل دعم الرواتب، في ظل الحديث عن تجاوز عدد من تركوا الخدمة في كل أجهزة الأمن الـ 5000 عنصر. وكشفت معلومات أن واشنطن وعدت بإجراء اتصالات لتوفير مبالغ مالية كبيرة تحسن رواتب العسكريين إلى ما يوازي إعطاء راتبٍ ثانٍ، مشيرةً إلى حصول قيادة الجيش على دعم بالدولار الأمريكي النقدي، وإلى وصول دعم مماثل إلى أجهزة أمنية أخرى من بينها مخابرات الجيش والأمن العام وأمن الدولة وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، تزامنًا مع استمرار سير الموازنات السريّة الخاصة بالاستخبارات العسكرية الأمريكية في أكثر من دولة بينها لبنان.
في غضون ذلك، بحث وزير الداخلية، بسام مولوي، التعاون المشترك مع السفير التركي وقائد الشرطة الفيدرالية الألمانية الذي زودّت بلاده المطار بـ 4 أحزمة حقائب BHS مع آلات سكانر، لتعزيز أمن المطار. وفي السياق، تولى العميد "نبيل عبدالله" رئاسة جهاز أمن المطار خلفًا للقائد السابق، العميد جورج ضومط.
من جانب آخر، أوقفت مخابرات الجيش لبنانيًا و3 سوريين خلال مداهمة محطّة محروقات في"عرسال" ضبطت خلالها 28275نحو 28 كلغم من مادة"نيترات الأمونيوم"، فيما أصدرت المحكمة العسكرية سلسلة أحكام تراوحت بين الأشغال الشاقة والإعدام بحق 13 شخصًا بتهم"الإرهاب"، بينهم الشيخ أحمد الأسير، كما حكمت بالأشغال الشاقة المؤبّدة على 5 سوريين بجرائم قتل عسكريين في الجيش.