استنتاجات الأسبوع:
بوادر جولة تصعيد جديدة شرق المتوسط بين تركيا واليونان تزامنًا مع اتفاقية دفاعية واعتراض سفن وتصريحات حادّة
الأزمة المتصاعدة بين "ماكرون" و"تبون" تفتح آفاقًا كبيرة في العلاقات السياسية والاقتصادية بين تركيا والجزائر
طلب تركيا شراء مقاتلات"إف16"الأمريكية خطوة لـ"رفع العتب" قبيل التوجّه نحو إمكانية الحصول على مقاتلات روسية
تُنذر التطورات المتسارعة بين أنقرة و"أثينا" في الأيام الأخيرة، برغم عقد جولة جديدة من "المباحثات الاستكشافية" بين البلدين في أنقرة، إلى أن الأمور تتجه نحو جولة جديدة من التصعيد حول ملف شرق المتوسط بعد الصفقة الدفاعية اليونانية الجديدة مع فرنسا، وتجدّد عمليات التنقيب واعتراض السفن، وما رافق ذلك من حرب كلامية جديدة تنذر بشتاءٍ ساخن. وقبل أيام، تبادل البلدان إصدار إعلانات"نافتكس" للإنذار البحري، حيث أعلنت اليونان إنذارًا للتنقيب، أعقبته تركيا بإنذار تحذيري من مغبة دخول سفينة التنقيب اليونانية منطقة تقول أنقرة "إنها تقع في جُرفها القارّي"، قبل أن تُعلن وزارة الدفاع التركية أنها اعترضت بالفعل طريق السفينة اليونانية وأجبرتها على مغادرة الجُرف القارّي التركي.
وقد اتخذ التصعيد منحًا جديدًا الأسبوع الماضي، عقب توقيع اليونان مع فرنسا اتفاقية دفاعية جديدة تشمل شراءها عددًا من السفن الحربية في إطار ما تعتبره تركيا سباق تسلّح، وتدخلًا فرنسيًا في أزمة شرق المتوسط، وعلى الرغم من نفي اليونان أنها تخوض سباق تسلح مع تركيا، إلا أنها اعتبرت أن الاتفاقية الدفاعية الجديدة مع فرنسا "تهدف إلى ردع الأعداء"، في إشارةٍ إلى تركيا.
في غضون ذلك، تفتح الأزمة المتصاعدة بين فرنسا والجزائر على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون التي شكك فيها بوجود أُمّة جزائرية قُبيْل الاستعمار الفرنسي، وهاجم فيها حقبة الخلافة العثمانية هناك، آفاقًا واسعة لتعزيز العلاقات الجزائرية التركية المتنامية في السنوات الأخيرة على كافة المستويات سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، حيث وصف وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، تصريحات"ماكرون"ضد بلاده والجزائر بأنها "غير مُجديّة" في الانتخابات، وأن التاريخ التركي خالٍ من الاستعمار".
وفي ذات السياق، جرى توقيع اتفاقية تنفيذ مشروع للبتروكيماويات بولاية أضنة بين"سوناطراك"الجزائرية للمحروقات وشركة"رينيسانس هولدنغ"التركية، بحضور الرئيس أردوغان، وتبلغ التكلفة المالية للمشروع 1.4 مليار دولار، بحصة 66 % للشركة التركية و34 % للشركة الجزائرية، وسينتج المصنع مادة"البلوبروبيلان" البلاستيكية، التي تدخل في عدة صناعات على غرار السيارات والنسيج.
على صعيد آخر، تظهر المناورات التركية الأذريّة قرب الحدود الإيرانية في إقليم"نختشيفان" بالتزامن مع المناورات الإيرانية على الحدود الأذرية، تجليات الأزمة المتصاعدة بين البلدان الثلاثة وتنامي الصراع بين القوى الدولية الفاعلة حول النفوذ في آسيا الوسطى. وقد قدّم قائد القوات البرية الإيرانية، كيومرث حيدري، مبررات مختلفة لهذه المناورات بالقول:"إن إرهابيي"داعش" جاؤوا إلى حدود إيران بدعوة من دولة إقليمية خلال الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا". من جهتها، وفي تطور يعتبر الأبرز، أكدت وزارة الدفاع التركية، أنها ستواصل العمل مع "باكو" من أجل دعم الجيش الأذربيجاني، مشيرةً إلى أن الغرض من المناورات العسكرية التركية - الأذربيجانية في الإقليم، تنمية الصداقة والتعاون والتنسيق بين قوات البلدين تحت شعار "دولتان، أمة واحدة".
بالتزامن مع ذلك، تقدمت تركيا بطلب رسمي لشراء 40 طائرة حربية مقاتلة من طراز"إف 16"من الولايات المتحدة في خطوة مفاجئة لا يُعرف ما إن كانت رغبة حقيقية في امتلاك الطائرات الأمريكية أم أنها مجرد بالون اختبار وخطوة لـ"رفع العتب"قبيل التوجه نحو إمكانية الحصول على طائرات روسية من الجيل الخامس من طراز "سوخوي" لتعويض خسارة طائرات"إف 35" الأمريكية.
من جهة أخرى، يتخوف سوريون في تركيا من تصعيد حملات الكراهية التي تشن بحقهم في حال لبّى رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر الأحزاب المعارضة، كمال كلجدار أوغلو، دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لزيارة دمشق، والتنسيق بشأن اللاجئين السوريين وزيادة الضغط على حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. ورجحت مصادر تزايد حملات الدعوة لـ"عودة السوريين إلى بلادهم"في ظل تحميلالمعارضة التركية السوريين وزر تردي الواقع المعيشي للأتراك وزيادة نسبة البطالة والفقر.
بالمقابل، أدانت وزارة الخارجية التركية، ورئيس الشؤون الدينية التركي، علي أرباش، "بشدة" قرارًا قضائيًا "إسرائيليًا" يسمح لليهود بأداء"صلوات صامتة"في المسجد الأقصى، معتبرين أن القرار يُهدد قدسيّة المسجد الأقصى ووضعه القانوني، وداعين المجتمع الدولي والعالم الإسلامي إلى معارضة القرار الذي وصفوه بـ"الخاطئ والخطير".
داخليًا، يُجري حزب"السعادة" هذه الأيام سلسلة من المحادثات لتحديد موقفه من التحالفات في انتخابات البلاد المقبلة، وكشف رئيس الحزب، تمل كارملا أوغلو،أن التحالف ليس على جدول أعمال الحزب الآن، وأنه سيستمر في المحادثات مع الأحزاب السياسية، وسيكون في"المكان الأنسب لسياسته ومستقبل تركيا".
اقتصاديًا، كشفت ثلاثة مصادر مطلعة، أن أردوغان بدأ يفقد ثقته بمحافظ البنك المركزي، شهاب قاوجي أوغلو، وأنه يشعر بخيبة الأمل تجاه قاوجي أوغلو نتيجة تأخير خفض سعر الفائدة حتى الشهر الماضي فقط، وهناك حديث عن إمكانية إقالة محافظ البنك المركزي، وتعيين البروفيسور سامح تومان، وخفض سعر الفائدة بشكل مفاجئ الشهر الماضي كان بمثابة دليلا واضحا لتدخل السياسي نظرا لأن الرئيس أردوغان، الذي يصف نفسه بأنه عدو لأسعار الفائدة سعى الآونة الاخيرة إلى تنفيذ إجراءات التحفيز رغم ارتفاع التضخم. وإثر ذلك سجلت الليرة التركية مستويات منخفضة قياسية.
أمنيًا،أوقفت قوات مكافحة"الإرهاب" في إسطنبول، وجهاز الاستخبارات، 6 أجانب بتهمة "التجسس"بمدينتي إسطنبول وأنطاليا، كانوا يسعون"للقيام بعمل مسلّح، والوصول إلى معلومات سريّة عن الدولة لأغراض التجسس السياسي والعسكري".
وفي شأن أمني آخر، قتل الجيش التركي 5 عناصر من تنظيم"بي كي كي" في عمليات فورية أطلقها ردًّا على استشهاد أحد جنوده بمنطقة عملية "درع الفرات" شمالي سوريا، كما تمكنت قوات الكوماندوز التركية من تحييد 12 عنصرًا قبل عدة أيام، داخل إحدى المغاور. وفي شمال العراق،أوقفت السلطات التركية، مواطنة روسية تنتمي إلى تنظيم "داعش" ومطلوبة لـ"الإنتربول"، فيما حيّدت عناصر تابعة للاستخبارات التركية عنصرين ينتميان إلى تنظيم "بي كي كي".
من جانبه، كشف نائب وزير الداخلية التركية، إسماعيل جاطاكلي، انخفاض أعداد مسلحي حزب"العمال الكردستاني"الموجودين داخل البلاد إلى أقل من 189 مسلحًا بفضل العمليات الأمنية وجهود الإقناع الحكومية، معلنًا أنه تم خلال الشهر الماضي، قتل 26 مسلحًا بينهم 5 مسؤولين كبار، واعتقال 69 عنصرًا، داخل البلاد، كما تم تنفيذ 1245 عملية عسكرية من بينها 3 عمليات كبرى، و27 عملية متوسطة، إضافة إلى أن 69 من العمليات ضد تنظيم"العمال الكردستاني" و24 عملية ضد تنظيم "داعش"، و2 ضد تنظيمات يسارية.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا