استنتاجات الموجز:
طلب "إسرائيل لتصوير يُظهر حقيقة أسراها، قد يكون تطورًا يؤدي إلى اختراق جدي في مسار المفاوضات الجارية حول إبرام صفقة أسرى جديدة
اندفاع "إسرائيلي" نحو طي صفحة القطيعة مع الأردن وسط تعويل "تل أبيب" على دور أردني في ضبط "السلطة الفلسطينية"
خشية "تل أبيب" من تصاعد هجمات المستوطنين وتداعياتها على الأمن في الضفة الغربية
شهد الأسبوع المنصرم تطورات عسكرية وأمنية "إسرائيلية"، داخلية وخارجية، تركّزت حول إحياء "الإسرائيليين" للذكرى السنوية العاشرة لصفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" المعروفة بصفقة "شاليط"، وتزامنها مع المفاوضات غير المباشرة الجارية مع الحركة لإبرام صفقة جديدة، حيث انشغل "الإسرائيليون" بصورة لافتة خلال الأيام الماضية، بإحياء الذكرى السنوية العاشرة لصفقة "وفاء الأحرار" مع حماس، وما سببته من "صدمة" كبيرة لهم، كونها مثلت خضوعًا "إسرائيليًا" لا تُخطئه العين لمطالب الحركة، لاسيما في الإفراج عن مئات الأسرى الكبار، بعد أن أدينوا بتهم المشاركة في تنفيذ عمليات فدائية أوقعت قتلى "إسرائيليين".
يأتي ذلك، في ظل مباحثات مكثفة بين "حماس" و"إسرائيل" بوساطة مصرية وألمانية، وهو ما يزيد من حسرة "الإسرائيليين" خاصة وأن ما تطرحه الحركة من مطالب خلال المباحثات لا يبتعد كثيرًا عن مطالب الصفقة السابقة، لاسيما وأن لديها هذه المرة أربعة أسرى (جنديان ومدنيان). ورغم أن الأوساط "الإسرائيلية" ليس لديها معلومات موثقة حول مصير أسراها لدى الحركة، إلا أن تقديراتها تشير إلى أن "حماس" ماضية في شروطها، بغض النظر عن طبيعة الوضع الذي تعيشه، خاصة وأن الحركة ومن خلال تجارب سابقة تدرك أن "إسرائيل" تستجيب أخيرًا بالضغط، وأنها مهيأة لتنفيذ الصفقة، رغم ما يحيط بحكومتها من شكوك في حال إنجاز الصفقة.
إلى ذلك فإن ما قد يُحدث اختراقًا جديًا في المفاوضات الجارية، التسريب الأخير المتعلق بطلب "إسرائيلي" من "حماس" عبر مصر بتصوير يُظهر حقيقة وضع أسراه، وهو مطلب إن تمت الاستجابة له فسيعني تطورًا ملموسًا في مسار التفاوض، حيث ستكون "إسرائيل" ملزمة بالاستجابة لمطالب "حماس" التي قد تعيد صيغتها السابقة باشتراط إطلاق سراح الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال والأسيرات، مما سيمنح "حماس" دفعة شعبية جماهيرية واسعة بين الفلسطينيين.
على صعيد آخر، شهد الأسبوع المنصرم عودة تدريجية "للدفء" بين الأردن و"إسرائيل" عقب القطيعة التي رافقت السنوات الأخيرة من حكم "بنيامين نتنياهو"، سواءً في استئناف الصادرات الزراعية، أو تجديد اتفاقية المياه من جديد. وتطرح الحكومة "الإسرائيلية" مبررات عديدة حول المسارعة في ضخ دماء جديدة في علاقاتها مع المملكة، لعل أهمها البعد الأمني، والمساهمة في حفظ أمن الحدود المشتركة، والخشية من وصول أطراف معادية إليها، بعد توارد محاولات تهريب الأسلحة عبرها، فضلًأ عن القلق "الإسرائيلي" من استفادة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في المملكة من هذا التوتر. كما تعوّل "إسرائيل" على أن يلعب الأردن دورًا مع مصر في كبح جماح السلطة الفلسطينية عن الذهاب بعيدًا في بعض تهديداتها "السياسية" لـ "إسرائيل"، سواءً بوقف التنسيق الأمني معها، أو تقديم شكاوى ضدها في محكمة الجنايات الدولية، وعدم إنجاز مصالحة مع "حماس"، أو إجراء انتخابات فلسطينية عامة.
على الصعيد الأمني، طلب وزير الحرب، بيني غانتس، من الجيش التحرك ضد عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين وقوات الجيش "الإسرائيلي" بالضفة الغربية، بعد هجمات شنّها متطرفون في الأسابيع الأخيرة، خاصة خلال موسم قطف الزيتون، الذي يشهد بانتظام هجمات على البساتين.
وفي حين أصيب عدد من الجنود من اعتداءات المستوطنين عليهم، يبدي الجيش وأجهزته الأمنية قلقًا متزايدًا من تنامي اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، وصولًا لارتكابهم مجزرة دامية بحق الفلسطينيين، كما حصل في إحراق عائلة دوابشة في 2014بمدينة نابلس، الأمر الذي قد يتسبب باندلاع هبة شعبية أو انتفاضة عارمة.في ذات السياق، تدور نقاشات داخل أجهزة الأمن "الإسرائيلية" حول الطريقة المناسبة لاحتواء كميات السلاح المكدسّة لدى المستوطنين في الضفة الغربية، مغبة استخدامها ضد الجنود أو الفلسطينيين، وتظهر معضلة إبقاء السلاح معهم لحماية أنفسهم من هجمات المقاومة، وفي الوقت ذاته عدم استخدامه في أعمال تخريبية.
وفي شأن أمني آخر، أحبطت "الهيئة الوطنية للأمن السيبراني" هجمات إلكترونية استهدفت 9 مستشفيات ومراكز صحية "إسرائيلية"، دون معرفة نوع الهجمات التي حاول القراصنة تنفيذها، ومن يقف وراءها، عقب هجمات مشابهة تعرض لها مستشفى "هيلل يافيه" في "الخضيرة" من خلال برنامج فدية، أدى لإحداث شلل بالأنظمة. مع العلم. وأفادت مصادر عبرية أن المؤسسات الإسرائيلية مستهدفة بضعف عدد الهجمات الإلكترونية مقارنة بالبلدان الأخرى حول العالم، بمتوسط 1443 هجوما أسبوعيًا، لافتةً إلى أن تزايد هذه الهجمات مؤشر على أن هذه الجبهة باتت تشكل خاصرة ضعيفة لـ"إسرائيل".
عسكريًا، بدأ سلاح الجو "الإسرائيلي" تدريبات بقاعدة "عوفداة" الجنوبية، حيث وصلت عشرات فرق المقاتلات العسكرية من 7 دول للمشاركة في تدريب "العلم الأزرق"، وهي: الولايات المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، بريطانيا، فرنسا، الهند، واليونان. ويعتبر هذا التمرين الأكبر والأكثر تقدمًا، ويهدف لتعزيز التعاون الاستراتيجي والدولي، واكتساب الخبرات عبر آلية دمج استخدام طائرات الجيل الخامس والرابع، خاصة في مواجهة سيناريوهات معقدة، مع التركيز على تعزيز وتقوية القدرات العسكرية للقوات الجوية.
وبالتزامن مع هذا التمرين الجوي، اختتم سلاح البحرية مناورات مفاجئة أطلقها على كافة قطاعاته في البحرين المتوسط والأحمر، زاعمًا أنها كانت مجدولة ضمن المناورات السنوية، لاختبار مدى استعداد القطع البحرية للتعامل مع حالات الطوارئ على جبهتي لبنان وغزة، وفي البحر الأحمر.
وتأتي هذه المناورات العسكرية المختلفة في سياق ما تسميه إسرائيل "المعركة بين الحروب" التي تديرها منذ 2015، حيث تقوم بعمليات موجهة ضد أهداف في قلب سوريا، أو تصعّد بين الحين والآخر ضد غزة أو لبنان، كما تضرب أهدافًا إيرانية سواء في البحر، أو داخل إيران تحت غطاء من السرية.
في هذا الإطار، تتواصل الضربات الجوية "الإسرائيلية" في عمق الأراضي السورية، والتي تستهدف في غالبها مواقع عسكرية إيرانية، حيث أسفرت آخرها عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات السورية، دون أن يصدر النظام السوري أي ردّة فعل خشية منه في أن تتدهور الأوضاع الأمنية في الداخل.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا