استنتاجات الموجز:
تساؤلات عديدة حول الفكاك الفعلي للدولة من فكرة فوبيا الإخوان بعد رفض السماح لهم بعقد مهرجان لمدة ساعتين بالمولد النبوي
ارتياح "إسرائيلي" للعلاقة مع الأردن وأهميتها الاستراتيجية في حفظ أطول حدود جغرافية مع "إسرائيل" على خلاف حملات إبان عهد "نتنياهو" تحدث عن نهاية حكم الهاشميين
انشغل الأردنيون مؤخرًا بما اعتبروه ازدواجية تطبيق الدولة لقانون الدفاع، بعد رفض وزير الداخلية طلبًا لحزب "جبهة العمل الإسلامي" إقامة احتفالية بالمولد النبوي في المدرج الروماني وسط العاصمة عمّان، بحجج صحية، بينما أقيمت حفلات مزدحمة لمطربين من الخارج شرق وشمال ووسط المملكة دون حديث عن الازدحام أو الدواعي الصحية.
في التفاصيل، أخفقت السلطات في تفسير السماح بحفلات احتشد فيها الآلاف دون تباعد، فيما رفضت احتفالًا بمناسبة المولد النبوي تعهد الإسلاميون فيه باتباع إجراءات السلامة. وهنا سأل الأمين العام لحزب "جبهة العمل الإسلامي"، مراد العضايلة، عن السبب دون أن يجد إجابة، في الوقت الذي بدت فيه دعوات المطالبة بإلغاء قانون الدفاع تتزايد يومً بعد الآخر.
في الأثناء، وعلى هامش هذا الجدل، صدر أمر الدفاع رقم 46 الذي تضمن التوسع في بعض القيود المتعلقة بالمقاهي والمطاعم؛ حيث نص على السماح بجلوس عشرة زبائن على الطاولة الواحدة، بينما لا تزال 14 جهة رسمية تراقب المحلات التجارية والمنشآت السياحية. وبدأت بعض الأصوات تصف هذه الرقابة التي تتوسع في المخالفات باعتبارها نمطًا من أنماط الجباية، وهنا لا تقدم الحكومة أجوبة شافية ولا يبدو أنها بصدد تقديمها أصلًا.
في سياق ذي صلة بالهوية والثقافة الأردنية المحافظة، يحذر الإسلاميون في الأردن وعلى رأسهم الحركة الإسلامية من مسألة الخضوع لاشتراطات أو ضغوط الغرب، للعبث بالهوية المحافظة في المجتمع الأردني، حسب ما قال "العضايلة"، الذي حذر من أن ذلك من شأنه إذا ما استمر أن يؤدي إلى ولادة التطرف في المجتمع الأردني المعروف باعتداله. وفي جعبة "العضايلة" إجابة واضحة الملامح، وآخر مشروع مستفز في هذا السياق هو إصرار وزارة التربية والتعليم على إخضاع جميع معلمي الأردن، لتدريب تثقيفي له علاقة بـ"الجندر"، وما حصل قبل ذلك من إشارات واضحة فيما سمي بتعديل المناهج.
محليًا أيضًا وفي سياق الحريات، دعا "المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان" الأردن إلى إنهاء العمل بـ"قانون الدفاع"، معتبرًا أنه لا مبرر منطقي لاستمراره، وأن الاستمرار فيه "درب من دروب السلوك الانتقائي في تطبيق القانون، خاصةً مع استخدام السلطات القانون ذريعة لتقييد الحريات العامة، كقرار إغلاق نقابة المعلمين وقمع الاحتجاجات وتوسيع التوقيفات".
في إطار مساعي الإصلاح التي جاءت بها توصيات اللجنة الملكية للإصلاح، قال رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، إن الحكومة ستقترح تعديلات إضافية محدودة على الدستور لاستكمال منظومة التحديث السياسي، مشيرًا إلى أن الحكومة ستحيل مشاريع القوانين المتعلقة بمخرجات لجنة التحديث السياسي إلى مجلس النواب، بصفة الاستعجال قبل انعقاد الدورة العادية المقبلة.
في سياق متصل، بدأت أصوات تتحدث عن احتمال قريب وممكن للإفراج عن عضو البرلمان الأردني السابق المفصول، أسامة لعجارمة، ضمن حزمة يقول المراقبون الحقوقيون إن لها علاقة بأمر ملكي صدر قبل أسبوعين، بوقف المتابعة القضائية في بعض قضايا إطالة اللسان. ويعتبر الأعمق عمليًا بقصة "العجارمة" لم يُقرأ بعد؛ فالأهم هو حالة انفضاض التضامن التي كانت حول النائب المفصول وكيف تركته وحيدًا بمواجهة إجراءات محاكمته. وما ينبغي أن يقلق الحكومة الآن هو احتمال تكرار هذه الظاهرة تحت وطأة أرقام البطالة والوضع الاقتصادي المتردي جدًا.
في سياق محلي آخر، قال الملك عبد الله الثاني إن بلاده "دائمًا ما تتعرض لحملات استهداف بعد أي إنجاز سياسي، سواءً على الصعيد الداخلي أو الخارجي. وجاء حديث الملك خلال لقائه رؤساء وزراء ووزراء سابقين، وبعد نحو أسبوعين من كشف وثائق غربية صحفية عن وجود بيوت وعقارات مملوكة شخصيًا للملك، مع شبهات تهرب ضريبي وغسيل أموال تحدث عنها معارضون أردنيون في الخارج.
"إسرائيليًا"، بدأت وسائل إعلام وصحف عبرية الحديث عن الأهمية الاستراتيجية للعلاقة مع الأردن والمحافظة عليها ودعمها، مستعرضين الأهمية الكبرى لحفظ الأردن لأمن أطول حدود جغرافية مع "إسرائيل"، على خلاف حملات إعلام "إسرائيلية" كانت إبان عهد "نتنياهو" تحدث عن نهاية حكم الهاشميين.
في هذا الإطار، تحدث الكاتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عاموس جلعاد، عن تصوره لعدم وجود سلطة وحكم في الأردن غير متصالحة مع "تل أبيب"، وكيف كانت الحدود ستبدو في حال قررت إيران حينها الاقتراب، كما هو حالها في سوريا ولبنان من حدود "إسرائيل" على الجبهة الأردنية. وقال "جلعاد" إن الحدود الطويلة بين "إسرائيل" والأردن لو كانت بمسؤولية "إسرائيل" الحصرية، لاستوجبت نشر قوات بحجم هائل وبكلفة عالية جدًا، أمام الآن فتل أبيب تتمتع بواقع مريح للغاية يتمثل بحدود هائلة، بلا عمليات ومؤامرات عسكرية معادية تتوق إيران للوصول إليها.
عمليًا، يضيف الكاتب "الإسرائيلي" أن "قيمة الأردن تنطوي في الكلمة العبرية الكلاسيكية "دماء"؛ أي خليط من توفير بالدم، وإنقاذ الحياة ومقدرات هائلة، التعاون الأمني مهم لأمن مواطني "إسرائيل" وبلداتها، ويكفي هذا كي نشجع أي مساعدة مكثفة للأردن".
في سياق اقتصادي، أعلن وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، تلقي تطمينات من الإدارة الأمريكية بحماية الشركاء بمشروع تزويد لبنان بالغاز المصري عبر سوريا والأردن من العقوبات المفروضة على دمشق. وهو ما يعني نجاح المساعي الأردنية في تسهيل خطوات المشروع الواعد، والذي يبدو أن عمّان ستكون العراب الرئيسي في ترويجه ودعمه عربيًا، مقرونًا بالتمهيد لعودة العلاقات العربية مع نظام "الأسد".
في سياق عربي آخر، وقّع الأردن اتفاقًا لتأسيس شركة طيران برأسمال سعودي أردني مشترك بقيمة عشرين مليون دولار، تؤمن رحلات من مدينة العقبة الساحلية الأردنية (القريبة من مشروع نيوم السعودي الضخم) إلى دول عربية وأوروبية بأسعار منافسة، تحت اسم "فلاي عقبة"، برأسمال قدره 20 مليون دولار مملوكة للقطاع للخاص وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية (حكومية).
بالمقابل، أوقفت هيئة تنظيم الطيران المدني خطط تشغيل رحلات جوية مباشرة بين الأردن وسوريا في الوقت الحالي، وكانت الملكية الأردنية قالت في أيلول/ سبتمبر الماضي إنها ستستأنف الرحلات الجوية المباشرة إلى دمشق للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبًا.
في سياق أمني، تعرضت قاعدة التنف الأمريكية الواقعة على الحدود السورية الأردنية، لهجوم بطائرات مسيرة دون وقوع إصابات. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن واشنطن تحتفظ بالحق في الدفاع عن نفسها بشأن الهجوم غير المسبوق، وأفادت بأن الهجوم متعمد وتم بطائرات مسيرة، حيث اندلعت نيران إثر الهجوم، وكذا في أحد المواقع القريبة من القاعدة، والتي يشغلها مسلحون موالون للجيش الأمريكي.
في سياق أمني آخر، أفادت المعلومات بأن قوات المنطقة العسكرية الشرقية أحبطت محاولة تهريب كميات من المواد المخدرة، محملة بواسطة طائرة مسيّرة قادمة من الأراضي السورية.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا