استنتاجات الموجز:
بوادر أزمة دبلوماسية بين تركيا وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي عقب تصعيد "أردوغان" ضد سفراء عشر دول أصدروا بيانًا طالبوا فيه إطلاق سراح "كافالا"
المخابرات التركية توجه صفعة إلى عدد من أجهزة المخابرات الدولية من خلال القيام بتفكيك شبكات كان تنوي القيام بأعمال تخريبية على أراضيه
فتحت قضية حبس رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا، باب الخلاف واسعًا بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية، وذلك عقب إصدار سفراء عشر دول كبرى بيانًا مشتركًا يدعو لإطلاق سراح المعتقل في السجون التركية منذ سنوات، وهو ما ردت عليه الخارجية التركية باستدعاء سفراء هذه الدول وتوجيه انتقادات لاذعة لهم واصفة تصرفهم بـ”المرفوض وغير المسؤول”، في أزمة يتوقع أن تتصاعد خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، صعّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من موقف بلاده ضد سفراء العشرة، وأصدر تعليمات إلى وزير خارجيته، مولود جاويش أوغلو، بإعلانهم أشخاصًا غير مرغوب فيهم بأسرع وقت، ما قد ينذر بأكبر أزمة دبلوماسية بين تركيا وتلك الدول. ووصف "أردوغان" "كافالا" بأنه "فرع سوروس في تركيا"، في إشارة إلى الملياردير الأمريكي، جورج سوروس. يشار إلى أن السفراء العشرة هم سفراء كل من ألمانيا الولايات المتحدة والدنمارك وفنلندا وفرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلندا.
وقد أثار قرار "أردوغان" تجاه سفراء الدول العشرة ردود فعل دولية عديدة؛ حيث انتقد رئيس البرلمان الأوروبي، ديفيد ساسولي، قرار "أردوغان"، معتبرًا طرد سفراء تلك الدول "مؤشرًا على التوجه الاستبدادي للحكومة التركية"، بينما تنتظر وزارة الخارجية الأمريكية توضيح الجانب التركي قرار أنقرة طرد سفراء الدول العشرة، من بينهم سفير الولايات المتحدة.
في الملف السوري، يشهد الميدان شمال سوريا تحضيرات قفزت إلى مرحلة متطورة من التسخين؛ حيث وجهت أنقرة رسائل مباشرة على لسان رئيسها "أردوغان"، الذي هدد بأن كفاح بلاده في سوريا "سيستمر بشكل مختلف للغاية في الفترة المقبلة". كما توعد "أردوغان" بخوض "كل أشكال الكفاح اللازم ضد تلك التنظيمات الإرهابية والقوات المدعومة أمريكيًا هناك، وكذلك ضد قوات النظام السوري". جاء ذلك بعد انتقال التصعيد ضد أنقرة إلى داخل حدودها بعد القصف على منطقة قرقميش التركية، من قرية زور مغار غرب مدينة القامشلي عين العرب/كوباني التابعة إداريًا لمحافظة حلب وتسيطر على المنطقة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
في سياق منفصل، شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة عمليات للمخابرات التركية، التي كثفت نشاطها ضد الخلايا التي يشتبه أنها تقوم بعمليات تجسس لصالح مخابرات دولية خارجية، أو تنوي القيام بعمليات تخريب واغتيال على الأراضي التركية، وكشفت تباعًا عن تفكيك شبكات تابعة للمخابرات الروسية والإيرانية وجهاز "الموساد" "الإسرائيلي".
وكان أخر تلك العمليات تفكيك شبكة تابعة لـ"الموساد" واعتقال 15 متهمًا، حيث كشف صحيفة "صباح" التركية المقربة من "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، أن المخابرات التركية أسقطت شبكة مكونة من خمس مجموعات تضم كل منها ثلاثة أشخاص بإجمالي 15 شخصًا يعملون لصالح "الموساد"، وأنها نجحت في اعتقالهم جميعًا في عملية وصفتها الصحيفة بأنها أكبر عملية استخبارية منذ تفكيك شبكة اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في إسطنبول عام 2018.
محليًا، يواصل رؤساء الأحزاب التركية تحركاتهم في مختلف الولايات التركية، وذلك استعدادًا لأي انتخابات قد تحدث مبكرًا قبل الانتخابات المزمع إجراؤها عام 2023، وذلك من خلال عرض برامجهم ومحاولة كسب مزيد من الأصوات. في هذا السياق، تعرض رئيس "حزب الديمقراطية والتقدم" المعارض، علي باباجان، للإهانة من قبل مسن خلال جولة في السوق بعد عقد المؤتمر العام لحزبه بمنطقة كهرمان كازان بمدينة أنقرة، قائلًا له “لن يوظفوك حتى كراعي غنم”. كما تعرض رئيس "حزب المستقبل"، أحمد داوود أوغلو، لحادث في مدينة فان، أثناء سقوط مصعد كهربائي به على الأرض أثناء وجوده بداخله، ما جعله يعاني من مشكلة في خصره وآلام في ظهره، ويجلس باستخدام حزام ومشد مغناطيسي داعم لظهره. كما تعرض زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كيلجدار أوغلو، لردات فعل غاضبة من قبل المواطنين بولاية إزمير، وذلك لتقصير رئيس البلدية التابع للحزب في تقديم الخدمات للولاية.
عسكريًا، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن وزارة الدفاع في بلاده "البنتاغون" تجري مشاورات مع تركيا لحل الخلاف المتعلق بطائرات "إف-35"، وذلك تزامنًا مع عرض تركيا على واشنطن شراء طائرات من طراز "إف-16"، فيما يخص إعادة الأموال التي دفعتها الأخيرة في إطار برنامج "إف-35"، البالغة قيمتها مليار و400 مليون دولار. كما أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عن بدء الأعمال الفنية بخصوص توريد طائرات حربية من طراز "إف-16" إلى بلاده من الولايات المتحدة علاوة على تحديث مقاتلاتها الحالية.
عسكريًا أيضًا، تستعد قيرغيزستان لشراء طائرات مسيرة تركيا الصنع، حيث تقدمت بطلب لشراء مسيرات "بيرقدار تي بي 2" من تركيا. يذكر أن العناصر الذين سيقودون تلك المسيرات عن بعد خضعوا لدورات تأهيلية بهذا الشأن في تركيا مؤخرًا، وأنه من المخطط إتمام الصفقة وإجراء مراسم التسليم "في وقت قريب".
خارجيًا وفي الملف الفلسطيني، أدانت تركيا خطة المجلس الأعلى للتخطيط التابع لدولة الاحتلال بشأن الموافقة على بناء ثلاثة آلاف و100 منزل جديد، في مختلف المستوطنات "الإسرائيلية" بالضفة الغربية الأسبوع القادم، مبينةً أن محاولة "إسرائيل" منع أنشطة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة بإدراج ست منظمات حقوقية فلسطينية على قائمة "التنظيمات الإرهابية"، تتعارض مع حقوق الإنسان والقانون الدولي. كما أكدت تركيا على ضرورة إنهاء السياسات الأحادية وغير القانونية، بما في ذلك توسيع المستوطنات التي تلحق الضرر برؤية حل الدولتين الذي يعد الخيار الوحيد لتسوية عادلة ودائمة وشاملة للنزاع في فلسطين.
اقتصاديًا، خفّض البنك المركزي التركي سعر الفائدة 200 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء "الريبو" لأجل أسبوع، ليصبح 16%، وذلك عقب اجتماع عقدته لجنة السياسة النقدية في المركزي التركي برئاسة المحافظ، شهاب قاوجي أوغلو. وقررت اللجنة دعم ممارسات التمويل المستدام بوصفها سياسة طويلة الأجل، دون تغيير الأهداف الرئيسية للسياسة النقدية، بينما انعكس هذا القرار بالسلب على سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار واليورو.
أمنيًا، بحث وزير الداخلية، سليمان صويلو، مع نظيره القرغيزي، أولان نيازبكوف، في إسطنبول العلاقات الأمنية بين البلدين، معربًا عن أمله في توقيع اتفاقية تعاون أمني بين البلدين في أسرع وقت ممكن. كما أكد "صويلو" أن بلاده تتمتع بقدرات كبيرة في العديد من المجالات، لا سيما في إدارة الهجرة ومكافحة الجرائم الإلكترونية والمخدرات والإرهاب.
أمنيًا أيضًا، ضبطت قوات الأمن أسلحة ومتفجرات ومعدات قتالية تابعة لتنظيم "بي كي كي"، خلال مداهمة أوكار لها بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد وحملة لإحباط أنشطة وفعاليات التنظيم في قضاء يوكساك أوفا بالولاية. كما حيد الجيش التركي خمسة عناصر من تنظيم "ي ب ك/ بي كى كى"، كانوا يستعدون لشن هجوم في منطقة عملية "نبع السلام" شمال سوريا.
هذا، فيما تمكنت عناصر تابعة للاستخبارات التركية من تحييد ثلاثة ينتمون لتنظيم "بي كى كى"، بينهم القيادية "تايبت بيلن" الملقبة بـ"شيلان غويي" المسؤولة عن الإرهابيات في منطقة "غارا" خلال عملية في ريف محافظة "كركوك" شمال العراق، وهي أول عملية تنفذها الاستخبارات التركية في ريف كركوك على عمق 170كلم من الحدود التركية. كما أوقفت السلطات الأمنية التركية ستة مشتبهين بالانتماء لتنظيم "داعش" في ولاية أوردو شمال البلاد، وضبطت قوات الأمن ثلاثة أجانب دخلوا البلاد بطرق غير نظامية في ولاية كيليس الحدودية مع سوريا.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا