استنتاجات الموجز:
"السيسي" متمسك بالشراكة مع اليونان وقبرص رغم أن نزاعهما مع أنقرة يهدد مسار التهدئة المصري التركي
رفع حالة الطوارئ في عموم البلاد للمرة الأولى منذ سنوات في رسالة أمنية وحقوقية لافتة
رسائل مصرية مكررة حول "سد النهضة" ومياه النيل تعكس استبعاد العودة للمفاوضات قريبًا
شارك الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القمة الثلاثية التاسعة بين مصر وقبرص واليونان، في العاصمة اليونانية أثينا، حيث التقى خلالها بنظيره القبرصي، نيكوس أنستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس. وأكد بيان صادر عن القمة على "ضرورة احترام وحدة وسيادة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". وذكر البيان أن تركيا تقوم بأعمال استفزازية مخالفة للقانون الدولي، وأن على أنقرة التوقف عن مثل هذه الإجراءات.
في الشأن ذاته، وخلال القمة وقّع الأطراف الثلاثة على مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي المشترك، تمهيدًا للتوصيل مع الشبكة الأوروبية. من جانبها، ندّدت تركيا بالبيان الختامي للقمة، قائلةً إنه "يعد مثالًا جديدًا على السياسات العدائية التي ينتهجها الثنائي اليوناني – الرومي". ولفتت أنقرة إلى أن "انضمام مصر لهذا البيان، مؤشر على أن الإدارة المصرية لم تدرك بعد العنوان الحقيقي الذي يمكنها أن تتعاون معه شرق المتوسط."
في شأن خارجي آخر، استقبل "السيسي" رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، خلال زيارة الأخير للقاهرة على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، حيث شدّد "السيسي" خلال اللقاء على أهمية التشاور مع ألبانيا، عقب توليها العضوية المؤقتة بمجلس الأمن الدولي. كما عقد رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، مع "راما" جلسة مشاورات موسعة، بمشاركة عدد من الوزراء من الجانبين، ووقّع الطرفان على ثلاث وثائق للتعاون بين البلدين في عدة مجالات. وعلى هامش الزيارة أيضًا، استقبل وزير الداخلية، محمود توفيق، نظيره الألباني، بليدار تشوشى، وبحثا التعاون الأمني بين البلدين.
خارجيًا أيضًا، أشاد رئيس الوزراء بالتعاون القائم مع الإمارات في كل المجالات، وذلك خلال استقباله وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، محمد القرقاوي، ووزيرة السعادة بالإمارات، عهود الرومي، وذلك بحضور وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، هالة سعيد. من جانبه، أجري وزير النقل، الفريق كامل الوزير، مباحثات مع نظيره القطري، جاسم السليطي، حول التعاون الثنائي في مجالات النقل المختلفة، على هامش اجتماعات الدورة الـ34 لمجلس وزراء النقل العرب بالقاهرة. هذا، فيما كشف السفير المصري بالجزائر، أيمن مشرفة، أن الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، أبلغه خلال استقباله بالرئاسة الجزائرية، أنه سيزور القاهرة "قريبًا".
إلى ذلك، دعت الخارجية المصرية، جميع الأطراف السودانية إلى ضبط النفس وتغليب المصلحة العليا، وذلك عقب ساعات على إعلان حالة الطوارئ في السودان، وحل مجلسَي السيادة والوزراء، وتنفيذ اعتقالات طالت سياسيين ومسؤولين أبرزهم رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك. بدوره، بحث وزير الخارجية، سامح شكري، مع المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، آخر تطورات المشهد السوداني خلال اتصال هاتفي.
على صعيد تطورات ملف "سد النهضة"، أكد "السيسي" أن بلاده تتفهم الأهداف التنموية لإثيوبيا من إنشاء السد، مطالبًا بالحد من الأضرار المائية والبيئية والاقتصادية للسد على مصر والسودان. بالمقابل، أعلن "السيسي" أن البلاد وضعت خطة استراتيجية لإدارة موارد المياه حتى 2037 بتكلفة تقديرية تبلغ 50 مليار دولار، ترتكز على محاور رئيسية؛ أولها تحسين نوعية المياه، ومنها إنشاء محطات المعالجة الثنائية والثلاثية، وتنمية موارد مائية جديدة. جاء ذلك خلال كلمته في فعاليات "أسبوع القاهرة للمياه"، بمشاركة نخبة من الوزراء من دول العالم، وكبار ممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات الأممية.
في السياق، أكد وزير الري، محمد عبد العاطي، أن بلاده جاهزة للعودة للمفاوضات بشأن "السد"، مجدِّدًا اتهام إثيوبيا بالتعنت في التوصل لاتفاق ملزم. كما وجّه مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، شريف عيسى، انتقادات لإثيوبيا واتهمها بالقيام بممارسات على أكثر من جهة تهدد استقرار المنطقة. هذا، في حين نقلت وسائل إعلام عربية عن دبلوماسيين بالخارجية السودانية شروع إثيوبيا في تعلية الممر الأوسط لـ"سد النهضة"، ووضع جدران خرسانية استعدادًا لعملية الملء الثالث.
عسكريًا، أعلنت القوات المسلحة المصرية انطلاق فعاليات التدريب المصري – السوداني "حارس الجنوب-1"، الذي ينفذ للمرة الأولى بين حرس الحدود المصري وقوات المشاة السودانية. كما نفذت القوات البحرية المصرية تدريبًا بحريًا مع كل من القوات البحرية اليونانية والأمريكية.
على صعيد تداعيات "كورونا"، شهدت معدلات الإصابة بالفيروس في مصر ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة، الأحد الماضي، 886 حالة مع 43 حالة وفاة. وعلى صعيد الإجراءات، سمحت وزارة السياحة والآثار للمنشآت الفندقية بالعمل بكامل الطاقة الاستيعابية، بينما قرر المجلس الأعلى للجامعات منع الطلاب والعاملين غير الحاصلين على اللقاح من دخول الحرم الجامعي، وذلك ابتداءً من منتصف تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
أمنيًا، أعلن "السيسي" إلغاء تمديد حالة الطوارئ المفروضة في جميع أنحاء البلاد منذ سنوات، معتبرًا أن مصر باتت "واحة للأمن والاستقرار" في المنطقة. وفي الشأن القضائي، قضت السلطات بإعدام "بهاء كشك"، الذراع اليمنى لضابط الجيش المصري المنشق، هشام العشماوي، والذي جرى إعدامه في آذار/ مارس 2020 واثنين آخرين هاربين، بالقضية المعروفة إعلاميًا بـ"خلية المرابطين الإرهابية".
قضائيًا أيضًا، أصدرت السلطات حكمًا بالسجن المشدد غيابيًا على كل من الإعلاميين بالخارج، معتز مطر، وحسام الشوربجي، لمدة 15 عامًا لإدانتهما بتهمتي "الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، والتشكيك في أحكام القضاء" عبر برامجهما الفضائية. كما قررت محكمة استئناف القاهرة عدم جواز إقامة دعوى جنائية ضد أربعة كيانات، لعدم كفاية الأدلة في القضية المعروفة بـ"التمويل الأجنبي" لعدد من منظمات وكيانات وجمعيات المجتمع المدني؛ حيث تضمن القرار رفع أسماء من تضمنهم القرار من قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول، وقوائم المنع من التصرف في أموالهم، وهو القرار الثاني منذ تعليق واشنطن جزءًا من المعونة العسكرية مشترطة إغلاق ملف القضية.
اقتصاديًا، وافق مجلس النواب على منح الشركة القابضة لمصر للطيران قرضًا بقيمة 5 مليارات جنيه من البنك المركزي، بهدف تمويل الالتزامات الحتمية الخارجية والداخلية للشركة والشركات التابعة لها بضمان وزارة المالية. من جهته، أعلن وزير المالية، محمد معيط، أن الحكومة تعتزم طرح نحو خمس أو ست شركات حكومية بالبورصة خلال العام المالي الجاري؛ وذلك خلال لقائه الرئيس التنفيذي لأسواق رأس المال ببورصة لندن، موراي روس، ورئيس الأسواق الأولية في البورصة، تشارلي ووكر.
اقتصاديًا أيضًا، أفادت قناة "كان" "الإسرائيلية" الرسمية بأن القاهرة طلبت من "تل أبيب" زيادة معدل التجارة بين البلدين، بعد نحو شهر من لقاء "السيسي" برئيس وزراء "إسرائيل"، نفتالي بينيت. كما أفادت وزارة الطاقة "الإسرائيلية" بأن الحكومة تدرس مد خط أنابيب بري جديد إلى مصر، لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي؛ حيث سيربط الخط شبكتي الغاز الطبيعي المصرية و"الإسرائيلية" عن طريق شمال شبه جزيرة سيناء.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا