استنتاجات الموجز:
تدريبات ومناورات لافتة للجيش والجبهة الداخلية تحسبًا لمواجهة مفاجئة رغم أن السيناريو المرجح لا يشير لجبهة غزة، على غير العادة
إقرار الموازنة العامة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات يمنح الحكومة حالة من الاستقرار الداخلي ويبدد آمال "نتنياهو" في إسقاطها في المدى المنظور
نشاط تطبيعي مع عدة دول عربية يشير لاستمرار مسار التطبيع رغم وجود تطورات عديدة بالمنطقة قد تكبح جماحه خاصة التوترات الأمنية المتزايدة
على هامش مشاركته في قمة المناخ بغلاسكو، عقد رئيس الحكومة "الإسرائيلي"، نفتالي بينيت، جملة من اللقاءات السياسية، كان أهمها مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حيث بحث معه أزمة برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو"، واستُخدم للتجسس على صحفيين وناشطين حقوقيين ومسؤولين سياسيين. كما التقى "بينيت" مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وناقش معهما الإمكانيات العملية للنجاح في المعركة العالمية ضد تهديد المناخ، والاستقرار السياسي في "إسرائيل".
وطالب "بينيت" نظيره الأسترالي، سكوت موريسون، بإدانة إيرا، وتصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية، بينما كلًا من التقى بولي عهد البحرين، سلمان آل خليفة، ونظيره الهندي، ناريندرا مودي، لمواصلة عملهما في التكنولوجيا والفضاء والأمن والزراعة والغذاء، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، وناقشا البرنامج النووي الإيراني وبناء المستوطنات، ورئيس هندوراس، خوان أورلاندو هيرنانديز، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، إضافةً لاجتماعات غير رسمية مع عدد من قادة العالم. من جهته، بحث وزير الحرب، بيني غانتس، مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، خلال اتصال هاتفي التنسيق بين أجهزتهما الأمنية لمنع التموضع العسكري الإيراني في المنطقة، ومواجهة طموحاتها النووية، والاجتماع قريبًا لبحث تعزيز التعاون الأمني بينهما وتوسيع الخطاب الاستراتيجي.
على الصعيد الإقليمي أيضًا، أجرى وفد من جهاز "الموساد" زيارة للسودان عقب الانقلاب، واجتمع بقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لبحث الأوضاع ومصير التطبيع، فيما زار الأخير "إسرائيل" قبل أيام من الانقلاب وتباحث مع مسؤولين بمجلس الأمن القومي ومكتب رئيس الحكومة، كما زار المبعوث الأمريكي لشؤون السودان، جيفري فيلتمان "إسرائيل" لمحاولة التوسط بين العسكريين المدنيين. هذا، فيما هبطت طائرة تابعة لشخصية مقربة من "خليفة حفتر" في مطار بن غوريون قادمة من مطار دبي، دون ذكر وقت هبوطها ولا الوقت الذي مكثته في "إسرائيل" لكنها أقلعت إلى مصر.
خارجيًا، وصل المبعوث الأمريكي للطاقة، آوس هوكشتاين، "إسرائيل" لتحقيق انفراج في المفاوضات بشأن الحدود البحرية مع لبنان، والخلافات حول احتياطيات الغاز في البحر المتوسط. من جهتها، امتنعت "إسرائيل" عن التوقيع على بيان في الأمم المتحدة بشأن معاملة الصين لأقلية الأويغور المسلمة، بزعم أن لديها مصالح يجب أن توازنها، وأهمية الصين للاقتصاد "الإسرائيلي". كما افتتح الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي، مكتبًا للتجارة في القدس.
عسكريًا، أجرت قوة من مشاة البحرية الأمريكية "مارينز" تدريبات مع وحدة "شييطت 13"، الأولى من نوعها استعدادًا لمواجهة مع إيران، وسيناريوهات معقدة كالاستيلاء على قنصلية أمريكية وإحدى السفن ومواجهة عمليات مسلحة، ورافقت طائرات "إسرائيلية" من طراز "F15" قاذفة أمريكية من طراز (B-1b)، عبرت سماء فلسطين المحتلة في طريقها لمنطقة الخليج. كما نفذت قيادة المنطقة الشمالية تدريبات "الحجر المنحوت"، التي تحاكي سيناريوهات توغل قوات "حزب الله" لمنطقة الجليل الأعلى، وتخوف من استخدامه مواد سامة لتخدير الجنود أثناء التوغل، أو تحت غطاء صواريخ كورنيت، وموجات لاجئين تتجاوز الحدود بسبب أزمة لبنان. وانطلق التمرين الشامل للجبهة الداخلية لمحاكاة سيناريوهات حرب شاملة على عدة جبهات، وتعرضها لقصف إيراني بالصواريخ، واندلاع اضطرابات بين فلسطينيي 48، وإجلاء المستوطنين والتصدي لهجمات إلكترونية.
كما انطلقت صفارات الإنذار شمال "إسرائيل" ضمن تدريب للجبهة الداخلية وتم تفعيلها باستخدام جميع وسائل الإنذار، فيما بدأ الجيش مناورات بالضفة الغربية لتحسين جاهزيته، وتدريب قواته على مجموعة متنوعة من السيناريوهات المحتملة والمفاجئة. كما أنهت وزارتا الحرب "الإسرائيلية" والألمانية سلسلة تجارب ناجحة لمنظومة "معطف الريح"، وهي منظومة صواريخ اعتراضية على ظهر دبابات الجيش لاعتراض الصواريخ الموجهة المضادة للدروع.
على صعيد عسكري آخر، شاركت "إسرائيل" في مناورات سنوية قبالة الساحل الجنوبي لقبرص، لزيادة أمن وسلامة منصات النفط والسفن، في ظل التوتر مع تركيا. وشملت المناورات أنشطة البحث والإنقاذ والإجلاء الطبي وعمليات مكافحة التلوث ومحاكاة مكافحة "الإرهاب" التي تنطوي على تحرير منصة نفطية وسفينة دعم من قبل القوات القبرصية. بدوره، وقع رئيس مديرية التعاون الدفاعي الدولي "سبات"، الجنرال يائير كولاس، اتفاقية لتطوير نظام مراقب إلكتروني للدفاع القبرصي، مع سكرتير وزارة الدفاع القبرصية، أندرياس لوكا، وناقشا توسيع التعاون الدفاعي بينهما.
من ناحيتها، نصبت وزارة الحرب منظومة "ندى السماء" لكشف تهديدات متقدمة من سوريا ولبنان، وتتكون من بالون عملاق ضمن برنامج مشترك بين مديرية "حوماه" بوزارة الحرب، لتطوير الأسلحة والوكالة الأمريكية للدفاع من الصواريخ، وسيتم نصبها في المنطقة الشمالية وتحلق على ارتفاع عال وترصد لمديات بعيدة، وتسمح بأقصى حد من رصد التهديدات المتقدمة.
في شأن داخلي، اتفق "بينيت" و"غانتس" على أن تبحث الحكومة مقترحًا لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في قضية شراء ثلاث غواصات ألمانية، صادق عليها رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، بشكل منفرد مع أن "إسرائيل" ليست بحاجة لغواصات، فبحوزتها ست غواصات حديثة قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوس حربية نووية.
أمنيًا، أكد مراقب الدولة، متنياهو إنغلمان، أنها ليست جاهزة للتصدي لهجمات سايبر كتلك التي استهدفت مواقع إلكترونية ومستشفى "هيلل يافيه" في الخضيرة. ومنذ 2019 وقعت 245 ألف مخالفة في مجال السايبر. وأعلن مدير اتحاد الإنترنت "الإسرائيلي"، يورام هكوهين، عن تنفيذ قراصنة الإنترنت "بلاك شادو" تهديدها لشركة Cyberserve لاستضافة مواقع إلكترونية، ونشرت البيانات التي استولت عليها، وطالبت بفدية مليون دولار، ووصفها بإحدى أشد الهجمات المعادية. هذا، فيما أدخلت وزارة التجارة الأمريكية شركتي السايبر الإسرائيليتين NSO وكنديرو، لقائمة الجهات العاملة ضد مصالحها، لوجود أدلة على تزويدهما برامج تجسس لحكومات أجنبية لاستهداف موظفين حكوميين وصحفيين ورجال أعمال وناشطين وأكاديميين.
أمنيًا أيضًا، وضعت وزارة الصحة حراسة أمنية على رئيس خدمات صحة الجمهور، شارون ألروعي برايس، عقب توصيات الشرطة بعد ارتفاع مستوى التهديد على حياته لأعلى درجة والخشية من قتله، على خلفية مواقفه المتعلقة بمكافحة وباء "كورونا". هذا، فيما احتج آلاف النشطاء اليمينيين وأنصار "الليكود" ضد حكومة "بينيت"، داعين للإطاحة بها وإعادة "نتنياهو" للسلطة، وهو أكبر احتجاج تنظمته المعارضة اليمينية ضد الحكومة حتى الآن. بدورها، بدأت مصلحة السجون مشروع حماية بقيمة ثمانية ملايين شيكل لسجن جلبوع، يشمل تقوية خلاياه المعدنية وتحسين حمايتها لمنع أي فرار، فيما بدأت لجنة التحقيق بحادثة فرار الأسرى بجمع المواد اللازمة لعملها، واتصلت بالشرطة للحصول على المواد التي تم جمعها في التحقيقات التي أجرتها، وتواصلت مع إدارة السجون للحصول على المواد ذات الصلة بفرارهم.
اقتصاديًا، صادق الكنيست على ميزانية عام 2021 بعد ساعات من المداولات والتحفظات، بتأييد 61 عضوًا ومعارضة 59 آخرين، وقيمتها 438 مليار شيكل، بينما ارتفعت ميزانية 2022 إلى 562 مليار شيكل، كما صادق على مشروع قانون التسويات في المرافق الاقتصادية، وشمل رفع سن التقاعد للنساء، ورفع الحد الأدنى للأجور، وفرض ضريبة على دخول مراكز المدن بسيارات، وإصلاحات في قوانين الاستيراد وقوانين أخرى. من جانبه، أعلن وزير المالية، أفيغدور ليبرمان، اتفاقًا حول الأجور يقضي برفع حدها الأدنى من 5300 إلى 6000 شيكل حتى 2025، على أن يعمل موظفو القطاع العام يومًا واحدًا أسبوعيًا من البيت، وزيادة أيام الإجازة السنوية بيوم واحد، أي إلى 13 يومًا.
اقتصاديًا أيضًا، التقت وزيرة الاقتصاد، أورنا باربيباي، بوزير التجارة الأردني، يوسف الشمالي، في الجانب الأردني من البحر الميت لتسهيل وصول قائمة من السلع الأردنية للسوق الفلسطينية، بقيمة 730 مليون دولار، وتمتع 425 سلعة أردنية بـ500 مليون دولار كإعفاء من الرسوم الجمركية.
على صعيد العلاقة مع الفلسطينيين، صادقت سلطات الاحتلال على بناء أكثر من 1300 وحدة سكنية للفلسطينيين في منطقة C بالضفة الغربية، بعد أيام من منحها الضوء الأخضر لبناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية. وأوصى "غانتس" بتشغيل ثلاثة آلاف فلسطيني للعمل في مجال "الهايتك" لدى شركات التكنولوجيا "الإسرائيلية"، بينما قرر منع المستوطنين من التملك وشراء أراضي في الضفة الغربية لمنع الاحتكاك مع السلطة الفلسطينية. كما أعلن الوزير بوزارة المالية "الإسرائيلية"، أحمد عمار، التوجه لخصم ديون السلطة الفلسطينية لشركة الكهرباء البالغة 400 مليون شيكل، من أموال المقاصة وعائدات الضرائب. هذا، فيما اعترفت الحكومة بثلاث قرى عربية مسلوبة الاعتراف في النقب هي عبدة، خشم زنة، ورخمة، لكن رؤساء سلطات محلية وقعوا عريضة ترفض مخطط الاعتراف الناقص والمجحف.
في ملف التطبيع، وصل منتخب الشباب الإماراتي لكرة القدم "إسرائيل" لأول مرة للمشاركة ببطولة الشتاء "جيفري ليفي"، وأعلنت "إسرائيل" أنها ستشارك للمرة الأولى في معرض دبي للطيران، واتفقت جامعتا "زايد" و"حيفا" على إجراء الأبحاث العلمية وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب. كما أبلغ ولي العهد ورئيس الحكومة البحرينية، سلمان آل خليفة، رئيس "بينيت" عن نيته زيارة "إسرائيل" بداية 2022، فيما وقع مركز "شيبا" الطبي اتفاق تعاون مع مستشفيين بحرينيين عقب زيارة وزير الخارجية، يائير لابيد، للمنامة.
في السياق أيضًا، زار وفد يهودي يمثل 20 رئيسًا للجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، السعودية للدفع بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، فيما أطلق اتحاد الجاليات اليهودية في الخليج موقعًا للمواعدة باسم "العازبون اليهود في الخليج"، لتعزيز الزيجات وتشجيع اليهود في دول الخليج على ترسيخ جذورهم وزيادة عدد الأطفال من تلك الزيجات. كما نظم "مركز دهان لتراث يهود الشرق" مؤتمرًا أكاديميًا لأول مرة في "إسرائيل" يضم عددًا من كبار الأكاديميين المغربيين بجامعة بار إيلان.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا