استنتاجات الموجز:
تركيا تتجه لتعزيز منظومتها الدفاعية من خلال منظومة "سامب-تي" الفرنسية الإيطالية للتخلص من المتاعب التي تسببت بها أزمة "باتريوت" و"إس-400"
أردوغان يبدد مجددًا التكهنات حول تراجع وضعه الصحي بلعب كرة السلة لمواجهة خطاب المعارضة الجديد الذي يشكك بقدرته صحيًا على القيام بفترة رئاسية جديدة
كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستُقدِم على خطوات إيجابية في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بمنظومة "سامب-تي" الدفاعية الفرنسية الإيطالية، والتي تعتبر ثالث منظومة دفاعية دولية بعد كل من "إس-400" الروسية و"باتريوت" الأمريكية، وذلك لتعزيز منظومة دفاعها الجوي والتخلص من المتاعب الأمنية والعسكرية والسياسية وحتى الاقتصادية بعدما تعذر حصولها على منظومة "باتريوت"، والأزمة التي أعقبت حصولها على منظومة "إس-400"، وما رافقها من عقوبات أمريكية وخلافات حادة داخل حلف الشمال الأطلسي "الناتو".
فعلى هامش قمة الـ20 في روما، التقى "أردوغان" كلًا من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، ويُعتقد أن حديث "أردوغان" عقب هذه اللقاءات عن المنظومة الفرنسية-الإيطالية جاء انطلاقًا من أنها كانت محور نقاش، وربما اتفاق أولي جرى التوصل إليه بين الجانبين. يذكر أن تركيا لم تبد انفتاحها على المنظومة الأوروبية للمرة الأولى، حيث عُقد منذ سنوات اتفاق أولي بين الجانبين لبحث آليات وفرص التعاون للتصنيع المشترك لها، لكن المشروع تعرض لانتكاسات متلاحقة بسبب تصاعد الخلافات الفرنسية التركية حول ملفات مختلفة.
على جانب آخر، التقى "أردوغان" الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مسعى لإنهاء الأزمة المتواصلة على خلفية شراء تركيا منظومة "إس-400" من روسيا دون الإعلان عن التوصل إلى حل؛ حيث اكتفى الجانبان بالتأكيد على وجود اتفاق حول تشكيل لجان متخصصة في محاولة لحل الخلافات، إضافةً إلى إبداء تفاؤل حول نجاح صفقة بيع تركيا طائرات "إف-16" لحل المبالغ المالية العالقة بسبب إخراج تركيا من برنامج طائرات "إف 35".
على صعيد متصل، نفت تركيا مزاعم بأنها نقلت صواريخها الروسية من طراز "إس-400" إلى قاعدة تابعة لحلف "الناتو"، تستخدم كمخزن للأسلحة النووية الخاصة بالولايات المتحدة، وذلك بعد أيام من قيام إدارة "بايدن" بتجديد مطالبتها لأنقرة بالتخلص من نظام الدفاع الجوي.
في سياق منفصل، أعلن "أردوغان" إلغاء حضور مؤتمر “كوب-26” حول المناخ في غلاسكو لأسباب “أمنية” وعدم الموافقة على المعايير التي تتعلق بالنظام الأمني، وكذلك بسبب القيود المفروضة على حجم الوفد التركي وعدد المركبات الرسمية.
خارجيًا، رفع فريق من المحامين الأتراك دعوى قضائية ضد مسؤولين من دولة الاحتلال، على خلفية الاعتداءات التي حصلت في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، خلال أيار/ مايو الماضي. وجاءت الدعوى بأسماء سبعة من الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال، حيث تم تسجيل الدعوى بشكل رسمي في المحكمة الجنائية، بمكتب المدعي العام في إسطنبول.
خارجيًا أيضًا، وعقب اللقاءات الأخيرة التي جرت بين مسؤولين أتراك وإمارتيين، قدمت الأخيرة نحو عشرة ملايين دولار إلى تركيا، للمساهمة في تأهيل المناطق المتأثرة من حرائق الغابات والفيضانات، وذلك بتوجيهات ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
داخليًا، عمد الرئيس "أردوغان" مجددًا إلى تبديد الشائعات المتزايدة حول تراجع وضعه الصحي بلعب كرة السلة مع شبان أتراك خلال افتتاحه حديقة عامة في إسطنبول، وذلك للمرة الثانية خلال شهر لمواجهة خطاب المعارضة الجديد الذي يحاول التشكيك بقدرته صحيًا على القيام بفترة رئاسية جديدة، في الانتخابات المقبلة المقررة منتصف عام 2023، والتي تضغط المعارضة لإجرائها بشكل مبكر.
في الشأن ذاته، عاد النقاش وبقوة حول الوضع الصحي للرئيس التركي عقب انتشار مقطع فيديو ظهر فيه مرهقًا ويسير بصعوبة. ورغم مشاركة "أردوغان" بقوة في قمة العشرين وإجرائه أكثر من عشرة لقاءات مع زعماء دول مختلفة على هامش القمة، إلا أنه ألغى مشاركته في قمة المناخ بغلاسكو بسبب ما قال إنه خلاف على البروتوكول الأمني إلا أن وسائل إعلام تركية أرجعت ذلك لتراجع الوضع الصحي للرئيس، لا سيما أنه ألغى كلمة كانت مقررة له في البرلمان بالذكرى الـ18 لوصول "حزب العدالة والتنمية" إلى السلطة.
تزامنًا مع ذلك، انتشر وسم على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن وفاة "أردوغان"، وهو ما نفته الرئاسة التركية بشكل غير مباشر بنشر مقاطع مصورة تظهر وصول الرئيس من إسطنبول إلى أنقرة، قبل أن يعود للظهور في عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية، حيث تداول أنصار الحزب الحاكم المقاطع على نطاق واسع. وعقب ذلك، شرعت المديرية العامة للأمن بملاحقات قضائية بحق قرابة 30 شخصًا، بتهمة “نشر رسائل كاذبة ولا أساس لها من الصحة” تتعلق بالوضع الصحي للرئيس، وأوضح بيان مديرية الأمن أن إجراءات قضائية ستتواصل بحق الموقوفين.
من جهته، جدد زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كيلجدار أوغلو، مطالبه إلى رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، والعاصمة أنقرة، منصور يافاش، بمواصلة مهامه في البلديات، حتى لا يستلمها حزب آخر، قاصدًا "العدالة والتنمية". ويهدف "كيلجدار أوغلو" من خلال هذا الطلب توجيه رسالة إلى حليفته في "الحزب الجيد" الداعم لترشيح رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، إلى الانتخابات الرئاسية.
داخليًا أيضًا، عمّت حالة من الغضب الواسع في الشارع التركية عقب مقتل الشابة "شبنام شيرين" (25 عامًا) ذبحًا على يد صديقها، فرقان زيبينجي، في ولاية دنيزلي. وتوالت الإدانات من مشاهير وفنانين ومسؤولين بعدما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف بأخبار الجريمة، وتفاصيل نحر القاتل للضحية بعدما طعنها في حلقها عدة مرات.
عسكريًا، واصل الجيش التركي إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى الأراضي السورية، وسط تحليق متواصل للمسيرات التركية التي نفذت ضربة جوية واحدة على الأقل، في مؤشر على مواصلة التحضيرات لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد الوحدات الكردية شمال سوريا.
عسكريًا أيضًا، بدأت باكستان مراسم بدء بناء طراد "ميلغم" من فئة "آدا" التركي لمصلحة قواتها البحرية، وذلك بعد توقيع اتفاقية مع شركة "أسفات" التركية المتخصصة بتشغيل المصانع العسكرية والترسانات، تحت مظلة وزارة الدفاع التركية والتي تتولى صناعة الطرادات. كما تعمل شركة "غوزو يلماز" على صناعة خمسة قوارب لفائدة الشرطة الألبانية، لاستخدامهما في الدوريات والتفتيش، على أن يتم تسليمهما لوزارة الداخلية الألبانية خلال آذار/ مارس المقبل.
في الشأن الأمني، ألقت السلطات التركية القبض على سبعة أشخاص ينتمون لتنظيمي "غولن" وثامن ينتمي لتنظيم "داعش"، أثناء محاولتهم عبور الحدود نحو اليونان وآخر نحو إيران. كما أوقفت السلطات ستة أشخاص مشتبه بتورطهم في تهريب مهاجرين وتزوير أوراق رسمية، فيما ضبطت 43 مهاجرًا غير نظامي بينهم ثمانية أطفال، يحملون الجنسية السورية والأفغانية، تبين أنهم دخلوا البلاد بطرق غير قانونية.
أمنيًا أيضًا، أوقفت السلطات التركية 14 متهمًا بانتمائهم لتنظيم "داعش"، وذلك بعد دراسة ضد المشتبه بهم الذين قاموا بالدعاية لـ"داعش" من خلال مجموعة "واتس آب"، وتبين أنهم عملوا في الماضي داخل هياكل خلايا التنظيم. وبعد اتخاذ الإجراءات بحقهم، نُقل الموقوفون إلى المحكمة التي أطلقت بدورها سراح ستة منهم بشكل مشروط، وتم ترحيل ثمانية. وأوقفت السلطات أيضًا ستة أشخاص للاشتباه بانتمائهم للتنظيم في ولايات ريزا وطرابزون وإسطنبول، فيما أوقفت ثلاثة آخرين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "ي ب ك/ بي كى كى" في ولاية شانلي أورفة.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا