استنتاجات الموجز:
"قاآني" يذهب إلى العراق لتبرئة ساحة إيران من شبهة محاولة اغتيال "الكاظمي"
غلق صحيفة "كليد" وسحب ترخيصها يؤكد طبيعة سياسات النظام الإيراني والتعسف الرقابي بها
قبل المضي في المباحثات النووية، إيران تسعى لأخذ ضمانات مقدمًا من الدول الأوروبية
إيران تؤكد استمرار وجودها في سوريا عن طريق استئناف السياحة الدينية بين البلدين
أثارت زيارة قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى بغداد ولقاؤه كبار المسؤولين العراقيين وقادة المليشيات الحليفة لطهران، تساؤلات عدة عن دور إيران في إنهاء الأزمة الحالية بين الطرفين، التي بلغت ذروتها بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي. وخلال الزيارة، التقى "قاآني" الرئيس العراقي، برهم صالح، ورئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، إضافةً إلى اجتماعه بقادة المليشيات المسلحة، مؤكدًا دعمه لـ"تهدئة الأوضاع وضبط النفس".
من جانبه، قال السفير الإيراني في العراق، إيرج مسجدي، إن زيارة "قاآني" للعراق أتت للمساعدة والتشاور من أجل حلحلة المشاكل التي يعاني منها العراق والتي طرأت بعد الانتخابات. وأشار السفير إلى أن "قاآني" التقى بجميع الأطراف العراقية، مضيفًا: "إيران تريد الوحدة الوطنية للعراق". بدوره، أدان "قاآني" استهداف منزل رئيس الوزراء العراقي، مشدّدًا "بشكل صريح وشفاف وقاطع على معاقبة المتورطين في جريمة محاولة اغتيال الكاظمي وفق القانون العراقي".
كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، عن ارتياحه لنجاة رئيس الوزراء العراقي من الهجوم. وفي بيان، ألقى "خطيب زاده" باللوم على مؤامرة أجنبية غير محددة. من جهتها، نددت الجماعات المدعومة من إيران أيضًا، والتي سبق أن هددت "الكاظمي"، بهذا الهجوم، بينما ألقى قادة المليشيات المدعومة من إيران، التي ينتمي إليها معظم المتظاهرين، باللوم على "الكاظمي".
في السياق ذاته، نقلت وكالة "رويترز"عن مسؤولين أمنيين عراقيين وثلاثة مصادر مقربة من الفصائل المسلحة قولهم إنّ محاولة الاغتيال الفاشلة ضد الكاظمي، "نفذتها جماعة مسلحة واحدة على الأقل من التي تدعمها إيران"، لكنهم قدموا تقييمات مختلفة قليلًا بشأن أي من الفصائل تحديدًا. هذا، فيما أشارت المصادر إلى أن الطائرات المسيرة والمتفجرات المستخدمة في محاولة الاغتيال "إيرانية الصنع".
على الصعيد النووي، أجرى مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون السياسية، علي باقري، محادثات مع المدير العام السياسي لوزارة الخارجية الفرنسية في باريس، وذلك في المحطة الأولى من جولته الأوروبية، حيث أكد "باقري" أن إيران ليس لديها مفاوضات نووية، بل إن القضية الأساس هي التداعيات الناجمة عن خروج أمريكا من الاتفاق النووي، وفرضها إجراءات حظر غير قانونية على إيران. وأضاف "باقري": "لو اتخذت فرنسا موقفًا أكثر استقلالية من الآن فصاعدًا، فإنها ستعزز موقعها كدولة مفاوضة".
في الشأن ذاته، وفي إطار جولته الأوروبية أيضًا، غادر "باقري" باريس الثلاثاء، متوجهًا إلى برلين ومن بعدها إلى لندن ثم مدريد، فيما كان قد زار قبل عدة أيام بروكسل حيث أجرى محادثات مع مساعد منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، ثم زار موسكو لإجراء محادثات مع مساعد الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، كما أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الصيني.
على الصعيد النووي أيضًا، أعلن "باقري" أنَّه "إذا لم يتوقف مسار "محكمة نوفمبر" الدولية الشعبية، فإنَّ طهران ستوقف جزءًا من محادثاتها النووية". يذكر أن المحكمة واصلت جلساتها في يومها الرابع، السبت الماضي، فيما أُبلغ أعضاؤها بما قاله "باقري" لوسائل الإعلام. وذكرت مصادر أنَّ المسؤول الإيراني طرح هذا الأمر خلال لقائه بالمسؤولين البريطانيين، لكن المحكمة لم تذكر أي تفاصيل بخصوص الجزء الذي سيتوقَّف من المحادثات النووية.
يذكر أن "باقري" كان أبلغ الأطراف الأوروبية أنَّه إذا كان من المقرَّر أن تعود أمريكا إلى طاولة المفاوضات، فيجب أن تكون هناك ضمانات بأنَّ أمريكا لن تنسحب من الاتفاقية، كما حدث في السابق، مضيفًا أنه يجب على الدول الأوروبية (إنجلترا وفرنسا وألمانيا) أن تضمن بدء تعامُلاتها الاقتصادية والتجارية مع إيران، بعيدًا عن الضغط الأمريكي. من جانبها، قالت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إن رغبة بلادها في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران "واضحة". ويأتي تشديد "هاريس" على اهتمام واشنطن بالتوصل إلى اتفاق مع طهران في وقت تحضّر فيه مختلف الأطراف المعنية لاستئناف المفاوضات بحلول نهاية الشهر الجاري.
عسكريًا، اعترض الدفاع الجوي الإيراني، خلال مناورات "ذو الفقار 1400" المشتركة للجيش الإيرانى، طائرتين أمريكيتين مسيرتين من طراز "MQ-9" و" RQ4" في منطقة FIR ونطاق ADIZ لمنطقة استطلاع الدفاع الجوي، وتم توجيه الانذار لهما لهذا الغرض. وبعد اعتراض الطائرتين من قبل الدفاع الجوي الايراني وتوجيه الإنذار لهما، غيرتا مسارهما وابتعدتا عن الحدود الايرانية.
أمنيًا، أعلنت وزارة الأمن أنها استطاعت تفكيك شبكة احتيال منظمة للتسويق الهرمي في 19 محافظة بالبلاد يقيم مؤسسوها في دول الجوار. هذا، فيما حظرت هيئة الرقابة الإعلامية الإيرانية صحيفة “كليد" اليومية، لنشرها في صفحتها الأولى صورة تظهر يد المرشد الأعلى، علي خامنئي، باللون الأحمر، وهي ترسم خط الفقر. وأوضحت الهيئة أنها أغلقت الصحيفة وسحبت ترخيصها بعد أن نشرت مقالًا في صفحتها الأولى بعنوان “ملايين الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر”، فيما أوردت في متن المقال صورة تشبه صورة سابقة لـ"خامنئي" وهو يكتب على قطعة من الورق بيده اليسرى.
أمنيًا أيضًا، كشفت مبادرة عالمية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود، عن تهريب أسلحة قدمتها إيران للحوثيين، إلى الصومال من خلال خليج عدن. وأشارت البيانات إلى أن "الأسلحة التي يعود مصدرها لتجارة السلاح بين إيران واليمن يتم تهريبها إلى الصومال، لكن المحققين لم يتمكنوا من توثيق مشتري وبائعي الأسلحة توثيقًا كاملًا." وأضافت المبادرة: "دأبت إيران على نفي أي ضلوع لها في تهريب الأسلحة للحوثيين، ومع ذلك هناك أدلة كثيرة تشير إلى إمدادات من الدولة الإيرانية."
على صعيد خارجي، طالبت الحكومة الإيرانية نظيرتها السعودية بإظهار "جدية أكبر" في المفاوضات الثنائية بين البلدين. ورغم عدم وجود لقاءات مباشرة منذ الجولة الرابعة للمفاوضات نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، إلا أن الاتصالات لا تزال متواصلة مع الجانب السعودي، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، الذي أوضح أن "المحادثات أجريت بشكل واضح وشفاف، والتقدم في المحادثات مرهون بتجاوز الرياض مجرد التصريحات الإعلامية". وردًا على ذلك، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن "محادثات بلاده مع إيران ستستمر، ومن المتوقع إجراء جولة إضافية من المفاوضات قريبًا".
في سياق خارجي متصل، دعا وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان ، نظيره الإماراتي، عبد الله بن زايد، إلى زيارة طهران، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تتحسن بوتيرة جيدة، وستقود في النهاية إلى التنمية الكاملة للعلاقات الثنائية. وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في رفع "العقبات المختلفة" في التبادل المالي، متطرقًا إلى المحادثات النووية المقبلة بين إيران والقوى العالمية، قائلًا إن "طهران مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيد". وتحدث "عبد اللهيان" عن زيارة نظيره الإماراتي الأخيرة إلى دمشق ولقائه "الأسد"، واصفًا إياها بأنها "خطوة إيجابية". بدوره، قدم الوزير الإماراتي دعوة إلى نظيره الإيراني لزيارة الإمارات، في دعوة قابلها "عبد اللهيان" بدعوة مماثلة.
وتزامنًا مع الانفتاح الخليجي تجاه النظام السوري، والحديث عن رغبة عربية في مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، أعلنت إيران عن توقيعها اتفاقًا مع النظام السوري على استئناف السياحة الدينية بين البلدين. وأكد التلفزيون الإيراني توقيع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، علي رضا رشيدان ، في ختام زيارته إلى دمشق، لاتفاقية استئناف السياحة الدينية. يذكر أنه مع اندلاع الثورة السورية بررت إيران تواجد مليشيات مدعومة منها في سوريا بحماية المقامات من هجمات مسلحي المعارضة، خصوصًا مقام السيدة زينب. وتقول مصادر المعارضة إن إيران اتخذت المقامات وحمايتها ذريعة لمساندة النظام السوري، وركيزة لنشر التشيع في سوريا.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا