استنتاجات الموجز:
روسيا تواصل جهودها لإبعاد تركيا عن الغرب عبر عرضها للمشاركة في تطوير محرك المقاتلة التركية من الجيل الخامس
الانخفاض التاريخي لليرة يخلق حالة من الإرباك في الأوساط الاقتصادية والسياسية يرافقها اجتماع عاجل للمعارضة وتجديد دعوتها لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة
تواصل روسيا جهودها ومحاولتها في إبعاد تركيا عن الغرب مستغلةً حاجتها لمقاتلات من الجيل الحديث على غرار "إف-35"، و"سو-75"، حيث جدّدت عرض استعدادها للمشاركة في تطوير محرك الطائرة المقاتلة التي ترغب تركيا في تصنيعها، لا سيما في ظل صعوبة حصولها على المقاتلة الأمريكية "إف-35"، بينما تراهن وزارة الدفاع التركية على تطوير مقاتلة “TAI TFX” من الجيل الخامس. ورغم الدعم التكنولوجي من الشركة البريطانية “بي إي إيه سيستمز”، إلا أن هذه المساعدة تبقى محدودة، ولهذا تأخرت تركيا في إنهاء تصنيع مقاتلتها المحلية؛ حيث كان مرتقبًا إنتاجها عام 2023 لكنها ستتأخر سنتين على الأقل وستدخل الخدمة العسكرية نهاية العقد الحالي.
في هذا الصدد، قال مدير الخدمة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني في روسيا الاتحادية، دميتري شوغاييف، إن بلاده مستعدة لمساعدة تركيا في تصنيع محرك لمقاتلة وطنية من الجيل الخامس إذا تقدمت أنقرة رسميًا بالطلب. وقد تراهن تركيا دون شك على الاستعانة بالتكنولوجيا الروسية لتطوير مقاتلاتها “TAI TFX” من الجيل الخامس. بدورها، ستستفيد روسيا كثيرًا من التوتر بين تركيا والغرب؛ لأنه يعني التحييد التدريجي لدولة رئيسية في استراتيجية “حلف الناتو".
من جهة أخرى، أكمل العراق خطة الربط الكهربائي بشكل كامل مع تركيا عن طريق إقليم كردستان، وتجهيز خطوط النقل للتشغيل حسب احتياج العراق من الطاقة، ولم يتبق سوى الاتفاق على كميات الطاقة المنقولة وسعر التعريفة. في هذا الإطار، اتفق وزير التجارة العراقي، علاء أحمد حسن عبيد، مع نظيره التركي، محمد موش، على تسهيل منح تأشيرات دخول وخروج متعددة لمدة تصل إلى خمس سنوات لمقاولي ورجال أعمال البلدين، على أن يتم توسيع هذا الإجراء على شريحة أوسع مستقبلًا.
في سياق منفصل، أجرى رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي"، نفتالي بينيت، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد أن أفرجت تركيا عن زوجين "إسرائيليين" اعتقلا للاشتباه في قيامهما بالتجسس، إثر تصوير مقر إقامة "أردوغان" في إسطنبول، وأعرب عن شكره لـ"أردوغان" على مساعدته في الإفراج عن الزوجين.
على الصعيد الأوروبي، شهدت القمة السابعة بين "أردوغان" ورئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانتيش، توقيع اتفاقيات مهمة في مجال الصناعة الحربية والاتفاق على صناعة حاملة طائرات وغواصات، والاتفاق على رفع حجم التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. وهذا ما سيفتح الباب أمام تحالف استراتيجي بين أنقرة ومدريد حيث تعطي تركيا أهمية كبيرة لإسبانيا؛ فعلاوة على كونها حليفًا سياسيًا رئيسيًا وسط الاتحاد الأوروبي، وقناة حوار هامة إبان الأزمات مع الغرب، ترى تركيا في إسبانيا مساعدًا رئيسيًا على تطوير صناعتها الحربية.
بالمقابل، تراهن مدريد بدورها على التنسيق الصناعي الحربي، وترغب في الاستفادة من صناعة تركيا للطائرات بدون طيار، حيث تفوقت على دول أوروبية في هذا المجال، ويوجد حديث وسط الأوساط العسكرية الإسبانية عن النية في اقتناء الطائرات بدون طيار التركية.
داخليًا، تتزايد التسريبات والتكهنات حول وجود مساعٍ ومخططات لدى "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا والرئيس "أردوغان"، لمحاولة تغيير قانون الانتخابات الرئاسية لا سيما إلغاء شرط حصول المرشح على “50%+1” من الأصوات للفوز بالانتخابات الرئاسية. جاء ذلك في إطار ما يعتقد أنها محاولة لتعزيز فرص الفوز في الانتخابات المقررة منتصف عام 2023.
في هذا السياق، انتقد النائب عن "العدالة والتنمية"، إبراهيم أيديمير، بقاء شرط “50%+1” في ظل النظام الرئاسي الذي انتقلت إليه البلاد عام 2018، فيما اعتبر عضو المجلس الاستشاري الأعلى للرئاسة التركية، جميل تشيشيك، أن هذا الشرط “سيكون سببًا لمشاكل كبيرة لتركيا في الوقت الحالي وبالمستقبل أيضًا”، مضيفًا: “قلت سابقًا وأكرر الآن: هذا القانون سوف يجلب الفوضى إلى تركيا، أقول ذلك للحزب الحاكم والمعارضة: 50%+1 يتسبب بمشاكل حقيقية، وسيسبب بالمستقبل أيضًا مشاكل كبيرة”.
إلى ذلك، عمت حالة من الحزن في الشارع التركي إثر وفاة الشاعر الكبير، سيزاي كاراكوتش، عن عمر يناهز 88 عامًا. يذكر أن "كاراكوتش" كان أحد الشخصيات العظيمة التي تركت بصماتها على عالم الفن والأدب، في فترة الجمهورية التركية بشعرها وفكرها وكتاباتها في الفن والأدب.
اقتصاديًا، وصلت الليرة التركية إلى معدل انخفاض تاريخي جديد تزامنًا مع قرار البنك المركزي خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي خلال أسابيع، وبعد يوم من تهديد الرئيس "أردوغان" “للمدافعين عن الفائدة”، في خطوات متلاحقة خلقت حالة إرباك كبيرة في الأوساط الاقتصادية والسياسية، ودفعت المعارضة التركية للاجتماع بشكل عاجل وتجديد دعوتها لعقد انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة بالبلاد.
ولأول مرة منذ وصول "العدالة والتنمية" إلى الحكم، وصل سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي إلى 11.50، لتكون بذلك فقدت 40% من قيمتها منذ بداية العام الحالي، وقرابة 70% من قيمتها في السنوات الأخيرة، ولتصبح بذلك الأسوأ أداء بفارق كبير بين عملات الأسواق الناشئة هذا العام.
من جهته، هدّد "أردوغان" في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، رفاقه “المدافعين عن الفائدة” في تصريحات فتحت الباب أمام تكهنات مختلفة كان أبرزها الادعاء بأن "أردوغان" قد يلجأ لإقالة وزير الخزانة والمالية، لطفي علوان، الوحيد الذي امتنع عن التصفيق خلال حديث الرئيس عن محاربة الفائدة. كما شدد "أردوغان" على أن حكومته عازمة على إزالة “آفة الفائدة” المرتفعة عن عاتق شعبها، وأنها لن تسمح بأن يكون شعبها “ضحية لمعدلات الفائدة المرتفعة”، مجدِّدًا التأكيد على قناعته الراسخة بأن “الفائدة سبب، والتضخم نتيجة”، وهو التوجه الذي يختلف معه فيه أغلب الاقتصاديين في تركيا والعالم.
في سياق متصل، ألقت التطورات الاقتصادية بظلالها على التحركات السياسية في البلاد؛ حيث التقى "أردوغان"، خلال الأسبوع، شريكه في “تحالف الجمهور”، دولت بهتشيلي، زعيم "حزب الحركة القومية"، فيما التقى "كمال كليتشدار أوغلو"، زعيم "حزب الشعب الجمهوري" المعارض شريكته في “تحالف الأمة”، ميرال أكشينار، زعيمة "الحزب الجيد". وقد جدد زعماء المعارضة دعوتهم لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وعدم انتظار موعد الانتخابات في حزيران/ يونيو 2023.
أمنيًا، نجح جهازا الاستخبارات التركي والقطري في إنقاذ سبعة مواطنين أتراك، وهم إيلكر صاغلك، ودوغان قيصّا، ونور الدين تشالك، وخليل غوزال، وأحمد سلوي، وهدايت يبرق، وعبد الصمد أقتشاي، وأغلبهم يعمل في قطاع المطاعم، حيث كانوا محتجزين شرق ليبيا منذ نحو عامين بسبب مزاعم لا أساس لها. وتحدث الرئيس التركي مع الموطنين بعد عودتهم إلى تركيا، وأعرب لهم عن أطيب تمنياته وهنأهم بعودتهم سالمين.
عسكريًا، حيّد الجيش التركي 831 عضوًا من تنظيم "حزب العمال الكردستاني" "بي كي كي" في غضون سبعة أشهر، في إطار عمليات "المخلب" ضد التنظيم شمال العراق. كما نجح الجيش بالتعاون مع جهاز الاستخبارات، في تحييد علي "حيدر قايتان"، أحد مؤسسي تنظيم “بي كا كا/ك ج ك”، في عملية شمال العراق.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا