استنتاجات الموجز:
الهجمات الإلكترونية المتبادلة على أهداف مدنية بين إيران و"إسرائيل" قد تغير طبيعة الصراع بين الطرفين وتحوله لمرحلة جديد
قلق "إسرائيلي" من إمكانية إبرام واشنطن اتفاقية تقدم لإيران تخفيفًا جزئيًا للعقوبات مقابل تجميد نشاطها النووي أو التراجع عنه
قمع قوات الأمن للمحتجين بأصفهان بسبب نقص المياه يدل على إصرار النظام على اتباع سياسية القبضة الأمنية خوفًا من تكرار "احتجاجات نوفمبر" العام الماضي
لا زالت الهجمات الإليكترونية تستهدف المنشآت الإيرانية وتحرج النظام؛ فللمرة الثانية في غضون شهر تشهد إيران هجمة سايبرانية استهدفت شركة الطيران "مهان إير". ورغم تأكيد طهران أن العاملين في شركة الطيران، الثانية في حجمها في إيران، تمكنوا من إحباط الهجمة إلا أن "الضرر وقع". يذكر أن شركات الوقود تعطلت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أيضًا بسبب هجمة سايبر، وتسبب ذلك في "طوابير" طويلة خارج المحطات، حيث مست الهجمة نحو 4300 محطة وقود. من جهتها، اتهمت إيران إسرائيل حينها بمحاولة التأثير على الرأي العام من أجل تأليبه على النظام.
بالمقابل، تعرضت "إسرائيل" لهجمات إلكترونية استهدفت منشأة طبية كبرى وموقع مواعدة إلكترونيًا يخص المثليين،فيما اتهم مسؤولون "إسرائيليون" إيران بالوقوف خلف تلك الهجمات. في تحليل تلك الهجمات الإلكترونية المتبادلة على أهداف مدنية بين كل من إيران و"إسرائيل"، يقول خبراء إنها يمكن أن تكون بداية لمرحلة جديدة من الصراع.
في سياق متصل لكن على الصعيد النووي، قال رئيس وزراء الاحتلال، نفتالي بينيت، إن بلاده لن تلتزم بأي اتفاق نووي جديد مع إيران، موضحًا: "حتى لو كانت هناك عودة للاتفاقية، فإن إسرائيل بالطبع ليست طرفًا فيها، وليست ملزمة بها". وشدد "بينيت" على أن "إسرائيل" يجب أن تركز على هزيمة "الجمهورية الإسلامية" نفسها بدلًا من مطاردة الخلايا الإرهابية بالوكالة في لبنان، مقلّلا في نفس الوقت من شأن إيران، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن "إيران في مرحلة متقدمة للغاية من برنامجها النووي ، لأن آلة التخصيب لديها أوسع وأكثر تطورًا من أي وقت مضى."
في السياق أيضًا، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال هذا الأسبوع إن طهران عادت مجددًا إلى زيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، وذلك تزامنًا مع استعدادها لاستئناف المحادثات. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المسؤولين "الإسرائيليين" يحثون إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على عدم إبرام اتفاق نووي جزئي مع إيران، محذرين من أن ذلك سيكون بمثابة "هدية" للحكومة المتشددة في طهران. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين "إسرائيليين" كبار قولهم إنهم "قلقون جدًا"، من أن واشنطن تمهد الطريق لإبرام اتفاقية تقدم لإيران تخفيفًا جزئيًا للعقوبات مقابل تجميد نشاطها النووي أو التراجع عنه، وتابع المسؤولون بأن "مثل هذا الاتفاق سيكون ضارًا ولن يفيد إلا النظام الإيراني".
على الصعيد النووي أيضًا، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكينزي، إن إيران باتت قريبة جدًا من صنع سلاح نووي، وأضاف أن قواته مستعدة لخيار عسكري محتمل في حال فشل المحادثات بين القوى العالمية وإيران، بشأن الاتفاق النووي المقرر استئنافها في فيينا في الـ29 من الشهر الجاري.
في شأن متصل، اتهم وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس، إيران بأنها شنت هجمات بحرية على قواعد "إسرائيلية"، انطلاقًا من جزيرة قشم الجنوبية. وقال "غانتس" إن إيران حاولت نقل مواد متفجرة بواسطة طائرات مسيرة من سوريا إلى الضفة الغربية بهدف تنفيذ عمليات، واتهم النظام الإيراني بالسعي إلى "الهيمنة على المنطقة وبعد ذلك على العالم".
وقال"غانتس" أيضًا إن القواعد الإيرانية في شبهار بجزيرة قشم تضم طائرات مسيرة هجومية متطورة من طراز "شهيد"، مضيفًا أن "إيران تعمل من خارج المنطقة أيضًا، وتنقل النفط والسلاح إلى فنزويلا، وتشغل فيلق القدس في أمريكا الجنوبية وتحاول إدخال تأثيرها إلى أفغانستان".
بالمقابل، وعلى الجانب الإيراني، صرح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرة الإيرانية، بهروز كمالوندي، بأن إيران تمتلك في الوقت الحاضر أكثر من 30كلجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. وحول تسريب التقارير السرية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرنامج النووي الإيراني لوسائل الإعلام الغربية، قال "كمالوندي": "إننا أعلنا احتجاجنا للوكالة مرارًا إزاء نشر التقارير السرية عن الأنشطة النووية الإيرانية لأنها خصوصية، لكن لم تكن هناك آذان صاغية، واستمرت الوكالة بسلوكها في إفشاء محتوى التقارير."
وتابع المتحدث الإيراني: "للأسف فإن الدول الأعضاء في مجلس الحكام تطلب تقارير مع التفاصيل، وتقوم الوكالة بدورها بإعداد وتقديم التقارير لها دون أي اعتبارات"، لافتًا إلى أن "إيران أصبحت تعطي الوكالة الحد الأقل من المعلومات خلال التقارير الدورية، وقد نجحنا نسبيًا في هذه المسألة".
في شأن ذي صلة، أكد موقع "نت بلوكس"، الذي يرصد انقطاع الإنترنت وتعطيله في العالم، الجمعة الماضية، تقييد الوصول إلى الإنترنت في أجزاء من إيران، اعتبارًا من الـ25 من تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال الموقع إن الخلل وقلة الوصول كان لهما تأثير كبير، و"قد يكون مرتبطًا بالاحتجاجات ضد سياسات إدارة المياه للحكومة الإيرانية".
داخليًا، أدلى مسؤول سجن إيراني سابق متهّم بالمشاركة في أحكام إعدام جماعية خلال حملة تطهير استهدفت معارضين عام 1988، بشهادته للمرة الأولى، الثلاثاء، في إطار محاكمة غير مسبوقة في السويد. وتجري محاكمة "حميد نوري" (60 عامًا) أمام محكمة منطقة ستوكهولم منذ آب/ أغسطس الماضي، بتهم تشمل القتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. هذا، فيما أشادت منظمات حقوق الإنسان وخبراء وقانونيون بالمحاكمة التي وصفوها بأنها تاريخية.
خارجيًا، وعلى صعيد العلاقات الإقليمية، قال نائب وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، إن بلاده اتفقت مع الإمارات على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية. جاء ذلك خلال لقاء "كني" مع كل من المستشار الدبلوماسي الإماراتي، أنور قرقاش، ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، خليفة شاهين. وبحث اللقاء العلاقات بين طهران وأبوظبي، وتناول تأكيد الجانبين على أهمية تعزيز العلاقات على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل في إطار المصالح المشتركة، إلى جانب العمل على تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار في المنطقة.
أمنيًا، شهدت مدينة أصفهان، الجمعة، احتجاجات واسعة بسبب نقص المياه، تخللتها مواجهات مع قوات الأمن التي قمعت المحتجين وفرقتهم بالقوة. وأعلنت منظمة حقوق الإنسان في إيران عن اعتقال أكثر من 120 شخصًا، مع استمرار الاحتجاجات في محافظة أصفهان، وذلك تزامنًا ذلك مع ذكرى "احتجاجات نوفمبر" العام الماضي، على خلفية قرار الحكومة زيادة أسعار الوقود.
في السياق ذاته، أكد مدير مكتب شؤون الصحارى في منظمة الغابات الإيرانية، وحيد جعفريان، أنَّ هناك 13.5 مليون هكتار تتعرَّض لتعرية الرياح، مفيدًا بأن "هذا التصحر يلحق خسائر باقتصاد إيران تبلغ ثلاثة ترليونات"، وأشار أيضًا إلى تأثير سوء إدارة ملف المياه.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا