استنتاجات الموجز:
تخوف من تصاعد العمليات العسكرية خاصةً في الساحل الغربي ومحافظة تعز وسط استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وانهيار العملة المحلية
طموح إماراتي للاستئثار بجزيرة سقطرى والاستحواذ عليها عبر إنشاء مواقع عسكرية واعتماد العملة الإماراتية للتداول داخل الجزيرة وتسيير رحلات سياحية بتأشيرات حصرية من الإمارات
تتصدر الملفات الإنسانية اليمنية جداول أعمال المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية، نتيجةً للحروب والأزمات المستمرة في عموم المحافظات اليمنية؛ فمن جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إن أكثر من 45 ألف شخص نزحوا من مأرب منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، بسبب تصعيد مليشيات الحوثي، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في مأرب تدهور بسبب تصاعد الأعمال العدائية الحوثية.
في هذا الإطار أيضًا، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو 50 ألف شخص في محافظة مأرب وعشرة آلاف آخرين في محافظة الحديدة (غربًا)، أجبروا على ترك منازلهم منذ أيلول/ سبتمبر الماضي بحثًا عن الأمان، مشيرةً إلى أن العمليات العسكرية المستمرة على عدة جبهات والألغام تهدد حياة المدنيين وسبل كسب عيشهم، كما تعوق حصولهم على الخدمات الأساسية، ومنها المياه والغذاء والرعاية الصحية والتعليم.
على صعيد آخر، دعا نشطاء، وحقوقيون إلى تظاهرات غاضبة في مختلف المحافظات، تنديدًا بانهيار العملة الوطنية وسياسة التجويع، محددةً الأحد القادم، الخامس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري موعدًا للخروج بكافة الشوارع الرئيسية بمختلف المحافظات المحررة، تنديدًا بالتدهور الاقتصاد وانهيار العملة المحلية، وفشل الحكومة الشرعية والتحالف في إنقاذ البلاد من الانحدار الاقتصادي الذي تسببت في الحروب المستمرة منذ سبع سنوات. يذكر أن العملة الوطنية تواصل انهيارها حيث تجاوز سعر الدولار الواحد حاجز 1700 ريال، وسط ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية المختلفة.
في غضون ذلك، أفرغت سفينة إماراتية آليات ومعدات في "جزيرة عبد الكوري"، ثاني أكبر جزيرة في أرخبيل سقطرى اليمنية، تزامنًا مع وصول خبراء أجانب بينهم "إسرائيليون". وقالت مصادر محلية إن تلك المعدات خاصة بتنفيذ أعمال إنشائية في الجزيرة تبدو سرية؛ حيث إنها بدون علم الحكومة اليمنية.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية مطلعة أن الإمارات تسعى لإنشاء مطار دولي وقاعدة عسكرية في الجزيرة، وتخطط لإنشاء أنظمة استخباراتية وتنصت ومحطة لمراقبة خط الملاحة الدولي المؤدي إلى باب المندب. وكانت الإمارات قد سيرت رحلات سياحية عبر مطاراتها معتمدة التأشيرات الإماراتية بشكل حصري، كما دفعت السكان للتداول بالدرهم الإماراتي، ما اعتبره مراقبوا الشأن اليمني احتلالًا ناعمًا وغير معلن.
من جانبه، أصدر كل من رئيس مجلس الشورى، أحمد عبيد بن دغر، ونائب رئيس البرلمان، عبدالعزيز جباري، بيانًا مشتركًا أكدا من خلاله أن سياسات التحالف التي قادت المعركة مع الحوثيين، ذهبت باليمن إلى أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عاصفة الحزم. وأوضح البيان أن اليمن بات ممزقًا وأن الحروب كادت تقسمه إلى دول ومجتمعات، داعيًا إلى تحالف وطني يسعى إلى وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لايستثنى منه أحدًا، برعاية أممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل يستند إلى المرجعيات الوطنية.
عسكريًا، أعلنت القوات المشتركة، الخميس، تحقيق تقدم جديد عقب معارك عنيفة مع مقاتلي جماعة الحوثي بمحافظة الحديدة غربي اليمن؛ حيث سيطرت على مواقع في منطقة الدنين جنوب غرب الجرّاحي، وتقدمت مسافة تزيد عن خمسة كيلو مترًا، عقب هجوم مباغت على جماعة الحوثي.
في سياق ميداني منفصل، هزت انفجارات عنيفة شمال العاصمة صنعاء تزامنًا مع تحليق مكثف لطيران التحالف العربي، فيما قالت مصادر محلية إن الانفجارات ناتجة عن ضربات جوية استهدفت هناجر ومواقع تابعة لجماعة الحوثي. من جانبه، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن تنفيذ تسع ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة للجماعة في مأرب، مشيرًا الى أن العمليات أسفرت عن تدمير ست آليات عسكرية، إضافة لخسائر بشرية تجاوزت 45 عنصرًا. وكان التحالف أعلن، فجر الخميس، تنفيذ ضربات جوية دقيقة لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء وصعدة، مطالبًا المدنيين بعدم التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة، كما أوضح أن العملية بصنعاء استهدفت موقعين تحت الإنشاء كمخازن للاستخدام العسكري شرق صنعاء، إضافة لورش تجميع الصواريخ الباليستية والمسيّرات بصعدة.
على صعيد أمني، نجا مسؤول ركن الاتصالات والسيطرة في اللواء 35 مدرع، العقيد الركن عبد الباسط القاضي، من محاولة اغتيال إثر انفجار عبوة ناسفة زُرعت في سيارته جنوب محافظة تعز، ما أسفر عن إصابته ومقتل اثنين أحدهما جندي في اللواء. وبحسب مصادر عسكرية، فقد تعرض "القاضي" لإصابات خطيرة أدت إلى بتر قدميه، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج ولا زالت حالته الصحية حرجة.
وفي محافظة ذمار، اندلعت اشتباكات مسلحة في مبنى المجمع الحكومي بالمحافظة، بين عناصر يتبعون المحافظ الُمعين من جماعة الحوثي، محمد البخيتي، وآخرين يتبعون وكيل المحافظ، طه المروني. وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات جاءت على خلفية رفض المحافظ لتوجيهات من العاصمة صنعاء، بخصم مقطورتي غاز من حصته وتوريدها إلى صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى داخل المجمع بعد أن تدخلت قوات من الأمن لفض الاشتباكات بين الجانبين، دون أن تذكر عدد الإصابات وإذا كان هناك قتلى.
في الأثناء، أقدم عدد من مسلحي الحوثي في منطقة السحول التابعة لمحافظة إب على اغتيال الشيخ، أحمد سعيد المقرعي، تزامنًا مع هجوم وسائل إعلام وناشطين مقربين من الجماعة على "المقرعي"، الذي وصفوه بـ"الخائن للمسيرة". وتتخوف الجماعة من انضمام المشائخ للقوات الحكومية التي تقترب من المحافظة، عقب دعوة الجيش لهم للانضمام لقوات الشرعية والخلاص بحسب وصفهم من التبعية لجماعة الحوثي.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا