استنتاجات الموجز:
اهتمام دولي ملحوظ بملف الطاقة في لبنان مع بقاء سياسة "الإمدادات الضرورية " لحاجات البلاد كالمساعدات الصحية والبطاقة التمويلية
دعم "اليونيفيل" للجيش بطلب من مجلس الأمن مؤشر قوي على دخول المؤسسة العسكرية تحت "الرعاية الدولية" وربما إعداده لأدوار مرتقبة
جمود في الوضع السياسي جراء تشابك الملفات وخضوعها لمبدأ المقايضة وتحقيق المصالح
أكّد أمير قطر، تميم بن حمد، خلال استقباله رئيس الجمهورية، ميشال عون، على استعداد بلاده للمساهمة في الاستثمار في لبنان بعد إنجاز القوانين المناسبة لذلك، مشيرًا إلى أنه سوف يوفد وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن، إلى بيروت في الفترة المقبلة، للبحث في تقديم المساعدة الضرورية للبنان.
على صعيد موازٍ، شكلت زيارة الرئيس "عون" إلى لدوحة منصة هامة لإطلاق جملة من المواقف والرسائل على المستوى الخارجي والداخلي؛ إذ أعلن على المستوى الخارجي في رسالة إيجابية للوسيط الأمريكي بأنه لن يوقّع تعديل مرسوم ترسيم الحدود البحرية، على اعتبار أن لبنان في "حال تفاوض، ولا يريد تعيين حدوده من جانب واحد". كما كرر "عون" حرصه على أطيب العلاقات وأفضلها مع السعودية والدول الخليجية، موضحًا أن وزير الإعلام، جورج قرداحي، سيتصرف على أساس الأفضل للبنان.
أما داخليًا، فأوضح "عون" أنه لا يوافق "حزب الله" في إقالة المحقق العدلي في ملف مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، مشددًا بالمقابل على أن الانتخابات البرلمانية ستجرى، وأنه سيغادر قصر بعبدا عند انتهاء ولايته، ما لم يقرر مجلس النواب بقاءه.
وقد تزامنت مواقف "عون" مع جهود وساطة يقودها "حزب الله" لإجراء مقايضة بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر"، تقضي بتنحية القاضي "البيطار" عن التحقيق مع الرؤساء والوزراء والنواب بقانون في مجلس النواب يسهم التيار في تأمين نصابه، مقابل تلبية مطالب الأخير المتعلقة بالطعن بقانون الانتخابات وتحديد موعد إجرائها في أيار/ مايو، وحصر تصويت المغتربين اللبنانيين بستة نواب يمثلون الاغتراب. وكشفت معلومات أن "التيار الحر" لم يتجاوب بشكل فعال مع الوساطة ويريد البحث في تسوية أكبر تشمل الاتفاق على الاستحقاق الرئاسي.
بدوره، شنّ أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، هجومًا على القضاء متهمًا إياه بالتسييس والاستنسابية، مستندًا إلى أداء القاضي"البيطار" في ملف المرفأ، والتحقيقات في ملف أحداث الطيونة التي اعتبر أنها بدأت تنحرف عن مسارها بشكل سيدفع أهالي قتلى الأحداث إلى أخذ "حقهم بأيديهم" على حد تعبيره.
بالمقابل،حذّر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، بعد استقباله السفيرتين الفرنسية والأمريكية من "الوقوع في خطأ تسليم البلد إلى المحور السوري الإيراني"، في حين أكد رئيس حزب القوات اللبنانية على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، متهمًا "حزب الله" والتيار الحر" بالعمل على تأجيلها أو تعطيلها، لتخوفهم من خسارة الأكثرية النيابية. وهو ما جاء الرد عليه سريعًا من "حزب الله" بأن الغالبية النيابية لا تستطيع أن تحكم، وأنّ الميثاقية والوفاق والإجماع الداخلي هي ركائز الحُكم الوحيدة.
على صعيد آخر، وفي سابقة يمكن وضعها في خانة المحاولة الدولية لرعاية الجيش، بدا لافتًا إعلان قوات "اليونيفيل" وبطلب من مجلس الأمن، عن بدء برنامج دعم "القوات المسلحة اللبنانية" بوصفها "شريكًا استراتيجيًا"، بشحنات شهرية من المحروقات ووجبات غذاء كاملة لنحو 27 ألف عسكري، وكميات من الأدوية.
وفي هذا الصدد، أعلن السفارة البريطانية تقديم دعمٍ للجيش قدره 1.4 مليون دولار، من قطع غيار للسيارات من طراز "لاند روفر" التي قدمتها بريطانيا مطلع السنة، ومعدات شخصية واقية للمجندات المنتشرات على الحدود. جاء ذلك إثر اجتماع "لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرية"، الذي حضره قائد الجيش، جوزيف عون، مع سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.
في الأثناء، وفي إطار التحضيرات الانتخاببية، وقّع وزير الداخلية، بسام مولوي، قرارًا بتشكيل لجان القيد العليا والابتدائية الأساسية والإضافية في الدوائر الانتخابية، في حين أعلنت وزارة الخارجية أن مجموع عدد المسجلين في الخارج الذين يحق لهم الاقتراع بلغ 230466 ناخبًا من أصل 244442 ناخبًا تسجلوا في الخارج، وذلك كون الطلبات الملغاة غير مستوفية لشروط التسجيل. من جانب آخر، فاز تحالف الأحزاب في في انتخابات نقابة الصيادلة، فيما ألغيت انتخابات نقابة أطباء الأسنان عقب إشكالات بين الأطباء وتخللها تكسير لصناديق الاقتراع.
اقتصاديًا، سيطر ملف الطاقة على المشهد؛ فقد بحث وزير الطاقة، وليد فياض، في الدوحة مشروع نقل غاز قطري مسال إلى ميناء العقبة الأردني، ثم نقله إلى شمال لبنان عبر الأردن وسوريا، كما بحث مع السفير الماليزي إمكانية التعاون في مجال توريد الغاز المسال إلى لبنان، وبناء معامل توليد للكهرباء، ومشاركة الشركة الوطنية الماليزية Petronas بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية، فيما حددت وزارة الطاقة المهلة الزمنية لإطلاق دورة التراخيص الثانية لاستكشاف النفط والغاز في المياه اللبنانية.
على جانب آخر، يزور بيروت وفد مالي واقتصادي روسي يضم أكبر الشركات الروسية منتصف الشهر الجاري، حاملًا عروضًا لتطوير البنى التحتية لا سيما في مجالات الكهرباء والبيئة والطاقة. هذا، في حين أكّد المبعوث الأمريكي في ملف ترسيم الحدود البحرية، أموس هوكشتاين، أنّ الغاز المصري سيصل إلى لبنان قبل آذار/ مارس المقبل، رغم ما يطرحه البنك الدولي من شروط إصلاحيّة لبنية قطاع الكهرباء وحوكمته، وطريقة تلزيم عمليّاته لتأمين تمويل استجرا الغاز المصري والكهرباء الأردنية.
في غضون ذلك، وتزامنًا مع ما كشفه تقرير للبنك الدولي عن توسع هائل في حزام الفقر في لبنان، ليضم فئات جديدة تبلغ نحو 2.3 مليون نسمة من المقيمين، أطلق رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، منصة دعم البطاقة التمويلية والمشروع الطارئ لشبكة الأمان الاجتماعية بدعم من البنك الدولي، حيث سيستمر التسجيل على المنصة حتى نهاية شهر كانو الثاني / يناير 2022.
بدورها، أوضحت وزارة الشؤون الاجتماعية أن شبكة الأمان الاجتماعية تستهدف 150 ألف عائلة لبنانية من الأسر الأكثر فقرًا، بحيث ستحصل على 20 دولارًا شهريًا عن كل فرد في الأسرة (6 أفراد كحد أقصى)، ومبلغ ثابت بقيمة 25 دولارًا للأسرة الواحدة، إضافةً لتأمين البرنامج النفقات المباشرة للدراسة لـ87 ألف طفل (أعمارهم بين 13 و18 سنة)، تتراوح بين 200 و300 دولار عن كل تلميذ.
أمنيًا، أكّد وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، خلال اتصال هاتفي مع وزير الداخلية، بسام مولوي، تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، واستعداد أنقرة لتقديم المساعدات للقوى الأمنية. بدروه، بحث وزير الدفاع، موريس سليم، التعاون المشترك مع مع وفد أوروبي من خبراء برنامج "مكافحة الارهاب لأجل أمن لبنان". هذا، فيما شهد لبنان موجة محدودة من الاحتجاجات وقطع الطرقات احتجاجًا على الأوضاع المعيشية، إلا أنها تركزت في المناطق السنية بشكل خاص في طرابلس و بيروت، وصيدا وزحلة.
في آخر تطورات وباء "كورونا" ومع بلوغ عداد الإصابات 1900 إصابة، أعلنت لجنة "كوفيد-19" أن لبنان سيفرض حظر تجول ليليًا اعتبارًا من الـ17 من الشهر الجاري لمدة ثلاثة أسابيع على كل من لم يحصل على اللقاح، مع إلزام جميع العاملين في عدد من القطاعات بتلقي اللقاح. من جهتها، أعلنت وزارة التربية بدء عطلة الأعياد للمدارس والجامعات، من الـ16 من كانون الأول/ ديسمبر حتى التاسع من كانون الثاني/ يناير، والقيام خلالها بتلقيح الطلاب بمعدل 140 ألف شخص أسبوعيًا.
في السياق ذاته، تلقى لبنان 500 ألف جرعة من "فايزر" كهبة فرنسية، و300 ألف جرعة "سينوفارم، و100 سرير و100 آلة تنفس كهبة صينية، وذلك فيما أعلن وزير الصحة، فراس الأبيض، عن توقيع اتفاقية مع البنك الدولي لدعم تعرفات استشفاء مرضى وزارة الصحة، للتخفيف من فاتورة الاستشفاء.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا