استنتاجات الموجز:
الاتفاقيات التركية القطرية تظهر مضي العلاقة نحو ترسيخ تعاون تحوَّل لتحالف استراتيجي لا يتأثر بالمتغيرات الإقليمية
تداول أخبار بيع أكبر شركة صناعات دفاعية تركية للإمارات يلقى حالة من الرفض الواسع من قبل المعارضة التركية
تمضي العلاقات القطرية التركية نحو ترسيخ تعاون تحوَّل لتحالف استراتيجي لا يتأثر بالمتغيرات الإقليمية، ويكرس تعاونًا مثمرًا في مختلف القطاعات، ويتحول إلى نموذج ناجح في المنطقة يسهم في استقرارها. في هذا الإطار، تعكس الزيارات المتبادلة لكل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وأمير قطر، تميم بن حمد، عمق العلاقات التي تجمع البلدين على أكثر من صعيد. وفي آخر زيارة للرئيس التركي إلى قطر ولقائه الخاص مع "تميم"، تعززت تلك الصورة عن هذه العلاقة المميزة التي تجمع البلدين.
في السياق ذاته، عُقدت أعمال الدورة السابعة برئاسة كل من "تميم" و"أردوغان" في الدوحة، ووقّع الجانبان 14 اتفاقية تعاون في مجالات مختلفة، كالاقتصاد والاستثمار والصناعة والدفاع والأمن والأوقاف والإعلام والثقافة والرياضة، وناقشا العديد من جوانب علاقتهما القوية والمتميزة. ويعكس البيان المشترك في ختام اللجنة القطرية التركية العليا ما تحقق على أرض الواقع من ترسيخ للتعاون القطري التركي.
على صعيد خارجي منفصل، تسعى أنقرة لتغليب الخيار الدبلوماسي بين روسيا وأوكرانيا، والعمل بكل قوة لمنع تطور الأوضاع وحصول مواجهة عسكرية كي لا تضطر للاصطفاف إلى جانب أي طرف. وظهر ذلك بشكل واضح من خلال التأكيدات المتلاحقة في الأيام الأخيرة على استعداد أنقرة للوساطة بين روسيا وأوكرانيا، والتي كان أخرها إعراب الرئيس "أردوغان" عن استعداد بلاده للعب دور الوسيط، لخفض التوتر القائم بين البلدين، لافتًا إلى أن “أنقرة تتابع تداعيات التوتر بين روسيا وأوكرانيا عن كثب”. وقال "أردوغان" موضحًا: “نحن على استعداد لتقديم الدعم اللازم للحد من التوتر بين روسيا وأوكرانيا الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة، ولفتح قناة حوار بين الطرفين”، مؤكدًا على أن أنقرة ستقوم بما يقع على عاتقها من أجل إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهة أخرى، ورغم إبداء "أردوغان" رغبة بلاده في تحسين العلاقات مع دولة الاحتلال خلال الأيام الأخيرة، إلا أنه ربط سبيل إحلال الاستقرار والسلام الدائم بتأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس. وبيّن الرئيس التركي أن القدس ليست قضية مجموعة من المسلمين الشجعان فقط إنما قضية العالم الإسلامي بأسره، مشددًا على أن “جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن الإبادة الجماعية بحق اليهود في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية ظلم وانعدام ضمير."
في ملف إقليمي آخر، استقبل رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، بمدينة إسطنبول على هامش المؤتمر الـ16 لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي انطلقت أعماله في إسطنبول. وأكد "شنطوب" على أن تركيا ستواصل دعمها لليبيا في كافة المنابر الدولية، فيما أعرب "المشري" عن سعادته بتواجده في تركيا، مشيرًا إلى أهمية الدعم الذي تقدمه تركيا إلى بلاده.
داخليًا، أشعلت الأنباء عن وجود وفد إماراتي في أنقرة لبحث شراء حصة في أكبر شركة للصناعات الدفاعية في تركيا "أسيلسان"، جدلًا واسعًا في الداخل التركي، وسط غضب كبير في صفوف المعارضة التي حذرت الحكومة من الإقدام على هذه الخطوة. وقد دفع هذا الشركة لإصدار بيان نفت فيه بشكل قاطع أنها ستباع إلى “مستثمرين في الخارج” مذكرة بأنها “تأسست بتبرعات المواطنين الأتراك".
وكتب مسؤولون كبار في أحزاب معارضة مختلفة ونواب في البرلمان تغريدات، حذروا فيها الحكومة من الموافقة على أي عمليات بيع للشركة، معتبرين أنها شركة وطنية عسكرية ويجب أن تبقى تركية خالصة؛ فقد كُتبت أكثر من 50 ألف تغريدة عن “أسيلسان” على "تويتر"، ترفض بيع الشركة التي تتمتع بأهمية خاصة للصناعات الدفاعية التركية، إلى جانب رمزيتها كشركة تأسست بأموال التبرعات الشعبية عقب الحصار العسكري الذي فرضه الغرب على تركيا، بسبب تنفيذها عملية عسكرية واسعة في قبرص عام 1974.
من جهته، أثار زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كيلجدار أوغلو، خلال جلسة مناقشة ميزانية العام المقبل 2022 غضب نواب البرلمان بحركة يد وصفها مسؤولون وسياسيون بأنها "مخلة للأدب". وعمت حالة من الفوضى في البرلمان، ما اضطر رئيسه إلى إلغاء الجلسة.
اقتصاديًا، توقع وزير المالية والخزانة التركي الجديد، نورالدين نباتي، انخفاض عجز الموازنة إلى ما دون 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، على أن تتم إدارته بانضباط مالي، مؤكدًا أن السياسة المالية للبرلمان تحت إشرافه ستتسم بالشفافية، وكرر قول إن الحكومة ستركز على تحسين ميزان الحساب الجاري. من جهتها، توقعت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني أن يتجاوز مؤشر أسعار المستهلكين 25% في الشهور المقبلة، فيما أعلنت مؤسسة البترول التركية عن اكتشاف حقل للنفط الثقيل بالقرب من الحدود السورية، جنوب شرق البلاد.
على المستوى الشعبي، دعا الرئيس "أردوغان" مواطنيه إلى أن يصبروا وأن يثقوا بالنموذج الاقتصادي الجديد للحكومة، الذي بموجبه يولي أولوية لنمو اقتصادي تقوده أسعار فائدة منخفضة، مبينًا أن هيئة الرقابة المصرفية تحقق في قضية التلاعب بأسعار الصرف، وسيُعرف من يقف وراء ذلك، وأن بلاده ستتغلب على الهجمات التي تستهدف اقتصادها، وأن هذه الهجمات لن تخلف آثارًا عميقة في بنيته.
أمنيًا، أوقفت قوى الأمن التركية 33 شخصًا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات محظورة، منها "القاعدة" و"داعش" و"هيئة تحرير الشام"، وذلك في أنقرة وإسطنبول أغلبهم أجانب. وحيّد الجيش التركي 20 عنصرًا من تنظيم "بي كى كى" في عملية عسكرية برية وجوية على أوكار التنظيم شمال العراق، بالتعاون مع الاستخبارات التركية. بالمقابل، قُتل ثلاثة جنود أتراك في منطقة عملية "مخلب الصاعقة" شمالي العراق، جراء اعتداء نفذه عناصر تنظيم "بي كى كى".
أمنيًا أيضًا، أوقف الأمن التركي أربعة مشتبهين بزرع عبوة ناسفة أسفل سيارة خاصة، تعود لأحد أفراد الشرطة المشاركين في تأمين مهرجان الرئيس "أردوغان" في ولاية ماردين، كما ضبطت ثلاثة أشخاص متهمين بالانتماء لتنظيم "غولن" أثناء محاولتهم العبور بطرق غير قانونية إلى اليونان. من ناحيتها، تمكنت قوات الأمن السودانية من تحرير مهندسين تركيين اختُطفا أثناء عودتهما إلى المنزل من عملهما في محطة لتوليد الكهرباء، في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
على الصعيد العسكري،سلمت شركة "أسيلسان" للصناعات الدفاعية قيادة الجيش التركي رادارها الجديد الخاص بكشف وتحديد الأسلحة، وذلك بعد إنها إجراءات المعاينة والقبول لأجهزة الرادار الذي طورته "أسيلسان" بقدرات محلية، وأن الرادارات تمتلك مزايا عديدة أبرزها التركيب السريع والسهل، واكتشاف وتتبع أكثر من سلاح في آن واحد ونظامًا متقدمًا.
عسكريًا أيضًا، نجحت تركيا في اختبار إطلاق النار من عدة مسافات متفاوتة لأول طائرة مسيرة مسلحة بالليزر في العالم. وتعد الطائرة ثمرةً للتعاون المحلي المشترك بين مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية "توبيتاك"، وشركة "أسيس جارد" للإلكترونيات وأنظمة المعلومات، بإشراف من الإدارة العامة للأمن التركية.
لقراءة وتحميل الموجز / اضغط هنا